نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 30 أكتوبر 2025

الرجاء الحي وسط الضغوط -١٩

 الرجاء الحي وسط الضغوط -١٩

الرجاء المسيحي هو الثقة بتحقيق وعود الله حتى لو لم نفهم كيف او متي تتم؟. نؤمن ونثق أن الله يمنحنا الخلاص ويحيطنا بالرعاية ويقودنا في موكب نصرته مما يمدنا بالقوة والصبر والأمل لمواجهة ضغوط الحياة وتحدياتها ومن روح الله نستمد السلام والتعزية { وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. }(رو ١٥: ١٣)

بالرجاء نعيش حياة تتسم بالمحبة والرحمة والفرح ويمتد بنا الرجاء للثقة في الخلاص الابدي { لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ.} (عب ١٠: ٢٣). حتى لو كنا نحن غير أمناء يبقي الله أمين { إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ. }(٢ تيم ٢: ١٣).


أولاً:  الرجاء الحي في الإنجيل

+ الرجاء المسيحي ليس مجرد تفاؤل بشري أو انتظار لأحداث أفضل، بل هو لنا رجاء حي متجذر في شخص المسيح القائم من الأموات: { مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات} (1بط 1: 3).

هذا الرجاء الحي مرتبط بالحياة الجديدة في المسيح،  فهو ليس فكرة ولا شعور بل قوة روحية عاملة. تعطي القدرة على مواجهة الضغوط والتجارب: { محزونين في كل شيء لكن غير متضايقين، متحيرين لكن غير يائسين}(2كو 4: 8). وهذا الرجاء يثمر فينا صبر وتعزية { لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. }(رو ١٥: ٤).  فالرجاء في المسيح ليس هروباً من الواقع بل قوة تواجه الواقع وتحوّل الألم إلى فرصة للنمو الروحي.

+ الرجاء المسيحي يقوم علي الإيمان بالله القادر علي كل شئ والذي يصنع لنا الخير حسب رحمته الكثيرة ومحبته القوية. هذا الرجاء رايناه وعاشه رجال الله القديسين وكتبوا عنه لأجل منفعتنا. ورايناه في ايمان ابراهيم {  فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا قِيلَ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ - وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ - وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ. لِذلِكَ أَيْضاً: حُسِبَ لَهُ بِرًّا». وَلكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ، بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا، الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا. }(رو ٤: ١٨-٢٠، ٢٢-٢٥)

ثانياً: الرجاء في فكر الآباء ..

يقول القديس أغسطينوس: "الرجاء هو أن تثق أن الله لن يتركك في الضيق، حتى وإن بدا أنه صامت." اما القديس أثناسيوس الرسولي فيؤكد:  "المسيح بقيامته أعطى رجاءً حياً لا يقدر العالم أن يطفئه، لأن من قام من الموت قادر أن يقيمنا وسط أتعاب هذا الدهر." ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الضيقات تصير سبب رجاء:  "كما تُختبر النار الذهب فيتطهر، هكذا تُختبر النفس في الضيق فتنمو في الرجاء." الرجاء الحي إذن عند الآباء هو من ثمار الصليب والقيامة، حيث تتحول تجارب الحياة إلى مدرسة للرجاء.

ثالثاً: الرجاء في منظور علم النفس..

يضع علم النفس الإيجابي (Positive Psychology) الرجاء كأحد أهم عناصر المرونة النفسية. فيرى عالم النفس C.R. Snyder أن الرجاء هو مزيج من: 

* الأهداف اي وجود معنى وغاية في حياتنا تدفعنا الي بذل الجهد والتصميم للوصول رغم المعوقات والتحديات التي هي بمثابة فرص متاحة للنمو وللنجاح. * الطريق لإيجاد وسائل وخطط للوصول للهدف. 

*  الإرادة القوية الدافعية للاستمرار ولا يوجد أقوى من الإيمان القوى بالله يبث فينا روح الرجاء . 

+ الدراسات الحديثة تؤكد أن الأشخاص ذوي الرجاء المرتفع يتميزون بصحة نفسية أفضل ومقاومة أعلى للضغوط والإحباط، كما أنهم يملكوا قدرة على تحويل الأزمات إلى فرص للتعلم. وهذا يتناغم مع الروحانية المسيحية التي تعلم أن الرجاء ليس فقط صفة نفسية بل نعمة روحية تغذي النفس وتدعم الصحة العقلية.

رابعاً: كيف نعيش الرجاء الحي وسط الضغوط؟

+ التأمل في قيامة المسيح.. إن قيامة السيد المسيح هي غلبة وانتصار حتى علي الموت وهي مصدر رجاءنا الأعظم، فالله يعمل لخيرنا ومن روح القيامة نتغلب علي اليأس بالرجاء وعلي الموت بالحياة ويتحول خوفنا الي سلام وفرح، والشك إلي إيمان ويقين وايمان بنوال الحياة الأبدية{ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ،  أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ.} (١ بط ١: ٣-٥).

+ الرجوع إلى كلمة الله:  كلمة الله قوية وفعالة وتنعش النفس وتجدد الرجاء { لأن كل ما سبق فكتب، كتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء} (رو 15: 4).

+ الصلاة والتسليم: الصلاة باب للرجاء وصلة بمصدر القوة وبها ننتصر علي حيل إبليس وتنفتح النفس على عمل الروح القدس المعزي.

+ شركة الكنيسة: الرجاء الحي يحتاج للمشاركة الحية في أسرار الكنيسة وتقوية وتعزية من خبرة قديسى الكنيسة وخدامها الامناء. فالرجاء يقوى داخل الجسد الواحد، لا في العزلة.

+ التفكير الإيجابي المسيحي.. نحتاج لتدريب النفس على النظر إلى المستقبل بعين الإيمان والإيجابية وروح المبادرة والتفكير في الحلول المبتكرة والخلاقة.

+ الدعم النفسي والاستعانة بالعلم والمعرفة الحديثة لتقوية المرونة النفسية ليكون لنا مقدرة للتغلب علي الضغوط بروح الأمل والرجاء، أمين.

القمص أفرايم الأنبا بيشوى

خامساً: مراجع مقترحة

 * الكتاب المقدس

* القديس يوحنا الذهبي الفم: عظات على الرسالة إلى رومية.

* القديس أغسطينوس: مدينة الله.

* القديس أثناسيوس الرسولي: تجسد الكلمة.

 Snyder, C. R. (2002). Hope Theory   * Rainbows in the Mind. Psychological  Inquiry, 13(4), 249–275.

Seligman, M. E. P. (2011). Flourish: A * Visionary New Understanding of Happiness and Well-being. New York: Free Press.

ليست هناك تعليقات: