نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2025

معرفة النفس البشرية (٣ )

(٣) معرفة النفس البشرية  

لقد كثرت وتنوعت مصادر المعرفة من حولنا في كل مجالات الحياة عن طريق الكتب وسائل الإعلام والميديا ​​​​الحديثة وأصبح لدينا عن الناس والأحداث، العلوم والدين والسياسة ولكن كيف توظف هذه المعرفة لنفعنا الكبير هذا ما صالحه قليلين واقلية هم الذين يدخلون إلى نفوسهم ليتعرفوا على حقيقةتها، مع معرفة النفس هي أول الطريق إلى الله، كما قال القديس أنطونيوس: «من يعرف نفسه يعرف الله». علينا أن نجد نجمة ودوافعها وميولها، وضعفها ووزنها. ونعالجنا فيها من الأخطاء وننمي ما لدينا ونقدر من حولنا ولنتمس لهم الاعذار ونكسبهم وننجح في حياتنا ونعرف الله وهدفه من خلقنا ونسعى نحو تحقيق أهدافنا ونبثقة بالمحبة والقبول نحو نجمة النجاحين

أولا : معرفة النفس في ضوء الكتاب المقدس

معرفة النفس لا تكون معتمدة على الحضور، بل في نور كلام الله فداود النبي صلى الله عليه وسلم: { اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري} (مز 139: 23). لذلك يصلي المرنم قائلاً: { أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّر فِي دَاخِلِي قَلْبِي. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ، نَفْسِي نَحْوَكَ كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ. سلاهْ. أَسْمِعْني رَحْمَتَكَ فِي الْغَدَاةِ، لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي.}(مز ١٤٣: ٤، ٦، ٨). نيسان الضال لما مرجع إلى نفسه قال: {كم من أجير لأبي يفضل عنه وأنا خبز أهلك جوعًا}(لو 15: 17). عودة الضغال إلى نفسه كان بداية تصالحه مع نفسه ومع ابيه ويكشف لنا القديس الصراع في النفس: { ويحي أنا الشقي، من ينقذني الإنسان من جسد هذا الموت؟ أحمد الله يسوع المسيح} (رو 7: 24-25). معرفة إن النفس وقادنا إلى الاعتراف بالضعف، ومن ثم طلب المعونة الإلهية

الثانية : تعليم معرفة النفس

يقول القديس الأنبا أنطونيوس «من يعرف نفسه باسم الله الكبير». أي أن معرفة علم النفس لا تنفصل عن معرفة الله. والقديس مقاريوس: شبه القلب ببيت مظلم يحتاج الكبير إلى نور الروح القدس ليرى الإنسان بداخله. أما القديس باسيليوس فقال "إن بداية الحكمة أن يعرف الإنسان الكبير ضعفه، لأن الجهل بالنفس يقود إلى الكبرياء." والقديس أغسطينوس يقول «دخلت إلى داخل نفسي، ومعونتك يا رب ورأيت أنه لم يكن في نفسي بل فيك». القديس يوحنا الذهبي الفم: شبّه الكتاب المقدس بالمرآة الذي لنا من أجل اكتشافه

ثالثاً : ثمار معرفة النفس

* التوبة بلغنا ثلاثة نجوم لكى نتوب ونصلي مع المرتل، { عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ.} (مز ٣٩: ٤). فالله يدعونا الي التوبة ويقول { لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ.} (مر2: 17) ومن يعرف نفسه ويحاسبها ويعتبها الي الله يصرخ مع العشار: «اللهم ارحمني أنا الخاطئ». ولا يعود يخطئ وينمو في نعمة الله والإثبات فيه

* التواضع: الإنسان عندما يعرف نفسه ويضعفه ويري أنه تراب وحياته ما هو ألا بخار يظهر قليل ثم يستمتع يبتعد عن الكبرياء ولا يرتئي فوق ما ينبغي { فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ.} (رومية ١٢: ٣)

* عدم الإدانة: من ضعفه لا أيدي الآخرين، بل يرحمهم ويتأهلنا الرب قائلاً { لا تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُون تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ. لَكُمْ.} (مت ٧: ١، ٢)

* الانفتاح على نعمة الله: القلب المنسحق يطلب معونة الله ونعمته فهو يعمل بقلوب متواضعة { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضْ قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ} (رو ٥: ١، ٢) وعندما ينكر الإنسان مطلقًا ويدرك خطاياه وضعفاته يثبت في المسيح ويثمر والنعمة تنقيه ليأتي باثمر اكثر

+ علينا أن نفحص نجمة كل يوم في لايتجيل ونسأل نجمة الإنجيل: هل نحن أبناء لله وتائبون أم بعيدين عن الله ونحيا في الخطية؟. لنطلب من الروح القدس أن يكشف أن في قلوبنا، لمؤلفنا الضعيف فنطلب قوة المسيح كما يطلب منا الكتاب { فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. }(رومية ١٢: ١، ٢). أن معرفة النفس هي باب الحياة الروحية السليمة. من يعرف نفسه باسم الله. ومن لا يعرف الله ليكون علي صورة الخالقه. ولنصرخ كل يوم مع داود النبي: «قلبًا نقيًا اخلق يا الله، وروحًا جديدًا في الداخل» (مز 51: 10). وننمو في النعمة وفي معرفة الله، أمين.

القمص افرايم الانبا بيشوى

ليست هناك تعليقات: