للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
+ أن أهم ما يميز
المؤمن الحقيقي هو فرحه في الرب كل حين { افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا
}(في 4 : 4). نفرح بمحبة الله وخلاصة وبعشرته دائما، ونتمتع بمعرفة الله ونحيا حياة
القناعة والرضى والشكر لله ونحب الناس رغم ضعفاتهم من محبتنا لله. نحن ابناء الله
وورثة ملكوت السموات فلماذا لا نفرح ونحن سائرين في طريق الملكوت وننشر الفرح
ونرسم الابتسامة علي وجوه الاخرين ونسعدهم. {افرحوا كل حين} (1تس 5 : 16) علينا إن
نثق في الله الذى احبنا ونلقي همومنا علية ونتمتع بمغفرته وقبوله وحنانة ونبشر
بخلاصه العجيب
+ المسيحي الممتلئ بالروح القدس، يظهر ثمر
الروح فيه ويتمتع بالبشاشة الدائمة، كدليل الفرح الداخلى، فى القلب المُحب والحنون
والمرتبط بكل وسائط النعمة على نقيض الحزن والإكتئاب الضار بالنفس والناس والمسبب
لليأس. صاحب الوجه البشوش يشع السلام من حولِه، وليس داخل نفسه فقط، بل يعطي التعزية
والفرح للقلوب الحزينة ويؤاسهيم ويعزيهم فى ضيقاتهم { مبارك الله ابو ربنا يسوع
المسيح ابو الرافة واله كل تعزية. الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي
الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. لانه كما تكثر الام
المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا.}( 2كو 3:1-5). حتى الموت الذي يحزن الكثيرين فيه لانتقال أحد الأحبه يعتبره المؤمن عطية من الله ترسحنا من أتعاب الحياة وتدخلنا الي الفردوس لنكون كملائكة الله من أجل ذلك قال القديس يولس الرسول { ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضاً مَعَهُ.} (1تس 13:4-14). إن الله يستطيع ان يعزينا
ويهبنا الرجاء الصالح لنتعزي في الضيقات والأحزان ونعزي المتضايقين والحزاني وننشر
روح السلام والفرح والرجاء كل مكان نحل فيه .
+ فى الضيقات نحن لا نفقد سلامنا وفرحنا فى الرب عالمين
أن الضيقة تنشئ صبر والصبر تزكية والتزكية رجاء { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا
بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.الَّذِي
بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي
نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَلَيْسَ
ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ
يُنْشِئُ صَبْراً. وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً. وَالرَّجَاءُ
لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.} ( رو 1:5-5). علينا أن نضع الله أمامنا فتختفى
الضيقات ويظهر الرب الذى يمنحنا سلام ويعزينا ويفرحنا { ساراكم ايضا فتفرح قلوبكم
ولا ينزع احد فرحكم منكم} (يو 16 : 2). إن
البشوش لا يعيش فى التعب الحاضر، إنما بالرجاء يعيش فى الفرح المُقبل، وانتظار
تحقيق وعود الله له.
+ الفرح فى الروح لا يتعلق بكم الأشياء التي
نملكها، أو حتى الصحة أو المرض فالمؤمن لا يحزن على فقدان شئ مادى، ولا يشتهى أن
يكون له ما لدى الغير من كماليات، بل يفرح بالله أكثر من عطاياه، وبالتالى فلا يوجد
لديه الا الشكر لله علي محبته ولا يوجد داخله حقد أو حسد أو غيرة أو كراهية لاحد. بل
فى غني بالروح القدس يتعود علي الأكتفاء بما لديه وبايمانه يغني كثيرين ويترك حتى
همومه علي الله وأثقا فى عمله العجيب لأنه يثق فى وعده المريح لثقيلى الأحمال ( مت
11 : 28 ). فلنفرح بالرب وخلاصة ووعودة وحفظة لنا وسط الضيقات والتجارب ونثق في
الأب السماوي الحنون الذي في محبتة يريد سعادتنا وخلاصنا من اعدائنا ومن ايدي جميع
مبغضينا ولنسعد من حولنا ونقدم من شفاهنا الابتسامة ومن لساننا كلام طيب ومن
قلوبنا محبة ورحمة وشفقة وبهذا نزرع المحبة والسعادة لنحصدها فى الحين الحسن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق