للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علي المؤمن أن يحيا حياة الأستعداد ويعد نفسه كإنسان الله بالمعرفة الصالحة والتعليم النافع ويتحلي بالقيم الروحية والمحبة الصادقة لله وللغير ولعمل الخير ويقوم بعمله بامانة وأخلاص، نلبي عمل الروح القدس فينا مستعدين لاداء كل عمل صالح { ذَكِّرْهُمْ أَنْ .. يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ} (تي 3 :1). ونبتعد عن التعاليم الباطلة والدنس والخطية لنكون كأواني مقدسة وللكرامة { فَإِنْ طَهَّرَ احَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ يَكُونُ انَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّساً، نَافِعاً لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدّاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ }(2تي 2 : 21). هكذا جاء القديس يوحنا المعمدان يهيئ للرب شعبا مستعدا بالتوبة واليقظة الروحية والمحبة المتبادلة كقول الكتاب { وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً} (لو 1 : 17). نحن فى المجتمع المعاصر يجب أن نجاهد وننجح فى الحياة ونستعد للأبدية ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع، نقدس الله فى قلوبنا ونستعد لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا:{ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ}(1بط 3 : 15)
+ لقد طوب الرب الساهرين على خلاصهم والمستعدين دائما للقاء سيدهم { طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُهُمْ } (لو 12 : 37). يجب أن نستعد لاننا لا نعرف الوقت ولا الساعة التي يأتي فيها الرب أو متى نذهب فيها اليه { فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ} (لو 12 : 40). المؤمن يسهر على خلاص نفسه وعلى أبديته، فيسعي للنمو في معرفة الله ومحبته ويكنز للأبدية السعيدة. فالاستعداد الروحى للانسان المؤمن يكون بالإيمان العامل بالمحبة والتقوى لملاقاة الرب بعد الموت الذى يكافئه بحسب ما قام به في حياته على الأرض من أعمالٍ صالحة. نستعد للقاء الله {فاستعد للقاء ألهك } (عا 4 : 12). لقد كانت التحية المفضلة بين المؤمنين منذ عصر الرسل عند التلاقي أن يبادر المؤمن غيره بالقول {ماران آثا}(1كو 16 : 22) وهي كلمة أرامية تعني الرب قادم، نستعد لأننا لا نعلم فى أى ساعة يطلب منا أن نقدم حساب وكالتنا إلى الله.
+ نستعد أيضا لان عدونا إبليس متيقظ ولا ينام ومستعد لمحاربتنا فمقاومته تحتاج إلى استعداد دائم { اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ} (1بط 5 : 8) ويلزم للاستعداد الدائم الجهاد الروحى والمثابرة بالتوبة المستمرة ولذلك نقول في صلاة النوم " توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة.. انهضي من رقاد الكسل، وتضرعي إلى المخلص بالتوبة قائلة: اللهم ارحمني وخلصني" وصلاة نصف الليل تدعونا للتوبة والسهر والأستعداد. المؤمن الساهر يجاهد بكل قوته ليقاوم كل قوى الشر، كما قال الكتاب { فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ} (يع 4 : 7) هذه المقاومة لإبليس تمثل الجهاد الروحي، الذي هو عنصر أساسي من عناصر الأستعداد وهذا الجهاد ليس سلبيًا، إنما له إيجابيته بالعمل الصالح.
+ الإنسان الساهر على خلاص نفسه هو إنسان مستنير يرى ما هو النافع لخلاصه وما هو الضار. فهو حكيم عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في ظلام (جا 2: 14). والنور الذي في المؤمن ينير لمن حوله هو مصباح موقد، يوضع على المنارة ليضئ لكل من في البيت (مت 5: 15) والمصباح يوقد بالزيت. وهذا الزيت كان سر نجاح الحياة الروحية للخمس العذارى الحكميات، وهن مثال للسهر الروحي السليم. المجاهد المسيحي يأخذ النور والاستنارة والحكمة من شركة الروح القدس والأنقياد لروح الله والخمس العذارى الحكيمات الساهرات اللائي احتفظن بالزيت في آنيتهن، أشارة إلى النفوس الساهرة على خلاصها التي يظهر عمل الروح القدس وثماره في حياتها فتحرص علي النمو في محبة الله والنعمة والحكمة وفي الصلاة والتأمل والأمانة فى أعمالها ووقتها وأموالها. نحن يجب أن نحيا كوكلاء صالحين سنعطي حساب عن فكرنا وأقوالنا وأعمالنا أمام الله وملائكته القديسين. ونستحق أن نسمع صوت الملك السمائى المفرح فى اليوم الأخير { تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ } (مت25:34).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق