للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الأحداث الخلاصية ورحلة الآلام ..
+ عندما جاء الينا الأبن الكلمة متجسداً قبل ما يزيد عن
الفى عام بعقدين فقد غير وجه التاريخ وقسم التاريخ لفترة ما قبل الميلاد وما بعد
ميلاده المجيد لتبدأ البشرية حقبة جديدة يُنسب اليه التاريخ فيها وراينا من خلال
التجسد المحبة الكاملة المتجسدة وسعي الله الى خلاصنا. وصار من يؤمنون
بالمسيح ينتسبون اليه كمسيحيين نسبة ليسوع المسيح . لقد قدس الرب يسوع المسيح
الجسد الإنساني بتجسده وعلمنا كيف نعبد الله بالروح والحق وكيف نعيش المحبة لله
وللغير ونجول نصنع خير ووهبنا الفداء والعهود والوعود والأمجاد السمائية كابناء
لله بالتبنى { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي
المؤمنون باسمه} (يو 1 : 12). راينا فى العهد
القديم كم كانت هناك أياما مقدسة تخصص لله لا ينشغل فيها الانسان بأعمال الحياة
ومشاغلها ولكن يقدسها لله ويتفرغ فيها للصلاة والتأمل والقراءة فى الكتاب المقدس .
+ فى العهد الجديد يتقدس الانسان ويصير " قدساً
للرب" أى مخصصا ومقدسا للرب وحتى الأعمال العادية فى الحياة مع المسيح،
تتقدس بالصلاة والأمانة فى الخدمة والعمل والجهاد الروحى { فدفنا معه بالمعمودية
للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة}
(رو 6 : 4). ويدهن المؤمن بالميرون المقدس ليتقدس جسداً ونفساً وروحاً ويصير
هيكلاً لروح الله { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم
التي هي لله} (1كو 6 : 20). واذ تألم المسيح بالجسد من أجل خلاصنا
وقام من أجل تبريرنا فاننا نتبعه هذا الاسبوع فى كل يوم وكل ساعة متذكرين الاحداث
الخلاصية التى تمت فى هذا الاسبوع من أجل هذا الفداء العجيب الذى تم على الصليب
والقوة القادرة على غلبة الشيطان والخطية والموت لتهب الأنسان الفرح والسلام
والقوة والانتصار على الشيطان والموت وتهبه الحياة المقامة فى المسيح يسوع ربنا.
+ دخل السيد الرب الى
حياتنا وهو القدوس والبار ليحمل عقاب خطايانا ويموت على الصليب عوضاً عنا، وقام
ليقيمنا وينقذنا من حكم الموت ولقد تنبأ أشعياء قديما عنه قائلاً: { لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن
حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا
تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب
وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح و كنعجة
صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه}( أش 4:53-7). وكما أحبنا المسيح وبذل ذاته فداءاً
عنا نحن نبادله المحبة { لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل
الفجار. فانه بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت.
ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. فبالاولى كثيرا ونحن
متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب. لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله
بموت ابنه فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا
بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الان المصالحة} (رو 6:5-11). اننا من أجل
هذه المحبة نقول مع القديس بولس الرسول { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح
يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله الذي
احبني واسلم نفسه لاجلي } (غل 2 : 20). يجب ان نكرس حياتنا ومحبتنا وأيامنا
ونقدسها لله ولاسيما هذه الايام التى تمت فيها الاحداث الخلاصية، وان لم يمكننا ان
نكرس كل الوقت ونتفرغ فيه لله فعلي قدر طاقتنا لاسيما فى الظروف التي قد فرضت
علينا البقاء فى منازلنا نقدس وقتنا بالصلاة والتأمل والقراءات المقدسة ونشعل
القلب بمحبة الله وعمل نعمته.
السيد المسيح
ملكاً على القلب والحياة ..
+ دخل السيد المسيح
يوم أحد الشعانين الى أورشليم ملكا وديعا ومتواضع وعادل ومنصور كما تنبأ زكريا { ابتهجي
جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع
وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان }(زك 9 : 9). وهتف له الأطفال والبسطاء "
خلصنا يا أبن داود ، مبارك الأتى باسم الرب" ونحن معهم نهتف ونقول له خلصنا
يا ربنا يسوع المسيح في كل تجارب الحياة ومكايد أبليس، ومن الذات والانانية
والمادية والاغراء والشيطان ومن الجهل والمرض والجوع الروحى والنفسى والعاطفى
والجسدى.
+ تعالى يارب وأملك
على قلوبنا وأطرد كل اللصوص وقلب موائد الصيارفة ومحبة المال والشهوات وأجعل لك
بيتاً مقدساً في داخلنا وفى قلوبنا وبيوتنا وبلادنا. حتى ان كنا ضعفاء أوغير
قادرين فانت اعمل فينا يا من قلت { لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد
هلك} (لو 10:19). ولا تجعل يارب قلوبنا
قاسية كهؤلاء الذين طلبوا اليك ان توقف تسابيح الاطفال وارادوا أن يصطادوك ولو
بكلمة { فلما راى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في
الهيكل ويقولون اوصنا لابن داود غضبوا. وقالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم
يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال والرضع هيات تسبيحا} ( مت15:21-16). فلنكن
يارب دائما لك مسبحين وبخلاصك معترفين وبقيامتك مبشرين.
السيد المسيح
يطلب الثمر والاستعداد ...
+ قضي الرب يسوع المسيح كل
الأسبوع يهتم بتعليمنا وخلاصنا وليِعد الطريق للمؤمنين على الارض والى أقداس
السماء، وكان يقضى اليوم فى الهيكل للتعليم والليل فى جبل الزيتون مع خاصته
وتلاميذه ثم فى الحديث مع الآب فى الصلاة
. ولقد جاء السيد يوم الاثنين المقدس
لشجرة التين يطلب منها ثمراً فلم يجد فيها الا أوراق الرياء والحرفية { فنظر شجرة
تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك
ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال }(مت 21 : 19) انها رمزاً روحياً لمن لا
يثمر فيقطع ويلقى فى النار.
+ رأى السيد ان الهيكل قد تدنس وتم استغلاله من
أجل الربح المادى والخطية. فطهره من الصيارفة وباعة الحمام ولما لم يتعظوا ويتوبوا
تم خرابه وهدمه، ان الله يطلب منا ان نثمر ثمر الروح ونكون أغصاناً ثابتة مثمرة فى
الكرمة الحقيقية . فلنسهر يا أحبائى على خلاص أنفسنا لئلا يأتى السيد بغتة فيجدنا
نيام او فى حالة كسل وفتور روحى وأهمال. ونحرص على الصلاة والاستعداد والتدقيق حتى
نخلص من فخاخ أبليس ونفرح بملاقاة العريس. وهذا ما تهتم به الكنيسة فى قراءات
الثلاثاء فتركز على حديث الرب عن المجئ الثانى والدينونة العتيدة ان تأتى على
العالم كله. لهذا يذكرنا القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين بان الموت لا يتأخر
ومصيرنا ان نترك العالم، فلنصنع ارادة الله يا أخوتى مادام لنا الوقت لنعمل أعمال
تليق بالتوبة.
المحبة المضحية
والخيانة الغادرة ..
+ يوم الاربعاء
من البصخة المقدسة التى هى تذكار للفصح الحقيقى لذبيحة حمل الله الغافر خطية
العالم نرى قيمة المحبة الباذلة والمضحية والتى قدمت فيها المرأة ساكبة الطيب فى
بيت سمعان طيباً فائق الثمن بثلثمائة دينار على راس المخلص ففاحت رائحة محبتها { وفيما
كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص. تقدمت اليه امراة معها قارورة طيب كثير
الثمن فسكبته على راسه وهو متكئ. فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا
الاتلاف. لانه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء. فعلم يسوع و قال
لهم لماذا تزعجون المراة فانها قد عملت بي عملا حسنا. لان الفقراء معكم في كل حين
واما انا فلست معكم في كل حين. فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك
لاجل تكفيني. الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما
فعلته هذه تذكارا لها} (مت 6:21-13).
+ تذمر يهوذا الاسخريوطى الخائن وذهب ليتفق مع
رؤساء الكهنة ليسلم سيده بثلاثين من الفضة { حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي
يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه
اليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه}( مت 14:26-16).
فليكن الرب أغلى شئ لدينا فى الدنيا ونقدم له القلب والحب والمال والوقت والحياة
لتكون حياتنا رائحة طيب تفوح ويكرز بها ولا نكون كهؤلاء الحاسدين والمتأمرين
والكارهين للخير ولا كمن يخون سيده من أجل شهوة عابرة أو مال او منصب زائل أو غيرة أو حسد يجعل
الشيطان يسيطر على الحواس والفكر والعواطف ويقودنا الى الهلاك. لتفوح يارب راحة
محبتنا لك ويكرز بها فى كل العالم.
التواضع الفريد والعهد الجديد ..
+ فى يوم خميس العهد،
راينا التواضع الفريد لابن الله الوحيد . راينا السيد الرب يقوم بوظيفة العبد من
أجل خلاصنا { يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه وانه من عند الله خرج
والى الله يمضي.قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء في مغسل
وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها} (يو 3:13-5).
وعندما رفض البعض منهم ان يغسل الرب قدميه قال له ان لم أغسل لك قدميك فليس لك معى
نصيب. فقال له ليس رجلى فقط بل يدى وراسى . ان السيد كان يشير بالغسل الى طهارة القلب والفكر والسلوك،
والتوبة والاستعداد بانسحاق للتناول من الاسرار المقدسة والسلوك بتواضع القلب كما علم الرب تلاميذه {
فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم. انتم
تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لاني انا كذلك. فان كنت وانا السيد والمعلم قد
غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض.لاني اعطيتكم مثالا حتى كما
صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا. الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا
رسول اعظم من مرسله. ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه} (يو 12:13-17).
+ وفى يوم الخميس تمم
السيد الرب فصح العهد القديم مع تلاميذه ثم أسس سر الأفخارستيا كعهد جديد فى بيت
القديس مارمرقص وفى علية مفروشة ومزينة ومعدة للفصح فالقلب الذى يتناول من الاسرار
يجب ان يكون ساميا مرتفعا عن الارضيات ومزين بالفضيلة ومستعدا بالإيمان والتوبة
الدائمة. قدم السيد فصح العهد الجديد بكسر جسده باذلاً حياتة عنا فى العشاء
الربانى وعلى الصليب ومقدما العهد الجديد بدمه غفراناً لخطايانا فقد جاء لنا بعهد جديد
ليس بدم ذبائح حيوانية بل بدم ثمين للفادى الأمين { واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم
قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء
قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم} (لو 19:22-20). ونحن فى هذا
العام ونظراً لما يتعرض له العالم من وبأ فيروس الكورونا ولكي نتجنب الزحام فقد
علقت الكنائس الصلوات الجماعية والخدمات الكنسية نصلي من كل قلوبنا ليحل المسيح
بالايمان فى قلوبنا وتعبر أزمنة الشدة بسلام وتفتح الكنائس أبوابها أمام المؤمنين
ليمارسوا الأسرار المقدسة عالمين أنه لا شئ يستطيع أن يفصلنا عن محبة الله التي فى
المسيح يسوع { لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا
بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ،. لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ
بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ،. وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي
الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ
مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ،. وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ
الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ
اللهِ.} (أف 16:3-19).
+ سهر المُخلص مع تلاميذه بعد الفصح والأفخارستيا وأعلن لهم ما سيحدث له : وطمأنهم بأنه سيمضى
ليُعد لهم مكاناً فى السماء ، ولن يدعهم يتامى ، ثم وعدهم بإرسال الروح القدس
المُعزى ومواهبه و ثماره وأوضح لهم " أن المحبة المُضحية " هى
علامة التلمذة الحقيقية ، وكشف لهم عما سيُلاقُونه فى الخدمة من الآم واضطهاد وموت
وكراهية ، ثم قدم صلاته الشفاعية عنهم ليقدسهم الآب ، ويحفظهم فى العالم ، إلى أن
يأتى الفادى ثانية ويأخذهم إلى ملكوته . كان الله
فى العهد القديم عقد معاهدات مع
الأباء القدماء ومع الشعب، واشترط طاعة وصايا شريعته، فى مقابل رعايته لهم ، وفى
مخالفتها عقاب شديد . ووعد بمجئ مًخلص لهم لإنقاذهم من سجن الجحيم ، وهو ما حدث
بالفعل . فقد جائنا مشتهي الامم كلمة الله الأب ليقدم ذاته فداء عنا ويصلب البار
عوض الاشرار ليدخل بنا في عهد جديد ابدي لا ينقطع نحيا فية في شركة حب مع عريس
نفوسنا ومخلصنا كل أيام حياتنا علي الارض وفي ملكوته الابدي.
الجمعة العظيمة
والخلاص الثمين..
+ قضى مخلصنا
الصالح ليلة القبض عليه فى حديث وداعى مع
تلاميذه ثم فى صلاة عميقة وصلة مع الآب
وهو يرى خطايا البشرية يتجرعها فى كاس
المرارة والآلام التى قبلها بارادة وحده من أجل خلاصنا حتى جاء الكهنة وقواد
الهيكل والجند مع يهوذا الخائن للقبض على المخلص { ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة
وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي }(لو 22 :
52). واوثقوه واتوا به لمحاكمة غاشة غير قانونية ليلاً وهذا ضد القانون
اليهودى والرومانى . وتبادلوا أتهامات دينية باطلة حتى يحكموا عليه بالموت { كان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على
يسوع ليقتلوه فلم يجدوا.لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم. ثم قام قوم
وشهدوا عليه زورا قائلين. نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي
وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد. ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق. فقام رئيس
الكهنة في الوسط وسال يسوع قائلا اما تجيب بشيء ماذا يشهد به هؤلاء عليك. اما هو فكان ساكتا لم يجب بشيء فساله رئيس
الكهنة ايضا وقال له اانت المسيح ابن المبارك. فقال يسوع انا هو وسوف تبصرون ابن
الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال
ما حاجتنا بعد الى شهود.قد سمعتم التجاديف ما رايكم فالجميع حكموا عليه انه مستوجب
الموت} (مر 55:14-64 ). ثم قدموه لبيلاطس كانه مستوجب الموت دينيا وكان ليس لدى
اليهود سلطانا بتنفيذ الحكم على المحكوم عليه لانهم كانوا تحت السلطان الرومانى
واذ اعاد فحص الحكم لم يجد بيلاطس على المسيح المخلص علة للموت واراد ان يطلقه
فازدادوا صراخا أصلبه { فصرخوا خذه خذه اصلبه قال لهم بيلاطس ااصلب ملككم اجاب
رؤساء الكهنة ليس لنا ملك الا قيصر} (يو
19 : 15). ولم يعلموا ان هذه
ارادته الصالحة بسلطانه وتدبيره وهذا ما أعلنه أكثر من مرة لتلاميذه قبل ان يكزن {لانه هكذا احب الله العالم حتى
بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 :
16).
+ فلما رأى بيلاطس أنه
لا فائدة من محاولة تخليص يسوع المسيح من صراخهم وحسدهم أخذ ماء غسل يديه : { فلما
راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع
قائلا اني بريء من دم هذا البار ابصروا انتم (مت 27 : 24). واستهزاؤا وجلدوا القدوس والبار وان لم يتبرر
بهذا بيلاطس فى حكمة بالموت على القدوس لمجرد ارضاء الشعب فمذنب البرئ مكرهة للرب.
وخرج السيد حاملاً الصليب حتى الجلجثة وصلب بين لصين حاملا عارنا وكسانا بثوب بره
وخلاصنا بدمة ومات ودفن فى قبر جديد ليكفر ويستر خطايا البشرية .
+ اننا فى يوم الجمعة
العظيمة نجتمع حول الهنا المتجسد والذى قدم ذاته على الصليب، كسلاح الغلبة على
الشيطان وأغراءات العالم وسر الفرح بالفداء نرى الحمل فوق الجلجثة يحمل خطايانا
ونصرخ ( لك القوة والمجد والبركة والعزة يا ربى يسوع المسيح ، مخلصى الصالح ، قوتى
وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً مقدسا.
ونستمر مسبحين الرب طوال الحياة حتى نشترك مع القوات السمائية فى سماء
المجد { ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم
ربوات ربوات والوف الوف. قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة
والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما في السماء وعلى
الارض وتحت الارض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف
البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الابدين. وكانت الحيوانات الاربعة تقول
امين والشيوخ الاربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي الى ابد الابدين} ( رؤ11:5-14).
ان حياتنا كلها لن تكفى لتسبيح وشكر الله على الخلاص ولهذا سيستمر هذا التسبيح
والفرح والشكر فى السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق