نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 4 أبريل 2020

أمَّا أَنَا فَصَلاَةً - البيت المسيحي المقدس -4




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الحياة الأسرية والبيت المقدس
+ الأسرة الصالحة هي النواة التي يبني عليها المجتمع السليم، وبه تنهض الكنيسة والدولة في سائر الأمم. وفى زمن أنتشار وباء الكورونا المستجد والذى ينتشر عن طريق الأختلاط غير الحكيم والتجمعات المزدحمة والتي بها يتناقل الفيروس بسرعة عبر أختلاط بحاملي المرض. لهذا نرى أهمية الدعوة للبقاء في البيت لحماية الأسرة والمجتمع وللرجوع الي حضن الأسرة الدافى ولترميم العلاقات الأسرية، بالحكمة نبني بيوتنا وبالفهم تثبت { بالحكمة يبنى البيت وبالفهم يثبت }(ام 24 : 3). علينا أن نعمل بحكمة لنحيا حياة عائلية مقدسة عمادها المحبة والتفاهم والأحترام ومراعاة كيف تكون حياتنا الأسرية سليمة من النواحي الأجتماعية والصحية والروحية والعملية ونربي أبنائنا في أسرة مسيحية حقيقية متعلمين المحبة والإيمان والبذل والأحترام من الله وإنجيلة المقدس ومن حياة أناس الله القديسين وسيرتهم المقدسة . نعرف كيف  يقدر ويحترم الفرد شريك حياته ويخلص له ويعمل علي أسعاده وتنمو محبتهم معاً ويستطيعا تربية أبنائهم حسناُ. البيت المسيحي علي صخرة الإيمان بالمسيح ويخصص فيه الزوجين مكاناُ مناسبا في البيت كغرفة أو ركن للصلاة والتسبيح ودراسة كلمة الله والتأمل والخلوة في البيت. نتعلم الثبات في المسيح وكلمته ومحبته وحمل صليب الشركة الأسرية بضعفاتها وقوتها بفرح وشكر، فى السراء والضراء، في الصحة والمرض، كصخرة  تتحطم عليها حيل وتجارب إبليس وبهما نعبر تجارب الحياة من نجاح أو فتور أو ضعف أو سوء فهم في العلاقات لاسيما في السنوات الأولي للزواج وكما قال السيد الرب { فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساًعَلَى الصَّخْرِ.} ( مت 24:7-25).
+ صفات الكنيسة المقدسة تنطبق علي الأسرة المسيحية كنواة للمجتمع الصالح والكنيسة، فالكنيسة من صفاتها أنها واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية. هكذا تتحد الأسرة فى الإيمان والمحبة والفكر المقدس والصلاة وتبني علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح رئيس إيماننا وتتسلم الإيمان المستقيم في جهاد روحي باصوام وصلوات وممارسة للأسرار والنمو والثبات في كلمة الله فتكون  الأسرة مدرسة للفضيلة وينجح أعضائها فى حياتهم وخدمتهم للكنيسة والمجتمع. الروح القدس هو الذى يقدس العلاقة الزوجيه ويجددها ويجعل الأثنين جسداً واحداً وروحاً واحداً خاصة عندما ننقاد بروح الله ونطيع عمله فينا وعندها تكون بيوتنا بيوت صلاة وتتقدس بكلمة الله ويكون لنا الفكر والروح الواحد به يسعي كل طرف لاسعاد شريك حياته في بذل وتضحية بدون أنانية أو تنافر. فنقدم شهادة حسنة لإيماننا المستقيم وبيتنا يصير كنيسة لله كما يقول القديس بولس الرسول {  يسلم عليكم في الرب كثيرا اكيلا وبريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما }(1كو  16 :  19).
+ أجتماع الأسرة  للصلاة الأسرية ودراسة كلمة الله يجعل المسيح يحل في قلوبنا وفي وسطنا ويرفع كل ضيق ومرض وضعف ويفرح قلوبنا ويكون لنا رفيق طوال الطريق ويستجيب لصلواتنا كقوله {  وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ.} ( مت 19:18-20). وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم " ليس شئ يجعل الإنسان مثل المسيح كاهتمامه باقربائه".  كما أن لا يوجد أشر من يهمل الأعتناء بخاصته { وان كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن }(1تي  5 :  8). أن المذبح العائلي والصلاة معا في البيت تقدس حياتنا وبيوتنا وتهبنا وحدانية القلب التي للمحبة وكما يقول النبي { لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية } (مز 141 : 2). فاجتماع الزوجين والأبناء بانتظام في مكان مخصص للعبادة في البيت للصلاة بالأجبية أو الصلوات الأرتجالية والتسبيح والترتيل ودراسة والتأمل في كلمة الله تملأ بيوتنا محبة وسلام وفرح . كما أن الصلاة في الكنيسة للتناول من الأسرار والأجتماعات الأسرية تجدد وتكمل روح المحبة وتنمي السعادة والتفاهم بين أفرادها. ويحتاج كل عضو في الأسرة لجلسة الخلوة ومحاسبة النفس ومع أب الأعتراف ويحبذا أن يكون أب أعتراف مختبر واحد للأسرة ليرشد الأسرة بروح المحبة والوحدة ويقودها للنمو في محبة الله وبعضهما البعض.
ثمار المذبح العائلي في الأسرة
+ الصلاة العائلية والنمو في النعمة ... في عصر الميديا ووسائل التواصل الأجتماع والتلفزيون والدش والنت نرى التباعد والتشتت الفكرى والروحي يسبب للعائلات الخلافات والتباعد وعدم الفهم وتتذايد الحاجات والرغبات المادية والجسدية والروحية والعاطفية غير المشبعة. يجب أن نعلم أنه لا يشبع حاجة الإنسان مثل الشبع بالمسيح وبالمحبة الأسرية والترابط بين أعضاء الأسرة وهنا يقوم المذبح العائلي بدور هام لثباتنا ونمونا معاً في المسيح يسوع ربنا فكلمة الله تنقي المؤمن وتثبته في المسيح والصلاة تشبع حاجاتنا الروحية والمحبة الأسرية وتنقي قلوبنا من كل غش أو خطية {  أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاًإِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.} (يو3:15-4). في الصلاة نتصل ونتواصل بالله ونتوحد بالراعي الواحد ونصلي لأخوتنا وكنيستنا وبلادنا وللعالم كله. فنعبد الله بالروح المسكونية التي تتحرر من الأنانية وتنطلق بروح الأخوة نحو الجميع فنحن أبناء أب واحد وما يحدث للفرد من خير أو ضر، صحة أو مرض يتأثر به المجتمع ويصل تأثيره للعالم كله.
+ المذبح العائلي والثبات في الإيمان ...
الإيمان العامل بالمحبة نتسلمه ونتعلمه من الأسرة في البيت كإنجيل معاش { وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع} (2تي  3 :  15). وكما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس { اذ اتذكر الايمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن اولا في جدتك لوئيس وامك افنيكي ولكني موقن انه فيك ايضا }(2تي 1 :  5). فى البيت المقدس نري أستجابة الصلوات الجماعية للأسرة وتنمو الأسرة ولاسيما الأبناء في الإيمان بالقدوة الصالحة التي لابائهم وأمهاتهم ويتعلموا كيف يحافظوا علي إيمانهم ويشهدوا لمسيحيهم. ننمو في الإيمان بقراءة ومعرفة سير القديسين والتمثل بايمانهم كحياة نراها ونتعلمها كابناء من أهلنا هكذا أستطاعت يوكابد أن ترضع موسي وهارون ومريم لبن الإيمان ليعتمدوا علي الله ولا ينسوا وصاياه بل يحيوا الإيمان ويسلموا الوديعة لمن يأتي بعدهم  { أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ. لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ. فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللّهِ اعْتِمَادَهُم وَلاَ يَنْسُونَ أَعْمَالَ اللهِ بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ.} ( مز 5:78-7). راينا في شهداء كنيستنا في ليبيا كيف شهدوا لإيمانهم وسط ضغوط الحياة والظلم والأضطهاد وبذلوا ذواتهم حباً فيمن أحبهم وتمسكوا بايمانهم وفرحت الكنيسة وعائلتهم بثباتهم في الإيمان للنفس الأخير.
+ المذبح العائلي والمحبة والمصالحة والأستقرار الأسري
أن كانت الأسرة تهتم بالطعام الجسدي وبتعليم أبنائها حسناً فكم يجب أن تهتم بنموهم الروحي والنفسي ونجاحهم في المجتمع والكنيسة، أن حياة الصلاة ومعرفة الله وشركة الروح القدس تجعل الأسرة تنمو في المحبة ولا تترك أبنائها فريسة للصداقات المعثرة وتبث الحرارة الروحية في أوقات الضعف والفتور وتجعل روح المحبة ووحدانية القلب تتأصل بين أعضاء الأسرة.  الترابط والمحبة الأسرية تنمو بالصلاة واللقاءات الروحية والأغابي المشتركة علي مائة الطعام مما يعطي الروح الواحد والفكر الواحد ويجعلنا أعضاء نخدم بعضنا بعض بروح الشركة وبنفس وأحدة مما يجعل أعضاء الأسرة صالحين لخدمة الله وأنفسهم ويجعل الأسرة نواة صالحة لنمو الكنيسة وتقدم المجتمع.
+ العلاقة الصادقة بين النفس البشرية والله تجعل الإنسان يتصالح مع ذاته ويقبلها ويقبل الغفران بالتوبة من الله ومن ثم يستطيع أن يمنح المحبة والقبول والغفران لأعضاء الأسرة. فلا يتقوقع أحد علي ذاته أو ملذاته أو شهواته بل تنفتح الأسرة علي الله بروح المحبة التي هي رباط الكمال ويتعلم أعضائها كيف يتصرفوا بوحي الإيمان في مختلف المواقف بطريقة إيجابية وبروح مسيحية تتقبل الغير وتتعاون معهم وتعالج المشاكل في محبة وترفع عن الصغائر والأحتمال ما يواجهها من تحديات بروح الصلاة الواحد الي الله مما ينمي المحبة والمصارحة والمصالحة والأستقرار والسلام داخل الأسرة.
 أما أنا وبيتي فنعبد الرب
+ أيها الآب السماوى القدوس قدس بيوتنا وحل بسلامك الكامل في قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وشعبنا وأجعلنا رعية واحدة لراع واحد، أحفظ شعبك وكنيستك رعاة ورعية وحصنا بيمينك غير المرئية  ونمي فينا مخافتك والهب قلوبنا بشوقك وأجعل كلامك ووصاياك نورا لحياتنا ليري الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوك علي عملك فينا ومعنا لنكون دائما مثمرين ونامين في النعمة وفي معرفتك يا الله البار القدوس ونسعي نحو الكمال المسيحي الذى اليه دعينا.
+ أيها الرب الهنا الذى أحبنا ويريد خلاصنا ويسعي لنمونا فى النعمة وجاء الينا متجسداً لتكون لنا حياة أفضل علمنا أن نحبك وننمو في معرفتك والأتحاد والثبات فيك ولنقل مع النبي { أما أنا وبيتي فنعبد الرب} ( يش 15:24) . بدد يارب حيل ومكائد إبليس الذى يسعي للفرقة والذى يسعي الي هدم بيوتنا بالكراهية والكذب والخصام والأشباع غير السوى لحاجاتنا الإنسانية.  هبنا حكمة ونعمة وقوة لكي ننمو في وحدانية القلب التي للمحبة ولا تغرب الشمس علي أختلافنا بل يكون لنا رباط المحبة التي للكمال المسيحي للنمو فى محبتنا لك ولبعضنا البعض ككنيسة مقدسة مملؤة من الفضائل المسيحية، علمنا يارب أن ننكر ذواتنا ونحمل الصليب بشكر كل يوم ونتبعك ونسرع الي حفظ وحدانية القلب برباط الصلح الكامل وبالمحبة نحتمل بعضنا بعض وننموا في القداسة التي بدونها لن نستطيع أن نراك.
+ نصلي اليك يا الله طالبين من روحك القدوس أن يعلمنا ويثبتنا فيك أغصاناً حية مثمرة . أمنح كل عائلاتنا وأعضاء كنيستنا الشفاء الروحي والنفسي والجسدى وهبنا حكمة ونعمة لمواجهة كل تحديات الحياة بنجاح وأصلح من حال بيوتنا وهب لنا روح القوة عوض الضعف، وروح المحبة عوض الكراهية . وروح الصحة عوض المرض والضعف وروح النجاح والبناء عوض الفشل والهدم . علمنا أن نخدم بعضنا بعض بروح البذل والعطاء والتضحية. علمنا أن نكون لطفاء محبين وبروح الوداعة نسعي كسفراء عن السماء ندعو للتوبة والرجوع اليك وبالمحبة نشهد لعملك فينا، أمين.

ليست هناك تعليقات: