نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 2 نوفمبر 2020

57- القديس بولس الرسول وأسرار الكنيسة 7- سر الزيجة وقدسيته

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

قدسية سر الزواج المسيحي

الزواج المسيحي هو سر مقدس تكون العلاقة فيه حيه ومقدسة ومثمرة على مثال علاقة المسيح بالكنيسة. لذلك يقول القديس بولس {هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ.} ( أفس32:5). لقد أحب المسيح الكنيسة وأقتناها بدمه الثمين لكي تكون كنيسة مقدسة بلا دنس ولا عيب وعلي هذا المثال يجب أن يحب الرجل أمراته وتحب المرأة رجلها وتخضع له فى الرب {وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،. لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،. لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِ.لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا} ( أف24:5-33). الزواج صورة لأصل علاقة مقدسة للمسيح بالكنيسة التي أحبها وبذل ذاته ليقدسها {أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة. وكلما أنكر الزوجان ذواتهما فى بذل وحب وإنفتاح وإحترام وتقدير نجح الزواج. وكما أنه لا يبغض الإنسان جسده بل يقوته ويربيه، هكذا يهتم كل طرف بسعادة الأخر ورعايته كما الرب أيضاً للكنيسة، لهذا تنتفي الأنا في الزواج ليهتم الواحد بالأخر كجسد واحد ويعالج في محبة وتواضع قلب ويحتمل  ضعفات الأخر فى بعد عن تدخلات الأهل والأصدقاء كما يوصي الكتاب المقدس لكي ينجح الزواج ويدوم.

+ الاسرة إيقونة الكنيسة والرباط المقدس  ...

الأسرة هى النواة المقدسة للكنيسة وهي إيقونة الكنيسة فهي كنيسة صغيرة لذلك يقول القديس بولس لتلميذه فليمون{ الكنيسة التي في بيتك }(فل 1 : 2)، {سلموا على الاخوة الذين في لاودكية وعلى نمفاس وعلى الكنيسة التي في بيته}(كو 4 : 15). لقد خلق الله الإنسان وفى صميم كيانه الأسرة الواحدة {فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ} (تك 1 : 27). أدم لم يكن له نظير فى المخلوقات جميعها فقال الله نخلق له معيناً نظيره. ورأى الله عندما خلق الرجل والمرأة إذ حسن جداً أى كملت المسألة بحواء معيناً لادم نظيره، ومن ضلعه دليل المساواة. لا من رأسه حتى لا تسود عليه ولا من رجله حتى لا يتسيد هو عليها{غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ }(1كو 11 : 11). وعندما خلق الله حواء لم يخلقها من تراب لكن خلقها من ضلع من أدم لكى يكون الأصل واحد لأن فى ذهن الله أن يجعل الإثنين جسد واحد { لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا} (تك 2 : 24). لذلك قال الرب يسوع المسيح { فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».} (مت 4:19-6). والقصد أن يكونا جسد واحد وليس شخص واحد. فالشخص الواحد معناه إلغاء للأخر. عندما أقول الأثنان شخص واحد بهذا أكون قد ألغيت واحد منهم. لكن عندما أقول جسد واحد، يحتفظ بالأثنين فى شركة الجسد الواحد. لكى يكون كل منهما ملكاً للأخر ومكملا له ومعين نظيره. ولذلك يقول ليس بعد إثنين بل جسد واحد ليسا منفصلين عن بعض لكن الإثنين متحدين ببعض. ولكل منهما شخصيته وروحه ونفسه وجسده الخاص. والمعجزة التى يتممها الروح القدس فى هذا السر أنه يجعل العروس كأنها مأخوذة من جنب العريس كحواء بالنسبة لأدم فيكونا جسد واحد. فعندما رأى أدم حواء قال هذه الأن لحم من لحمى وعظم من عظامى. يتحد الواحد بالاخر المختلف عنه بالروح القدس في سر الزيجة من أجل النمو فى المحبة ولحفظ النوع { وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض} (تك  1 :  28). فالزواج سر مقدس به يحافظ  الله به علي بقاء وأستمرار البشرية ونموها ويجعل الاثنين واحداً فى رباط  مقدس لا ينفصل عراه الا بموت أحد الطرفين {المراة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حيا ولكن ان مات رجلها فهي حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط }(1كو 7 : 39). ويكسر الزواج المقدس خيانة طرف من أطرافه وزناه مع أخر لانه يكون قد فصل ذاته عن شركة الزواج المقدس{«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.} ( مت 31:5-32). فالزواج في المسيحية هو علاقة ثلاثية بين الله والزوج وزوجته، والروح القدس يجعل الزوجين جسد واحد في المسيح كخلية حية مثمرة لنمو الكنيسة. لذلك فالعلاقة  الزوجية مقدسة { ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس واما العاهرون والزناة فسيدينهم الله }(عب  13 :  4). الزواج مكرم في عيني المسيحي ويعيش في طهارة ونقاوة غير منغمسٍ تحت عبودية الشهوات الجسدية. كما يؤكد القديس بولس كرامة الزواج في عيني المتزوج كما في عيني البتول، فقد خشي الرسول من تسلل الأفكار الغنوسية التي تعادي الجسد وتشوه الزواج بكونه دنسًا. هذا ما اهتم به حتى آباء البرية علي تأكيده فإن اختيارهم لحياة البتولية هو رغبة في تكريس كل الطاقات للعبادة أو الخدمة، وليس بغضًا أو تدنيسًا أو كراهية للحياة الزوجية فالمتبتل هو ثمرة مقدسة لزواج طاهر.

الروح القدس وسر الزيجة...

الروح القدس يعمل فى سر الزيجة ويقدس الزوجان ويحقق ويثرى الوحدة بينهما. حلول الروح القدس يصنع الوحدة بين الرجل مع المرأة من خلال سر الزيجة، سر الزيجة أذاً هو سر الحب الذى أسسه الله في جنة عدن، ثم أكد تأسيسه في عرس قانا الجليل واتحاد الزوجين فيه يشبه اتحاد الله بالكنيسة، ولذلك فالعلاقة الزوجية في سر الزواج المقدس لا تنجح إلا إذا كان كل من الزوجين قد أرتبط بحق بالمسيح قبل الزواج بشريك حياته فى تكريس قلبه وفكره وجسده لله ويتذوق العشرة مع المسيح قبل الزواج ومن بعد الزواج ينموا معاً في محبة الله ومحبتهما لبعض. وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم " إن الزواج المسيحي هو سر خاص بالأبدية لا يحده الفكر الجسداني، بل ويشير للرب يسوع الذي هو عريس الكل معا". لهذا فالزواج سر مقدس بين أنفس مرتبطة ببعضها بالمسيح ولذلك لا نوافق إطلاقاً بأن يرتبط إثنان ببعض وواحد منهم غير مرتبط بالمسيح، ومن يتزوج فى الكنيسة لابد أن يكون عضواً فى الكنيسة ومنتمي اليها ويمارس أسرارها . الروح القدس يعمل فى الإثنين وهو الذى يوحدهم ببعض فالزواج ليس علاقة جسدية بقدر ما هى إتحاد علي مستوى روحي من خلال إرتباط روحي ونفسي وجسدى مقدس لتحقيق أهداف روحية.

من أجل الأسرة وتقديسها نصلي

+ أيها الرب الهنا الذى جبل الإنسان علي غير فساد وخلقت آدم وأحضرت له حواء معين نظيره وباركتهما لينموا ويكثرا. وقد دخلت الكراهية والخصام والموت الي آدم وبنيه بحسد إبليس وتباعد الإنسان عنك وأسلم ذاته لذهن مرفوض. فلتنظر يارب بعين الرحمة والمحبة الي خليقتك ولتعيد تشكيلنا كأواني مقدسة. لتكون الاسرة نواة صالحة للكنيسة والمجتمع وتساهم كل أسرة بحق في نمو وإرتقاء المجتمع وتقديم أبناء وبنات صالحين ونافعين للمجتمع وملكوت السموات.

+ أيها المسيح الهنا الذى بارك عرس قانا الجليل وقدس ذاك الزواج، قدس حياتنا وبيوتنا وكنيستنا التي اقتنيتها لك بالدم الكريم، أعطبنا روح المحبة والبذل وإنكار الذات من أجل حياة مقدسة تحيا فيها الأسرة والكنيسة فى سلام ومحبة وتقدير ومشاركة ومن أجل حياة أسرية سعيدة ومستقرة وموفقة.

+ يا روح الله القدوس، قدس حياتنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا، وقدس كل أسرة جديدة لتكون نواة لكنيسة مقدسة لنجدد العهود معا ومعك ، رمم يارب الثغرات فى حياة أسرنا المسيحية التي يسعي إبليس لتحطيمها وهدمها، وكل فكر وعمل لا يرضي  صلاحك يا الله الرحوم محب البشر فليبعد عنا، أمين.

ليست هناك تعليقات: