للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم
القلق وأسبابه
+
في كل ظروف الحياة وتجاربها وضيقاتها يجب أن يثق المؤمن في الله الذى يهتم بسلامنا
كخالق لجبلتنا وكثيرا ما يطلب منا الثقة فيه فى مختلف ظروف الحياة {سلاما اترك لكم
سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 :
27). بل ان الجبال قد تزول والاكام تتزعزع ولكن سلام الله فى مختلف الظروف باقي
لمؤمنيه { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا
يتزعزع قال راحمك الرب } (اش 54 : 10). حتى لو سمعنا بحروب أو زلازل أو
أوبئة فلا يجب أن نخاف أو نرتاع ونقلق بل نصلي ونطلب من الله الحفظ والمعونة
والسلام الداخلي { فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِلٍ فَلاَ تَجْزَعُوا
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَوَّلاً وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ
الْمُنْتَهَى سَرِيعاً». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ
وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ. وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ
وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ
السَّمَاءِ.} (لو9:21-11) الإيمان السليم بالله يجعلنا نثق فى الله وصفاته ورعايته
للمؤمنين حتى فى اجتياز وادى ظل الموت ومواجهة الاخطار كما عبر عن ذلك داود النبي
عن ثباته وفرحه فى الرب { ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي اغني وارنم } (مز 57 : 7).
+ نتعرض
فى حياتنا للكثير من المشكلات والتي تسبب القلق للكثيرين، والبعض من القلق له
مايبرره لكن كل قلقنا ومخاوفنا يمكن معالجتها بالإيمان والعلم والحكمة. كثير من مخاوفنا
أوهام لا أساس لها في الواقع او قد تكون وقائع ومشكلات يتم تضخيمها. علينا مواجهة
القلق بالثقة فى الله ضابط الكل ووعوده الصادقة وبعد ذلك الثقة فى النفس وقدرتها
على تخطى الصعاب والتغلب عليها. تحكى احدى القصص ان الوباء أقبل الى مدخل احدى
المدن الكبرى وهناك تقابل معه ملاك الموت وسأله: كم نفس ستحصد فى هذه المدينة؟
أجابه الوباء: مائه نفس! ودخل الوباء وانتشرت الشائعات والمخاوف والهلع داخل
المدينة. وعندما تراجع الوباء خارج المدينة قابله ملاك الموت. قائلا لقد خدعتني
وقلت انك ستقبض على روح مائة شخص وها هي الحصيلة الفين! قال له الوباء حقيقي انا
تسببت فى موت مائة شخص اما البقية فقد ماتت بسبب أمراض أخرى سببها الخوف والقلق
والهلع والاكتئاب.
+ يواجه العالم في هذه
الفترة وباء أنفلونزا "كورونا" الذى أنتشر في أغلب دول العالم بدءاً من الصين
وأيران وأيطاليا ليصل الينا في مصر وتسبب في الوفاة للبعض ولانه مرض لا علاج فعال
له للأن فانه يؤثر في من لديهم نقص مناعة أو من يعانوا من أمراض في الجهاز التنفسي
أو أمراض القلب ويتسابق العلماء في أكتشاف العلاج المناسب له. ولأنه من المعروف أن
العدوى تنتقل من شخص لأخر عن طريق الأختلاط كاي أنفلونزا موسمية فلهذا فان أهم طرق الوقاية
هي الحرص علي التواجد في أماكن مزدحمة يوجد بها حاملي المرض والذين قد لا نعرفهم لهذا
أتخذت الحكومات أجراءات قوية للحد من الأزحام الضار وفرضت حظر التجول بالقانون ولهذا
يجب تتعاون كل الهيئات والمؤسسات معاَ والبقاء في المنازل في جو صحي والحرص لتوفير
الجو المناسب للوقاية من المرض الي أن تعبر الأزمة وننتصر في مواجهة هذا الوباء وينحصر
والجميع في صحة وسلام.
+
القلق يسبب شعور بالخوف المستمر وعدم الراحة وفقدان السلام الداخلي وتكاثر الهموم
والاحزان لدى الانسان مما يهدد سلامنا النفسي والروحي ويتسبب فى الكثير من الامراض
ويزيد القلق ويترعرع فى الدول والمجتمعات الى تعانى بالأكثر من عدم الاستقرار
السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني ووقت الأوبئة والحروب كما ان البعد عن
الايمان الواثق فى الله يفاقم القلق. الظروف التي نتعرض لها قد تكون واحدة لن
تمنحنا السعادة او الراحة او تسلبنا اياها بل تتوقف علي كيفية استجابتنا للظروف
مما يحدد توجهنا وتمنحنا السلام او القلق. فقد يواجه شخصان نفس المشكلة ويختلف رد
الفعل لديهما، الواحد يراها فرصة مناسبة لتحقيق الذات والتغلب علي المشكلة
والانتصار عليها والتقدم والاخر ينهار ويبكى او يهرب ويقلق ويفقد الرجاء. ولا خير
في التهاون في مواجهة المشاكل التي تواجهنا، وبنفس القدر لا يجب أهمالها ودفن
رؤسنا في الرمال أوعدم مواجتها بالحلول السليمة.
+
يجب مواجهة القلق والمخاوف، وان كان هناك قلق طبيعي، فعندما نواجه تحديات كامتحان
او فقدان صديق او موت احد الاقارب او الدخول فى مشروع جديد قد نوليه الاهتمام
ونفكر فى المشكلة وما هي الحلول الممكنة لمواجهتها ونختار أفضل الحلول فهذا
الاهتمام طبيعي يجعلنا نعيد ترتيب اولوياتنا ونعمل على مجابهة المتغيرات الطارئة
فهذا القلق العادى، اما ان يتحول الاهتمام الى هم يشل التفكير ويفقد المؤمن سلامه ويقلق منامه ويسبب
له الصداع والتهاب القولون العصبي أو الانطواء وغير ذلك من الاشكال المرضية فان
القلق يكون قد تحول الى مرض يجب علاجه لذلك يوصينا الكتاب بعدم المبالغة فى
الاهتمام بما يتجاوز قدرتنا { وما جاوز اعمالك فلا تكثر الاهتمام به }(سير3 : 24).
ولهذا علينا ان نكون هاديين فى مختلف الظروف ويكون لدينا الحكمة والعقل لمواجهة
تحديات الحياة { بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم فلم تشاءوا
}(اش 30
: 15).
+
جيد ان نعرف ما هي اسباب قلقنا ومخاوفنا ونعالجها ولا نجعلها تتفاقم . فقد تكون التربية
الخاطئة من اسباب القلق فالاطفال الذين ينشأوا فى اسر مفككه ومجتمعات تذداد فيها الجريمة وفقدان
الامان النفسي والاجتماعي يعانوا من القلق اعلى بكثير من غيرهم والبعض يتعرض للقلق
نتيجة للفشل المالي او العاطفي او الاسرى او من الازمات الكيانية التي
تصاحب مراحل العمر المختلفة. وقد يكون هناك قلق وعدم سلام ناتج عن الوقوع فى
الخطية والشعور المستمر بالذنب ويحتاج الي التوبة الصادقة وقد تقصر فترات القلق او
تتدرج وتطول وتتفاقم مالم يتم معالجتها.
+
القلق المرضى له آثار مدمرة ويتسبب فى الكثير من الامراض الجسدية ومنها الاحساس
بالاختناق وعدم انتظام ضربات القلب وفقدان الشهية ونقص الوزن او النهم وزيادة
الوزن لدى البعض او الصداع وفقدان الاتزان او الامراض النفسية او السلوك العدواني
او دوام الشكوى والانتقاد وعدم الرضى والتذمر وقد يصل الى فقدان
الحياة لكل قيمة واليأس كما ان للقلق آثار روحية ضارة وان كان يجب الرجوع الى الله
فان البعض يتخذ القلق وسيلة للبعد عن الله وتوجيه اللوم له والتمرد عليه والالحاد وكأن
الله هو السبب فى الصراعات والمشاكل مع أن الله اله صالح وصانع الخيرات. وبالرغم
من ان الحياة مع الله لا تلغى المشكلات الحياتية التي نعتبرها صليب نحتمله بشكر ان
لم يكن هناك مجال للتخلص منها لكن بالرغم من كل المعوقات فان المسيحي يحيا فرحا
بالله الذى يقوده فى موكب نصرته وكما عبر عن ذلك القديس بولس الرسول { من سيفصلنا
عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب
اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم
انتصارنا بالذي احبنا}
(رو 37:8-37).
دعوا القلق وعيشوا حياة السلام ..
+
التوبة والرجوع الى الله .. الله هو مصدر سلامنا وكلما عشنا حياة الإيمان
السليم نحيا فى سلام. وصدق القديس اغسطينوس عندما
قال (اننا خلقنا الله على صورته ولن تجد نفوسنا راحة الا فيه). الخطية قد تفقد
الانسان سلامه ويعيش نهبا للقلق وهذا ما حدث مع شعب الله قديما { لان اباءنا خانوا
وعملوا الشر في عيني الرب الهنا وتركوه وحولوا وجوههم عن مسكن الرب واعطوا قفا.
فكان غضب الرب على يهوذا واورشليم واسلمهم للقلق والدهش والصفير كما انتم راؤون
باعينكم } (2اخ 29 :6، 8). ان التوبة الصادقة والرجوع الى الله بقلب
صالح وفكر مستقيم والاقلاع عن الخطية وعدم العودة اليها تغفر الخطايا وتهب الانسان
حياة مقدسة وسلام يفوق كل عقل. { خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَماً وَارْجِعُوا إِلَى
الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَناً فَنُقَدِّمَ
عُجُولَ شِفَاهِنَا }(هو 14 : 2). قد يظن البعض انه لن يستطيع التحرر من ربط الخطية
لكن متى لجأنا الي الله وحل المسيح بالايمان فى قلوبنا فاننا نثق انه هو الذى سينتصر
فينا { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء
مستطاع عند الله }(مر10 : 2)
. ومع بولس الرسول نقول { استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني } (في 4 : 13).
نعمل اذا مع الله ونثق فى قيادته الحكيمة ونستجيب لعمل الروح القدس فينا وهو الذى
قبل توبة داود النبي وغير متى وزكا
العشار والمرأة السامرية واغسطينوس وبلاجيا ويستطيع
ان يحررنا ويغيرنا ويقودنا فى موكب نصرته. علينا ان نصلى ونضع امور حياتنا فى يدى الله
ونطلب ارشاده لنا ونصغى لصوته ونطرح مخاوفنا لدية واثقين فى عمل نعمته معنا.
+
الإيمان والثقة في الله ... ثقوا ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين
يحبون الله ولا تقلقوا لشئ واثقين فى ان التجارب والضيقات هي
لخيرنا. أن البحر الهادئ لا يصنع ربان ماهر، فخطة الله الحكيمة تعمل كالفنان
العظيم الى يمزج الالوان معا لعمل اللوحة الجميلة وكل امور حياتنا تحت سيطرته سواء
كانت بارادته او بسماح منه. علينا ان لا نقلق بل نصلى ونعمل من اجل تتميم ارادة
الله فى حياتنا { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم
طلباتكم لدى الله } (في 4 : 6). ولا تقلقوا من اجل الغد وما فيه يكفي ان نواجه
امور يومنا بالايمان والتعقل { فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي
اليوم شره} (مت 6 : 34). ولا تقلقوا من اجل أمور الحياة وانتم لكم آب سماوي يعتنى
بكم { لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لاجسادكم بما
تلبسون اليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس} (مت 6 :
25) بل اطلبوا ملكوت
الله وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. ولا تقلقوا من ظلم او اضطهاد فان الله هو رب
كل العباد ويدعونا للفرح بالاجر السماوي الذى يناله الانبياء والصديقين لكل من
يضطهدون من اجل اسمه القدوس والله لا يسمح بتجربة فوق طاقتنا {فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما
تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم
المتكلمين بل الروح القدس }(مر 13 : 11).
+
القبول والغفران .. ان الله يقبلنا كما نحن بامكانياتنا وضعفاتنا حتى
بخطايانا ومجئ السيد
المسيح الى العالم لم يكن من اجل الابرار بل من اجل الخطاه {
فاذهبوا وتعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة
الى التوبة }(مت 9 : 13).{صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى
العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا }(1تي 1 : 15). ان الله يقبل الخطاة ويحررهم
ويغفر خطاياهم ويقبلهم ويسعى لسلامهم وجاء لتكون لنا حياة أفضل وهو يريد ان يريحنا
من ثقل الشعور بالذنب ولكي نحيا مقبولين ومحبوبين منه وله ولهذا يجب ان نقبل
انفسنا بما فيها ونقبل الآخرين كما هم بظروفهم { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان
المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7). نقبل الغير بدون تذمر أو نقد هدام يفسد
العلاقات ونقيم جسور التفاهم والمحبة والعلاقات الجيدة مع الجميع حتى المختلفين
عنا فى الجنس والدين والراي والعرق وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس.
+
الايجابية المسيحية .. المؤمن الحقيقي هو انسان مبادر وخلاق
وايجابي. راينا كيف تصرف الاربعة رجال حاملي المفلوج ليقدموه للسيد المسيح وعندما
لم يستطيعوا الدخول من الباب صعدوا الى السقف ونقبوه وانزلوه المفلوج امامه {فلما
راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك
خطاياك} (مر 2 : 5). علينا اذا ان نكون مبادرين ولا
نجعل الاحداث تحركنا كقشة فى مهب الريح، بل نبادر الى صنع الاحداث والتكيف مع ما
لا نستطيع تغييره والعمل بايجابية لوقاية أنفسنا ومن هم معنا من التجارب والأمراض.
يجب ان نعرف الوزنات المعطاة لنا من الله ونستثمرها فى العمل الخلاق. كثيرين متى
اعطاهم القدر شئ صعب او مر يتعثرون ولكن البعض متى اعطاه القدر ليمونة حامضة يصنع
منها عصيرا طيب المذاق. يحكى عن احد الاشخاص فى امريكا اشترى ارض صحراوية
لاستصلاحها ولكن اكتشف ان الثعابين السامة تنتشر فيها بصورة بشعة ولا تصلح لشئ،
فما كان من زوجته الا انها شجعته ان يقيم عليها مزرعة للثعابين السامة ونجحت
الفكرة واصبحوا اثرياء من ورائها وحتى سمومها كانت تباع كمصل واقي .
+
معالجة الصراع النفسي .. يقلق الانسان من تعارض الرغبات وتصارع
الدوافع بين المنع والاقبال او بين رغبات لا يمكن الجمع بينها كالهجرة والبقاء فى
المجتمع العائلي وهنا يجب دراسة الامور واختيار الافضل والانسب لنا وقد يعانى البعض
الانقسام او الصراع النفسي متى قوبل بالرفض
الاجتماعي او الرغبات غير المشبعة وعدم الامان العاطفي او الاقتصادي والحاجة الى
الحب والتقدير وكل الدوافع غير المشبعة لكن يجب ان نعى انه لا يوجد انسان يستطيع
ان يمتلك ويحقق كل شئ ولهذا فان القناعة والرضا كنز لا يفنى {واما التقوى مع
القناعة فهي تجارة عظيمة} (1تي 6 : 6). وحتى لو ملك الانسان العالم وخسر نفسه فلا
نفع له { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي
الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). فيجب ان نكون صادقين مع انفسنا ونقبل انفسنا
كاناس مخلوقين لاعمال صالحه { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة
قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها }(اف 2 : 10). وفى مواجهة متغيرات الحياة علينا
بالايمان والرجاء فى الله والصلاة اليه وفى مواجهة الخطية علينا بالتوبة والرجوع
الى الله بالتوبة والاعتراف وأستشارة اب الاعتراف الامين او الاستشاريين النفسيين
الامناء والمرشدين الروحيين. لا تقولوا ان امامنا هموم كبيرة ولكن لنقل للهموم ان
معنا رب عظيم قدير، هو لدفة سفينة حياتنا يحرك ويدير وهو سيصل بالسفينة ومن فيها
معنا الى بر الامان والايمان والمحبة والرجاء.
أما
أنا فصلاة ....
+
أيها الأب السماوى ، يا إله أبائنا القديسين الذى قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل،
نسألك يا ضابط الكل أن ترحم شعبك وتنظر الي بلادنا بعين الرحمة والرأفة وترفع عنا
الوباء والغلاء والجهل والتعصب والحروب والفقر وتهب العالم السلام وتهب القادة والمسئولين
وقادة الدين والفكر والعلماء ولشعبك أجمع حكمة ونعمة وبركة لنتعاون معا في أنسجام
ومحبة وبذل لمواجة كل التحديات التي تواجهنا ونتغلب عليها بالعلم والإيمان.
+
يا مسيحنا القدوس الذى علمنا أن نواجه الشر بالخير وأن نتواري بحكمة في مواجهة
الشر مؤمنين أنك قادر أن تهبنا سلامك الكامل، يا من جاء الي بلادنا طفلاً مع
العذراء مريم ويوسف النجار فوجد الحماية والأمان نسألك يا ملك السلام أن تمنح
بلادنا السلام وتهبنا الأمان وتعبر بنا تحديات الحياة وتقود بلادنا ومنطقتنا
والعالم في موكب نصرتك.
+
يا روح الله القدوس الذى يخلق ويجدد وجه الأرض، جدد طبيعتنا المائته وهبنا قلوب
لحمية صالحة ترجع اليك بالروح والحق وتحب الله من كل القلب والنفس والفكر وتنقاد
الي قيادتك الإلهية وأرفع عن العالم الحروب والأوبئة وهبنا نعمة وحكمة في مختلف
مواقف الحياة وأحفظ بلادنا وشعبنا وراعي رعاة كنيستنا ورعاتها ورعيتها وشعبها من
كل مكروه، لنحيا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين علي الصلاة . وليتمجد أسمك
القدوس في كل شئ، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق