للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يفتخر البعض بنسبه الي عائلة شريفة، وكم يكون لنا الشرف عظيم عندما يدعونا السيد الرب يسوع المسيح باخوته اليس ذلك سبب لكرامة مضاعفة. لا كقرابة جسدية بل روحية بالإيمان بالمسيح نصير أبناء لله { وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.} (يو 12:1-13). وعلى الأبن ان يتشبه بصفات أبيه ويصنع ارادته حينئذ يرفعه الله ويكون مقربا له ومنتسبا اليه كما قال الرب { مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي.لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي»}( مت 49:12-50). عندما نسمع ونعمل ارادة الآب السماوى نتحد بالمسيح له المجد ونستحق أن ندخل في رعيته ونصير أهل بيت الله كما قال معلمنا بولس الرسول { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ} (اف 2 : 19). أي من رعوية أهل بيته أي أفراد عائلته المقدسة. وأعضاء جسده الذى هو الكنيسة مترابطين معا كاعضاء الجسد الواحد فى محبة وتناسق وتكامل وانسجام لهذا قال معلمنا بولس الرسول : {هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ} (رو 12 : 5). أنتسابنا للسيد المسيح أذن ليس نسب مادي جسدي بل هو روحي يقوم على الإيمان والطاعة، فماذا يفيد الأب لو كان الابن كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة؟ كما قام أبشالوم على داود أبيه وحاربه وأرد أن يغتصب منه الملك وهلك وخسر نفسه ومن تبعوه. لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح { لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ}(رو 8 : 14) عندما ننقاد بروح الله نكون إبناء وبنات له وبمحبتنا لله وتنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق وأب حنون وكأم محبة يسدد كل إحتياجاتنا حسب غناه فى المجد.
+ لقد كرم السيد المسيح أمه القديسة مريم العذراء وأعلن أن كرامتها التي لا تقوم فقط على حملها وولدتها له فقط وإنما من خلال فضائلها الروحية وإيمانها وطهارتها وتواضعها وهى التي أوصتنا قائلة:{ قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 2 : 5). وقدم مفهومًا جديدًا للارتباط به من خلال الطاعة لإرادة أبيه. فلنحرص علي تتمم مشيئة الله كاعضاء في الكنيسة نتمخض إلى أن يتشكل المسيح ويولد داخلنا بالإيمان وننمو فى محبته وطاعة وصاياه. وكل مؤمن يسير طريق القداسة فى صلاة وصلة وتناول من الأسرار المقدسة ويعمل بوصايا الله، يتمتع بشركة مع المسيح كأنما يولد المسيح فيه من جديد وعندما يجول يصنع خير مبشر بفضل من دعانا من عالم الظلمة الي ملكوته السماوى فى النور يصير كأم روحية تلد بنين لله. ومن يبشر بالحق يحسب فوق كل شيء أمًا وأخا أو أختا للسيد المسيح، إذ ياتي بالخطاة والبعيدين بالإيمان لله.
+ لقد جاء الأبن الكلمة وتجسد ليتمم أرادة ابيه الصالح كما قال: { لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي}(يو 6 : 38). والله يريد خلاصنا وقبولنا للحق وعلينا أن نؤمن ونحيا الإيمان بالروح والحق{ يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ} (1تي 2 : 4). الله كأب صالح يريدنا أن نؤمن بابنه الوحيد لكي تكون لنا حياة أبدية ويقيمنا فى اليوم الخير { لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ} (يو 6 : 40). ومن واجبنا أن نبتعد عن العثرات ولا نتسبب فى عثرة لأحد قط {هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ} (مت 18 : 14). الله القدوس يريدنا ان لا نسير فى طريق الخطاة بل نكون قديسين كما هو قدوس { وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ }(رو 12 : 2). فارادة الله قداستنا { لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَيَّةَ وَصَايَا أَعْطَيْنَاكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا} ( 1تس 2:4-3). نعيش حسب ارادة الله منقادين بالروح القدس فى كل عمل صالح { لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضاً الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لِإِرَادَةِ اللهِ } (1بط 4 : 2). وكما كان السيد المسيح فى حياته على الأرض يجول يدعو للتوبة ويكرز ببشارة الملكوت علينا أن نقتدى به ونتعلم منه { لأَنَّ هَكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ} (1بط 2 : 15). وعلينا أن نتحلى بالتواضع والصبر لكي ننال المواعيد الثمينة { لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ}(عب 10 : 36) فلا نفشل فى صنع الخير حتى أن تعرضنا للحروب { لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْراً، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرّاً } (1بط 3 : 17). علينا أن نسلم حياتنا لله الأمين فى عمل الخير ونصبر لنقتني أنفسننا وننال الأجر السمائى والحياة الأبدية { فَإِذاً، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ} (1بط 4 : 19).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق