للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
تأسيس سر مسحة المرضى وممارسته
+ جاء المسيح له المجد يسعى لخلاص كل
إنسان ويشفي الإنسان جسداً وروحاً ونفساً، ويدعو للتوبة والإيمان ولكي يهبنا حياة
أبدية، وكان يجول يصنع خيرا ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب { وكان يسوع يطوف كل
الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب }(مت 4
: 23). {وحيثما دخل الى قرى او مدن او
ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه وكل من لمسه شفي
}(مر 6 :
56). وعندما دخل السيد المسيح الي مجمع كفر ناحوم فتح سفر أشعياء النبي وقرأ
ما تنبأ به عن عمله الخلاصي ورسالته { فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ
مَكْتُوباً فِيهِ:. «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ
الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ
لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ
الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ
الْمَقْبُولَةِ». } ( لو 17:4-19). وواصل الرب عمله لتخفيف متاعب البشرية عن طريق
منح السلطان لتلاميذه ورسله القديسين لشفاء الأمراض { ثم دعا تلاميذه الاثني عشر واعطاهم
سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض وكل ضعف.} (مت 1:10) وكان
التلاميذ والرسل بنعمة من الله يقومون بممارسة سر مسحة المرضي، رحمة بالمرضي والمتعبين
{ فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا. وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ
كَثِيرَةً وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ.} (مر 6: 12-13). ففي
زمن السيد المسيح كما الأن كانت البشرية تئن تحت ثقل أمراض وأوبئة كثيرة ولم يقف
الرب صامتا أو يتخذ موقف سلبي تجاه الأمراض بل مازال يعمل علي شفاء وتخفيف الآم
البشرية وشفاء الأمراض المختلفة حسب حكمته فقد أهتم الرب بشفاء مرضي بامراض متنوعة
منها الشلل والصرع والبرص والجذام والعمي والصمم والخرس ومرض الاستسقاء وَنزْفُ
الدَّم والأورام والحمى وغيرها.
+ كما أحترم السيد المسيح مهنة الطبيب ودعا المرضي للذهاب الي الأطباء طلباً للشفاء {فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراًبَلْ خُطَاةًإِلَى التَّوْبَةِ».} (مر 17:2). لكن هناك أمراض قد يعجز الطب في شفائها في كل جيل وهناك أمراض أخري يكون السبب الرئيسي فيها روحي أو نفسي ولارتباط الروح والنفس بالجسد فاهتم السيد المسيح بتوبة الخطاة وشفائهم الروحي والجسدي والنفسي ورايناه يهب الشفاء الروحي قبل الجسدى كما فى المفلوج { فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟». فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟. أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟. وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناًعَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:. «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!».} ( مر 5:2-12). هناك أمراض قد تكون بسبب الخطية كما قال الرب لمريض بركة حسدا بعد أن أعطاه الشفاء { بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له ها أنت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك أشر }(يو 5 : 14). وهناك أمراض قد يسمح الله بها لتنقية الإنسان وأخري ليهب بها للمؤمنين الصابرين أكاليل الصبر والاحتمال. كما يقول القديس بولس { لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاًأَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ }(في 1 : 29). لقد أساء الإنسان إلى الطبيعة والبيئة وإلى نفسه ولهذا نرى رد الفعل في ظهور الكثير من الأمراض والأوبئة التي تنتج عن ذلك وستظل الخليقة تئن وتتمخض حتى استعلان مجد ابن الله {لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد أولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان. وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا.} ( رو 21:8-23). القديس بولس يقصد بالخليقة هنا العالم كله بما فيه حتى الجمادات والكائنات الحية. فإن كان الله قد خلق العالم كله من أجل الإنسان ليحيا سيدًا فيه يحمل صورة الله ومثاله فإن فساد الإنسان انعكست آثاره حتى علي الخليقة، التي يصورها بأنها فى حالة مخاض فعندما سقط آدم جاء الحكم {ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكًا وحسكًا تنبت لك} (تك 3: 17-18). لقد أثمرت المخالفة والعصيان نتائجها فى البيئة والخليقة لكنها حتى هذه المقاومة تترجى عودة الإنسان إلى حضن الله كابن له فتعود الخليقة وتعتق من عبودية الفساد من أجل الإنسان الذي خلقت لأجله.
+ لقد مارس الأباء الرسل مسحة المرضي عندما أرسلهم السيد المسيح للكرازة، كما قال القديس مرقس الإنجيلى { ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم } (مر6: 13). وقد تحدث القديس يعقوب الرسول عن سر مسحة المرضي، وأوضح كيفية إتمامه { أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ،. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراًفِي فِعْلِهَا.}(يع 14:5-16). وهنا يتضح سر مسحة المرضى بوجود المريض والقسوس الذين يخدمون السر ويقومون بصلواته والزيت الذي يصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له هنا نري مفعول السر وهو الشفاء من الأمراض الروحية والجسدية المتسببة عن أمراض نفسية وروحية.
+ وعلي مثال الرب يسوع والأباء الرسل كان القديس بولس الرسول يكرز ويبشر ويمنح الشفاء لمرض كثيرين حسب موهبة الله المعطاه له { وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ. حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.} (أع 11:19-20). ولقد شفي بولس الرسول كثيرين من أمراضهم الروحية والجسدية ورغم ذلك سمح الله له بشوكة فى الجسد { ولئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح.} ( 2كو7:12-9). المريض يشعر بضعفه وقد يسمح الله للمؤمن أن يتعرض لتجربة المرض ليبقي متواضع، فسمح الله للقديس بولس بشوكة في الجسد تجعله دائمًا يشعر بضعف الجسد. ما هي هذه الشوكة التي في الجسد؟ يرى العلامة ترتليان أنها ألم في الأذن، والقديس يوحنا الذهبي الفم أنها صداع، والشهيد كبريانوس آلام جسدية كثيرة وخطيرة تسبب قروح في الجسد ويرى البعض أنه ضعف في النظر. ويرى البعض أنها إهانات لحقت به من المعلمين الكذبة خاصة ، إذ يفسرون "ملاك الشيطان" فكما أرسل يسوع المسيح بولس رسولاً للحق هكذا أرسل الشيطان رسولاً مقاومًا للحق، يبث روح الكذب ويقاوم القديس بولس فحتي القديسين سمح لهم بأمراض جسدية و احتملوا فى صبر ونالوا إكليل الغلبة والخلاص.
+ سر مسحة المرضى أذن من أسرار الكنيسة السبعة، الذي أسسه الرب يسوع المسيح ومنحه للرسل القديسين و تمارسه الكنيسة بسر الكهنوت ببراهين من أقوال الأباء، واتفاق الكنائس، ويؤيد هذه الأقوال آباء الكنيسة عبر التاريخ الكنسي وتحدث عنه العلامة أوريجانوس (185 – 254 م) عند تعداده الوسائط للحصول على غفران الخطايا. وأشار إلى وضع الكاهن يده على رأس المريض حين يصلى عليه وإلى أن سر مسحة المرضى يتمم بعد سر التوبة أي أنه على المؤمن المريض أن يتوب ويعترف بخطاياه ثم يتمم له سر مسحة المرضى. ويقول " هو سر مقدس ينال به المؤمن المريض شفاء امراضه الروحية والجسدية، إذ يمسحه الكاهن بزيت مقدس، ويستدعي له عمل النعمة الإلهية. وقد ذكر القديس يوحنا ذهبي الفم (347- 407 م). سر مسحة المرضي في حديثه عن الكهنوت، كسر يقوم به الكهنة ويتمموه للمؤمنين لأجل خلاص نفوسهم المريضة. كما كتب عنه القديس غريغوريوس في كتابة "في الأسرار" كيفية تتميم سر الزيت مع صلواته، وذكر فيه أن الكاهن يمسح المريض بزيت على اسم الآب والابن والروح القدس ويقول له: " فلتسكن فيك قوة المسيح الإله والروح القدس لكي تشفي بتتميم هذا السر وبمسحة الزيت المقدس، و بصلواتنا بقوة الثالوث القدوس، وتعود إلى الصحة التامة " (جزء3: 235).
+ علي أن الأهم من المعجزات أو الشفاء، هو إيماننا بالله سواء بالشفاء أو المرض فقد يكون المرض لمجد الله وعلينا أن نطلب الشفاء بمسحة المرضي ونذهب للأطباء الأمناء واثقين أن الله يعمل معنا ويتمجد في حياتنا. فصلاة الإيمان تقتدر كثيراً في فعلها. وأن سمح الله بالمرض فليكن فرصة لحساب الذات والتوبة والعشرة مع الله والسعي لخلاص النفس والنمو في الصلاة والصلة بالله وممارسة سر مسحة المرضى فرصة لزيارة الكاهن للمريض وقبول توبته وإرشاده ومسحه بالزيت المقدس للشفاء ليتمجد الله فى حياتنا بالشفاء أو بالتعزية في المرض وحتى متى يسمح الله بانتقال المؤمن للسماء يكون مستعد للقاء الله . وأن كان الموت هو نهاية كل حي فقد غلب السيد المسيح بقيامته من بين الاموت ووهب الحياة للذين فى القبور{ أنا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا }(يو11 : 25) لذلك يقول القديس بولس الرسول { لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن. لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الأحياء والأموات.} (رو 8:14-9).
نتائج ممارسة سر مسحة المرضى
+ شفاء الأمراض الجسدية فإن السر قد أعطي لهذه الغاية (مر6: 13، يع 5: 14 و15). الكنيسة تصلي وتطلب لشفاء المرضى. ولهذا تمارس الكنيسة سر مسحة المرضى في جمعة ختام الصوم ويرتبط الصوم بالتوبة وتطلب الكنيسة الشفاء لكل المرضى بالأمراض المختلفة ، والله له حكمة حين يمنح وحين لا يستجيب فنحن نصلي ليعطي الله الشفاء أو يهب الصبر والتعزية والسلام الداخلي للمرضي { فإن صلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه } (يع 5: 14 و15).
2 – شفاء الأمراض الروحية بالتوبة والاعتراف { وإن كان قد فعل خطية تغفر له }. الله يجعل شفاء النفس والروح أساس لشفاء الجسد. وهو يربط بين شفاء الجسد وغفران الخطية، ويجعل الغفران مقترناً الإعتراف بالخطية أو سر التوبة كشرط للغفران { فإن صلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له، وإذا اعترفوا بعضكم لبعض بزلاتكم، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا } (يع5: 14 – 16).
اليك يا رب نصلي...
+ أيها الآب السماوي القدوس، خالق الكل ومدبرهم، الطبيب الحقيقى لارواحنا وأنفسنا وأجسادنا اليك نرفع الصلاة من أجل خليقتك التي تئن وتتمخض، ولاسيما المرضى بكل مرض، من يعانون ويتألمون، تحنن عليهم يارب بالشفاء والعافية والسلام والتعزية وأنعم علي من يتعبوا معهم لاسيما العاملين في المجال الطبي وكل الخدمات الإنسانية بالبركة والنعمة والقوة وحسن المكافأة .
+ يا مسيحنا القدوس الذى يجول يصنع خيرا ويشفي كل مرض وضعف في الشعب، أنت هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، مد يدك وأنعم على شعبك بالشفاء الروحي والنفسي والجسدي وأرفع عن العالم الوباء والمرض والزلازل وأنعم على شعبك بالصحة والتوبة والحياة المقدسة التي ترضيك.
+ يا روح الله القدوس، قلباً نقياً أخلقه فينا وجدد كالنسر شبابنا وأبعث فينا صحة الروح والنفس والجسد واشترك معنا في كل عمل صالح وهبنا فينا روح الصلاة والتضرعات والإحساس الصادق بمتاعب البشرية وساعدنا على تخفيفها بقوة ونعمة من لدنك، ليتمجد اسمك القدوس، امين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق