نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 7 مايو 2021

خواطر في الحياة الروحية (6) قوة الرجاء

 


(6) قوة الرجاء


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

أهمية الرجاء فى حياتنا ..

+ الرجاء قيمة روحيّة وفضيلة هامّة في حياة كل إنسان منا، فهو قوة دافعة للأمل والعمل للوصول إلى مستقبل أفضل فى هذه الحياة ودافع للتقوى والفضيلة من اجل الوصول الى الملكوت السماوي. الرجاء المسيحي يعتمد على محبة الله الآب السماوي والقادر على كل شئ  والذي يتوق لخيرنا { لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). فالرجاء دافع للاتحاد بالله والصلاة إليه والعمل بوصاياه  للتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل نعمته ، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة ، وللمريض رجاء فى قدرة الله في شفائه، والمحزون له رجاء فى العزاء، والمظلوم له رجاء في الإنصاف و للمحتاج ثقة فى قدرة الله على إشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل النفسية أو العائلية أو الاجتماعية رجاء فى الله ليحلّها ويخلصهم. حتى للدول رجاء بالتخطيط والعمل والمتابعة مع الصلاة ، فى التغلب على مشكلاتها. فهناك أمور حتى مهما بلغنا الإتقان فى التخطيط والعمل تحتاج لمعونه وقوة الله وحفظه للتغلب عليها ، ان العالم يقف عاجزاً امام قوى الطبيعة من أعاصير وزلازل بل ونعاني ونئن من فيروس صغير تحول إلى وباء عالمي يهدد حياتنا ويتكاتف العلماء لمواجهته فى تمسّك الرجاء في رحمة الله، رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين.

+ من أخطر الحروب الروحية وأقسى الاشياء التى تحارب الإنسان هو اليأس الذي يجعل الحياة ثقيلة بل وقد يأتي وقت تكون فيه مستحيلة ويتسبب اليأس فى الاحباط والكآبة وقد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسّك به { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد رأينا كيف اخطأ اثنان من الرسل. فالقديس بطرس الرسول ليلة آلام السيد المسيح انكر وجحد السيد المسيح  ويهوذا تآمر مع اليهود وسلّمه لهم، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى بكاءً مرًّا وتاب وقبل الله توبته وردّه الى رسوليته ورتبته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجاءه ومضى وشنق نفسه من اليأس وهلك { اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.} (أع 17:1-19). 

+ إننا نضع رجاءنا فى الله لأنه قادر على كل شئ  ومنه تأتي إلينا كل بركة روحية { من اله أبيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تأتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت} (تك 49 :  25). من أجل ذلك نطلبه ونلتمس معونته { اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما} (مز 105 : 4). ونثق أن غير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لأن كل شيء مستطاع عند الله }(مر 10 : 27). إن رجاءنا هو فى الله لانه قادر على كل شئ وهو اله محب ومحبته لا تعتمد على صلاحنا بل على ابوّته وصلاحه { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة أمانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه}( مر21:3-25). من أجل هذا نحن نتمسك  بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب ويريد أن نتمسك بالرجاء لنصل الى ملكوته { الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو 1 : 27). ونحن نتمسك بوعوده الصادقة الامينة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد أيدتك واعنتك وعضدتك بيمين بِرّي} (اش 41 : 10). من أجل ذلك قال المرنم { الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء}( مز 8:118-9). الله لكي يبث فينا الرجاء يعطينا الكثير من الوعود لنثق فيه ويقول لنا انه احن من الام على ابنائها { هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك. هوذا على كفي نقشتك أسوارك أمامي دائما}( اش 15:49-16).

قوة رجاؤنا في المسيح يسوع ...

+ قبل ان يأتي السيد المسيح ويحلّ بيننا على الارض كانت أنظار البشرية تتطلّع الى مجيئه وخلاصة فهو المخلّص الموعود به لسحق رأس الحيّة (تك 15:3) قال أفلاطون الفيلسوف المعتبر كنبى للأمم انه يتوق ويشتاق الى ان يأتي شخص المخلص الذي يعلمنا كل شئ. وتنبأ عنه بلعام { ثم نطق بمثله وقال وحي بلعام بن بعور وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله ويعرف معرفة العلي الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكشوف العينين. أراه ولكن ليس الآن أبصره ولكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي موآب ويهلك كل بني الوغى}( عد 15:24-17). ولهذا صرخ اشعياء النبي قائلا{ ليتك تشق السماوات وتنزل } (اش 64 : 1). قال هذا بعد ان تنبأ إشعياء عن ميلاد السيد المسيح من العذراء {ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} (إش 14:7). وتنبأ عن طبيعته الالهية {لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية} (اش 6:9-7).

+ عندما ولد السيد المسيح تهللت الملائكة وأعلنت الملائكة بشرى الخلاص للرعاة { وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب}( لو 9:2-11). وبارك سمعان الشيخ الربّ وقال ان الطفل المولود نوراً أعلن للأمم { وكان رجل في اورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية اسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد اوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فاتى بالروح الى الهيكل وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس. اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لان عيني قد أبصرتا خلاصك. الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للامم و مجدا لشعبك }( لو25:2-32).

+ جال السيد المسيح يصنع خيرا ويُعلِّم الشعب ويعلن اقتراب ملكوت الله وبشرى الرجاء للمساكين والخطاة { وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها}( مت 35:9-36). وبعدما أكمل السيد المسيح خدمته الجهارية فى العالم بسط ذراعيه على عود الصليب ليجذب إليه الكل من شرق الأرض إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب يجذبنا إلى الأحضان الأبوية كما قال { وانا ان ارتفعت عن الأرض أجذب اليٌ الجميع} (يو 32:12). تحققت  في المسيح نبوة اشعياء النبي { قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم}(إش 3:42).

+ ان السيد المسيح كان وسيبقى رجاءً للجميع  ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا { فاذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا}(رو 1:5-5).

السيد المسيح رجاء الخطاة فى التوبة والقبول والغفران  {هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا }(1يو 2 : 2). فمن كان يتصور أن مريم المجدلية الخاطئة تتوب وتتحول إلى مبشرة بالقيامة حتى للامبراطور واي قوة وشجاعة حصلت عليها بالإيمان لتشهد بشرى الخلاص. كذلك السامرية تابت وذهبت تعلن بشرى الخلاص لأهل السامرة. ومن كان يتصور أن إنسانا محباٌ للمال كزكا العشار يتغير بمقابلة صادقة مع المخلص والمحرّر {فوقف زكا وقال للرب ها أنا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم.لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو 9:19-11). وهكذا رأينا شاول الطرسوسى المضهد للكنيسة يتقابل فى الطريق بعد القيامة مع المخلص ويهتدي الى الإيمان ويتحوّل الى مبشِّر يقدم حياته حباً فى مخلصه .

+ السيد المسيح رجاء المتعبين..  فهو القائل { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.لان نيري هين وحملي خفيف} (مت 28:11-30). لقد ذهب الى مريض بركة بيت حسدا الذي تباعد عنه الأهل والأصدقاء وقدم له الشفاء، وكما قدم الشفاء للعميان قديما يستطيع اليوم وفى كل وقت أن يهب النظر والبصيرة الروحية لنعاين مجد الله ونرى حكمته فى الأحداث من حولنا. وهو الذي أشفق على المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل ودافع عنها ومنحها سلاما ومغفرة وهي منكسرة، هو الذى نظر لدموع القديسة مونيكا من أجل ابنها أغسطينوس وعمل بنعمته فيه ليرجع الى الله ويصير قديساً .

+ السيد المسيح رجاء للمنبوذين والضعفاء والمحتاجين لقد ذهب المصابين بالبرص وكان مرض يعتبر نجاسة ولمسهم بيده الشافية وشفاهم وهو الذي يبحث عن الخروف الضالّ ليردّه وعن الابن الضالّ ليهبه البنوّة والمجد ويبحث عمّا ليس له أحد يذكره لان كل نفس لها قيمة غالية لديه يفرح بها كأب صالح يريد أن يجمع إليه الجميع، من أجل هذا قال عنه حزقيال النبي { أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ السمين والقوي وأرعاها بعدل} (حز 15:34-16). لقد نظر إلى الجوعى فى البرية فاشبع الآلاف بخمسة خبزات وسمكتين وفاض عنهم اثنتا عشر قفة مملوءة ، وانبع الماء قديما من صخرة فى الصحراء  للشعب عندما عطش ولم يجد ماء والصخرة كانت تشير إلى السيد المسيح المشبع، حتى العصافير يقيتها ولا ينساها ويقول لنا أن واحداً منها ليس منسيا أمام الله { أليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة}( لو6:12،7).

+ السيد المسيح رجاء المحزونين .. هو عزاء من ليس لهم معزي وقد رأيناه يتحنّن على الارملة بنايين وهى تودّع وتبكى ابنها المحمول على النعش { فلما اقترب الى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لأمه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه}( لو 12:7-15). وهو الذي أقام لعازر من القبر بعد أربعة أيام مشفقا على اختيه مرثا ومريم وهو الذي يعزّي كل نفس في أرض غربتها.

 + السيد المسيح رجاء الأمم... المسيح رجاء جميع الأمم  وهو الذى شفى ابنة المرأة الكنعانية ومدح إيمانها وشفى غلام قائد المئة اليوناني مادحا ثقته وإيمانه به . هو رجاء المنكسرين والفقراء والمظلومين والمحتاجين { مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. فابتدأ يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم }( لو 18:4-21).

+ السيد المسيح رجاء الخائفين والمضطهدين..  فهو أمس واليوم والى الابد ، يقوى الخائفين ويدافع عن المظلومين والمضطهدين ولقد خاف التلاميذ عندما كانت الريح مضادة والأمواج تتقاذف السفينة { واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا}( مت 24:14-27). وهو يدافع عن المظلومين والمضطهدين من أجل اسمه  فهو الذى ارسل ملاكه ليخرج الرسل من الحبس وهو الذى بكّت شاول على اضطهاده للمؤمنين فى دمشق وجعله يتوب ويبشِّر بالإيمان المسيحي { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من أنت يا سيد فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده صعب عليك أن ترفس مناخس}( أع 1:9-5).

+ السيد المسيح رجاؤنا الابديّ.. حياتنا الارضية وان طالت ما هي الا بخار ماء يظهر قليلاُ ثم يضمحل إذا قيست بالابدية وسيأتي السيد المسيح كما انطلق إلى السماء فى صعوده ليأخذ قديسيه معه إلى العلاء { وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء} (أع 11:1). فى رجائنا نعد أنفسنا لنكون معه في طهارة وبر { أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 2:3-3). ونحن فى كل مرة نصلّي قانون الإيمان نعلن انتظارنا ورجاءنا بقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. إن هذا الرجاء تعزية المؤمنين وفرحهم {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق}(رو12:12).

ويجب أن نصبر على رجاء {فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد. لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطئ} (عب 35:10-37). والرجاء هو العلاج الناجح الذي قدّمه الوحي في رسالة يعقوب للمؤمنين المتألمين والمظلومين، قائلاً لهم {فتأنوا أيها الأخوة إلى مجيء الرب... فتأنوا أنتم وثبّتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب}(يع7:5)  إن مجيء المسيح الثاني هو الرجاء الموضوع أمامنا، بحسب وعد الرب {وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً}(يو3:14). إن الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه عند انتقاله من هذا العالم إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحلّ فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة أو انتقال .

+ ليكن لنا رجاء فى الله وأمل فى مستقبل أفضل وثقة  في الله الذى يعيننا على تحقيق آمالنا. ليكن لكل منا حلم عظيم يسعى للوصول إليه ونثق إن لنا رب كريم يريد لنا الأفضل ويهبنا الحكمة والقدرة والقوة  للوصول إلى أهدافنا السامية. كل شيء مستطاع لدى المؤمن حتى إذا كنا مثل يونان النبي الذي كان في بطن الحوت ولكن كان لديه رجاء فقال { لكنني أعود أنظر إلى هيكل قدسك }. نحن { مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 :  1). فلنتمسك بالرجاء وليكن لدينا أمل بغد أفضل يمتد بنا ليصل الى الأبدية السعيدة { لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23).

+ لكي يقوى رجائنا علينا أن ننمي ثقتنا في قوة ربنا ومحبته وعنايته بنا كما يقول الكتاب { هوذا على كفى قد نقشتك}. نقرأ عن رجال الإيمان و معاملات الله معهم وننزع عنا الحزن والاكتئاب والنظرة التشاؤمية للحياة في رجاء بالله ولا ننظر إلى النصف الفارغ من كوب الماء، بل إلى النصف الممتلئ. نحن نملك إمكانيات كثيرة أعطاها لنا الله يمكن أن نستغلها في تحقيق إرادة الله والوصول إلى ما نتمناه. لنثق فى أنفسنا ونعمل بثقة وأمل فى الله الذى يعطينا النجاح { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني} (نح 2 :20).

+ علينا أن نصلي ونعمل من كل قلوبنا ليقوى الله رجائنا ويزيد محبتنا وينمي إيماننا فيه وفي عمل نعمته معنا نتوب ونرجع إليه ونشترك معه في كل عمل صالح، ولا يتسرب اليأس أو الأحباط من الظروف الصعبة التي حولنا بل بعين الإيمان نرى أن كل شئ مستطاع لدى الله الذي يعيننا لننجح ونقوم من أي نعثر ونواصل المسيرة نحو تحقيق أهدافنا و نمونا الروحي والعملي ونشجع كل نفس متعبة أو حزينة وكل قلب منكسر ونقوى الركب المخلعة والأيدي المرتخية و اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني.

ليست هناك تعليقات: