للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ اننا نتعلم الشكر والوفاء من الله كثير الاحسان والوفاء {فاجتاز الرب قدامه "موسي" ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء }(خر 34 : 6). وعندما شفى السيد المسيح العشرة البرص. رجع واحد فقط ليقدم الشكر لله وكان رجلا سامري غريب تسأل الرب أين التسعة الباقين؟ { وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ. وَصَرَخُوا: «يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ ارْحَمْنَا». فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ. وَكَانَ سَامِرِيّاً. فَقَالَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟. أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلَّهِ غَيْرُ هَذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ. إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ».{(لو 15:17-19). من اجل هذا تعلمنا الكنيسة فى كل صلاة نصليها ان نبتدى بالشكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا واعاننا وحفظنا وقبلنا اليه واشفق علينا وعضَددنا ووهبنا نعمة الحياة لنقف أمامه ونشكره. نحن نشكر الله فى كل صلاة ولاسيما فى القداس التي هي بحق سر الشكر " الأفخارستيا" نشكر الله على عطيته التى لا يعبر عنها بكلمات. لقد عرف داود النبي مراحم الله واختبرها { بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. الَّذِي يُشْبِعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ.} (مز1:103-5). فياليتنا نتعلم من رجال الله القديسين ونشكر الله على نعمه المتنوعة ونحيا فى سلام { لْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي الَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ} (كو 3 : 15).
+ المؤمن الشاكر لله هو الذى يشعر بنعم الله عليه ورعايته له فى مختلف ظروف الحياة، يشعر ان الله صانع الخيرات وحتى وان سمح الله بضيقات تأتى عليه فهى لفائدته الروحية، فالله قادر ان يغير ما يصنعه ضدنا الاشرار الي خير لنا كما قال يوسف الصديق { أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً}(تك 50 : 20). لهذا يدعونا الإنجيل الى شكر الله { اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ} (1تس 5 : 18). شكرنا هو عرفان بالجميل لله ولكل من يقدم لنا خدمة من البشر فنقدم الشكر لله كل حين{ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ }(اف 5 : 2).
+ لقد وهبنا الله نعم كثيرة تكفى للشكر الدائم، والإنسان القنوع بما لديه، الشاكر الله على نعمه يحيا سعيدا ويقبل نفسه ساعيا الي الكمال المسيحي والنمو الروحي والعملى فى تواضع ورضا بما لديه فى غير تذمر او تمرد او عصيان بدلا من السعى للوصول الى اهداف زائفة تقود الى هلاك النفس والروح {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). الإنسان الشاكر لله والأخرين يحيا حياة الرضا والسعادة بما لديه فالسعادة ليس بمقدار ما نملك ونستهلك بل السعادة تأتي من القناعة بما بين ايدينا وما في مقدورنا عمله لادخال البهجة والفرح لحياتنا وحياة من حولنا {واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة } (1تي 6 : 6). وكما يقول أحد القديسين ( لا موهبة بلا زيادة الا التي هي بلا شكر). حياة الشكر تقودنا إلى العيض فى سلام وفرح ومحبة لله وللغير ومن يتذمر ويشتكي لا يوجد لديه الوقت ولا التفكير للمحبة والشكر ويحيا فى تعاسة وشقاء.
+ عندما نتذكر اسباب ومجالات الشكر فاننا نستمر فى حياة الشكر الدائم لله على كل شى، نشكره على انه اعطانا واحبائنا نعمة الوجود كخالق ومحب للبشر، نشكره على نعمة البنوة لله ونشكره على انه عبر بنا تجارب كثيره تعلمنا منها الكثير. نشكره حين يمنح أو عندما يمنع فهو أدرى بما هو فى صالحنا. نشكر الله على نعمة الوجود وعلى ما لدينا من صحة وحتى أن سمح بمرض، فالمرض هبة من الله لنعرف ضعفنا ونشترك فى الآم المسيح. نشكر الله لانه أهلنا لميراث القديسين {شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ} (كو 1 : 12). نشكر الله على كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها }(2كو 9 : 15). فمع كل يوم جديد نشكر الله الذى اعطانا فرصة جديده للتوبة والحياة والعمل والنجاح ولا ندع شئ يفصلنا عن محبة الله حتى التجارب التى نواجهها فى حياتنا هى فرص نرى يد الله العاملة معنا. فلنشكره ما دامنا أحياء وفي عروقنا الدم يجري, وفي قلوبنا مشاعر وقلب ينبض, ونعترف من أرواحنا وبافواهنا ونقول: "أشكرك يارب".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق