للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإنسان يحصد ما قد زرعه، فاذا لم نهتم كيف نزرع ولم نتعب فى تنقية وتنقيب الأرض وحرسها وزراعتها فلن نحصد المحصول الجيد الذى يفرح قلب الله وقلوبنا. ومن يزرع بالشح بالشح ايضا يحصد ومن يزرع بوفرة وكرم يحصد بفيض { أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ} (لو 6 : 38). ما نزرعه بايدينا ونتعهده بالرعاية سوف نحصده { الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً }(غل 6 : 7). وأن اردنا أن ننمو روحيا يجب ان نجاهد ونروض أنفسنا على حياة التقوى والإيمان { وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى }(1كو 9 : 25). أن كل أمكانيتنا ووزناتنا هي بذار وهبها لنا الله ويجب أن نستخدمها فى خدمة الله وكنيسته وخدمة من حولنا وعندما يري الله أمانتنا فى البذار القليلة التي بين أيدينا يجعلها تأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا {ِبهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي} (يو 15 : 8).
+ لكي ما نأتي بثمر ونحصد خير علينا أن نحيا بتواضع قلب، ونموت عن الرغبات والشهوات الخاطئة ونقلع من قلوبنا كل محبة غريبة عن محبة الله ونبذل ذواتنا حبا في المسيح الهنا الذى مات عنا { اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ }(يو12 : 24). عندما يتجرد الإنسان عن أنانيته ويبذل ذانه فهو يجدها { فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا (مت 16 : 25). ويجب علينا أن نثبت في المسيح وكلامه ومحبته وأسراره لاننا بدون المسيح لا نقدر أن نفعل شئ { أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً}(يو 15 : 5).
علينا أن نقدم لله أفضل ما لدينا بل نعطيه حياتنا وكل أمكانيتنا كما كرس المسيح حياته وتجسد من أجل خلاصنا وبذل ذاته وأطاع حتى الموت، موت الصليب ليهبنا الخلاص والبنوة والفداء. نعطي فى سخاء ونقدم فى كرم { وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ} (مر 4 : 24). فى هذا الظروف الصعبة يجب أن يكون لنا أتساع القلب وحب ونقدم لاخوتنا الذين يعانوا الحاجة والعوز المادي والمعنوى والروحي ولا نبخل بما نملك من أجل راحة أعضاء جسد المسيح الضعيفة. أن البعض يظن فى جهل روحي أنهم يمكنهم أن يمارسوا نوعاً من التوفير أو الإقتصاد فيقدمون للرب بقايا ماعندهم أو فضلاتهم، ولكنهم لايعلمون أنهم بهذا يسلبون أنفسهم أعظم إمتياز لأنهم أيضاً سيحصدون بالشُح أما من يزرع بكرم وحب فسيحصد بسخاء.
+ علينا أن نزرع فى تعاون ومحبة لنكمل بعضنا بعض. نزرع ونشرك الغير معنا فى الرعاية الزرع الروحي حتى نفرح معا بالحصاد { أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذاً لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئاً وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي (1كو 3 : 6- 7). أن الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون فلنصلي بإيمان أن يرسل الله فعلة لحصاده كما طلب منا رب المجد { الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ (لو 10 : 2). علينا أن نثق فى رعاية الله الأمينة ومحبته القوية ونتمسك بالرجاء الصالح { والَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَلاَّتِ بِرِّكُمْ}(2كو 9 : 10). والله صانع الخيرات الرحوم قادر أن يزيدنا فى كل نعمة، لكي نزداد فى كل عمل صالح { وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ }(2كو 9 : 8). نحن نزرع وأثقين أن الله يعطي كل واحد حسب تعبه، ومع هذا فنحن لا ننتظر مكأفاة من الناس بل نعمل فى أمانة لنرضى الله { لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ }(1بط 4 :10). وبعيون الإيمان ننتظر الظهور المبارك لربنا يسوع المسيح للننال الحياة الأبدية {وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً }(يو 4 : 36). علينا أن نعمل بروح الصلاة والطلب الى الله لكي يهبنا روح الحكمة والقوة والفهم والمشورة الصالحة ويشترك معنا فى كل عمل صالح، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق