للأب القمص أفرايم الأنبا
بيشوى
إيماننا
بالمسيح الطبيب والمخلص...
+ ان الله كراعى صالح لنا يريد ان
يقدم لنا الشفاء الروحى والنفسى والجسدى ولكن لا يرغمنا على القبول بل يقدس ارادة
كل واحد وواحدة منا. وهو كطبيب سماوى وكعريس للنفس البشرية يدعو الجميع للخلاص { وارسل
عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا } (مت 22 : 3). ويقول
للكثيرين كما قال لاورشليم قديما { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة
المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم
تريدوا} (لو 13 : 34) . لقد منحنا الله
العقل والحرية ويريد منا ان نقبله الها لنا ومخلصاً لنفوسنا وشافياً لأمراضنا { الله
يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4).ويقول لنا {تعالوا
الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11
: 28).
+ هل نريد ان نبرأ من جراح الخطية وسم الحية
وحيل أبليس أم لا ؟ ان الكثيرين قد ارتضوا حياة الكسل والوقت وقت الجهاد والعمل ؟
والبعض يلقى اللوم على الأخرين ولا يعملوا للتغلب على المعوقات والعراقيل غير
عالمين انه بدون محاولات جادة وضيقات كثيرة لن نصل الى النجاح والتفوق والشفاء ؟ البعض
منا يقول كما قال مريض بركة حسدا { ليس لى أنسان يلقينى فى البركة متى تحرك الماء
} ولا يتسأل لماذا تركه الاحباء والأقرباء. يا أحبائى ان الأنتقاد والتذمر ودوام
الشكوى يبعد عنا الكثيرين والله يريدنا دائما شاكرين على كل حال وفى كل شئ. بل يجب
علينا ان نُقدر كل الذين يقدمون لنا كلمة أو خدمة ، أو عمل ما وحتى الذين يتباعدون
عنا يجب ان نلتمس لهم الأعذار .
+ لا نظن
حتى وان صلينا او طلبنا من الله شئ وتأخر فى الأستجابة انه غير مصغى الى صلواتنا.
أنه أب صالح يعرف متى يعطى وما هو خير لنا ويستجيب لنا الرب فى شدتنا فى الوقت
المناسب وبالطريقة التى تناسبنا. وحتى أن سمح بتجربة فهي لخيرنا وسلامنا وخلاصنا ويجب
ان نثق فى محبة الله الأبوية واردتة الصالحة { انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر
الرب (مز 27 : 14). وعلينا أن ننتظر خلاص الرب { انتظر الرب واصبر له ولا تغر من
الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد} (مز 37 : 7).
+ اننا
نثق فى حكمة الله وانه يعمل فى هدوء وانه ضابط الكون والكل ويستطيع ان يعمل كل
الاشياء للخير للذين يحبون الله والمدعوين حسب قصده لذلك نصلى ونعمل ما يجب علينا
ان نقوم به وننتظر خلاصه العجيب وهو القادر على كل شئ.
ليس لى
أنسان ...
+ الى كل من ليس له معزى او صديق والى من يشتكى
الوحدة والامراض وفقدان الأحبة والأقارب. ثق انك غير متروك من الله، لقد وعدنا وهو
أمين { ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20). حتى فى حروبنا
مع الأعداء وفى صراعنا مع الخطية يقول لنا { ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم
من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم} (با 4 : 21). الى المرضى والمتعبين والذين بلا
رجاء أو معين نجد الطبيب السمائى يبحث عنهم كما بحث عن مريض بركة حسدا. لقد كتبت
الجرائد عن معجزة شفاء حدثت فى اسبانيا لمريضة بشلل رباعى عقب قفزها فى بركة
للسباحة اسمها "أيميليا سانتوس" وقد ظلت فى دار للعجزة منذ الحادثة وكان
عمرها سبعة عشر عاماً والى ان بلغت 48سنة وهى تصلى ظهرت لها القديسة مريم وقالت
لها " أميليا قومى " وبعد عدة
نداءات وجدت يد تمتد اليها وتقيمها من فراش المرض وهكذا نجد الله وان تأنى يستجيب
وستبقى شعلة الإيمان موقدة الى منتهى الازمنة.
+ لقد أتى قديما السيد المسيح من الجليل الى
أورشليم ودخل من باب الضأن الذى كانت تدخل منه الحملان الى الهيكل لتقدم ذبائح عن خطايا
الشعب لكى ما يحمل خطايانا كما قال عنه القديس يوحنا المعمدان { وفي الغد نظر
يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم} (يو1 : 29) .
ذهب المخلص والطبيب الشافى الى بركة بيت حسدا (بيت الرحمة) ليصنع رحمة مع المفلوج
المطروح على سرير المرض لمدة ثمانية وثلاثون سنة وقال له { اتريد ان تبرا؟ } (يو 5 : 6). لقد أظهر الطبيب ما في المريض من سمات صالحة، فقد اتسم بالوداعة.
فعندما سأله السيد: "أتريد أن تبرأ؟ " لم يثور، بل في وداعة عجيبة أجابه { يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة
متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر} ( يو 7:5 ). من يمرض مدة طويلة
غالبًا ما يُصاب بأتعاب عجيبة، تزداد مع تزايد فترة المرض. أما هنا فنراه وديعًا
للغاية. هذا وعندما قال له السيد {قم احمل سريرك وأمشِ} (يو8:5) آمن وللحال قام
ومشى وحمل سريره. إنه ملقي عند البركة منذ قبل ميلاد السيد المسيح بالجسد، وربما
لم يسمع عن المسيح، فقد كاد أن يصير محرومًا من لقاء الأقارب والأصدقاء بعد كل هذا
الزمن من المرض. ومع هذا لم يحاور السيد كيف يقوم، وكيف يقدر أن يمشي دفعة واحدة،
ويحمل سريره؟ ان الله يريد منا ان نؤمن بقدرته الفائقة ونثق فى عمله العجيب وحتى
ان فقدنا الأمل فى الناس فلنا ثقة ورجاء فى الله والغير المستطاع لدى الناس مستطاع
لدى الله.
+
هل يستحيل على الله شئ ؟ قديما أقام لعاز بعد اربعة ايام فى القبر وأقام ابن
الارملة وهو محمول على الأكتاف وأقام ابنه يايرس وقال لابيها عندما أتاه من يخبره
بان أبنته ماتت { فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن
فقط} (مر 5 : 36). وانت لا تيأس من خلاصك
وآمن بالله الذى يشفي المرضي ويقيم الموتي ، ولا تفقد الرجاء فى خلاص أحد من الناس
فاللص تاب وأمن فى أخر لحظات حياته وهكذا بائيسه الخاطئة خلصت فى أخر يوم من
ايامها على الارض. وثق ان الله هو أمس واليوم والى الابد قد يأتى فى الهزيع الأخير
من الليل. فلنوظب على الصلاة والطلبة واثقين ان الله كأب صالح يعمل من أجل خيرنا {
اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن
يقرع يفتح له. ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. وان ساله سمكة
يعطيه حية. فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري
ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه } (مت 7:7-11)
+ طلب المخلص من المفلوج حمل السرير ليطمئن أن شفاؤه كامل، وأنه لم ينل
القوة الجسدية تدريجيا بل بكلمة الله وأمره فورا . إنها صرخة المخلص على الصليب {
قد أكمل} (يو 19 : 30).وهو يتطلع إلى الكنيسة كلها عبر الأجيال منذ آدم إلى آخر
الدهور، لكى تقوم وتتحرك وتدخل إلى حضن الأب والي أبينا السماوى. يطالبنا بحمل سريرنا
الذى هو شركة الصليب معه، لا كثقل على ظهرنا، بل كعرش يحملنا، ومجده ينسكب علينا، لقد
رأى أشعياء النبى هذا المنظر المبدع بكونه قصة الفداء المفرحة فترنم قائلا { قومى استنيرى، لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب
أشرق عليك } ( إش 60 : 1 ).
+
غضب الكتبة والفريسيين لان المخلص الصالح فعل تلك المعجزة فى يوم السبت فلقد فهموا
الوصية بتقديس السبت بمعنى عدم العمل ولكن المخلص أظهر لهم أهمية فعل الخير كل
أيام حياتنا ولاسيما فى أيام السبوت والاحاد وبان السبت جٌعل للأنسان وليس الانسان
من أجل السبت ؟ الله يهمه راحتنا وخلاصنا وشفائنا وابديتنا. وعندما تقابل مع
المفلوج فى الهيكل بعد ان تمت له معجزة الشفاء وجدناه يحذره { بعد ذلك وجده يسوع
في الهيكل و قال له ها انت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشر} (يو14:5). نعم
يجب علينا ان نحترس بعد ان ذقنا النعمة واصبحنا بالمعمودية أبناء لله بالتبنى ان
لا نخطئ ايضا ونتهاون فى أمر خلاصنا ونهمل خلاصاً ثميناً هذا مقداره { لذلك يقول
استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق
لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة} (أف 14:5-16).
نعم يا سيد أريد أن أشُفى
+
ان البشرية فى بعدها عن الله هى الرجل المفلوج غير القادر بدون الله على التحرك
وفعل الخير وتنتظر عمل نعمتك الإلهية المحررة والغافرة والقادرة على منحها الشفاء
الروحى من مرض الخطية المدمر والشفاء الجسدي من الأوبئة والأمراض. وها العالم يسير
نحو الهاوية والطوفان ونحن نصلى ليعمل الله ويشفى كل نفس في شتي بقاع الأرض حتى وأن كانت ليس
لها قدرة حتى على معرفته أو الالتقاء به كمخلص
للعالم .
+ ان نفسى المريضة تطلب اليك يارب وانت القادر على تقديس حواسى
وفكرى وارادتى لكى ما أحمل صليبى بفرح واسير وراءك مناديا ذوقوا وانظروا ما أطيب
الرب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. فحررنا يا مخلص العالم
وانهضنا لكى نتبعك بكل قلوبنا .
+ يا
الله الذى أحبنا وحبه أراد ان يخلصنا من الهلاك الأبدى نحن ندعوك ان تعمل وتسعى فى
طلب الضالين وتقيم الساقطين وتشفى المرضى وتجٌبر كل نفس كسيرة وتحرر المقيدين
بقيود أبليس وتعلن خلاصك فى العالم فليس لنا معين سواك ولا ملجأ غيرك والى من نذهب
يارب وكلام الحياة الإبدية هو عندك .
+ ان كنا غير قادرين على المجئ اليك فانت المحبة
تأتى الينا وتعلن لنا محبتك، وان كنا عاجزين عن فعل الصلاح فانت تأتى وتحررنا، وان
كنا جهال وغير واعين لأهمية خلاصنا فانت يارب كلى الحكمة أجذبنا بنعمتك الى معرفتك والإيمان بابوتك ورحمتك
وحنانك لكى ننال الغفران والبرأ من كنوزأدويتك، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق