للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المسيحي الحقيقى يرى فيه الناس رسالة المسيح الخلاصية ومحبة الله للبشر فيعلن بهم الروح القدس محبة الله الآب ونعمة أبنه الوحيد، فهم إنجيل حي {ظَاهِرِينَ أَنَّكُمْ رِسَالَةُ الْمَسِيحِ، مَخْدُومَةً مِنَّا، مَكْتُوبَةً لاَ بِحِبْرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الْحَيِّ، لاَ فِي أَلْوَاحٍ حَجَرِيَّةٍ بَلْ فِي أَلْوَاحِ قَلْبٍ لَحْمِيَّةٍ}(2كو 3 : 3). يرى الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوا ويعرفوا الله من خلالنا. فهل نحمل نحن الشهادة الحياة للمسيح القائم من بين الأموات باقوالنا وأعمالنا؟. وهل نخضع لروح الله الذى يعيد تشكيلنا لنصير خليقة جديدة في المسيح يسوع؟.الروح القدس يثبتنا فى المسيح وفي نعمته الغنية ويكتب فينا وصاياه لا فى ألواح حجرية على نحو ما كتب موسى النبي الوصايا العشر، بل فى ألواح قلب لحمية حساسة تدرك وتعلن ما يكتبه الروح القدس عليها. فيرى العالم فينا شهود ورسالة حية { أَنْتُمْ رِسَالَتُنَا، مَكْتُوبَةً فِي قُلُوبِنَا، مَعْرُوفَةً وَمَقْرُوءَةً مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ }(2كو 3 : 2). وفى رسائل الرب إلى السبع كنائس الواردة في سفر الرؤيا نرى السيد المسيح متمشياً في وسط هذه الكنائس، يقوى ويحذر ويلاحظ مدي تجاوبنا ونجاحنا أو أخفاقنا في إتمام مسئولياتها ويقودنا وينصحنا لنكون رسالته ورسله.
+ علينا أن نلاحظ أنفسنا وتعاليم المسيح. وماهو أنطباع من حولنا عنا كمؤمنين بالمسيح ؟ عندما يرى الناس تصرفاتنا على المستوى الفردي أو الجماعى؟ . ينبغى أن يظهر المسيح فينا بمحبته وبذله وتواضعه ووداعته وسعيه لقبول الخطاة. وتظهر فينا المحبة الروحية والأخوية كسمة مميزة لنا كوصية الرب نفسه { بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ}(يو 13 : 35). وبالرغم من كل فشل البعض، أو تعثرهم أحيانا فيبقى المسيحيين رسالة المسيح، بل ويظل قصد الله العظيم ثابتاً؛ وهو أن يرى جميع الناس صفات المسيح جلية في شعبه { لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا }(اف 2 : 10). أن محبـة المسيح تُقدَّم لنا الدافع الحقيقي لكل خدمة، وفى ضوء كلمة الله يمكننا أن نختبر دوافع قلوبنا التي تحركنا في كل خدمة نقوم بها. فهل نحن محصورون بمحبة المسيح؟ أم ما يحركنا هو محبة ذواتنا؟ عندما نعطي قلوبنا لله ننسي أنفسنا ونتأمل في كمال صفاته ومحبته، نجد ثمرته حلوة لنا؛ وبدون شعور منا تظهر وتتشكل فينا صورته وهكذا لا يكتب الروح القدس المسيح على قلوبنا فقط حتى نصير رسالة المسيح، ويغيرنا إلى صورته؛ لنكون رسالته المقروءة من جميع الناس.
+ نحن رسالة المسيح نشهد للعالم بإيماننا بالله الواحد الذى تجسد فى ملء الزمان وجال يصنع خير وصلب وقام وسيأتى بمجد عظيم وأرسل لنا روحه القدوس ليعزي ويعلم ويقود الكنيسة وأعضائها ونؤمن بقيامة الأموات وحياة الدهر الاتى ونحفاظ على الإيمان المستقيم حتى الموت {جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ امَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ}(1تي 6 : 12). كما أننا نشهد للحق الذى نؤمن به وندعوا اليه بسلوكنا حياة الفضيلة والبر نقدم فى أيماننا فضيلة {وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،.وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،.وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} ( 2طر 5:1-8)
+ نحن رسالة المسيح نقتدى بالمسيح ويكون لنا فكره ولغته ومحبته {وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ }(1كو 2 : 16). كما أوصى القديس بولس تلميذه تيمؤثاوس { مُقَدِّماً نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّماً فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَاراً، وَإِخْلاَصاً} (تي 2 : 7). ندعو الآخرين إلي أن يتذوقوا محبة الله ويؤمنوا به { فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ }(مت 10 : 32). فالشهادة للمسيح هى واجب ووفاء وعرفان بالجميل، كما أن إنكاره خيانة وجحود. وعلينا فى عالم اليوم الذى يركض الي فيض الخلاعة أن نكون قديسين ومستعدين لمجاوبة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا { بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ} (1بط 3 : 15) أن التاريخ المسيحي قديما وحديثا يذخر بالقديسين والشهداء الذين كانوا وسيبقوا رسالة وشهادة حية للمسيح العامل فيهم كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم " إنَّ شهادِة الشُّهداء وسِيرتهم أمامنا هي في حد ذاتها عِظة للإنسان، وعون للكنيسة كلها، وتثبيت للإيمان المسيحي وغلبة لأوهام الموت، وعيِّنة للقيامة، وتوبيخ للشيطان، واحتقار أباطيل الدنيا، وراحة وعزاء للنَّفْس الحزينة، ومُحرِك للصلوات أنَّ سيرِة الشُّهداء هي مُلهمة لكل الأمور الصالِحة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق