للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يبحث الإنسان عن القدوة الصالحة لكي يقتدى ويتمثل بها، ونحن مدعوين الي الأقتداء بالله الذى دعانا لنكون أبناء وبنات له، فيجب أن يكون لنا فكر الله المقدس ونقتدي بتعاليمه ونتمثل بأعماله ومحبته ورحمته وخيريته وصلاحه { فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ،وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً} (أفس 1:5-2). كابناء لله يجب علينا أن نقتدي بالآب السماوي ويكون لنا فكر المسيح الأبن الكلمة الذى تجسد وحل بيننا وجال يصنع خير وبذل ذاته فداء عنا كما قال القديس بولس الرسول { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ } (1كو 2 : 16). الله من أجل محبته الكثيرة، أعطانا روحه القدوس ليقودنا ويعزينا ويقدسنا { لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ } (رو 8 : 14). والسبب المقنع لنا أن نتمثل بالله أننا صرنا له أبناء، ولانه ليس كل الأبناء يتمثلون بآبائهم بل "الأحباء" لذا يقول الكتاب" كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ" فنحن أبناء أحباء نتمثل بالله ويكون لنا فكره ونشترك فى العمل معه. لقد غفر الله لنا وحسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية بالماء والروح ولهذا علينا أذ رحُمناوسامحنا الله أن نسامح أخوتنا المسيئين { فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ} (مت 6 : 14).
+ الله محبة وعلينا أن نثبت فى المحبة لله وللغير ولعمل الخير وخلاص نفوسنا لنكون بحق أبناء لله{ نَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ} (1يو 4 : 16). المحبة هي علامة اقتدائنا بالسيد المسيح الذي خلال المحبة أسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة للآب رائحة سرور { بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ.} (١ يو ٣: ١٦). هذه وصية الله لنا وبها نُعرف أننا تلاميذ وأتباع له { بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ} (يو 13 : 35). أن كان الله اباً لنا فعلينا ان نمتد بالمحبة لنصل الي محبة الاعداء والأحسان الي مبغضينا والصلاة من أجل خلاصهم فنهزم بالمحبة قوى الكراهية، وبالخير نغلب الشر، وبالعطاء ننتصر علي الأنانية { سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟. وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟. فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ} (مت 43:5-48). فكما أحبنا الله نحب الغير علي قدر ما نستطيع.
+ ربما يظن البعض أنه من الصعوبة أن نتمثل بالله الكامل والقدوس، المحب والرحيم، لكن نحن بالبنوة لله أصبحنا شركاء لطبيعته ووهب لنا منه نعمة وقوة وحكمة وكل ما هو ضرورى للحياة والتقوى لنهرب من الفساد الذى فى العالم { كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ،.اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} ( 2بط 3:1-8) .عندما ننقاد لروح الله القدوس، يعطينا الحكمة والقوة للتغير إلى فكر وصورة المسيح له المجد. وكلمنا صرنا دعاة سلام ومحبة نصير بحق أبناء وبنات لله{ طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ }(مت 5 : 9).
+ لقد دعانا السيد المسيح أن نتعلم من وداعته وتواضعه ونلقي أحمالنا عليه فتستريح نفوسنا { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ} (مت 28:11-30). وعلينا أن نتمثل بمسيحنا القدوس الذي دعانا أن نُريح أخوتنا ونخدمهم بالمحبة والتواضع { فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟. أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ.لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.} ( يو 12:13-17). وكما قبل المسيح الآلام وحمل الصليب نسير معه حاملين الصليب بشكر {لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ} (1بط 2 : 21). وكما سلك السيد الرب علينا أن نسير خلفه وكما سلك هو نسلك نحن أيضا فى صلاة ومحبة وخدمة وتواضع وصبر حتى المنتهي { مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً} (1يو 2:6).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق