نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 26 مارس 2020

رسالة توبة وصلاة برجاء




رسالة توبة وصلاة بالله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الأوبئة والكتاب المقدس
+ ونحن نواجه وباء "كورونا" الذى يجتاح العالم في هذه الأيام فاننا لا نستغرب هذه البلوي التي تصيب العالم كما قال الكتاب { أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ. بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضاً مُبْتَهِجِينَ.} (1 بط 12:4-13). أن الخليقة كلها تئن وتتمخض وعلينا أن نتحد في مواجهة الكوارث والأوبئة متحلين بروح المحبة والتواضع والعلم لكي نتغلب علي تحديات الحياة. الوبأ هو رسالة يجب أن تدفعنا الي التوبة والرجوع الي الله بعزم قلب وبروح الصلاة ليفتقد الله العالم بعين الرحمة ويرفع عن البشرية المرض والخطية والقلق والخوف والكأبة والحروب والأوبئة وفي كل الأحوال نثق في الله كأب صالح يجرح ويعصب { لانه هو يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان}(اي 5 : 18). وعلينا تجنب مصادر العدوي والألتزام بالتعليمات الصحية { الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقبون } (ام 22 : 3). ونطلب التعزية من رب رب السماء ونعزي بعضنا بعض فرحين في الرجاء { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو  12 :  12)
+ لقد حذَّر الله شعبه قديماً من عواقب عصيان وصاياه وبعد أن أعطى الله الشريعة لموسى، أمر الشعب بطاعتها حتى لا يقاسوا من الشرور{ لَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هَذِهِ الْوَصَايَا. وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي فَمَاعَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي. فَإِنِّي أَعْمَلُ هَذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْباً وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ. وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ.} (لا 14:26-18). إلله اله محب ورحيم وأن سمح بالشرور نتيجة لبعد الإنسان عنه أو لكبرياء الانسان وجحوده أو أسأته للطبيعة أو لنفسه فان الله يعود يرحم شعبه فعقاب الله دائمًا هدفه التوبة والأصلاح { إِنْ أَغْلَقْتُ السَّمَاءَ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ وَإِنْ أَمَرْتُ الْجَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الأَرْضَ وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ} ( 1أخ 13:7-14). هنا نرى الله يستخدم الوبأ لكي يجذب شعبه إليه، ولكي يجعلهم يتوبوا ويرجعوا اليه كما يلجأ الأبناء إلى أبيهم السماوي.
+ فى تجسد السيد المسيح له المجد بتحننه ورحمته ومن أجل إيماننا به وبعمله الخلاصي كان يجول يصنع خير ويشفي كل مرض وضعف في الشعب { وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَ} ( مت 35:9-36). وربنا يسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد { فاجابهم يسوع ابي يعمل حتى الان وانا اعمل } (يو 5 : 17). وقد منح الله نفس قوة الشفاء لتلاميذه لإثبات مصداقية خدمتهم (لوقا 9: 1). وهو قد يسمح بالأمرض نتيجة الحياة في عالم مريض خاطئ يسئ لنفسه وللطبيعة ويرتد عمل الإنسان عليه. أما نحن وأن كنا نجهل حكمة الله لكننا نقبلها ونعلم أن الله له سلطان إلهي على كل الأشياء (رو11: 36). ونعلم أن كل الاشياء تعمل معنا للخير { نحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده }(رو 8 : 28). لقد أعلن لنا السيد المسيح ما ينتظر البشرية لاسيما فى أخر الزمان من حروب وأوبئة وزلازل طالباً منا الصلاة والسهر { فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِلٍ فَلاَ تَجْزَعُوا لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَوَّلاً وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعاً». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ. وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ. اِسْهَرُوا إِذا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هَذَا الْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ وَتَقِفُوا قُدَّامَ ابْنِ الإِنْسَانِ».} ( لو 9:21-26،11). المؤمن يثق في الراعي الصالح ومع داود النبي يرنم { اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟. عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا. إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذَلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي.} (مز1:27-5).علينا يا أحبائي أن نتحلي بالحكمة والصبر لكي نخلص ونشهد للمسيح بايماننا وخدمتنا الباذلة للجميع ونعد أنفسنا للأبدية فطالت أو قصرت الحياة علي الأرض هي بخار ماء يظهر قليلاً ثم يضمحل { وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ }(2كو 4 : 18). أننا نصلي طالبين الشفاء ولي يقوي إيمان الضعفاء ونحمل الصليب في رجاء وعيون قلوبنا شاخصة الي رب السماء { نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ }(عب 12 : 2).

الأوبئة عبر التاريخ ....
+ على مر العصور، أودت الأوبئة والأمراض بحياة عدد كبير من الأشخاص وتسببت في أزمات كبيرة استغرقت أوقاتاً طويلة لتجاوزها. ولقد نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً مطولاً عن أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ، ابتداءً من الطاعون حتى فيروس "كورونا" وحسب التقرير، فقد ضرب الطاعون الأنطوني الإمبراطورية الرومانية بين عامي 165 و180م. وانتشر في مختلف أنحاء العالم متسبباً في موت 5 ملايين شخص. وبين عامي 541 و54م.  ضرب طاعون جاستينيان العالم آتياً من الإمبراطورية البيزنطية، وأودى بحياة أكثر من 30 مليون شخص. وفي عام 735م. ظهر وباء الجدري الياباني بطوكيو وانتقل إلى البلدان المجاورة وأدى خلال سنتين إلى مقتل نحو مليون شخص. أما أكثر الأوبئة فتكاً على مر التاريخ، فهو الطاعون الدملي، والذي سُمي أيضاً "الموت الأسود"، وقد انتشر بين عامي 1347 و 1351م. وتسبب في وفاة ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم، ويعتقد أنه نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أنحاء أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم.أما الجدري، فقد حصد أرواح 56 مليون شخص عند ظهوره في عام 1520. فيما أودت الكوليرا بحياة مليون شخص حول العالم بين عامي 1817 و1818م.وفي عام 1855، ظهر نوع متطور من الطاعون يُعرف بـ«الوباء الثالث»، في مقاطعة يونان الصينية لينتشر لاحقاً إلى جميع قارات العالم المأهولة ويودي بحياة 12 مليون شخص.وأدى انتشار وباء إنفلوانزا روسيا، بين عامي 1889 و1890م. إلى وفاة مليون شخص. 
+ وفي القرن الماضي ظهرت الإنفلونزا الآسيوية في الصين في 1956م. وقضت علي ما يقرب من مليون شخص ثم الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 فتسببت في وفاة ما يقرب من 50 مليون شخص في عام واحد فقط وأصابت ربع سكان العالم .ومن أكثر الأمراض فتكاً على مر التاريخ أيضاً، مرض الإيدز، الذي ما زال منتشراً حتى الآن، وقد تسبب في موت 35 مليون شخص منذ ظهوره في عام 1981م.

+ وفي هذا القرن ظهرت أنفلونزا الخنازير بين عامي 2009 و2010م. في الولايات المتحدة والمكسيك، وانتقلت منهما إلى جميع دول العالم، وأودت بحياة نحو 200 ألف شخص، فيما قتل "إيبولا" الذي انتشر في عدد من البلدان الأفريقية وبعض دول العالم بين عامي 2014 و2016 م. أكثر من 11 ألف شخص. وأودى انتشار فيروس «سارس» بحياة 774 شخصاً، في حين تسبب «ميرس» في مقتل 828 شخصاً على الأقل منذ 2012م. أما فيروس "كورونا " الذي نشأ في الصين في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانتقل منها إلى مختلف أنحاء العالم، فقد وصل عدد الوفيات حتى الأمس 25 مارس 2020م. في الأحصاءات المعلنة رسميا نحو 21191 وعدد الاصابات المؤكدة 468667 آلاف. وأمام هذه الأوبئة لابد أن يتضع الانسان ويرجع الي الله معترفاً بضعف طبيعته أمام ما يواجهه من تحديات طالبا التوبة والعون والخلاص ويحيا الإيمان العامل بالمحبة ويسلك في مخافة الله الذى يجازي كل واحد كنحو أعماله.
رسالة الله لنا هذه الأيام ...
+ زمن التوبة وطلب الرحمة .. لقد تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني مبينا أن هذه فترة صعبة وأستثائية يريد بها الله أن يوقظ الإنسان حتى لا يفني بشروره وأن هذا الزمن زمن توبة وطلب الرحمة من الله وقال قداسته " ولابد أن نعرف أن الله خلق الإنسان وأن حياة البشر مرت بمراحل عديدة ومتطورة على مدى التاريخ الإنساني، أن الإنسان خلال الأزمان الأخيرة أصبح عابدًا لذاته وصار لا يرى إلا نفسه، وبدأ يتهاون في حق الله ويبتعد عنه وينحدر إلى القاع رغم كل طرق التطور التى يشهدها العالم حاليًا. وأضاف أن في الآونة الأخيرة ظهر الإلحاد والعنف والإباحيات والأنانية وأصبح كل إنسان يحيا وفقا لرغباته وأهوائه، ومن هذه الضعفات تولدت عند الإنسان مشاعر خطيرة مثل الإحباط والخوف والحيرة والشعور بالذنب والاكتئاب والانتحار، وصار العالم وكأنه خاليا من الله وصار المخلوق وكأنه بلا خالق. إن الله من كثرة محبته للبشر أراد أن يوقظ الإنسان حتى لا يفنى بسبب شروره، وكان هذا الانتشار المفاجئ والسريع جدًا لفيروس كورونا، واصبح العالم كله لا حديث له إلا عن هذا الفيروس، وأصبحت دول تتحول بالكامل إلى حجر صحي". وقال قداسته " هذا الفيروس صغير جدًا ولكنه صنع هذا العمل وأصبح يوجه رسالة للانسان يقول له فيها (أنت ضعيف إيها الإنسان) رغم كل مظاهر التحضر والتطور، لافتًا إلى أنه هذا الوقت لا أحد يفكر إلا في هذا الأمر وهو زمن للتوبة وطلب الرحمة من عند الله.
+ زمن الصلاة والصوم ... في ثقة بعمل الله معنا علينا أن نصلي لتعبر بنا كل ازمات الحياة بسلام ويرحم الله شعبه ويخلصهم من جميع شدائدهم ونري يد الله في الأحداث. علينا أن نتسلح بالصوم والصلاة ونصم بطهارة وبر لنرى يد الله تعمل معنا وتحرسنا. أن الله قادر وهو ضابط الكل ويريد أن يقودنا في موكب نصرته ويعبر بنا ضيقات الحياة كما قال المرنم {جزنا في الماء والنار وأخرجتنا الي الراحة، أدخل الي بيتك بالمحرقات واوفيك النذور التي نطقت بها شفتاي} ( مز ١١:٦٥). ان وجود ابرار ومؤمنين يرفعوا ايديهم بالصلاة الي الله بالروح والحق سيعبر بنا ضيقات الحياة بسلام وكما كانت صلوات الأنبا بولا اول السواح المرفوعة سبب رحمة لمصر والعالم كما قال الأنبا انطونيوس ان بصلاة الانبا بولا كان الله يرحم العالم كله فاننا نثق ان الله ابقي لنا بقية من أجل صلواتكم وقديما قال الرب في ارمياء النبي{ طوفوا في شوارع اورشليم وفتشوا في ساحاتها، هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل، طال الحق فاصفح عنها} ( ار ١:٥). ولنستمع الي نصيحة دانيال النبي { لذلك ايها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك }(دا 4 : 27)
+ الوعي الصحي والعتكاف.. علينا في هذه الفترة الحرص علي صحتنا واتباع الأرشادات الطبية التي توصي بها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والأطباء من اجل الوقاية من المرض والاعتكاف في بيوتنا للتوبة والصلاة لله ليرفع عنا الوباء والامراض. أننا زمن الأختلاء والجلوس في بيوتنا للتأمل والخلوة والشبع بكلمة الله الحية والشافية {لانه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمانينة تكون قوتكم} (اش  30 :  15).  لقد صلي يونان برجاء في عزلته فى جوف الحوت مؤمناً أنه سيعود وينظر هيكل الله "ولكنى أعود أنظر إلى هيكل قدسك " ( يو ٤:٢). ونحن نثق في محبة الله المعلنة في المسيح يسوع ربنا والذي يعزينا في ضيقاتنا بالروح القدس المعطى لنا من الله ونتمسك بأقرار الرجاء لان الذى وعد هو امين فهو لن يدعنا نجرب فوق ما نستطيع ان نحتمل. ان الله سيستجيب الي صلواتكم المرفوعة وليكن رفع ايديكم في بيوتنا كذبيحة مسائيه مقبولة { لتستقم صلاتي كالبخور قدامك وليكن رفع يدي كذبيحة مسائية} ( مز ٢:١٤١). واطمئنوا ان رفع الذبيحة لن ينقطع فهي ترفع يومياً فى أديرتنا وعلى أيدي كهنتنها من أجلكم وسنصلي معا في بيوتنا وان اجتمع اثنين او ثلاثة للصلاة فسيكون الله حاضر بينهم ويقبل صلواتهم عنا ويرفع عنا الوباء والفقر والجهل وكل أمر مخيف وستوحدنا الازمات كابناء الوطن الواحد مسيحين ومسلمين وسنواجه الازمة بروح المحبة والتعاون من اجل سلامة شعبنا وبلادنا وسنحول بيوتنا كنائس وقلوبنا مذابح وعيوننا المرفوعة للسماء شموع ورائحة صلواتنا بخور مقبول وستصعد صلواتنا الي رب الجنود ويعود ويرحمنا ويرفع عنا كل مرض وضعف وخوف في الشعب.
+ زمن طلب التعزية والصبر من السماء ..
فى كل ضيقات الحياة نطلب تعزية السماء في صبر ورجاء { الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص} (مت 24 : 13). وهذا الصبر رايناه فى حياتنا أبائنا القديسين ونتعلمه من الهنا الصالح الذى من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب. وعندما يسمح الله بضيقة فانه يعطي معها التعزية لمن يطلب ان تعزيتنا من بعد الله هي المدينه النازله من السماء مسكننا الابدى موضع راحتنا وسرورنا وعندما تشتد علينا الالم والضيقات يجب أن نذكر السماء وأمجدها مما يجعل امور الحياة باثقالها تهون علينا حملها لاننا نحصل علي ينبوع من التعزية فليس لنا هنا مدينه باقيه ولكننا نرجو العتيده المدينه التى لها الأساسات اتى صانعها وبارئها الله فهى غاينا وعزائنا الحقيقى وفرحة وبهجة نفوسنا ونعزي شعب كنيستنا ونطمئنهم بان الضيقة ستنتهي للخير وبسلام لان الله الذى أرسل يونان النبي قديما لشعب لا يعرفه لن يتخلي عن الصارخين اليه ليلاً ونهاراً، وسينصفهم سريعا لذلك يقول الكتاب المقدس في أشعياء { عَزُّوا عَزُّوا شَعْبِي يَقُولُ إِلَهُكُمْ. طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمِلَ أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا.}( اش1:40-2).

ليست هناك تعليقات: