للأب القمص
أفرايم الأنبا بيشوي
1- القوة
الروحية
+ الروح القدس عندما يعمل معنا يهبنا قوة
روحية تهزم الضعف والخوف وقوى الشر الروحية وهو الذى عمل في كنيسة الرسل قديما
وكانوا أناس عزل لا حول لهم ولا قوة لكن تحولوا الي قوة روحية جبارة وبقوة نشروا
الإيمان.الروح القدس يعمل فينا ويقودنا ويقوينا ويهبنا قوة وحرارة روحية ونعمة
ويشترك فى العمل معنا ويهبنا ثماره ومواهبه لخلاص أنفسنا وبنيان الكنيسة. لقد أوصى
السيد المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم الي أن ينالوا قوة من الروح القدس
ويكون له شهود { فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً
مِنَ الأَعَالِي} (لو24: 49). { لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ
الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي
كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.} (أع1: 8). وقد
أخذ التلاميذ هذه القوة في اليوم الخمسين، وانتشر بها الملكوت. ويقول سفر الأعمال
عن كرازتهم { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع. وتحقق قول السيد
المسيح لهم {إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى
بقوة} (مر9: 1). وخلال عدة عقود في القرن الأول كانت البشارة بالملكوت قد ملأت كل
البلاد اليهودية والسامرة والي كل بلاد العالم المعروفة حينئذ. الرسل القديسين لم
يخافوا الموت ولا السجن ولا الجلد أو التهديد وكانت لديهم قوة أخرى في تأثير
كلامهم على السامعين، وأيضاً قوة آيات ومعجزات وعجائب.
+ وكان الامتلاء من الروح القدس شرطاً لجميع
الخدام في الكنيسة حتى الشمامسة ففي اختيار الشمامسة السبعة قال الآباء الرسل
لجمهور الشعب {انتخبوا أيها الرجال الأخوة سبعة رجال منكم مشهوداً لهم، ومملوئين
من الروح القدس والحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة} (أع6: 3). { فاختباروا اسطفانوس،
فإذ كان مملوءاً إيماناً وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب} (أع6: 8). وكما
عمل الروح الرسل فهو الذى عمل في شهداء الإيمان، وقواهم في مواجهة الأباطرة
والولاة والأضطهاد ويعمل فينا لنقول مع بولس الرسول من أجلك نمات كل النهار. وهو
الذى منح القوة لأبطال الإيمان لمقاومة البدع والهرطقات وهو الذى عمل ويعمل في
الأباء الرهبان القديسين بقوة لترك العالم وأغراءته ليحيوا حياة الزهد والبتولية
والصلاة والطاعة لله ووصاياه
+ أننا نحتاج كخدام ومؤمنين لقوة الروح
القدس ليعمل فينا ويمنحنا ثمارة ومواهبه { قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء}(1كو12:
11). علينا أن نعمل بروح الله وقوته وليست بقوتنا أو علمنا ومعرفتنا أو بوسائل
وطرق عالمية بل يكون لنا شركة مع الروح القدس، ويعمل الروح القدس فينا ومعنا. ويمنحنا
قوة المنطق والأقناع والأرادة وهكذا تكون لخدمتنا قوة الروح وبرهان الروح وقوة
القداسة التي تهدم حصون الشر وحيل إبليس ومؤمرات الناس الأشرار.
+ إن كنا ضعفاء وخائفين أو مهزومين من
الشيطان فهذا دليل علي ضعفنا الروحي وأن روح الله لا يشترك معنا في العمل وعلينا
أن نصلي ونطلب بلجاجة وان نتجاوب مع قيادة الروح القدس ولا نعطل عمله فينا ليهبنا
نصرة ونجاح ويقودنا فى موكب نصرته. إن فقدنا يوما قوة الروح فيمكننا أن نجدد عمله
فينا مرة بالتوبة والصلاة ونشترك في العمل مع الله { يعطى المعيى قدرة يكثر شدة}
(أش40: 29). { أخيراً يا أخوتى.. تقووا في الرب، وفى شدة قوته}(أف6: 10).
2- الحرارة الروحية ....
+ الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل
علي التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار والنار تعطي حرارة
وأستنارة وطاقة ألهبت قلوبهم وأرواحهم فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا
بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع
المسيح لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته
بالمسيح الي قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة الاف وقال لرؤساء اليهود { نحن
لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه.. ولكنه
احتمل ولم يستطيع أن يصمت. وبعد اطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل {
ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامالأ الجميع من الروح القدس.
وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان
لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح.
+ الإنسان الروحي الذى يعمل فيه روح الله،
ينبغى أن يكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته وخدمته
ومحبته لله والغير وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل
الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية لقد تابت مريم
المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى
درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية
التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، أحد مصادر التأمل الروحى
الذى انتفعت به أجيال كثيرة. ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التى تاب
بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار.إن الروح القدس يوقد في
القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. وقوة المحبة الإلهية شبهها الكتاب بالنار { مياة
كثيرة لا تستطيع أن تطفئها}(نش8: 7). لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب.
ويكون الحب في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعى إلى
خلاصهم. عندما زار القديس مقاريوس الكبير القديسين مكسيموس ودوماديوس ليفتقدهما راي
صلاتهم ليلاً كأنها اشعة من نار تخرج من شفاههما، وعندما كان يصلى القديس الأنبا
شنوده رئيس المتوحدين حتى في صغره كانت أصابعه تبدو وكأنها شموع متقدة.
+ أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم
الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد يلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلى
{ ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلبونا ومشاعرنا ونعمل من أجل أنتشار ملكوت الله بحماس
روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعي للأمتلاء بروح الله والشبع بكلام
الكتاب المقدس وتنتقل حرارة الروح منا الي من هم حولنا فالحرارة تبعث الدف في من
حولنا ويتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس
البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح العجيب الذى نقلنا من عالم الظلمة
الي نوره العجيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق