نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 12 مايو 2021

خواطر في الحياة الروحية (8) قوة الصلاة

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ الصلاة هي صلة واتصال وحديث ودي بين المؤمن وربه وهي عشرة قوة بالله ومحبة صادقة واتصال بالله مصدر الطاقة والقوة وينبوع النعم الإلهية. الصلاة من قلب طاهر ومتواضع ومحب واثق فى قدرة الله، لابد أن تأتى ثمارها فى حينه. ان الاجهزة الكهربائية ولمبات الكهرباء لا تعمل أو تعطي ضوئها ما لم تتصل بالتيار و صلواتنا أن لم تكن من قلب نقي وروح محبة لله لن تصل لمصدر القوة الإلهية أو يسمع ويستجيب لها الله.  بهذه الصلاة والعلاقة بالله سار الآباء في عشرة مع الله كابراهيم ابو الاباء وصلته بالله حتى دعُي خليل الله وموسى النبى دعى كليم الله و صلاة حنة أم صموئيل من عمق القلب التي استجاب لها الله ورزقها صموئيل النبي وكمثل  صلاة يونان النبى فى بطن الحوت وصلاة اليشع النبى وإيليا النبى التي عملت المعجزات وأقامت أموات { اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات امام الرب }(يهو 4 : 12). وجميع قديسين العهد القديم كانوا على صلة واتصال بالله عن طريق الصلاة الدائمة وفى العهد الجديد أعطانا المسيح صورة حية للصلاة ليعلمنا أن نصلي وكان يقضي الليل كله فى الصلاة والحديث مع الآب { خرج الى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة }( لو 6 :12(. وهكذا علم تلاميذه كيف يصلوا وعرف التلاميذ من السيد المسيح أهمية الصلاة { هؤلاء كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة }  ( أع 1 :14). وهكذا يطلب منا القديس بولس الرسول { فاطلب أول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس }(1تي 2 : 1).
+ إن الصلاة تستمد قوتها من الله مصدر القوة الذي يسمع ويستجيب للصلاة فالله كلي القدرة ويستطيع كل شئ ولا يستحيل عليه أمر وهو يسمع بمحبة لصلوات أبناؤه بل ويوصينا أن نصلي، ويعدنا أن يصغي إلينا عندما نصلي { وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه} (مت 21 : 22). وقال لتلاميذه عن الشياطين { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم }(مر 9 : 29). وقد جرب الآباء كيف يستجيب الله لصلواتهم { في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه }(2صم 22 : 7).  يوصينا الكتاب المقدس أن تكون صلواتنا بإيمان بالله بغير شك أو ارتياب فى وعود الله وبحسب مشيئة الله وبشكر على كل حال فالله صالح حين يمنح وحين يمنع ويعمل لخيرنا ولمجد أسمه لصالح شعبه { فالتفت الى صلاة عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك امامك} (2اخبار 6 : 19).  الصلاة تجعلنا نتواصل مع الله القدير، ولذا يجب أن نتوقع نتائج عظيمة منها، سواء إختار الله الاستجابة لطلباتنا أم أجلها أو عدلها أو منعها حسب إرادته وحكمته وتوقيته المناسب.

+ اننا نبني علاقتنا مع الله علي البنوة الصادقة لله وحفظ وصاياه ونتخذه الله لنا أب محب وصديق صادق ومعين قوى وملجأ حصين. نشكره فى أفراحنا ونجاحنا ونشكي له همومنا وأحزاننا ونطلب منه غفران خطايانا ونقدم له طلباتنا ونطلب من روحه القدوس ان يهبنا معونة وقوة من الأعالي كما قال الأنبا أنطونيوس فى رسالته لابنائه الروحيين" أعدوا انفسكم للمجيء إلى الرب، لتقدموا ذواتكم كذبائح لله بكل نقاوة، تلك التي لا يستطيع أحد أن يحصل عليها بدون تطهير. أم تجهلون يا أحبائي، أن اعداء الصلاح يتآمرون دائماً، مدبرين شروراً ضد الحق؟ لأجل هذا ايضاً يا احبائي، كونوا حريصين، ولا تعطوا عيونكم نوماً، ولا أجفانكم نعاساً (مز 132: 4). واصرخوا إلى خالقكم نهاراً وليلاً، لكي تأتيكم القوة والمعونة من الأعالي، وتحيط وتحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح". علينا أن نصمت ونهدأ لنأخذ منه الإجابات الشافية ويتكلم الله داخلنا بروحه القدوس، أو من خلال كلمته الواهبة الحياة في الكتاب المقدس ونخرج من لدن الله وقد نلنا طلباتنا وعاد لنا سلامنا وفرحنا وأخذنا قوة للعمل والأمل وحلول للمشاكل ويبقى الله لنا المرجع والعون والمشير كل الاوقات.

+ الصلاة القوية تكون مصحوبة بالإيمان القوى والتواضع والثقة فى وعود الله واستجابته لنا وهو صانع الخيرات الرحوم نشكره فى كل حين { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله }(في  4 :  6). ويكفي المصلي شرفاً أن الله أعطاه شرف الوقوف والحديث معه. لقد كانت صلاة الآباء الرسل قوية جدًا { ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس} (أع 4: 31) الصلاة القوية العميقة التي من القلب هي التي تصعد إلى فوق، وتستطيع أن تدخل إلى عرش الله، وتأخذ منه ما تريد. ولقد اشتهر الأباء القديسين بصلواتهم القوية التى تصنع المعجزات وتقيم الاموات وتشفى الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة.

+ الصلاة القوية تحتاج لقوة الإيمان فبقوة الإيمان مشى بطرس على الماء. ولما ضعف إيمانه بدأ يغرق. فأنقذه الرب ووبخه قائلًا { يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟} (مت 14: 31). ويقول الكتاب {كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر 9: 23). قديما ذهب أليشع مع المرأة الشونمية وهو واثق أنه سيقيم ابنها (2مل 4: 35) وهكذا فعل إيليا مع أرملة صرفة صيدا وأقام ابنها (1مل 17: 22) آمنوا أن الرب يستجيب لصلواتكم، ولو في الهزيع الرابع من الليل. ولابد سيعمل معكم فلا يضعف إيمانكم ولا يتزعزع مهما بدأ أن الله تأخر فى الاستجابة لنا أو خيل إلينا أن صلواتنا أنه لم يستجب، ولا نشك في محبة الله، مهما أحاطت بنا الضيقات بل ننتظر الرب ونصلي ولا نمل وسيهبنا الله سئل قلبنا وكما يقول القديس مقاريوس الكبير فى عظاته عن الصلاة الحقيقية " حينما ينظر غيرتك في طلبه، فإنه حينئذِ يُظهر ويكشف نفسه، ويعطيك معونته الخاصة ويجعل لك النصرة وينقذك من أعدائك. وهو إذ ينظر أولاً كيفية طلبك له وانتظارك إياه بكل قلبك برجاء لا ينقطع نحوه، فإنه حينئذ يعلمك ويعطيك الصلاة الحقيقية والمحبة الحقيقية التي هي الرب نفسه الذي يصير لك في داخلك كل شيء: الفردوس، وشجرة الحياة، واللؤلؤة الكثيرة الثمن، والإكليل، والباني، والزارع، والمتألم، والذي لا يتألم، والإنسان، والإله، والكرمة، والماء الحي، والعريس، والمحارب، والسلاح، المسيح الكل في الكل. وكما أن الطفل لا يعرف أن يعتني بنفسه أو يعمل أموره بنفسه ولكنه يتطّلع فقط إلى أمه ويصرخ ويبكى إلى أن تتحرك إليه بحنان وتحمله، هكذا النفوس المؤمنة فإنها تضع رجاءها في الرب وحده وتنسب كل بر إليه وحده". فعلينا أن نصلي كل حين ولا نمل والله ينظر الي محبتنا ورغبتنا فى معرفته والأقتداء به ويهبنا أكثر مما نطلب أو نفتكر، عندما يري الله أمانتنا فى صلواتنا اليومية يعطينا الصلاة الدائمة والحارة بالروح وعندما يري الله التصاقنا به وبمذبحه المقدس يشبعنا من الأتحاد به ويحل بالإيمان فينا ويرفعنا كما علي أجنحة النسور ويريحنا فيه وبه ومعه.

 + عندما لا يصلي المؤمن ولا يقرأ كلمة الله فانه يموت روحيا ويعطي فرصة للشيطان والأفكار العالمية والشهوات أن تسيطر عليه وينتصر عليه إبليس لأنه قد ترك السلاح الذي ينصره فى الحرب. ويجد المؤمن ذاته في جوع روحي لا يشبعه إلا الله {  قال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا } (يو 4 : 13). والله عاتب شعبه قديما لتركهم إياه { لأن شعبي عمل شرين تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء }(ار  2 :  13). الصلاة في بدايتها تحتاج منا إلى جهاد وتغصب لكن عندما نداوم عليها فإننا نشتاق للوجود فى حضرة الله ونسلم حياتنا بثقة فيه وندخل الى العمق معه ونشبع بالحديث اليه.

+ يا الله الرحوم اله أبائنا القديسين اليك نأتي طالبين رحمتك وقارعين باب تعطفك فهب لنا يا غني بالمراحم الخلاص والشفاء والمعونة من كنوز نعمتك الغنية وأنعم علينا بقلوب نقية وأرواح متضعة وفكر خاشع طالباً رحمتك ولتكن صلواتنا مقبولة أمامك واستجب لصلوات شعبك الصارخين اليك ليلاً ونهاراً وأنت متمهل عليهم. نعم أقول أنه ينصفهم سريعاً.

ليست هناك تعليقات: