للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قوة الإيمان
+ الإيمان هو بداية الطريق الموصل إلى الله
وهو رفيقنا في رحلة الحياة حتى النهاية. نؤمن بالله وصفاته الإلهية ومحبة الله
المعلنة لنا في المسيح يسوع بالروح القدس، وبالإنجيل والدينونة والقيامة والحياة
الأبدية. لقد حذرنا الله من عدم الإيمان قائلاً { إن لم تؤمنوا أني أنا هو، تموتون
في خطاياكم} (يو 8:24). إن خلاص السيد الله مقدم لكل من يؤمن وهو قادر أن يخلص كل
أحد. ولكنه لا يجبر أحد على قبوله وإن كان الإيمان هبة من الله تعطى للذين يبحثون
عنه ويرجون خلاصة ويطيعونه { لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل
أيضا أن تتألموا لأجله } (في 1 : 29). الإيمان قوة تعين المؤمن في حياته وتحقيق
أهدافه فالمؤمن يثق أن الله موجود وقادر على كل شي وحال فى كل مكان وهو اله
محب ورحيم يغفر خطايا التائبين وهو للمؤمنين ملجأ ومعين، يستطيع أن ينجي ويخلص كما
خلص دانيال من جب الاسود{ إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت
بريئا قدامه وقدامك ايضا ايها الملك لم أفعل ذنبا} (دا 6 : 22). وهو
الذى انقذ الفتية من أتون النار المتقدة(دا 95:3). وهو الذي خلص القديس بطرس من
القتل على يد هيرودس الملك (اع 12 : 11). والله أمس واليوم وإلى الأبد قادر أن
ينقذك ويخلصك ويقودك في موكب نصرته.
+ الإيمان هو الثقة في الله و الإيقان
بوجوده و محبته وخلاصه ومخافته { مخافة الرب أول ومحبته والإيمان أول الاتصال به}
(سير 25 : 16). والمؤمن يجب أن يسير على هدي إيمانه الذي يجعله يحيا فى سلام ورجاء
وثقة كما يقول الكتاب { فاذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع
المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها
مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين
ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله
قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في
الوقت المعين لأجل الفجار. فانه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لاجل الصالح يجسر
احد ايضا ان يموت. ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.
فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لانه ان كنا ونحن أعداء
قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته.} (رو
1:5-10). الله يحب خليقته ويريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون وقد بذل
أبنه الوحيد على الصليب لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
+ الايمان ضرورة للخلاص والدخول للحياة
الأبدية ولهذا قال القديس بولس لسجان فيلبي { آمن بالرب يسوع، فتخلص أنت وأهل
بيتك} (أع 16: 31). وقد كتب الأنجيل لكي نؤمن { أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع
المسيح إبن الله، ولكن تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه} (يو20: 31). فالإيمان بالله
عنصر أساسي لقبول عمل الله الخلاصي لهذا قال الرب للأعمى {إيمانك قد شفاك} (لو
18:42،مر10:52). فبحسب إيماننا ننال ما نطلب من الله بثقة أن كانت طلباتنا حسب
مشيئة الله. والشخص ضعيف الإيمان عليه أن يصلي مع أبى الولد الذي عليه روح الأخرس
قائلًا: { أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني} (مر 9: 24).
+ الإيمان ليس عقائد نؤمن بها فقط بل يجب أن يتحول إلى حياة فالبار بالإيمان يحيا فيكون للمؤمن الإيمان العامل بالمحبة والذي تختبر ثماره العملية فى حياته لهذا قال الرب { من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة و اما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم.} (مت 7: 16-20). بهذا تختبر نفسك هل إيمانك له ثمر؟ لأنه من ثمارهم تعرفونهم إن من يؤمن بالله يجب أن يحفظ وصاياه { من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه} (1يو 2: 3، 4). المؤمن من خلال سلوكه وتصرفه الحسن يظهر تمسكه بإيمانه بالله ويري رعاية الله له فى مختلف مواقف الحياة. لقد كان أبراهيم رجل إيمان ولما دعاه الله أطاع ولبى الدعوة كما يقول القديس بولس الرسول {ما دعي أطاع} (عب 11: 8)، فخرج وراء الله وهو لا يعلم إلى أين يذهب. وحسب من رجال الإيمان، لأنه صدق مواعيد الله حتى وهو يقدم ابنه وحيده، واثقًا أن الله قادر على الإقامة من الأموات (عب 11: 17-19). ووضعت ساره زوجته في قائمة أبطال الإيمان، لأنها صدقت قول الرب {إذ حسبت الذي وعد صادقًا} (عب 11:11). رجال الإيمان ليس فقط من دافعوا عن الإيمان بالله إنما أيضًا أولئك الذين صدقوا الرب، وساروا معه، وصنعوا برًا (عب 11: 33). وحسب من رجال الإيمان أولئك الذين "عذبوا ولم يقبلوا النجاة، لكي ينالوا قيامة أفضل { أولئك الذين "طافوا في جلود غنم وجلود ماعز، معتازين مكروبين مذلين، تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض، وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم} ( عب 11: 35-38). هؤلاء كلهم كانوا مشهودًا لهم بالإيمان (عب 11: 39). والقديس بولس الرسول يقول لنا في معنى الإيمان هذا: {الإيمان هو الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى} (عب 11: 1).
+ الإيمان قوة تعين المؤمن فى حياته وتصبره
في تجاربه وتنصره فى حروبه وتقوده فى دربه وتجعله يحيا على رجاء المجد عالما أن
تعبه ليس باطلا في الرب. إيماننا وثقتنا بالله الذي لا يوجد لدى الله شئ مستحيل{
ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر 9 : 23). يجعلنا نقول مع القديس
بولس الرسول { أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني }(في 4 : 13). نثق في الله
الذى يقوينا ويهبنا القدرة والنعمة والقوة والنصرة لتخطي الصعاب بنجاح ونحقق
أهدافنا بالعمل والمثابرة والجهاد. فثق أن الله معك و سيقودك ويعمل بك عجائب.
وبالإيمان نحقق الحياة الأفضل التي نرجوها فبدون إيمان لا يمكن إرضاء الله فالبار
بالإيمان يحيا.
+ أننا نصلي الى الله ليقوي إيماننا به
ويقودنا فى موكب نصرته ويقيمنا من الضعف والخطية ويهبنا النصرة على قوى الشر
الروحية ويعيننا على خلاص نفوسنا ويهبنا البصيرة الروحية المستنيرة بالروح بنعمة
الروح القدس ويفتح عيون قلوبنا و أذهاننا لنؤمن بخلاصه العجيب المقدم لنا فى ابنه
الحبيب يسوع المسيح ربنا علي الصليب و يهبنا قوة حياة القيامة ويسكن روحه القدوس
داخلنا يعلمنا ويرشدنا ويجعلنا شهود أمناء لله كل حين، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق