الخميس، 3 ديسمبر 2015
(3) أولاد الله وصنع الخير
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(9)
أولاد الله
{ أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.}
(يو 12:1-13)
+ يا الله العظيم الأبدي الذى من أجل خلاصنا جاء وتجسد من الروح القدس ومن القديسة مريم فقبلناه بالإيمان وصدقنا وعوده ودخلنا معه في عهد مقدس لا بدم حملان أو عجول بل بدم الأبن الكلمة وتدبير يفوق العقول، نفهمه ونعيشه بالإيمان. يا الله الأب الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ لأجلنا فى السماء. يارب يا من اعطانا نعمة الإيمان والتبنى بل الأمتياز والحق والسلطان لندُعي أبناء الله. نشكرك يا أبانا القدوس السمائي الذى دعانا بغني نعمته ويعمل معنا ويقودنا بروحه القدوس فى موكب نصرته لكي لا يقوى علينا موت الخطية بل نثبت فيك وتثبت فينا ونحيا البنوة لك وروح الأخوة الحقة لبعضنا البعض وتحل بالإيمان فينا.
+ بنوتنا لك يا الهنا ليس بانتساب لدم وعرق معين كما يعد الأنتساب لأبراهيم سبب لكوننا أبناء لابراهيم كيهود، وليس كوننا من ذرية أسماعيل أو حتى من نسل داود كتحقيق لوعود. كما أنهاء ليس نتيجة تزاوج طبيعي بين رجل وأمرأة بل ولادة روحية من الماء والروح القدس بها نولد من فوق تكون فيها أنت يارب أبا لنا كميلاد لخليقة جديدة للإنسان من فوق، نصير أبناء لله بالروح وطاعة الحق والوصية وذلك لا لفضل فينا بل لمحبتك يالله اتخذتنا أولاداً لك وفي مقابل محبته ساعدنا وأهلنا أن نحبك ونحب إخوتنا، فمن يحب يصير ابناً لله ومن لا يحيا المحبة لم يعرف الله لان الله محبة.
+ نعمة البنوة ينالها المؤمنين وعليهم أن يثبتوا فيها ويسيروا كابناء الله ى طريق القداسة والكمال، نعم نحن محتاجون إلى غيرة عظيمة كي نحفظ صورة البنوة التي انطبعت علينا في العماد، وذلك بأن لا يوجد فينا دنس الخطية ولا الأنجذاب للشهوات الرديئة ولا طرق إبليس المضلة بل نتبع الله من كل قلوبنا ونتعلم منه ونقتدي به، فليس كل من يقول يارب، يارب يدخل ملكوت السماوات بل الذى يفعل أرادة الله ويتمم عمله. نعم يارب أهلنا أن نكون أبناء وبنات بحق لك نقتدى بمحبتك ونسير على هدى تعاليمك ونتقوى فى الإيمان ونثمر ثمر البر ونفرح في رجاء الخيرات العتيدة، أمين.
.........
(10)
صنع الخير
{أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ.}
(3يو 13:1)
+ لقد دعوتنا يارب أبناء وأحباء ويجب علينا أن نتعلم منك ونقتدي بك أيها الأب السماوي، ونعلن بنوتنا لك لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق، ونعمل بوصاياك المقدسة وبتعاليم أبائنا الرسل القديسين ونقتدي بهم ونتمثل بايمانهم. نجول فى العالم نصنع خير كما أنك يا الهنا صانع خيرات ورحوم تعمل من أجل خلاصنا وخيرنا ونجاتنا من طوفان الشر وسلطان الشيطان وعالم الظلمة. أن غياب الخير هو شر، ومن يعرف أن يعمل خير ولا يعمله فذاك خطية له، فساعدنا يارب وأعمل بنا الخير في عالم يحتاج فيه الكثيرين الي مد يد العون والمساعدة وصنع الخير.
+ ما أحوجنا فى عالم اليوم الي القدوة الصالحة. البعض يقتدي بالرياضيين أو بالممثلين أو بالسياسيين كل حسب أهتماماته. أما نحن فعلينا أن نقتدي برئيس إيماننا ومكملة الرب يسوع الذى جال يصنع الخير ويدعو اليه. وصار لنا قدوة ومثال فى محبته وبذله وفى تواضعه وفى صبره. علم بالقدوة والمثال قبل أن يعلم بالأقوال والأمثال. غسل أرجل التلاميذ كخادم وكدرس عملي للتواضع ثم علمهم قائلا { فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً. كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»} (مت 25:20-28).
+ أخلق لنا يارب العيون الروحية التي تبصر محبتك وتعاين مجدك، وأخلق فينا يارب الرغبة لمحبتك ومحبة الغير وصنع الخير، أبعد عنا الأنانية وحب الذات أو الشهوات، طهر قلوبنا ونقي نياتنا وحواسنا وأجسادنا وأرواحنا ونفوسنا. وهبنا أرادة صادقة للأقتداء بك، سهل لنا يارب طريق التقوى لكي ما نضبط نفوسنا فى كل شئ، ونجاهد بالصبر فى طريق الكمال المسيحي الذى اليه دعينا، أمين.
.....
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق