الأنبا صرابامون
رجل الإيمان ومريح التعابي
(1)
للاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{اذكروا مرشديكم الذين
كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 :
7)
حياة
رهبانية مقدسة ....
+ رحل
عنا الي عالم المجد مع القديسين بعد حياة
حافلة بالأعمال الصالحة وحياة الصلاة والأتكال علي الله في إيمان بالله العامل
معنا والذى يحفظ كنيسته وبان يد القديس الأنبا بيشوى ماتزال ممدوة في ديره العامر وقد
تنبأ نيافته بان الله سيقود الكنيسة من دير الأنبا بيشوى فقبل أختيار قداسة البابا
تواضروس الثاني سألت نيافته تفتكر مين يا سيدنا اللي هيقود الكنيسة في الفترة
القادمة ؟ قال " أن الذى سيقود الكنيسة من ديرنا وسيبقي دير القديس الأنبا
بيشوى مركز قيادة الكنيسة " فلا ريب أن سر الله لخائفيه. لقد سأل قبلي المتنيح
الأنبا بيشوى مطران دمياط والبراري سأل الأنبا صرابامون وكانوا رهبان كهنة في دير
السريان العامر عن من سيقود الكنيسة فخرج الأنبا صرابامون للصحراء يصلي وجاءه صوت
من السماء يقول " الأنبا شنودة أسقف التعليم" وبعدها رجع نيافته وقال
للأنبا بيشوى أن البابا القادم هو الأنبا شنودة وتحققت نبؤات نيافته لانه رجل صلاة عميقة وبسيطة
في نقاوة قلب لا يعرف الرياء ولا الكبرياء يحيا في مخافة الله ويعمل ما يرضيه.
+ أنتقل أبينا ومدبرنا الروحي مثلث الرحمات فجر
الأحد 8 مارس 2020م. ورجل الصلاة المحب لله نيافة الحبر الجليل الأنبا صرابامون
أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوى العام عن عمر يذيد عن الثالثة والثمانون عاماً، وحياة
رهبانية مقدسة أمتدت الي ما ستين سنه وثلاثة شهور فقد ولد نيافة في مدينة أرمنت في
21 فبراير 1937م. وعاش حياة الفضيلة والتقوى منذ طفولته وقد شهد الذين عاشوا معه
أنه كان رجل صلاة وأجرى الله علي يديه بعض المعجزات منذ حداثته. كان ملازماً
للكنيسة وللصلاة الدائمة ومحباً للقراءة في كتب الكنيسة منذ صغرة وقد ذهب الي دير السريان العامر في عيد السيد
العذراء في 22 أغسطس 1959م. عن عمر 22عاما وتتلمذ منذ دخوله الدير علي يد أبونا
أنطونيوس السرياني الذى صار البابا شنودة الثالث بعد ذلك. ترهب في دير السريان
العامر وأختار لهم مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس أسقف ورئيس دير السريان العامر أسم
صرابامون في رهبنة في 8 ديسيمر 59م. لانه ترهب في تذكار أستشهاد القديس الأنبا
صربامون أسقف نيقوس في 28 من شهر هاتور. رسم قسا في يوم الأحد في 24 فبراير 1963م.
ثم قمصاً في 25 يونيو 1967م. ولحكمته وهدوئه وخبرته الروحية أختير أب أعتراف
للرهبان حتي قبل أسقفيته وشهد له الأباء بان قلايته كانت ملجأ للمتعبين وأشباع
الجياع والمشورة الصالحة. رسمه قداسة البابا شنودة أسقفاً عاما في 17يونيو 1973م.
المدبر الروحي الحكيم ...
لانه الأنبا صربامون كان يحب هدوء البرية والصلاة
فقد أوكل له قداسة البابا شنودة الثالث رئاسة
دير الأنبا بيشوى العامر وكان رهبانه لا يتعدى عددهم أصابع اليد وكان الدير يعاني
من قلة الموارد فاهتم بتعمير الدير روحيا وعمرانيا ونما الدير ليصل عدد رهبانه الي
المائتين راهب بالديرغير الذين أنتقلوا الي السماء والذين كان يذكرهم نيافته بالخير ويطلب صلواتهم. ولقد أمتاز نيافته
بالمحبة والخدمة للكل وكان مريحا للتعابي فما من أحد يلجأ اليه الأ ويجد المشورة
الصالحة والراحة من التعب حتى أن قداسة البابا شنودة الثالث قال عنه أنه يحق أن
يكتب علي بابه "مريح التعابي " وكان يكفينا النظر الي وجهه المنير
الهادي كما قيل عن القديس الأنبا أنطونيوس من أحد أبناءه الروحيين " يكفيني النظر الي وجهك يا أبي" فهذا
ما ينطبق بحق عن نيافة الأنبا صرابامون. لقد كان يكفينا أن ننظر الي وجهك يا أبي
أو أن يقول لأي أحد من أبنائه كلمة تشجيع. أنه رجل الإيمان الذى كان يصطحبه قداسة
البابا شنودة الثالث في معظم رحلاته في الداخل والخارج وكان يثق في صلواته وأن وجود
الأنبا صرابامون معه يمثل وجود رجل إيمان وسلام وبركة وراحة. وقال عنه قداسته أن
طاعة الأنبا صرابامون كطاعتنا لله كأب ومرشد روحي في الرب وكما يقول الكتاب { اطيعوا
مرشديكم واخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كانهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك
بفرح لا انين لان هذا غير نافع لكم }(عب 13 : 17).
+ كان القديس الأنبا صرابامون كام ولود يعلم
ويحتمل ويربي أبناءه في الرب وينجب قديسين يخدموا الكنيسة فقد وصل عدد الأساقفة
الذين ينتموا الي ديره الي أربعين مطراناً وأسقفاً ومن ديره العامر أباء رهبان كهنة
يخدموا بامانة وبر ويتلمذوا الكثيرين في مصر والخليج وكل بلاد العالم فنهضة
الكنيسة القبطية في الخليج واوربا وأمريكا أوكلت الي الأباء الرهبان الذين يجولوا
كسيدهم ربنا يسوع المسيح بلا كيس ولا مذود ويعمل الله بهم وأعتمدت عليهم الكنيسة
في بناء النفوس والكنائس حتى أستقرت الخدمة ورسم لها أباء كهنة ليكملوا الخدمة.
+ الرهبنة الأصيلة صانعة القديسين ...
يكفي نيافة الأنبا صرابامون فخراً أمام
الكنيسة والوطن وأمام الله أنه الأب الروحي الذين أحتضن وشجع قداسة البابا تواضروس
الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر والمهجر منذ تردده علي
الدير وتلمذته علي يديه . فقداسة البابا يكن المحبة والأخلاص والتقدير الجم لنيافته
كمدبر وأب روحي وكابن بار لابيه الروحي حتى بعد أن أختارته السماء بابا وبطريرك
للكنيسة، وفي الأحتفال بالعيد الستين لرهبنته في مقره البابوي فى 2 ديسمبر 2019م. بحضور الأباء المطارنة والأساقفة وأباء الدير وأديرة برية
شيهيت وبعض من محبى نيافته قال عنه قداسة البابا تواضروس الثاني في ذلك الحفل أن
الأنبا صرابامون متعدد الفضائل فهو رجل إيمان وصانع السلام وراهب أصيل وجسر للرهبنة
في عصرها الذهبي في القرن الرابع أمتد بها وأوصلها لنا في القرن العشرين. وفي الصلاة
علي نيافته ظهر الثلاثاء 10 مارس 2020م. ترأس
قداسة البابا تواضروس الثاني بحضور أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا القبطية والأباء
الكهنة والرهبان ممثلين عن كل الأديرة.
+ قال
قداسة البابا تواضروس الثاني عن الأنبا صرابامون
في كلمته يوم أنتقاله (هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي اضع روحي
عليه فيخبر الامم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى
يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} ( مت 18:12- 21). هذه الكلمات قيلت عن المسيح ونرى معانيها تنطبق
على الأنبا صرابامون الذى نجتمع جميعا كأبناء له. فقد كان الأنبا صرابامون صورة
للرهبنة الأصلية وكأنه جاء إلينا من القرن الرابع، حيث مؤسس الرهبنة، نراه إنسانا
معلما ليس بكلام لكن بقدوة وصورة وشخصه دخل الدير وعمره 22 عاما عندما ارتقى
البابا كيرلس السادس كرسى البطريركية، وكان محبوبا من جميع الرهبان عاش خادما
ومحبا، وتتلمذ على يد البابا شنودة عندما كان راهبا فى دير السريان، واختاره
البابا فيما بعد ليدبر حال دير الأنبا بيشوى بدءا من الصفر، فنما الدير روحيا
ومعماريا وكان تلاميذه فى كل الأديرة، وفاحت منه السيرة الرهبانية الحقيقة وهو
مدرسة كونها للرهبنة نفتخر بها ونشكر الله أننا تتلمذنا على يده، وأن نراه أمامنا. وكثير من الرهبان التحقوا
بالدير لأنهم رأوا قدوته نموذج حى، أعطاه الله راحة النفوس لا يمكن أن تتقابلها
إلا وتشعر براحة وميناء سلام وفرح، كلماته قليلة لكنها تحمل قوة الروح تعرض الدير
لأزمات كبيرة وحلها بسلام عجيب.
أمتاز بصفة التشجيع حتى أنه فى الدير كان له
كلمات وعبارات يستخدمها أمام المواقف، وتجلب الراحة، كان ميناء لتشجيع النفوس وهو
ما تحتاجه الحياة الديرية للتشجيع. الأنبا صرابامون خدم الكنيسة والوطن، كان يرفع
صلوات دائما من أجل سلام مصر والكنيسة، وكان يقول إن مصر أحسن بلاد العالم، وكان
عندما يزور الكنائس خارج مصر، يعود ليقول إن مصر أحسن بلد رأيته، ربى عشرات ومئات
من الآباء الأحباء رهبان وأساقفة وجموع كثيرة، لم يلق عظات أو يكتب كتب، كان هو
عظة وكتاب ومقال وقدوة لكل أحد، لقد صار لنا شفيع فى السماء حيث يستكمل حياته
الملائكية والبارة فى السماء).
ولقد سمحت عناية
السماء لضعفى بان أكون أبناً لذلك الأب المريح المحب وقد تتلمذت علي يديه وأقتربت
منه وتمتعت بأبوته ومحبته وأجريت معه حوار طويل سمح لي نيافته بان أكتبه بعد نياحته
وساقوم بنشره لكم علي حلقات أنشالله وعشنا... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق