الخميس، 10 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم (117) خزف بين يدي الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا}
(2كو 4 : 7)
+ الله هو الفخاري الأعظم القادر أن يشكلنا كما يريد. ونحن يجب أن نكون عجينة خاضعة وطيعة بين يديه ليشكل منا أوان خزفية للمجد والكرامة ويزينها بكل فضيلة روحية لتصلح أن تكون لزينة وجمال بيت الرب، ولكي يكون فضل القوة لله لا منّا. وعلينا أن نصلي ونعمل ليحقق الله خطته بنا ولا نتعرض للفساد أو أعادة التشكيل { الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي». فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: «أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هَكَذَا بِيَدِي} ( أر 1:18-6). أن الخزاف الأعظم يريد يجعلنا علي صورته ومثاله وأتي بنا الي العالم لهدف وخطة في فكره يريد أن يتممها بنا ويجب علينا أن نستلهم منه وأجباتنا ونؤديها بامانة واخلاص. فليس أعتباطا ان نولد وننشأ في هذا المكان أو ذاك وأن تكون لنا هذه المعرفة أو تلك ولكن الله يريد أن يستخدم كل وأحد وواحدة منا لخدمة مجيدة وعمل صالح ويشكلنا كأوان خزفية لعمل أرادته الصالحة المرضية فيكون فضل القوة لله لا منّا.
+ لكي يشكل الخزاف الأنية الخزفية فانه يضعها علي دولاب الفخار ويضغط عليها بكلتا يديه، ويحرك العجلة برجليه فتدور تارة ببطء وتارة بسرعة حسب ما يراه بلمسات مختلفة حتى يشكلها ثم يعرضها للشمس لتجف وتنشف ثم يضعها في الأتون لتحرق وقد يضع عليها الفنان رسوماته الفنية لتبدوا في غاية الروعة، وهذا ما يفعله الله ليشكلنا بالظروف السهلة والصعبة والتجارب التي نظنها قاسية ويعمل الروح القدس فينا للتأديب والتقويم والتعليم وكل ذلك ليعدنا لنكون نافعين للخدمة ولمجد أسمه القدوس. علينا نخدم الله خدمة مرضية { لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى} (عب 12 : 28). السيد المسيح كراعي صالح يستخدم دراستنا وعملنا وخدمتنا وحتى المرض والأخفاق والنقد والضيقات من أجل تشكيلنا لنكون لمجد أسمه فلا نعترض علي بوتقة الضيقات التى تحررنا من الأنانية والذات ومن التعلق بالناس والأشياء وتحررنا من الخطية ومحبة العالم. وعلينا أن نقبل في شكر تاديبات القدير ولا نعترض على حكمته { وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. خَزَفٌ بَيْنَ أَخْزَافِ الأَرْضِ. هَلْ يَقُولُ الطِّينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ }(اش 45 : 9). علينا أن نطلب أرادة الله في حياتنا لنعرفها ونتممها وندعوه ليشترك معنا في كل عمل صالح.
+ لقد أشترانا الله بالدم الكريم لنكون أبناء وبنات له ويعمل بنا عمل مجيد ونكون نور فى العالم وسفراء له على الأرض ونثمر ويدوم ثمرنا. فلا يقل أحد أنه كشجرة غير مثمرة فى حقل غير مفلح. بل نضع حياتنا وأمكانيتنا وقدراتنا ووقتنا فى يد الله ونحبه ونطيع وصاياه ونطلب منه أن يصنع منا أنية للكرامة والمجد. نصلي ليقودنا الله معلمنا ايانا ماذا يريد أن نفعل؟ ويملائنا بثمار البر والتقوى { لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا}(اف 2 : 10). نحن عمل الله وخليقته، خلقنا على صورته ومثاله وأعطانا نعمة العقل والأرادة و أختارنا للبنوة وليتمم بنا مقاصده المقدسة وهو قادر ان يأخذ بيد كل واحد منا حتى لو تعثرنا لنعود بقوة أعظم ويتمم بنا أرادته المقدسة، أمين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق