الأربعاء، 18 فبراير 2015
لك أقول قم
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
السيد المسيح ودعوته للتوبة ..
+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خيراً يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر {و يقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا و امنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن الذين نحيا فى عالمنا المعاصر { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع و قال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام و قتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو1:13-5).
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل ، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة . ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم و اذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} (لو17:15-18).
+ اننا فى كل زمان وبالاخص فى زمن الصوم المقدس نطلب من الجميع التوبة والصلاة والقيام من حياة الخطية والكسل والخوف والضعف { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1) ان خطيئة وشر فرد قد تلحق الهزيمة بشعب كامل وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه {فقال الرب ليشوع قم لماذا انت ساقط على وجهك. قد اخطا اسرائيل بل تعدوا عهدي الذي امرتهم به بل اخذوا من الحرام بل سرقوا بل انكروا بل وضعوا في امتعتهم.فلم يتمكن بنو اسرائيل للثبوت امام اعدائهم يديرون قفاهم امام اعدائهم لانهم محرومون و لا اعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم.قم قدس الشعب و قل تقدسوا للغد لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم}( يش 10:7-13). كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم و انظروا و اعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).
قوة القيامة وعمل الله فينا ...
+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد على قوتنا الذاتية ولا نطلب على المستوى الفردى او الكنسى او العام مساعدة خارجية من احد، اننا نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2). وهو يعمل في كنيسته عبر التاريخ . أن للكنيسة رب يحميها وللمؤمن اله قوى يدافع عنه وللأقباط على مدى التاريخ رب مقتدر ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب والاستشهاد من أجل كلمته فنحن يجب ان نكون دائما علي أستعداد للاستشهاد والشهادة لمن بذل ذاته عنا وصُلب ومات وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية .
+ أن حياة ابنائنا الشهداء لاسيما الذين استشهدوا في ليبيا بطريقة بربرية يندى لها ضمير البشرية هي ثمينة لدى الله ولدينا ولكننا نبذلها بمحبة وقوة وفرح شهادة لإيماننا الاقدس وشجاعة هؤلاء الشهداء وثباتهم أمام القتلة والاشرار شهادة على قوة الإيمان بالله والمجد المعد للأبرار الشهداء وعيونهم المفتوحة على السماء. ونحن نثق فى عدالة السماء ونطلب تعزية الروح القدس لكنيستنا وذوى الشهداء. ونحن نفتخر بكنيستنا التى ارتوت بدماء القديس مارمرقص الرسول الطاهرة التى سالت على تراب مدينة الأسكندرية وامتزجت بها دماء شهدائنا فى ابو قرقاص ونجع حمادى والمقطم والاسكندرية وامبابه وسيناء وليبيا ودماء شهدائنا تصرخ لله مطالبة بالعدل ومازال الله قوى ومتسلط علي كل كل ظالم واله السلام سيسحق الشيطان تحت أقدامنا سريعا.
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف { و في اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين و ذهب معه كثيرون من تلاميذه و جمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف و مجدوا الله} (لو 11:7-16). نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وكل كل شاب وفتاه لا يجد الحنان او المحبة وعلى كل طفل يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين ويقول لنا {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين و حملي خفيف} (مت 28:11- 30 ). اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن علينا فى مصر وعلى منطقتنا والى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يقلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك و امش. فحالا برئ الانسان و حمل سريره} (يو7:5-9 ) وهو لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {و لكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك و اذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم و حمل ما كان مضطجعا عليه و مضى الى بيته و هو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة و مجدوا الله و امتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ).
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات ، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال ، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو 16:4-21).
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق