أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق
يقبلون} (1تي 2 : 4)
قول لقديس..
( وعد وكلمة الله هما اللذان شكّلا إسحق
وولداه. فماذا إن كان الرحم هو الأداة وأحشاء المرأة هي الوسيلة؟ لكن ليس قوّة
الأحشاء هي التي ولدت الطفل بل قوّة الوعد. هكذا نحن أيضًا نولد بواسطة كلمة الله.
ففي جرن المعموديّة كلمة الله تلدنا وتشكّلنا. لقد ولدنا من جديد بالعماد باسم
الآب والابن والروح القدس. هذا الميلاد ليس بقوّة الطبيعة بل بقوّة وعد الله (يو
3: 3؛ أف 5: 26؛ يع 1: 18؛ 1 بط 3: 21). إذن لنتيقّن من معرفة دقيقة عن سمونا،
ولتكن حياتنا لائقة بهذا السمو) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم. أم
13:28
He that
covereth his sins shall not prosper: but whoso confesseth and forsaketh them shall
have mercy. Pro28:13
صلاة..
"
ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها بحار ورياح
التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر. نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية
هذه الايام وكل أيام حياتنا بكل سلام لننمو فى محبتك ونسير فى مخافتك. أبطل عنا كل
فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار مقدما كل يوم وعلى مدى الأيام كل
خير وصلاح وبركة لشعبك مسددا احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن
خلال قيادتك الى حياة الشكر والفرح والمحبة وننتصر على كل معوقات الحياة التى
تواجهنا ونصل الى ملكوتك السماوي، أمين."
من الشعر والادب
"نعمة غنية "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
نعمة
الله الغنية ترحم وتصبر على كل البشرية
وتقبل
الخاطئ وتغفر له وتحرره من كل خطية
واشبعت
الالاف وفاض من خمسة خبزات كمية
دا غيرت
شاول المجدف لقديس النعمة الالهية
اللص قال
اذكرني دخل الفردوس،برحمة سمائية
انت وانا
بالنعمة محبوبين وعطايا الله لينا غنية.
قراءة مختارة ليوم
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 5/28
الإصحَاحُ التَّاسِعُ (1)
رو 1:9- 24
أَقُولُ الصِّدْقَ فِي
الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي
حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ
لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي
أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ
التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ
وَالْمَوَاعِيدُ وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ
الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً ُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. وَلَكِنْ
لَيْسَ هَكَذَا حَتَّى إِنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَتْ. لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ
الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ
نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ
نَسْلٌ». أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ
الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً. لأَنَّ كَلِمَةَ الْمَوْعِدِ هِيَ هَذِهِ:
«أَنَا آتِي نَحْوَ هَذَا الْوَقْتِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ». وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ رِفْقَةُ أَيْضاً
وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا. لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ
فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ
لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو قِيلَ لَهَا: «إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ
لِلصَّغِيرِ». كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:
«أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ». فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ
ظُلْماً؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ
وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». فَإِذاً
لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ. لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي
لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى
بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ». فَإِذاً
هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ. فَسَتَقُولُ لِي: «لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ
لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟» بَلْ
مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ
تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟» أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى
الطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ
لِلْهَوَانِ؟ فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ
وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ
كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى
آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا
نَحْنُ إِيَّاهَا لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً.
تأمل..
+ أحزان القديس
بولس لعدم إيمان شعبه بالمسيح.. يعبر القديس بولس عن رغبته ومحبته
لإيمان الجميع بالمسيح ونوالهم الخلاص والحياة الأبدية لاسيما الشعب اليهودى. فهو
يود بمحبته ان يبذل حياته من أجل ان يؤمنوا وينفى عن
نفسه تهمة أنه قد ضحى بهم وأنكرهم كشعبه وأقاربه وأنسبائه بالجسد بعد إيمانه
بالمسيح، بل ويظهر محبته الباذلة نحوهم لأنه تأثر بمحبة المسيح الفادى على الصليب. وهو لا ينسى بولس الامتيازات العظيمة التى
خصهم بها الله دوناً عن سائر الشعوب اذا جعلهم ابناء له منذ القديم (تث 14: 1).
وهم الشعب الوحيد فى العالم الذى رأى مجد الله فى صورة عمودى السحاب والنار فى
البرية وفى الخيمة. ومنحهم العهود التى أقامها الله معهم، ولكن يا للعجب أنهم
رجعوا عن عهودهم مع الله. واعطاهم الشريعة التى كشفت إرادة الله وهذبت الإنسان وعلمتهم كيف يعبدوا الله وأعطاهم
المواعيد بالمخلص ومنهم الاباء وهم إبراهيم وإسحق ويعقوب المحبوبون لدى الله. وأهم من كل ما
سبق هو مجئ السيد المسيح من نسلهم من جسد العذراء مريم، ولكنه ليس إنساناً عادياً
بل إلهاً أزلياً أبدياً له كل المجد والبركة إلى الأبد آمين.
+
وعود الله للمختارين ...
لعل البعض يظن أن كلمة الله قد سقطت، أى وعد الله بخلاص شعب إسرائيل. فنفى بولس
ذلك مؤكداً أن كلمة الله ووعوده ثابتة لا تسقط عبر الأزمنة. لأن وعد الله هو فقط
للإسرائيلى الحقيقى الروحى الذى سيرتبط بالمسيح المخلص الموعود به، والذى هو غاية
العهد القديم وليس لكل بنى إبراهيم بحسب الجسد، بدليل أن إسماعيل ابن لإبراهيم
بالجسد ولكن لم ينل الوعد، بل أن الوعد يتم بإسحق الذى سيحافظ على الإيمان ثابتاً
كأبيه إلى أن يأتى المسيح، الذى هو غاية الوعد والبركة لإبراهيم. فالبنوة لله ليست
البنوة لإبراهيم بالجسد، بل الإيمان والتمسك بوعود الله أى الإيمان بالمسيح. فعندما
وعد سارة أنه سيكون لها ابن فى شيخوختها، هو الذى اعطي حياة لمستوع سارة بعد
شيخوختها لإقامة نسل لله.
+ أختيار الله ليس للنسب الجسدى فقط.. يؤكد القديس بولس أن اختيار الله غير
قاصر على النسب الجسدى، قدم مثلاً قوياً بيعقوب وعيسو التوأمين من بطن رفقة زوجة
أبينا إسحق والمتشابهين من حيث الأب والأم. ولم يختار الله الإثنين، بل بسابق علمه
نظر إلى مستقبل كل منهما فوجد يعقوب الأصغر أكثر حباً له وأكثر حرصاً على إرضائه
من أخيه، فاختاره الله بالرغم من أن يعقوب لم تكن أعماله كاملة، إذ سقط فى خطيتى
الخداع والكذب. ولكن مهما بلغت أعمال الإنسان من البر فهو لم يصل بعد إلى درجة
استحقاقه لاختيار الله له، ولكن الاختيار هو هبة ونعمة فائضة من الله المحب للبشر
المتجاوبين معه، لتسندهم وترفعهم إلى كماله. وقد جاءت محبة الله ليعقوب ليس
كمحاباه من الله له، بل لأنه سبق ورآه مستحقًا لهذه المحبة. فجاءت أعمال يعقوب
الحسنة بعد ذلك مؤكدة لدقة اختيار الله له، وكتقدمة بسيطة من يعقوب لله المحب،
بينما جاءت بغضة الله لعيسو ليس ظلمًا له ولكن بناء على سابق علم الله أن عيسو
إنسان قاسى القلب مستهتر بالنعمة.
+ الاختيار الإلهي وحرية الإنسان.. أختيار الله لإنسان دون الآخر ليس
معناه أبدًا أن الله قد حدد للبعض النعيم الأبدى وللبعض الهلاك الأبدى، وإلا لكان
الإنسان غير مسئول عن حياته، ولكن الحقيقة أن اختيار الله مبنى على سابق علمه بقلب
الإنسان وسلوكه وأعماله وكل تفاصيل حياته. فالله يختار الإنسان الذى يريد أن يختار
الله. لذلك قال الله لموسى مع كل تقديرى للإنسان فى جهاده وأعماله، فإن هذا لا
يعنى أن ما يناله الإنسان من عطايا سماوية هى ثمن هذا الجهاد، بل هى نعمة لا تقدر
بثمن تُمنح بالقطع للمجاهدين وتُمنع عن المتراخين. لذلك قال الله، إنى أرحم من
أرحم وأتراءف على من أتراءف، لأن الفضل كله فى النعمة يرجع إلى رحمتى ورأفتى
وبالتالى ليس من حق إسرائيل أن يغضب بسبب اختيارى للأمم، لأن رحمتى المبنية على
سابق علمى تخصنى أنا وحدى كإله. الإنسان بمشيئته وسعيه غير قادر على الوصول إلى
مستوى جيد يستحق عليه الرأفة والرحمة، إن فعل الصلاح من مراحم مساندة نعمة الله
للعجز الإنسانى كما قال السيد المسيح "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"
(يو15: 5).
+ خلاص الله لشعبة من عبودية فرعون.. عندما أراد الله أن يخلص شعبه
إسرائيل من أرض مصر، اختار فرعون القاسى القلب المقاوم لله ليظهر طول أناة الله فى
احتماله مماطلة فرعون وعناده طوال فترة الضربات العشر. واختار موسى الحليم ليخلص
الشعب من يد فرعون. وكلمة يقسى من يشاء تعنى أن الله سمح لفرعون أن يظهر قساوته
الموجودة أصلاً فيه ويتحدى الله، لكن لو شاء الله لأهلك فرعون من أول ضربة، ولكنه
تركه فى قساوته مرة بعد مرة ليتمجد الله فى النهاية. علينا ان نؤمن بحكمة الله
ونتضع أمامه ليرشدنا ويهدينا ويصنع منا إوأني للكرامة والمجد فالخزاف يري فى فكرة
الطينة ويشكلها كما يليق بها وهي تسلم وتعطى ذاتها لله الذى له سلطة مطلقة على
العجينة الواحدة من الطين، أن يجعل منها إناء للكرامة كتحفة فنية جميلة، أو إناء
للهوان والغضب ونلاحظ أن القديس بولس لم يقل أن الله هو الذى صنع آنية الغضب، بل
فقط احتملها لأن الإنسان بشره يصير آنية تغضب الله. وكانت آنية الرحمة هى إسرائيل
المتذلل من العبودية فى أرض مصر، فأخذهم إلى أرض الموعد، وأصبحوا شعبا ذا شأن وجعل
لهم اسمًا عظيمًا ممجدًا بين الشعوب، وهنا ظهرت عظم رحمة الله بهم. وكما اختار
الله اليهود البؤساء ليرحمهم، هكذا أيضاً امتدت رحمته لتشمل الأمم البؤساء، ليصنع
منهم شعبه أى كنيسة العهد الجديد جنباً إلى جنب مع المسيحيين من أصل يهودى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق