بقلم مهندس روماني وهيب نصرالله
"اللي خلف مامتش".... جملة تعزية جميلة ومشجعة، نقولها: عادة لتعزية أقارب احبائنا المنتقلين وبالاخص لابنائهم وبناتهم، فالمقصود منها ان الشخص المتوفي سيبقى اسمه وربما عمله مستمرا بوجود هؤلاء الابناء الذين يحملون اسمه، ويواصلون البناء على ما قدم من عمل او غيره ، وكذلك فأن القصد الاخر من هذه العبارة هو تخفيف الم الفراق على فقدان الشخص المتوفي، وأحيانا أخرى نكررها في مواقف متعددة كمدح مباشرلهؤلاء الأبناء أولتشجيعهم بانهم سائرون على نهج أبائهم الذين تنيحوا في ايمانهم وتقواهم وصلاحهم ومحبتهم اونشاطهم وطموحاتهم ونجاحاتهم .... إلخ, ومن هنا فهي بذلك جملة تعني وفي كافة الاحوال والاستخدامات، تذكرة وترحم ومدح للأباء المنتقلين.
1- فمما لا شك فيه من الناحية الانسانية البحته أن الذرية الصالحة تبقي ذكر أهلهم، كما يكونون مصدرا لفخر من يحملون اسماءهم بوجودهم في الدنيا بعد وفاتهم ، ولذلك فمنذ القدم فإن أى زوجين من البشر يعيشون أياما من الضيق والانكسار والحزن ما لم يرزقا بطفل يملئ حياتهم ويكون حاملاً لاسم والده وعائلته ككل بعد وفاة الآب. ولكن هذا الذكر والتخليد للإصول في الحقيقة قد لا يستمر طويلا في ذاكرة الفروع وقد ينمحي تماما بعد اجيال قليله بعد موتهم!.
2- وايضا فمن الناحية الاجتماعية ليس كل من لم ينجب أو مات بدون أن يخلف ذرية يموت معه ذكره، فهناك كثيرين لم ينجبوا أصلا، وغيرهم لم يخلدوا فى ذاكرة البشرية والتاريخ الانساني بسبب ذريتهم بل لأعمالهم خيرا أم شرا، كذلك فنحن نؤمن ان لنا سحابة طويلة من الشهود سواء من الرهبان والاساقفة والبطاركة والاباء ورجال الكهنوت والعلمانيين البتوليين القديسين، وأبضا الراهبات والمكرسات والمتبتلات القديسات الذين لم يتزوّجوا او يتزوجن، وكرّسوا حياتهم الأرضية لله وللكنيسة، ماتوا او إستشهدوا على مر الزمان، ومازال ذكرهم قائم وحي، ومازالت كنيسة الله الجامعة في كل مكان وزمان والى نهاية الازمنة، تسعد بسيرتهم وذكرهم وطلب صلواتهم وشفاعتهم، وأيضا نعي ان أمثال هؤلاء الآن وفي المستقبل سيموتون جسديا ولا يمكن أن يطويهم النسيان، وسنظل كما يدعونا الروح بأن: " نذْكُرُ مُرْشِدِينا الَّذِينَ كَلَّمُونا بِكَلِمَةِ اللهِ. وننْظُرُ إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ ونتَمَثَّلُ بِإِيمَانِهِمْ." (عب13: 7).
3- ومن هنا إنسانيا فهذه الجملة: " الذي خلّف مـا مات ! "، ذات مفهوم إجتماعي خاطئ لحد بعيد، ورجعة إلى كتابنا المقدس يمكننا أن نقول أن شريعة موسى قد وضعت حلا لمشكلة عدم الإنجاب للزوج المتوفي، وهي أن "يَدْخُلُ أخيه َعلى زوجة الْمَيْتِ وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً، وَيَقُومُ لَهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى ذكره (اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ)." (تث25: 5 – 7)، وهذا من مفهوم ان الذرية هى اساس خلود الاسم وثبات الميراث في الأرض، لأنهم وحتى عصور الانبياء الكبار لم يكن رجاءهم الاقوى والاهم هو: بالقيامة وبالحياة الأبدية، بل كان جل إهتمامهم، وكل سلواهم في أن يخلد إسمهم بعد موتهم، وتخلد ذكراهم من خلال أولادهم الذين يدعون بإسمهم، بأن لا تُمحى ذكراهم بين الأحياء.
4- وحتى بعد السبي والتشتت ودمار مملكتيهما، فسروا وإستخدموا النبوات التي تشير لقيامة الاموات وحياة الدهر الآتي في نبوات العهد القديم (أي19: 25 – 27؛ مز15، 16: 10، 49: 14؛ إش26: 19، 25: 8؛ هو13: 14؛ )، للتعبير عن الرجاء القومي في قيام إسرائيل من جديد (حز37)، والأمل في العودة أحرارا من السبي الى أرضهم ثانية، وكما يقول الروح على لسان إشعياء النبي: "هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيق تَسْلُكُ فِيهِ. لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْر. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ، وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ اسْمُهُ مِنْ أَمَامِي. اُخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ، اهْرُبُوا مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّين. بِصَوْتِ التَّرَنُّمِ أَخْبِرُوا. نَادُوا بِهذَا. شَيِّعُوهُ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. قُولُوا: قَدْ فَدَى الرَّبُّ عَبْدَهُ يَعْقُوبَ." (إش48: 17 – 20)؛
5- وكانت كلمات كالخلاص والفداء في مفهوم معلمي الناموس يفسرونها كما في قصة الخروج من مصر الى ارض الموعد، وفى في ضوء أعلان يهوه عن نفسه لموسى بأنه كثير الرحمة، ورحمته تجلت في أنه لم يذكر للإنسان خطأه للأبد ولم يتركه يموت ويهلك، ويحفظ ذكره فى ذريته (بني بنيه) الى الابد، كما في مزمور الحمد والتسبيح الذى يقول فيه الروح على لسان داود: "كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَّفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ. الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهْرِ الْحَقْلِ كَذَلِكَ يُزْهِرُ. لأَنَّ رِيحاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ. أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا.“ (مز103: 13 – 18)؛
6- وبرغم ان الوحي الالهي على لسان دانيال النبي اوضح بصوره جلية مفهوم القيامة العامة للأحياء والاموات وما يتبعها من ثواب وعقاب في قول الروح: " وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوباً فِي السِّفْرِ. وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ. وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ." (دا2: 1- 4)؛ فقد ظل مفهوم - الذى خلف لم يمت – مترسخا في وجدان العائدون من السبي ومرتبطا بمدح وذم أعمال الاباء وذريتهم، كما يقول الحكيم يشوع بن سيراخ (180 ق.م)، في ذكر الملك داود مدحا وخلفائه تقريعا:" الرَّبُّ غَفَرَ لداود خَطَايَاهُ، وَأَعْلَى قَرْنَهُ إِلَى الأَبَدِ. عَاهَدَهُ عَلَى الْمُلْكِ وَعَرْشِ الْمَجْدِ فِي إِسْرَائِيلَ. بَعْدَهُ قَامَ ابْنٌ حَكِيمٌ، وَعَلَى يَدِهِ اسْتَرَاحَ فِي الرُّحْبِ. مَلَكَ سُلَيْمَانُ أَيَّامَ سَلاَمٍ، وَأَرَاحَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، لِكَيْ يُشَيِّدَ بَيْتاً لاِسْمِهِ، وَيُهَيِّئَ قُدْساً إِلَى الأَبَدِ مَا أَعْظَمَ حِكْمَتَكَ فِي صَبَائِكَ وَفِطْنَتَكَ، الَّتِي طَفَحْتَ بِهَا مِثْلَ النَّهْرِ. فَإِنَّ قَرِيحَتَكَ عَمَّتِ الأَرْضَ، فَمَلأْتَهَا مِنْ أَمْثَالِ الأَحَاجِي. بَلَغَ اسْمُكَ إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ، وَأُحْبِبْتَ لأَجْلِ سَلاَمِكَ. أَمَلْتَ فَخِذَيْكَ إِلَى النِّسَاءِ؛ فَاسْتَوْلَيْنَ عَلَى جَسَدِكَ. جَعَلْتَ عَيْباً فِي مَجْدِكَ، وَنَجَّسْتَ نَسْلَكَ؛ فَجَلَبْتَ الْغَضَبَ عَلَى بَنِيكَ. لَقَدْ صَدَعَتْ قَلْبِي جَهَالَتُكَ. حَتَّى قُسِمَ السُّلْطَانُ إِلَى قِسْمَيْنِ، وَنَشَأَ مِنْ أَفْرَايمَ مُلْكٌ مُتَمَرِّدٌ. لكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَتْرُكُ رَحْمَتَهُ، وَلاَ يُفْسِدُ مِنْ أَعْمَالِهِ شَيْئاً. لاَ يُدَمِّرُ أَعْقَابَ مُصْطَفَاهُ، وَلاَ يُهْلِكُ ذُرِّيَّةَ مُحِبِّهِ. فَأَبْقَى لِيَعْقُوبَ بَقِيَّةً، وَلِدَاوُدَ جُرْثُومَةً مِنْهُ. وَاسْتَرَاحَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ،وَخَلَّفَ بَعْدَهُ ذَا سَفَهٍ عِنْدَ الشَّعْبِ منْ نَسْلِهِ،رَحَبْعَامَ السَّخِيفَ الرَّأْيِ، الَّذِي بَعَثَ بِمَشُورَتِهِ الشَّعْبَ عَلَى التَّمَرُّدِ، ...." (سي47: 13 – 28)؛
7- ومن هنا اتجه الوحي الالهي لايضاح ان الصلاح والخلود يرتبطا بالإسرة ككل وبالاخص الأم الفاضلة التى تنشا بنينا وبناتا للرب بالتربية الحسنه مقتدين بالوالدين الصالحين ايمانا وفكرا وعملا، وكما يقول بن سيراخ: "النَّسْلُ وَابْتِنَاءُ مَدِينَةٍ يُخَلِّدَانِ الاِسْمَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي لاَ عَيْبَ فِيهَا، تُحْسَبُ فَوْقَ كِلَيْهِمَا." (سي40: 19)؛ فما لا شك فيه ان دليل بركة الرب وظاهر بهجة وقرة عين الزوجين هو النسل، لكن بالقطع ما يفرح الإنسان في حياته أكثر من إِنْجابُ الأَولادِ، وكذلك ما يسعده اكثر من تعمير مدينة بما فيها من منازل ومرافق ويطلق عليها إسمه الى الابد، أن تكون له زوجة باره، تسعد زوجها وتربي أولادها حسناً، فمن المؤكد انه إذا كانت الأم غير صالحة يفشل الأولاد وتخرب البيوت، ويندثر ذكر الاسرة كلها عبر الاجيال سريعا.
8- وحتى عصر تجسد وخدمة الرب والرسل من بعد قيامته المجيده، كان "الصَّدُّوقِيِّينَ، يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ..." (مر12: 18، أع23: 8)، ولكن كان الناموسيين والفريسيين يؤمنون بالقيامة ومسئولية الشخص عن اعماله وخلوده الخاص في ملكوت السموات، وكانت إجابة الرب يسوع للصدوقيين الذين أتوا مستفسرين منه عن مصير الذين يموتون من دون أن يتركوا نسلاً، - زوجة السبعة لمن تكون في السماء - فقَالَ لَهُمْ: «أَلَيْسَ لِهَذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ؟ لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللَّهُ قَائِلاً: أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً!»." (مر12: 18 – 27)؛ فهنا الرب قد أكد أن الخلود الحقيقي للأبرار بالذهاب إلى الحياة الأبدية (مت25: 31 – 40)، فلا خلود على الأرض، فكل شيء في الأرض له بداية وله نهاية – ولا يستفيد الأب من ابنه ولا الأخ من أخيه، ولكن كل واحد سيحاسب حسب أعماله (مت16: 27، رو2: 9، رؤ2: 23،20: 12)، فاذا تركنا أولادًا عديدين لا نستفيد شيئًا، وإذا هجرنا هذا العالم بدون أولاد، فإن هذا الأمر لا يغيرنا شيئًا، وحقيقة أيماننا أن ما يخلدنا في الآخرة لا الذرية ولا الاختراعات ولا الانشاءات ولا الجاه والمناصب .... إلخ، بل ما نقوم به في حياتنا على الارض من الأعمال الصالحة التى تتبعنا بعد الموت في الرب (رؤ14: 13).
9- لكن يا إخوتي صار في المسيح وفي المسيحية تعبير - الذي خلف لم يمت، ذو بعد إيماني عميق، فإلهنا الحي الذى لايموت فادينا الذى تجسد ومات وقام من الاموات كفارة عن خطايانا قد وعد: "إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ." (يو5: 24)، إذ يجسد علاقة الكنيسة جسد المسيح وأم كل اولاد جرن معموديتها، بعريسها وعريس كل نفس فيها – الراس لها اي المسيح نفسه، فالكنيسة أم واحدة تلد أبناء ابرار لفاديها مخلصين بدمه مؤهلين للحياة الابدية بالثبات فيها، وهى ممتدة من الارض الى السماء (رؤ12)، وتضم شقيها: المجاهد فى الارض، والمنتصر فى السماء، والموت الجسدى لابناءها هو مجرد انتقال فيها من شقها المجاهد الى شقها الآخر المنتصر، فالحَيَاةٌ الأَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا هي هِبَةُ اللهِ الحي الذى لا يموت (رو6: 23)، لكنيسته التي" أَحَبَّها الْمَسِيحُ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. " (أف5: 25 – 27)، ومن هنا فخلاص الكنيسة يعني خلاص ابناءها المجاهدين وانضمامهم الى اخوتهم الذين سبقوهم الى الفردوس وصاروا مؤهلين للقيامة السعيدة والحياة الابدية " كوَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ" (رو8: 17)، وكما يقول الروح: "وَلكِنَّها – أي الكنيسة - سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ." (1تي2: 15)؛
10 - ولابد لنا ونحن نستخدم الان تعبير (اللي خلف مامتش)، ان نتذكر جيدا تفسيره الحقيقي كما يوضحه لنا الوحي الالهي على لسان القديس بولس الرسول: "... الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضاً: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ - خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ." (عب2: 9 – 15).
السبت، 27 فبراير 2016
الأربعاء، 24 فبراير 2016
شعر قصير 17 - رجائنا فى المسيح
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
رجائنا فى المسيح
نضع امام عيوننا المسيح كلي الكمال
علي غير الله لا نعلق ابدا رجاء او أمال
دا الناس بتتغير وكلنا لا محال الي ذوال
واحنا لا يفيدنا منصب ولا جمال أو مال
مش هناخد معانا شئ غير صالح الاعمال
الامين ياخد اجرته أضعاف ويصل للكمال
ولقمة يابسه ومعاها سلام تريح لنا البال
......
(2)
نقرع علي بابه" "
احنا غلابه وبنقرع دايما علي بابه
عاوزين نخدمه ومعاه العالم نجابه
نكون علي صورته وسيرته نشابه
هو يقودنا ونتبعه ونتعلم من كتابه
ومع ربنا لانخاف مخلوق ولانهابه
دا هو راعينا وأبونا ودعانا أحبابه
واللي بده ربنا نحبه ونكون طلابه
.....
(3)
" القلب الكامل"
من فضلة القلب تكتب الأيد والقلم
وأما المشاعر تتحرك يقول العقل عُلم
وكتر البكاء يعلم النوح من غير ندم
دا مفيش أكمل من قلب مجروح بالألم
الحياة مدرسة منها نتعلم خبرة وحكم
اللي يعيش يشوف واللي يبات مظلوم
أفضل من اللي يتعب الناس ولهم ظلم
....
(4)
"كن مطمئن"
مهما اراد الناس بك من شر
أو حتي فعلوا لك ما هو خير
كن دائما مطمئن وخليك واثق
أنك في يد اله حكيم في التدبير
ما بينسي أبداً يوم كأس ماء
أو لقمه تقدمها لمحتاج وفقير
يردها لك أضعاف علي الأرض
وفي السماء أبدية وخير جزيل
......
(5)
" حياة السلام الداخلي"
هو شاب لكن عمره عدى حتى ولا الف عام
عايش وحيد ولكن فكره مليان بناس وزحام
صامت ولكن قلبه كله أشجان وأحزان والآم
بقوله أهداء قال بعد الوحدة والصمت فيه كلام!
قلتله هدئ حواسك وفكرك وما تعيش فى أوهام
وخلى قلبك ينبض ويصلي بمحبة لله وبدون كلام
جرب كدا أيام رجع فرحان وقالي بقيت كلي سلام
الثلاثاء، 23 فبراير 2016
(128) فكرة لكل يوم - الله الرحيم فى سفر يونان النبي
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ من صفات الله الجميلة التي نراها في سفر يونان النبي أنه إله رحيم وطويل الاناة، {الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ} (مز 103 : 8). الله يصبر علي أهل نينوى قديما رغم شرورهم وعدم إيمانهم بالله ويرسل لهم يونان النبي ليدعوهم الي التوبة فى رسالة ظاهرها العقاب ولكن تحمل فى طياتها الرحمة والتحذير والمحبة { فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى.}( يون 4:3). لقد بلغ الأمر الي أهل نينوى وأخذوه علي محمل الجد وتابوا وأمنوا بالله ورجعوا عن طرقهم الردئية فرحمهم الله { فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ. لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ.} ( يون 5:3-10). هكذا نحن نرى احداث كثيرة تنذر وتحذر وتدعونا الي التوبة فهل نصوم ونصلي بالروح والحق ونتوب ونحيا حياة الإيمان العامل بالمحبة لننال رحمة ومغفرة من الله.
+ الله يريد خلاص جميع الناس { الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ} (1تي 2 : ). الله يسعى لخلاص الكل من كل الأمم والألسنة وأذا رجع الخاطي عن طرقة وآمن يرحمه الله. ومنذ القديم الله يكلمنا بانواع وطرق كثيرة ليحثنا علي التوبة والرجوع اليه. الله العظيم الأبدى ضابط الكل يستخدم الريح والبحر والحيوان والإنسان والطبيعة من أجل أداء دورها لتوبتنا وخلاصنا. وهو لا يصر على كلامه لهلاك الأشرار بل نقرأ { ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 3: 10). يونان تضايق جدًا، "واغتاظ حتى الموت" لأنه قال كلمة ولم تنفذ. والله صاحب هذه الكلمة لم يتضايق مثل يونان، بل فرح بتوبة أهل نينوى وخلاصهم. يكفى أن نتوب ونرجع اليه ونعترف بخطايانا فيرفع الله غضبه عنا وينسي بعدنا ويسامحنا بل يقول لنا{ هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ} (اش 1 : 18). فهل نتوب ونرجع ونكون مصدر فرح لنفوسنا وللسماء {أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ»} (لو 15 : 7)
+ وكما كان الله رحوم باهل نينوى كان رحوم وطويل الأناة مع يونان النبي الذى رفض دعوة الله له ليذهب الي نينوى وقام وهرب في سفينة الى الغرب، أهاج عليه الريح والبحر فالقوه فى البحر وأعد له الله حوت ليبتلعه وينجيه من الغرق، ويجعله مثال لموت ودفن السيد المسيح وقيامته وآية لأهل نينوى ويعود ويرسله مرة أخرى!. فهل لم يوجد غير يونان النبي الهارب ليرسله الله لنينوى؟. نعم يوجد ولكن الله يريد يعلمنا أنه وحتى الأنبياء ليسوا من طبيعة أخرى غير طبيعتنا ، بل هم أشخاص "تحت الآلام مثلنا" (يع 5 : 17) لهم ضعفاتهم وعيوبهم وخطاياهم والله يصبر ويطيل أناته علي الكل. ورحمة الله ونعمة تعمل معهم ومعنا ليكون لنا رجاء فى محبة الله ورحمة الإلهية نحونا { تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ} (ار 31 : 3).أعد الله يقطينة تظلل علي يونان من حر الشمس ثم أمر الدودة ان تقطعها وتموت ويحزن عليها النبي ويتنازل الله ويتفاهم مع يونان النبي { فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!»} (يون 10:4-11). الله لم يتخلي عن يونان النبي وهو لن يتخلي عنا بل يقدم لنا رحمته وعلينا أن نتجاوب مع رحمة الله { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ} (مت 5 : 7). وعلينا أن نكون رحومين ولانغضب بسرعة من أحبائنا وننسى محبتهم القديمة وتضيق صدورنا متي صدر منهم أمر عكس أرادتنا بل نصبر ونكسبهم بالمحبة وطول الأناة كما يطيل الله أناته علينا ليقتادنا الي التوبة.
+ من صفات الله الجميلة التي نراها في سفر يونان النبي أنه إله رحيم وطويل الاناة، {الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ} (مز 103 : 8). الله يصبر علي أهل نينوى قديما رغم شرورهم وعدم إيمانهم بالله ويرسل لهم يونان النبي ليدعوهم الي التوبة فى رسالة ظاهرها العقاب ولكن تحمل فى طياتها الرحمة والتحذير والمحبة { فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى.}( يون 4:3). لقد بلغ الأمر الي أهل نينوى وأخذوه علي محمل الجد وتابوا وأمنوا بالله ورجعوا عن طرقهم الردئية فرحمهم الله { فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ. وَنُودِيَ فِي نِينَوَى عَنْ أَمْرِ الْمَلِكِ وَعُظَمَائِهِ: «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئاً. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَعَنِ الظُّلْمِ الَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ. لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ». فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ.} ( يون 5:3-10). هكذا نحن نرى احداث كثيرة تنذر وتحذر وتدعونا الي التوبة فهل نصوم ونصلي بالروح والحق ونتوب ونحيا حياة الإيمان العامل بالمحبة لننال رحمة ومغفرة من الله.
+ الله يريد خلاص جميع الناس { الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ} (1تي 2 : ). الله يسعى لخلاص الكل من كل الأمم والألسنة وأذا رجع الخاطي عن طرقة وآمن يرحمه الله. ومنذ القديم الله يكلمنا بانواع وطرق كثيرة ليحثنا علي التوبة والرجوع اليه. الله العظيم الأبدى ضابط الكل يستخدم الريح والبحر والحيوان والإنسان والطبيعة من أجل أداء دورها لتوبتنا وخلاصنا. وهو لا يصر على كلامه لهلاك الأشرار بل نقرأ { ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 3: 10). يونان تضايق جدًا، "واغتاظ حتى الموت" لأنه قال كلمة ولم تنفذ. والله صاحب هذه الكلمة لم يتضايق مثل يونان، بل فرح بتوبة أهل نينوى وخلاصهم. يكفى أن نتوب ونرجع اليه ونعترف بخطايانا فيرفع الله غضبه عنا وينسي بعدنا ويسامحنا بل يقول لنا{ هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ} (اش 1 : 18). فهل نتوب ونرجع ونكون مصدر فرح لنفوسنا وللسماء {أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ»} (لو 15 : 7)
+ وكما كان الله رحوم باهل نينوى كان رحوم وطويل الأناة مع يونان النبي الذى رفض دعوة الله له ليذهب الي نينوى وقام وهرب في سفينة الى الغرب، أهاج عليه الريح والبحر فالقوه فى البحر وأعد له الله حوت ليبتلعه وينجيه من الغرق، ويجعله مثال لموت ودفن السيد المسيح وقيامته وآية لأهل نينوى ويعود ويرسله مرة أخرى!. فهل لم يوجد غير يونان النبي الهارب ليرسله الله لنينوى؟. نعم يوجد ولكن الله يريد يعلمنا أنه وحتى الأنبياء ليسوا من طبيعة أخرى غير طبيعتنا ، بل هم أشخاص "تحت الآلام مثلنا" (يع 5 : 17) لهم ضعفاتهم وعيوبهم وخطاياهم والله يصبر ويطيل أناته علي الكل. ورحمة الله ونعمة تعمل معهم ومعنا ليكون لنا رجاء فى محبة الله ورحمة الإلهية نحونا { تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ} (ار 31 : 3).أعد الله يقطينة تظلل علي يونان من حر الشمس ثم أمر الدودة ان تقطعها وتموت ويحزن عليها النبي ويتنازل الله ويتفاهم مع يونان النبي { فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ.أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!»} (يون 10:4-11). الله لم يتخلي عن يونان النبي وهو لن يتخلي عنا بل يقدم لنا رحمته وعلينا أن نتجاوب مع رحمة الله { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ} (مت 5 : 7). وعلينا أن نكون رحومين ولانغضب بسرعة من أحبائنا وننسى محبتهم القديمة وتضيق صدورنا متي صدر منهم أمر عكس أرادتنا بل نصبر ونكسبهم بالمحبة وطول الأناة كما يطيل الله أناته علينا ليقتادنا الي التوبة.
الاثنين، 22 فبراير 2016
توبة أهل نينوى وصوم يونان
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
يونان النبى الهارب ..
كان يونان ومعناه حمامة نبيًا لإسرائيل حوالي عام ٨٢٥ – ٧٨٤ ق.م. وكان معاصرًا لعاموس النبي، وقد سجل نبوته بعد عودته من نينوى غالبا. جاء في التقليد اليهودي أن يونان هو ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا (١ مل ١٨: ١٠ – ٢٤)، لقد ارسل الله هذا النبي المحب لشعبه إلى نينوى الأممية يكرز لها بالتوبة بكونه أممي من جهة والدته . ارسله الله الى نينوى عاصمة اشور الأممية ليكرز لها بالتوبة ولكن بدلا من الطاعة لأمر الله ، هرب يونان من يافا الى الغرب بدلاً من ان يذهب شرقاً لنينوي. ولكن هل بالهروب يبعدعن الله الذى صنع البحر والبر؟. ان جهل الانسان يقوده للهروب عن الله غير عالم أن الله عنه ليس ببعيد. لكن الله استخدم الله يونان النبي الهارب من أجل خلاص البحارة وأهل نينوى بل واقنع يونان نفسه باهمية خلاص النفوس البعيدة عن الله .
أن رحمة الله فى كل زمان تشمل كل انسان من كل أمة ولسان وجنس فالله خالق الجميع ومخلصهم ويسعى الى خلاصنا { الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ} (1تي 2 : 4). حتى فى جهلنا وبعدنا وعدم معرفتنا يسعي الله الي خلاصنا. فكم بالحرى يقدم لنا الغفران والرحمة ونحن نصوم ونتذلل ونطلب المراحم لنا ولغيرنا.
+ هاج البحر علي يونان النبي كما يهيج علينا العالم اليوم بسماح من الله لنرجع اليه، وبينما كان يونان نائما خاف الملاحون وصرخوا كل واحد الى الهه وايقظوا يونان ليصلى لله لينقذهم ولما علموا قصته حاولوا ان يرجعوا به الى الشاطئ لكن البحر اذداد اضراباً وعندما تسألوا ماذا يفعلوا قال لهم أن يلقوه فى البحر فيسكت عنهم البحر وعندما القوه فى البحر أعد الله حوتا عظيماً ليبتلعه. ان صراخ اهل العالم حولنا فى كل وقت يجب ان يكون دافع قوى لنا لكى نقوم من نوم الكسل ويوقظنا لنصلى الى الله طالبين النجاة والخلاص لنا ولمن معنا فى سفينة الحياة.
+ أننا نصوم ثلاثة ايام متذكرين صوم أهل نينوى قديما وإيمانهم وتوبتهم امام الله وقبول الله لهذه التوبة، ونشكر محبة الله المقدمة لنا عبر التاريخ وسعيه لخلاص الإنسان حتى فى هروب الانسان وبعده عن الله. نصلى لله فى توبة صادقة ونصوم ونتذلل ونرجع عن طرقنا الرديئة ونسأله ان يرحمنا ويقودنا أفراد وشعب وكنيسة جميعا لما فيه خلاصنا من الظلم والشر والفساد ويهدى أرجلنا الى طريق السلام من أجل حاضر كريم ننعم فيه بالأمن والإيمان والسلام ومستقبل أفضل لابناء كنيستنا وبلادنا ومنطقتنا التى تتعرض للرياح والصراعات ومن أجل خلاص كل أحد.
يونان المنادي بالتوبة .... فى جوف الحوت جازت اللجج والتيارات على يونان ووجد نفسه سابح كما فى قبر المخلص الذى بموته أحيانا بقيامته من الموت وصار يونان آية لأهل نينوى ومثال لموت المسيح وقيامته { وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول هذا الجيل شرير يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي، لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل} (لو 11 : 29، 30). نعم قذف الحوت يونان الى البر وصارت اليه دعوة الله ثانية { فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام} (يون 3 : 3) . ذهب يونان وسار فى شوارع المدينة منادياً ان الرب سيهلك المدينة بسبب شرها ولما علم أهل المدينة بقصة يونان ومناداة لهم بالتوبة {أمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك }( يو5:3-9). وتميزت توبة أهل نينوى بالسرعة والإيمان بالله بمناداة هذا النبى الغريب الجنس وكانت توبتهم شاملة للجميع وبتواضع قلب مع صوم مما جعل السيد المسيح يتخذهم عبرة ومثالاً لاهل زمانه {رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا} (لو 11 : 32) ومن أجل توبتهم غفر الله لهم ولم يهلكهم لان الله لا يسر بموت الخاطئ مثلما يرجع فيحيا {فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون10:3). نعم ان الله يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ولهذا ارسل الله الانبياء وفى ملء الزمان تجسد وتأنس وجاء الينا معلناً محبته وخلاصة لكى لا يهلك كل من يؤمن به لا تكون له الحياة الابدية. فهل نقترب اليه وننهل من محبته ونتوب اليه عن خطايانا ام نهرب من بحث الله عنا ونخسر أنفسنا وابديتنا ونعاني مصاعب شتي لا نعرف كيف يمكننا التغلب عليها، وبدلاً من قبول التأديب نتذمر على الله ونستمر فى الهروب والبعد عن الله .
محبة الله المنتصرة...
بعد ان نادى يونان لاهل نينوى بهلاك المدينة بعد اربعين يوماً، خرج شرقى المدينة وبقى منتظراً ليرى ماذا يصنع الله وكان الجو صيفى حار هنا تدخلت محبة الله فى حوار ودى مع يونان { فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما. ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس ان الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي. فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة}( يون 6:4-11). نعم ان رحمة الله غالبة ومنتصرة وتسعي لخلاصنا،ومحبته الفائقة تجتذب ليس فقط الأممى الجاهل بل النبى الهارب، محبة الله التى حررت زكا العشار وجذبت اليها اللص اليمين على الصليب فى اخر لحظات حياة ، محبة الله غيرت الخطاة الي قديسين وتعمل وترحم عبر التاريخ كله وتسعى الى ادراك البعيدين والقريبين وتقتدر فى فعلها الكثير، ونحن نثق ان الله برحمته ومحبته يستطيع ان يجتذبنا نحن ايضاً.
ردنا الي خلاصك...
أيها الرب الاله الذى سعى الى خلاص أهل نينوى قديما دون ان يطلبوك، ردنا يارب الي خلاصك. واهدينا الى ملكوتك لنبحث عن الحق ونتوب بحق ونعبدك من كل القلب ونتحرر من كل ربط الخطية المؤدية الى الموت والهلاك.
أيها الرب الإله الذى غفر ليونان جهله وأعد له سفينة جديدة تجرى به فى أعماق البحر دون ان تؤذيه المياة او احشاء الحوت او مخاطر الاممين فى مناداته بهلاك المدينة، انت قادر ايضاً ان تستخدمنا لخلاص كل أحد نقابله لنعلن له رائحتك الذكية ويقبل التوبة ويعرفك انت الاله الحقيقى ويعبدك بالروح والحق.
ايها الرب الاله الذى قبل اليه الخطاة ودعاهم للإيمان نازعاً بذور العنصرية القومية من يونان النبى، ومتخطياً التصنيفات البشرية والعداوات بين الشعوب والأمم، عابراً بنا من بحور ظلمات الخطية الى نورك العجيب، أعلن خلاصك فى الشرق الذى اليه اتيت متجسداً، والغرب الذى صارا مسيحياً دون مسيح، للشمال السابح فى برودة الخطية، والجنوب الواقع تحت نيران القبلية والعنصرية البغيضة. لتجمع الجميع الى أحضانك الإلهيه ايها الرب مخلصنا.
الهى لن نهرب منك بعد اليوم، لكن نريد أن نعرف ارادتك فى حياتنا لكي نتممها، أعطنا يارب ان نعمل فى حقلك لكى ما نجمع اليك فالحصاد كثير والفعلة قليلون، نصلى اليك ان ترسل فعلة لحصادك وتجعل قلوبنا منفتحة على صوتك الحنون ودعوتك المستمرة لنا للتوبة، أمين .
السبت، 20 فبراير 2016
شعر قصير -16 "أحبك يارب"
أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" أنت الهنا الحي"
وتمر الأيام علينا وتمضي بينا السنين
وتظل يالهي أنت دائما أب حنين ومعين
تحفظ وترعى وتخلص وتريح المتعبين
ترد اللي ضل وتغفر وتمسح دمع الحزين
وتقول تعالوا يا عطاشي ارتووا بعد آنين
انت يارب الهنا الحي ونروح لغيرك مين؟
احبك يا الهي واعيشلك يا مخلصي الأمين
.......
(2)
" هذا هو اليوم"
هذا هو اليوم الذي صنعة لنا الرب
فلنفرح ونعمل فيه ونصلي ونسر
أمس مضى ومنه نأخذ عظات وعبر
غدا لم يأتي بعد وهو بيد الله المقتدر
اليوم للزرع بصبر وغدا لجني الثمر
نحب الله ونعمل خير كما الرب أمر
....
(3)
"أمشي عدل"
حتى لو الظلمة عمت وساءت الأحوال
وشفت كثير عن الحق والصواب مال
أمشى عدل يحتارعدوك وتحقق الأمال
وتعيش فى سلام الضمير مرتاح البال
خليك واثق بربك وأرمي عليه الأحمال
دا يقدر يقودك وينصرك وينقل الجبال
هو أمين وصالح يرعانا لمنتهي الاجيال
....
(4)
" أستجب يارب "
يارب أنصف وأقضي وأحكم للمظلوم
ولا تسمح حد يبات جعان أو محروم
من أجل صراخ المساكين والضعفاء
أعمل وأحكم يا الله وأنهض بقى وقوم
لا تسمح بفقر يذل ولا مال يضل القوم
أستجب يارب وأقبل منا الصلاة والصوم
........
(5)
" أحبك يارب"
لا تتكبر فقد خلقك الله من العدم
وهبك العقل زينة ليكن ميزة وحكم
ومنحك حياة مليانه بالخير والنعم
أعمل الخير والمحبة ولا تزل القدم
أحفظ لسانك تنجو من الخطأ والندم
تحيا بسلام بعيدا عن الحقد والنقم
دع عملك هو يقول أحبك يارب نعم
الجمعة، 19 فبراير 2016
تأملات فى آيات (6) - ثقتنا فى الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
ثقتنا في الله
(16)
{ لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.}(اش 1:43-3)
+ الله يريد أن يدخل الطمانينة والسلام لقلوبنا وحياتنا. وفى كل يوم بل في كل وقت يقول لنا "ثقوا أنا هو لا تخافوا" هو الراعي الصالح الذى بذل ذاته عنا خلاصا. في سّر الفداء تكمن كل محبة الله الفائقة نحو كل واحد منا، يدعونا الله باسمائنا ويعرف ضعفاتنا ومخاوفنا وقوتنا وأذ نثق فيه ونقدم له ما لدينا من أمكانيات ضعيفة يباركها وينميها ويستخدمها لمجد أسمه القدوس.
+ كما قدم السيد المسيح ذاته فدائنا عنا وأطاع حتى الموت، موت الصليب فيجب أن نقدم ذواتنا من اجله. لقد دعانا خاصته وشعبا مقدسا له وأختارنا قبل تأسيس العالم لنكون قديسين، وخلقنا لأعمال صالحة سبق فاعدها لنسلك فيها، الله يريدنا له ونحن يجب أن لا نكون فيما لسواه.
+ الله مخلصنا هو سرّ نصرتنا، وهو سر تقديسنا ونجاتنا، ومادام الله معنا فلن تغمرنا مياه وبرودة هذا العالم كما عبر موسي والشعب البحر الأحمر يعبر بنا الله طوفان العالم الشرير، ومعه لن تحرقنا نيران الشهوات والتجارب بل ننتصر في المسيح المنتصر والذى غلب العالم والشيطان والخطية وهو قادر أن يغلب بنا وفينا. وكما نجنا الله الفتية قديما من آتون النار المتقدة هو قادر بروحه القدوس أن يهبنا القداسة والغلبة والحياة.
......
(17)
الفرح بالرب
{فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا} (اش 61 : 10)
+ الإنسان الروحي يفرح وتبتهج روحه الله مخلصه لان الله يخلصنا من خطايانا ويغفر أثامنا ويحرره من الضعف والخوف ويهزم أعدئه ويبدد مشورة المنافقين هو لنا رجاء وقوة وسور حماية ونجاة.
+ الهنا لا يكتفى ان بغفران الخطايا بل يمنح العطايا والتبرير ويسترنا بدمه ويلبسنا ثياب الخلاص والعرس السمائى ويجملنا بالفضائل ويكملنا فى المحبة ويقوي إيماننا ويرعانا بعين عنايته التي لا تغفل ويهبنا نعمة روحه القدوس لننمو فى الإيمان ومعرفته ونثمر ثمر البر ونؤهل لمملكة السماء.
+ أننا نصلي ليهب الله قلوبنا فرحاً ولساننا تهليلاً وتبتهج أرواحنا بخلاص الله وعمله معنا فى كل وقت ونسلم حياتنا له ولا نحمل الهموم من أجل ماضى عبر ولا حاضر يقودنا فيه ولا مستقبل مضمون فى يد الله بل نفرح فى كل يوم بخلاص الرب من جيل الي جيل، أمين.
.....
(18)
عمل الله الخلاصي
{وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.} (أش 4:46)
+ الرب الهنا هو الخالق وصانع الخيرات الذى جبلنا ويعتني بنا كل الأيام منذ أن صورنا في البطن والي الشيخوخة {قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.} (ار 1 : 5). الراعي الصالح هو قادر أن يفعل معنا أكثر مما نطلب أو نفتكر، يدافع عنا ونحن صامتين ويقودنا فى موكب نصرته فهو الأمين. وبه نحن يجب أن نكون واثقين، نطمئن على حاضرنا في يديه ومستقبلنا معه فهو أمس اليوم والي الأبد.
+ ربنا يسوع المسيح هو حمل الله رافع خطية العالم الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان {وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ} (يو1:29). { هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ للَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ (عب 9 : 28). لقد أحنى السيد المسيح ظهره للصليب ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، هو يمخلص المؤمنين الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم، فيُحملوا أبرارًا فيه ويدخل بهم إلى حضن أبيه. هو يرفع وينزع عنا خطايانا ويطهرنا من أثامنا ويردنا من سبي إبليس، يحمل أتعابنا ويريحنا من همومنا وأحزاننا {تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ }(مت 11 : 28). هو يحمل أتعابنا بنفسه.
+ هو ينجينا من فخاخ إبليس ومؤمرات الأشرار ويشفي أمراضنا ويقودنا في موكب نصرته كل الأيام. هذا هو عمل الله المخلص: يفعل، ويرفع، ويحمل، ويخلص. إنه يكشف خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت سبي إبليس وأعماله الشريرة فنطلب النجاة والتبرير، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي لخلاصنا؛ وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ وأخيرًا يخلص حيث يحملنا إلى سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية.
ثقتنا في الله
(16)
{ لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.}(اش 1:43-3)
+ الله يريد أن يدخل الطمانينة والسلام لقلوبنا وحياتنا. وفى كل يوم بل في كل وقت يقول لنا "ثقوا أنا هو لا تخافوا" هو الراعي الصالح الذى بذل ذاته عنا خلاصا. في سّر الفداء تكمن كل محبة الله الفائقة نحو كل واحد منا، يدعونا الله باسمائنا ويعرف ضعفاتنا ومخاوفنا وقوتنا وأذ نثق فيه ونقدم له ما لدينا من أمكانيات ضعيفة يباركها وينميها ويستخدمها لمجد أسمه القدوس.
+ كما قدم السيد المسيح ذاته فدائنا عنا وأطاع حتى الموت، موت الصليب فيجب أن نقدم ذواتنا من اجله. لقد دعانا خاصته وشعبا مقدسا له وأختارنا قبل تأسيس العالم لنكون قديسين، وخلقنا لأعمال صالحة سبق فاعدها لنسلك فيها، الله يريدنا له ونحن يجب أن لا نكون فيما لسواه.
+ الله مخلصنا هو سرّ نصرتنا، وهو سر تقديسنا ونجاتنا، ومادام الله معنا فلن تغمرنا مياه وبرودة هذا العالم كما عبر موسي والشعب البحر الأحمر يعبر بنا الله طوفان العالم الشرير، ومعه لن تحرقنا نيران الشهوات والتجارب بل ننتصر في المسيح المنتصر والذى غلب العالم والشيطان والخطية وهو قادر أن يغلب بنا وفينا. وكما نجنا الله الفتية قديما من آتون النار المتقدة هو قادر بروحه القدوس أن يهبنا القداسة والغلبة والحياة.
......
(17)
الفرح بالرب
{فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا} (اش 61 : 10)
+ الإنسان الروحي يفرح وتبتهج روحه الله مخلصه لان الله يخلصنا من خطايانا ويغفر أثامنا ويحرره من الضعف والخوف ويهزم أعدئه ويبدد مشورة المنافقين هو لنا رجاء وقوة وسور حماية ونجاة.
+ الهنا لا يكتفى ان بغفران الخطايا بل يمنح العطايا والتبرير ويسترنا بدمه ويلبسنا ثياب الخلاص والعرس السمائى ويجملنا بالفضائل ويكملنا فى المحبة ويقوي إيماننا ويرعانا بعين عنايته التي لا تغفل ويهبنا نعمة روحه القدوس لننمو فى الإيمان ومعرفته ونثمر ثمر البر ونؤهل لمملكة السماء.
+ أننا نصلي ليهب الله قلوبنا فرحاً ولساننا تهليلاً وتبتهج أرواحنا بخلاص الله وعمله معنا فى كل وقت ونسلم حياتنا له ولا نحمل الهموم من أجل ماضى عبر ولا حاضر يقودنا فيه ولا مستقبل مضمون فى يد الله بل نفرح فى كل يوم بخلاص الرب من جيل الي جيل، أمين.
.....
(18)
عمل الله الخلاصي
{وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.} (أش 4:46)
+ الرب الهنا هو الخالق وصانع الخيرات الذى جبلنا ويعتني بنا كل الأيام منذ أن صورنا في البطن والي الشيخوخة {قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.} (ار 1 : 5). الراعي الصالح هو قادر أن يفعل معنا أكثر مما نطلب أو نفتكر، يدافع عنا ونحن صامتين ويقودنا فى موكب نصرته فهو الأمين. وبه نحن يجب أن نكون واثقين، نطمئن على حاضرنا في يديه ومستقبلنا معه فهو أمس اليوم والي الأبد.
+ ربنا يسوع المسيح هو حمل الله رافع خطية العالم الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان {وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ} (يو1:29). { هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ للَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ (عب 9 : 28). لقد أحنى السيد المسيح ظهره للصليب ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، هو يمخلص المؤمنين الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم، فيُحملوا أبرارًا فيه ويدخل بهم إلى حضن أبيه. هو يرفع وينزع عنا خطايانا ويطهرنا من أثامنا ويردنا من سبي إبليس، يحمل أتعابنا ويريحنا من همومنا وأحزاننا {تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ }(مت 11 : 28). هو يحمل أتعابنا بنفسه.
+ هو ينجينا من فخاخ إبليس ومؤمرات الأشرار ويشفي أمراضنا ويقودنا في موكب نصرته كل الأيام. هذا هو عمل الله المخلص: يفعل، ويرفع، ويحمل، ويخلص. إنه يكشف خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت سبي إبليس وأعماله الشريرة فنطلب النجاة والتبرير، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي لخلاصنا؛ وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ وأخيرًا يخلص حيث يحملنا إلى سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية.
الأربعاء، 17 فبراير 2016
رحيل عميد الصحافة العربية
باصدق مشاعر الحزن والأسي نتقدم بالعزاء لأسرة عميد الصحافة العربية
الأستاذ محمد حسنين هيكل
ومحبيه وتلاميذه وللعاملين فى مجالات الصحافة والأعلام وللشعب المصرى في رحيل عميد الصحافة العربية الصحفى والكاتب والأديب والسياسي المخضرم، رئيس لتحرير جريدة الأهرام المصرية الأسبق والصديق المقرب للزعيم جمال عبد الناصر والعديد من الزعماء العرب والذى حاور أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ). ومؤلف خريف الغضب والعديد من الكتب التاريخية.
فقدت مصر بالأمس عميد السياسة المصرية بطرس بطرس غالي واليوم نودع عميد الصحافة العربية محمد حسنين هيكل. وقد فصل بين مولدهما عام وأحد " فغالي" رحل في سن الرابعة والتسعين، بينما هيكل استأذن في الانصراف من الحياة وهو في الثالثة والتسعين وفصل بينهما يوم واحد .وقد جمعهما العمل في الأهرام، وأسسا معا مجلتي الأهرام الاقتصادي ومجلة السياسة الدولية.
رحل هيكل ذو التاريخ الحافل بالعطاء عن عمر ناهز 93 عاما، وهو أشهر الصحفيين المصريين والعرب في القرن العشرين، وقد ساهم في تشيكل وتحليل السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى الآن، تدرج في المناصب، فتولى رئاسة تحرير "الأهرام" في 1957، ثم عين في 1970 وزيرا للإعلام، وأصدر عشرات المؤلفات، ووصفه البعض بـ"مؤرخ التاريخ العربي الحديث"، خاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي،
للكاتب الأستاذ هيكل العديد من الكتب والاف المقالات الصحفيه والمقابلات الصحفية وأشهرها " مع هيكل" لقناة الجزيرة وقد قدمت اليوم جريدة "الوطن" بعض من أقواله ننقل منها للقارئ بعض من فكره...
1- إننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه، ولكن علينا أن نتعلم تاريخه إذا كنا نريد أن نفهمه.
2- الاهتمام بالسياسة فكرا وعملا يقتضي قراءة التاريخ أولا، لأن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم.
3- إن الفارق بين الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي، والفكر الإستراتيجي العربي هو أن الإسرائيليين يلعبون الشطرنج، في حين يلعب العرب الطاولة.
4- دائما تكون فكرة التنوع في الوطن معادية لوحدة الوطن، ولكن هذا التنوع يكون غني ثقافيا وحضاريا للأوطان، إذا أُحسِنت إدارة التناقضات فيه.
5- الزعامة تختلف عن الرئاسة، ففي حين أن الرئاسة فرض قانون، فإن الزعامة حرية اختيار يفرضه المثال والتجربة، كما أن الزعامة لا تتحقق بادعاء طرف لنفسه، وإنما تتحقق بالقبول الطوعي له من أطراف أخرى.
6- الإرادة تقدر أن تعيش حلمها وتجدد وسائله، وأما العجز فليس لديه غير أن يعيش حلم الآخرين ويذوب فيه.
7- الفن يَسبق الصَّحوة دائما، ويُبَشّر بالقوة عادة.
8- إن إستراتيجية أي وطن لا تكفيها أهواء الزعماء والحكام، وإنما تفرضها ثوابت الجغرافيا أولا، ثم تحركها دواعي التاريخ ثانيا.
9- من الممكن للطرف الأقوى أن يفرض على طرف أضعف منه أمرا واقعا يريده، لكن ذلك لا يحقق لهذا المراد شرعيته، وإنما تستقر الشرعية حين يقدم الضعيف اعترافه بالأمر الواقع حتى وإن كان مفروضا عليه.
10- لم يكن الهرم في الوجدان المصري مجرد شكل هندسي أو تكوين معماري، وإنما كان الهرم تصورا أو تصويرا لأوضاع المجتمع.
11- لا أتصور الحياد لصاحب رأي، وإلا كان معني ذلك التوهم بإمكانية الانسلاخ عن الزمان والمكان، وعن التاريخ والحياة، وكله في رأيي من المستحيلات، واقعا وفكرا.
12- أنا أستحق الحسد على خصومي، ولكني أيضا أستحق الحسد على أصدقائي، ولو خُيرت لما اخترت غير ما لدي على الناحيتين.
13- تجارب التاريخ تعلمنا أنه ليس هناك ما هو أقدر على طول البقاء من نظام يتصوره الناس انتقاليا مؤقتا.
14- الآن لدينا في عالمنا العربي يمين يذهب إلى الجهل، ويسار يندفع إلى المجهول.
15- إذا لم تتحدد قواعد أي حوار ومقاصده، ارتبك سياقه وضاعت نتائجه.
16- الغاية النبيلة لا تحققها وسيلة رذيلة.
17- ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ نور شمعة، لكنه يستطيع ذلك إذا تحالف مع هبة ريح.
18- تاريخ كل أمة خط متصل، وقد يصعد الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني ولكنه لا ينقطع.
19- الحروب تدور في مجال السياسة، ومشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال.
20- الديمقراطية ليست هدفا، هي وسيلة لتنظيم استعمال الحرية.
نطلب ونصلي طالبين للأستاذ محمد حسنين هيكل الرحمة ولأهله ومحبيه خالص مشاعر العزاء .
الأستاذ محمد حسنين هيكل
ومحبيه وتلاميذه وللعاملين فى مجالات الصحافة والأعلام وللشعب المصرى في رحيل عميد الصحافة العربية الصحفى والكاتب والأديب والسياسي المخضرم، رئيس لتحرير جريدة الأهرام المصرية الأسبق والصديق المقرب للزعيم جمال عبد الناصر والعديد من الزعماء العرب والذى حاور أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ). ومؤلف خريف الغضب والعديد من الكتب التاريخية.
فقدت مصر بالأمس عميد السياسة المصرية بطرس بطرس غالي واليوم نودع عميد الصحافة العربية محمد حسنين هيكل. وقد فصل بين مولدهما عام وأحد " فغالي" رحل في سن الرابعة والتسعين، بينما هيكل استأذن في الانصراف من الحياة وهو في الثالثة والتسعين وفصل بينهما يوم واحد .وقد جمعهما العمل في الأهرام، وأسسا معا مجلتي الأهرام الاقتصادي ومجلة السياسة الدولية.
رحل هيكل ذو التاريخ الحافل بالعطاء عن عمر ناهز 93 عاما، وهو أشهر الصحفيين المصريين والعرب في القرن العشرين، وقد ساهم في تشيكل وتحليل السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى الآن، تدرج في المناصب، فتولى رئاسة تحرير "الأهرام" في 1957، ثم عين في 1970 وزيرا للإعلام، وأصدر عشرات المؤلفات، ووصفه البعض بـ"مؤرخ التاريخ العربي الحديث"، خاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي،
للكاتب الأستاذ هيكل العديد من الكتب والاف المقالات الصحفيه والمقابلات الصحفية وأشهرها " مع هيكل" لقناة الجزيرة وقد قدمت اليوم جريدة "الوطن" بعض من أقواله ننقل منها للقارئ بعض من فكره...
1- إننا نتعلم لغة شعب من الشعوب لكي نستطيع أن نتكلم معه، ولكن علينا أن نتعلم تاريخه إذا كنا نريد أن نفهمه.
2- الاهتمام بالسياسة فكرا وعملا يقتضي قراءة التاريخ أولا، لأن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم.
3- إن الفارق بين الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي، والفكر الإستراتيجي العربي هو أن الإسرائيليين يلعبون الشطرنج، في حين يلعب العرب الطاولة.
4- دائما تكون فكرة التنوع في الوطن معادية لوحدة الوطن، ولكن هذا التنوع يكون غني ثقافيا وحضاريا للأوطان، إذا أُحسِنت إدارة التناقضات فيه.
5- الزعامة تختلف عن الرئاسة، ففي حين أن الرئاسة فرض قانون، فإن الزعامة حرية اختيار يفرضه المثال والتجربة، كما أن الزعامة لا تتحقق بادعاء طرف لنفسه، وإنما تتحقق بالقبول الطوعي له من أطراف أخرى.
6- الإرادة تقدر أن تعيش حلمها وتجدد وسائله، وأما العجز فليس لديه غير أن يعيش حلم الآخرين ويذوب فيه.
7- الفن يَسبق الصَّحوة دائما، ويُبَشّر بالقوة عادة.
8- إن إستراتيجية أي وطن لا تكفيها أهواء الزعماء والحكام، وإنما تفرضها ثوابت الجغرافيا أولا، ثم تحركها دواعي التاريخ ثانيا.
9- من الممكن للطرف الأقوى أن يفرض على طرف أضعف منه أمرا واقعا يريده، لكن ذلك لا يحقق لهذا المراد شرعيته، وإنما تستقر الشرعية حين يقدم الضعيف اعترافه بالأمر الواقع حتى وإن كان مفروضا عليه.
10- لم يكن الهرم في الوجدان المصري مجرد شكل هندسي أو تكوين معماري، وإنما كان الهرم تصورا أو تصويرا لأوضاع المجتمع.
11- لا أتصور الحياد لصاحب رأي، وإلا كان معني ذلك التوهم بإمكانية الانسلاخ عن الزمان والمكان، وعن التاريخ والحياة، وكله في رأيي من المستحيلات، واقعا وفكرا.
12- أنا أستحق الحسد على خصومي، ولكني أيضا أستحق الحسد على أصدقائي، ولو خُيرت لما اخترت غير ما لدي على الناحيتين.
13- تجارب التاريخ تعلمنا أنه ليس هناك ما هو أقدر على طول البقاء من نظام يتصوره الناس انتقاليا مؤقتا.
14- الآن لدينا في عالمنا العربي يمين يذهب إلى الجهل، ويسار يندفع إلى المجهول.
15- إذا لم تتحدد قواعد أي حوار ومقاصده، ارتبك سياقه وضاعت نتائجه.
16- الغاية النبيلة لا تحققها وسيلة رذيلة.
17- ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ نور شمعة، لكنه يستطيع ذلك إذا تحالف مع هبة ريح.
18- تاريخ كل أمة خط متصل، وقد يصعد الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني ولكنه لا ينقطع.
19- الحروب تدور في مجال السياسة، ومشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال.
20- الديمقراطية ليست هدفا، هي وسيلة لتنظيم استعمال الحرية.
نطلب ونصلي طالبين للأستاذ محمد حسنين هيكل الرحمة ولأهله ومحبيه خالص مشاعر العزاء .
الثلاثاء، 16 فبراير 2016
نعي الدكتور بطرس غالي
نودع وننعي بمشاعر الحزن والعزاء لشعبنا فى مصر والخارج وللأمة العربية والمجتمع الدولي أنتقال الدكتور طيب الذكر وعميد الدبلوماسية المصرية
الأستاذ الدكتور بطرس بطرس غالي
الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للفرانكفونية، والرئيس السابق للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والنائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء للشئون الخارجية، والذي غادر عالما اليوم ونتقدم بخالص العزاء للكنيسة القبطية ولأسرته ولتلاميذه وعارفي فضله في أرجاء الوطن وخارجه.
ولد بطرس بطرس غالي في 14 نوفمبر 1922 في العاصمة المصرية القاهرة. وهو الأستاذ الجامعي والسياسي المصري الذى شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة مدة خمس سنوات في أول يناير 1992 وحتى ديسمبر 1996. وكان أول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى. الدكتور بطرس غالي من أسرة قبطية مشهورة إذ كان جده بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين. وهو الذى أسس مجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدر عن صحيفة الأهرام وله العديد من المؤلفات فى مجالات الفكر والسياسة والقانون.
حصل الدكتور بطرس غالي درجته الجامعية الأولى في جامعة القاهرة في 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949. وعمل أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية فى كلية العلوم الساسية بجامعة القاهرة بين أعوام 1949 وحتى 1977م. وكمحاضر زائر في جامعات أخرى في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، وإفريقيا. وكتب عدة كتب بالعربية والفرنسية. وفي أكتوبر عام 1977 عين غالي وزير دولة للشؤون الخارجية. وصحب في الشهر التالي الرئيس المصري السابق أنور السادات في رحلته إلى القدس، ولعب دور مهم في معاهدة السلام التى أنتهت باسترداد سينا لمصر من أسرائيل ثم أصبح غالي نائبا لرئيس الوزراء في عام 1991.
وخلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة من 92م حتى 96م. قام بدور بارز في الوساطات الدولية للصرعات الأقليمية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة والتي شهد عمليات صعبة وطويلة الأمد لحفظ السلام في البوسنة والهرسك، والصومال، ورواندا .وقاد في 1995 احتفالات الأمم المتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها. لكن نهجه المستقل وعدم خضوعه لنهج الأدراة الأمريكية جعل الولايات المتحدة، تعترض على توليه منصب الأمين العام لمرة ثانية في 1996م. وترأس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة. كما رأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر. ولكنه استقال من رئاسة المجلس في فبراير من عام 2011م. كما رأس بطرس غالي في الفترة من 2003 إلى 2006 مجلس مركز الجنوب، وهو منظمة حكومية دولية للبحوث للدول النامية.
وقد نعاه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا : "إن مصر والعالم أجمع فقدا اليوم قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة، حيث أثرى الفقيد عبر مسيرته الطويلة السياسة الدولية فكرًا وعملًا، بوصفه دبلوماسيًا قديرًا وخبيرًا في القانون الدولي وكاتبا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، وهو ما أهله لتبوُّء أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي، كما كانت له إسهامات عديدة في مجالات القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن مشاركته الفعالة في مفاوضات كامب ديفيد التي ساهمت في عودة سيناء الحبيبة إلى أحضان الوطن الغالي مرة أخرى. ولن تنسى القارة الأفريقية للفقيد دوره الكبير في الاهتمام بقضاياها والمساهمة في تنمية دولها. سيظل الفقيد وعطاؤه الممتد ومساهماته في الفكر السياسي والقانوني، وما قدمه من إنجازات في المناصب التي تقلدها، رمزًا للسياسي الوطني الذي خدم بلاده بتفان، وضرب مثلًا مشرفًا لكل المصريين على المستوى الدولي."
أننا أذ نودع هذه القامة العالية التى رفعت أسم مصر عاليا وهذه القيمة المصرية الأصيلة الي الأخدار السمائية نطلب له الرحمة والراحة بعد رحلة العمر الطويل ونطلب العزاء لأهله ومحبيه ولشعبنا المصرى الأصيل. ونصلي أن يمن الله علينا بامثاله فى كل مجال العمل الوطنى فى مصر والخارج.
السبت، 13 فبراير 2016
(127) فكرة لليوم وكل يوم - أعظم حب
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ محبة الله لا مثيل لها،هى محبة عملية باذلة وتسعي لخلاصنا وتحريرنا أعلنها لنا الله لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق { لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ } (يو13:15-14). يوجه الله أنظارنا نحو الصليب كأعظم حب وأعظم مثال من المسيح المخلص الخطاة والمذنبين قبل الأحباء والمؤمنين {لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ }(رو 5 : 10) لقد بذل الرب يسوع المسيح ذاته علي الصليب ومات طالبا المغفرة حتى لصالبيه { فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».} (لو 23 : 34). محبة الله لنا كلفته بذل أبنه الوحيد علي الصليب { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). لقد جاء الرب ليخلص الخطاة ويدعوهم للتوبة والنجاة { صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: انَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ اوَّلُهُمْ أنَا }(1تي 1 : 15). يمنح الله في المسيح يسوع كل من يؤمن به الغفران الكامل والشامل لكل خطاياه عندما يتوب ويؤمن ويبادل الله حب بحب.
+ لا يستطيع أحد أن يحب غيره أكثر من أن يضع نفسه لأجله، أو يضع كل ما لديه لينقذه، وأعظم برهان على محبة الله لنا هو بذل ذاته من أجلنا، الأمر الذي لا يفعله إنسان ما على ذات المستوى، لأنه وهو الخالق بذل ذاته عن خليقته المحبوبة لديه. بذل ذاته عن البشرية وهي معادية له. لقد شبه الكتاب قوة المحبة بقوة الموت {اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. }(نش 8 : 6). الموت ينزع الروح عن حواس الجسد، هكذا المحبة الروحية تنتفى معها شهوات الجسد وتنقلنا من الموت الي الحياة بمحبة للجميع وسعي لخلاصهم وتظهر محبتنا العملية باعمال الرحمة والعطاء والحنو.
+ أننا نكون أحباء لله متى فعلنا ما اوصانا به {هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ }(يو 15 : 12). وغاية الوصية أن يكون لنا إيمان عامل بالمحبة {وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً }(1يو 3 : 23)
{ وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ }(1تي 1 : 5). الله نفسه جعلنا أصدقاء عوض عن كوننا عبيدًا له وعرفنا أسراره ومنحنا نعمة البنوة لنقتدى به كأب سماوى لنا. ويلزمنا أن نحبه ونكشف له أسرارنا التي نحتفظ بها في قلوبنا،ونتقدم اليه بدالة المحبة ولا نتجاهل ثقته بنا وكلما دخلنا الي العمق يعلن لنا محبته الغافرة والمحررة فننهل منها ونذوق ما أطيب الرب ونعلن هذه المحبة لكل أحد.
+ محبة الله لا مثيل لها،هى محبة عملية باذلة وتسعي لخلاصنا وتحريرنا أعلنها لنا الله لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق { لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ } (يو13:15-14). يوجه الله أنظارنا نحو الصليب كأعظم حب وأعظم مثال من المسيح المخلص الخطاة والمذنبين قبل الأحباء والمؤمنين {لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ }(رو 5 : 10) لقد بذل الرب يسوع المسيح ذاته علي الصليب ومات طالبا المغفرة حتى لصالبيه { فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».} (لو 23 : 34). محبة الله لنا كلفته بذل أبنه الوحيد علي الصليب { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). لقد جاء الرب ليخلص الخطاة ويدعوهم للتوبة والنجاة { صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: انَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ اوَّلُهُمْ أنَا }(1تي 1 : 15). يمنح الله في المسيح يسوع كل من يؤمن به الغفران الكامل والشامل لكل خطاياه عندما يتوب ويؤمن ويبادل الله حب بحب.
+ لا يستطيع أحد أن يحب غيره أكثر من أن يضع نفسه لأجله، أو يضع كل ما لديه لينقذه، وأعظم برهان على محبة الله لنا هو بذل ذاته من أجلنا، الأمر الذي لا يفعله إنسان ما على ذات المستوى، لأنه وهو الخالق بذل ذاته عن خليقته المحبوبة لديه. بذل ذاته عن البشرية وهي معادية له. لقد شبه الكتاب قوة المحبة بقوة الموت {اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. }(نش 8 : 6). الموت ينزع الروح عن حواس الجسد، هكذا المحبة الروحية تنتفى معها شهوات الجسد وتنقلنا من الموت الي الحياة بمحبة للجميع وسعي لخلاصهم وتظهر محبتنا العملية باعمال الرحمة والعطاء والحنو.
+ أننا نكون أحباء لله متى فعلنا ما اوصانا به {هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ }(يو 15 : 12). وغاية الوصية أن يكون لنا إيمان عامل بالمحبة {وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً }(1يو 3 : 23)
{ وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ }(1تي 1 : 5). الله نفسه جعلنا أصدقاء عوض عن كوننا عبيدًا له وعرفنا أسراره ومنحنا نعمة البنوة لنقتدى به كأب سماوى لنا. ويلزمنا أن نحبه ونكشف له أسرارنا التي نحتفظ بها في قلوبنا،ونتقدم اليه بدالة المحبة ولا نتجاهل ثقته بنا وكلما دخلنا الي العمق يعلن لنا محبته الغافرة والمحررة فننهل منها ونذوق ما أطيب الرب ونعلن هذه المحبة لكل أحد.
الجمعة، 12 فبراير 2016
شعر قصير -16 "أستجب يارب"
شعر قصير -16
"أستجب يارب "
أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" هذا هو اليوم"
هذا هو اليوم الذي صنعة لنا الرب
فلنفرح ونعمل فيه ونصلي ونسر
أمس مضى ومنه نأخذ عظات وعبر
غدا لم يأتي بعد وهو بيد الله المقتدر
اليوم للزرع بصبر وغدا لجني الثمر
نحب الله ونعمل خير كما الرب أمر
....
(2)
"أمشي عدل"
حتى لو الظلمة عمت وساءت الأحوال
وشفت كثير عن الحق والصواب مال
أمشى عدل يحتارعدوك وتحقق الأمال
وتعيش فى سلام الضمير مرتاح البال
خليك واثق بربك وأرمي عليه الأحمال
دا يقدر يقودك وينصرك وينقل الجبال
هو أمين وصالح يرعانا لمنتهي الاجيال
....
(3)
" أستجب يارب "
يارب أنصف وأقضي وأحكم للمظلوم
ولا تسمح حد يبات جعان أو محروم
من أجل صراخ المساكين والضعفاء
أعمل وأحكم يا الله وأنهض بقى وقوم
لا تسمح بفقر يذل ولا مال يضل القوم
أستجب يارب وأقبل منا الصلاة والصوم
........
(4)
" أحبك يارب"
لا تتكبر ففقد خلقك الله من العدم
وهبك العقل زينة ليكن ميزة وحكم
ومنحك حياة مليانه بالخير والنعم
أعمل الخير والمحبة ولا تزل القدم
أحفظ لسانك تنجو من الخطأ والندم
دع عملك هو يقول أحبك يارب نعم
تحيا بسلام بعيدا عن الحقد والنقم
......
(5)
" أنت الهنا الحي"
وتمر الأيام علينا وتمضي بينا السنين
وتظل يالهي أنت دائما أب حنين ومعين
تحفظ وترعى وتخلص وتريح المتعبين
ترد اللي ضل وتغفر وتمسح دمع الحزين
وتقول تعالوا ياعطاشي ارتووا بعد آنين
انت يارب الهنا الحي ونروح لغيرك مين؟
احبك يا الهي واعيشلك يا مخلصي الأمين
الخميس، 11 فبراير 2016
شعر قصير (15) بيحبنى كما أنا
(1)
"أختيار"
دنيا نشوف فيها أشرار وأخيار
جه فيها الإنسان مش بالأختيار
هيتركها أمتى وفين ملناش قرار
لكن بين الولادة والموت بنختار
أختيارتنا مسئولية مش أضطرار
نجاهد لضبط النفس ونحيا أبرار
ألقمص أفرايم الأنبا بيشوى
.........
(2)
" الأن أبصر"
ماشي فى الدنيا كالاعمي
وبيفتكر أنه مفتح وبصير
الشهوات جعلت فكره مظلم
وبيدعي أنه حكيم ومستنير
وأما قابل المسيح نور العالم
نور عين قلبه وصنع التغيير
قال كنت أعمى والأن أبصر
صانع العجائب الرحيم القدير
مجدا وكرامة لالهنا الصالح
يحرر ويجعل الأعمي يستنير
......
(3)
" أتقى الله"
مش عاوزين منك يا دنيا أشئ
هو اللي قبلنا لما سابك ومشى
خد منك حاجة يا شيخه أختشى
دنيا زي عروسه لابسه شفتشي
اللي يجرى وراها تغريه وينتشى
تجره للقبر يندفن ويبقى كلا شئ
أتقى الله وحبه من قلبك تبقي أشى
......
(3)
" بيحبني كما أنا"
رغم ضعفي وجهلي بيحبنى كما أنا
تجسد وبذل ذاته وجه علي أرضنا
جاء لتكون حياتى أفضل وفيها هناء
دعى أسمه عليّ وجعلني أبن له أنا
من حبى ليه أحيا فيه ويحيا فيّ هنا
حياتي معاه قيمتها كبيرة مش للفناء
قائد حياتى وراعيا ومليش عنه غناء
.......
(4)
" سيروا في النور"
طلع الصبح لله وغردت فيه العصافير
أشرق النور ومنه الظلمة طارت طير
سهل طرقنا يارب ورافقنا فى المسير
أجعلنا يارب في النور علي طول نسير
أحفظ بلادنا يارب من كل حاقد وشرير
أنعم علينا برضاك ونجول نصنع خير
ولا تحوجنا لغيرك يارازق صغار الطير
.......
(5)
" مع لا أريد شئ"
بذلت ذاتك حتى الموت تعبيرا عن حبك ليِّ
وأنا سوداء ولا جمال أو منظر في تشتهيّ
وعوضاً عن حبي لك قلت أبعد وعنك أختفيّ
لكنك تشدني بالمحبة وتتطلع اليّ ولا تكتفيّ
الهي ما أعمق حبك وما أعظم رحمتك لشقيّ
أقُدم جفاء تُقدم حنان أقُدم خيانة تبقي وفيّ
محبتك تحصرني، فمعك حبيبي لا أريد شئ
الأربعاء، 10 فبراير 2016
(126) فكرة لليوم وكل يوم الثقة والإيمان بالله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط ضيقات وصعوبات الحياة المتنوعة، وفى مختلف التجارب علينا أن نثق في الله ووعوده الصادقة ومحبته للمؤمنين ونؤمن بالله الحال فى كل مكان والذى يحفظ وينجي المؤمنين فى الضيقات. هكذا راينا الله ينقذ الشعب قديما وكان البحر أمامهم والعدو من خلفهم، فطمئن موسى النبي الشعب الخائف { فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: « لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. } (خر 14 : 13). هكذا يعزى الله شعبه فى كل زمان قائلا { قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»} (اش 35 : 4). نحن قطيع صغير بدون الله يمكن أن نضعف أو نبتعد أو حتى نهلك أو نضيع لكن معه نكون قوة عظيمة، والله الهنا قادر ومحب وأمين، وقد وعدنا بكلامه المعزي والصادق والأمين أنه سيكون معنا كل الأيام { لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.} (لو 32:12). لقد كان التلاميذ في السفينة يعانوا من الأمواج المتلاطمة والرياح الهائجة وتكاد السفينة تغرق لهذا قال المخلص مطمئناً أياهم مانحا لهم الثقة { تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا} (مت 14 : 27). لقد أمر الريح أن تسكت والموج ان يهدأ وأتي بهم الي المكان الذى كانوا ذاهبين اليه. ونحن علينا أن نثق أن الله أمس واليوم والي الأبد قادر أن ينجي ويخلص ويقود وأن كان الله معنا فمن علينا!.
+ الثقة فى الله والإيمان بمحبه والتمسك بالرجاء تلك سمات رجال الإيمان، لقد راينا أبو الأباء ابراهيم يلبي نداء الله له ويترك بلده وأهله ويذهب الي حيث لا يعلم فى طاعة لله وثقة فى قيادته الأمينة، و قدم أبنه، حبيبه لله محرقة وهو علي ثقة أن الله قادر أن يقيمه من الموت. آمن أبراهيم بالله فحسب له براَ. بالإيمان بالله يقول الضعيف بطلاً أنا لان الرب هو قوتنا { فَقَالَ: هَذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ} (زك 4 : 6). قوة الله فى الضعف تكمل { فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ} (2كو 12 : 9). علينا أن نضع أمكانياتنا القليلة فى يد الله المباركة ونتقدم اليه فى تواضع قلب وثقة ونطلب أن يهبنا النعمة والحكمة لنعمل معه ويشترك هو فى العمل معنا. وسنجد أن خمس خبزات وسمكتين كافين لأشباع الجموع ويفيض منها الكثير.
+ تقوم الثقة علي علاقة بين طرفين شخص نأتمنه علي أسرارنا أو مالنا أو حياتنا ومن المفترض ان يفى المؤتمن بوعوده كأمانة وقيمة اخلاقية ولن نجد مثل أمانة الله وصدقه شئ لذلك يجب أن نؤمن به ونتكل على وعوده الصادقة ونسير معه وسنرى بعين الإيمان فى المستقبل القريب أو البعيد أمانة الله وصدقة في حياتنا. كما أن ثقتنا في الله لا تُبنى علي معرفتنا أوعلمنا أوحكمتنا البشرية، بل علي أعلان من الروح القدس الساكن فينا، والذى يعطينا الثقة واليقين التام بمحبة الله ورعايته لنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر { إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ} (1كو 15 : 58). نحن نثق أذا فى راعينا الصالح لذلك لا نخاف شئ. نحيا مع الله أمنين ولمعونته دائما طالبين وفى قوته واثقين وعلى رجاء الحياة الأبدية نحيا دائما فرحين. أمين
+ وسط ضيقات وصعوبات الحياة المتنوعة، وفى مختلف التجارب علينا أن نثق في الله ووعوده الصادقة ومحبته للمؤمنين ونؤمن بالله الحال فى كل مكان والذى يحفظ وينجي المؤمنين فى الضيقات. هكذا راينا الله ينقذ الشعب قديما وكان البحر أمامهم والعدو من خلفهم، فطمئن موسى النبي الشعب الخائف { فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: « لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. } (خر 14 : 13). هكذا يعزى الله شعبه فى كل زمان قائلا { قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»} (اش 35 : 4). نحن قطيع صغير بدون الله يمكن أن نضعف أو نبتعد أو حتى نهلك أو نضيع لكن معه نكون قوة عظيمة، والله الهنا قادر ومحب وأمين، وقد وعدنا بكلامه المعزي والصادق والأمين أنه سيكون معنا كل الأيام { لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.} (لو 32:12). لقد كان التلاميذ في السفينة يعانوا من الأمواج المتلاطمة والرياح الهائجة وتكاد السفينة تغرق لهذا قال المخلص مطمئناً أياهم مانحا لهم الثقة { تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا} (مت 14 : 27). لقد أمر الريح أن تسكت والموج ان يهدأ وأتي بهم الي المكان الذى كانوا ذاهبين اليه. ونحن علينا أن نثق أن الله أمس واليوم والي الأبد قادر أن ينجي ويخلص ويقود وأن كان الله معنا فمن علينا!.
+ الثقة فى الله والإيمان بمحبه والتمسك بالرجاء تلك سمات رجال الإيمان، لقد راينا أبو الأباء ابراهيم يلبي نداء الله له ويترك بلده وأهله ويذهب الي حيث لا يعلم فى طاعة لله وثقة فى قيادته الأمينة، و قدم أبنه، حبيبه لله محرقة وهو علي ثقة أن الله قادر أن يقيمه من الموت. آمن أبراهيم بالله فحسب له براَ. بالإيمان بالله يقول الضعيف بطلاً أنا لان الرب هو قوتنا { فَقَالَ: هَذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ} (زك 4 : 6). قوة الله فى الضعف تكمل { فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ} (2كو 12 : 9). علينا أن نضع أمكانياتنا القليلة فى يد الله المباركة ونتقدم اليه فى تواضع قلب وثقة ونطلب أن يهبنا النعمة والحكمة لنعمل معه ويشترك هو فى العمل معنا. وسنجد أن خمس خبزات وسمكتين كافين لأشباع الجموع ويفيض منها الكثير.
+ تقوم الثقة علي علاقة بين طرفين شخص نأتمنه علي أسرارنا أو مالنا أو حياتنا ومن المفترض ان يفى المؤتمن بوعوده كأمانة وقيمة اخلاقية ولن نجد مثل أمانة الله وصدقه شئ لذلك يجب أن نؤمن به ونتكل على وعوده الصادقة ونسير معه وسنرى بعين الإيمان فى المستقبل القريب أو البعيد أمانة الله وصدقة في حياتنا. كما أن ثقتنا في الله لا تُبنى علي معرفتنا أوعلمنا أوحكمتنا البشرية، بل علي أعلان من الروح القدس الساكن فينا، والذى يعطينا الثقة واليقين التام بمحبة الله ورعايته لنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر { إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ} (1كو 15 : 58). نحن نثق أذا فى راعينا الصالح لذلك لا نخاف شئ. نحيا مع الله أمنين ولمعونته دائما طالبين وفى قوته واثقين وعلى رجاء الحياة الأبدية نحيا دائما فرحين. أمين
السبت، 6 فبراير 2016
" أحلام وحقائق " شعر قصير
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
مصر يا ناس بقت جنة
والكل بيها بيتغنى
ويقول مواويل مصرية
مبقاش واحد فقير
كبير أو صغير
راكبين طيارة وعربية
والصحراء عمرانة
ببيوت وسعانة
وزراعة زي الفل
فيها خير بيأكل منه الكل
وبتصدر لبلاد العالم
والجنية بقي أغلي من الدولار
ومبقاش فيه أشرار
ولا ينقطع تيار
ولا غلاء فى الأسعار
السياح أكتر من السكان
ماشيين في كل مكان
والكل عايشين في أمان
عشان الضمير بقى يقظان
والعدل علينا حل
والحق بقي بيهل
والرحمة مليه قلوب الناس
والشيطان بقى بعيد بره
بيلقي علينا نظره
ويصرخ غلبتوني
بالمحبة والصلاة
والصراخ الي الله
وصحيت من حلمي
لكن أنا في علمي
أن الحلم يوم ها يتحقق
في يوم من الأيام
وحتى أعظم المشاريع
في يوم كانت أحلام
وبهمة الرجال
اللي فى مصر
يجود بيهم الحنان
تصبح الأحلام
حقيقة مش خيال
الخميس، 4 فبراير 2016
إلي كل قطرة دم
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الي كل نقطة دم
راحت ضحية
لحادث اليم
أو غرقانة في الميه
أو من حوادث العنف الكتير
اللي بنسمع عنها
فى أيامنا الصعبة ديه
أنتِ غاليه قوى
على أهلك وعليا
وانتِ عند الله العادل الديان
أبداً ما كنتي في لحظة عين منسيه
.....
الموت علينا حق
والأخرة بينا من الأخر
هي أحق
بس لازم نقيم العدل
ومعاه نجيب الحق
والدم الذكي الكريم
اللي راح لدار الحق
يصرخ وينادى فينا بحق
أصحو وقولوا الحق
.....
إلي كل نقطة دم مصرية
راحت ضحية
في سيناء عل الحدود
عنا كانت بتذود
في القاهرة المزدحمة والولود
أو فى أسوان أوأسكندرية
في الواحات علينا تجود
للأوطان بحرية
دم أولادى غالي عليا
وقلوبنا من أجله حزينه وفيه
ولازم يصحي ضماير ماتت حيه
ويصرخ فينا طالب عدل وديه
......
إلي كل قطرة دم مصرية
راحت فداء الإنسان أو الأوطان
عند الفادى الرحمان
لها أجر وعنده هي
أمنة حيه
وقلوبنا لها وفيه
وأحنا أهلها نطلب لها رحمه
ونصلي ونطلب لينا
صبر وعدل وتعزية
دى دماء برئية وضحيه
تصرخ لكل إنسان
أعمل الرحمة والأحسان
عشان العدل والحق يبان
ونعيش بكرامه لكل إنسان
واللي ما يصحا ويعمل حق
تصرخ فيه الدماء البرئية
الدور عليك يا خيبان
دا دم هابيل صارخ
عبر واديا
من قتل يوما بالسيف
السيف عليه جايه!
واللي بيعمل حق
لا يخشي حتى السيف
أن كانت عليه جايه
دا بين يدي الرحمان
نفسه محميه
الأربعاء، 3 فبراير 2016
(125) فكرة لليوم وكل يوم قيمة وكرامة الإنسان
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الانسان هو تاج الخليقة وسيدها، خلقه الله على صورته ومثاله، ككائن عاقل مميز وله الارادة الحرة والمسئولة. خلقنا الله من أجل أعمال صالحة يجب أن نسلك فيها لكي يهبنا الحياة الأبدية { خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه علي صورته الخالدة} (حك 2 : 23). وعندما أخطأ الانسان وسقط من الفردوس كلم الله الأباء والأنبياء من أجل صالح البشر وتنمية الضمير الأخلاقى ثم تجسد الأبن الكلمة ليكون لنا حياة أفضل وبذل ذاته ليهبنا البنوة ويردنا للفردوس مرة أخري. والإنسان، أيا كان، يمكن أن يكون ناجحا ونافعا في حياته وعمله عندما يكون لديه نظرة سليمة لذاته ويقدر قيمة نفسه ليكون مثمر في الحياة. الإنسان خُلِقَ على صورة الله لديه القدرة علي معرفة خالقه ومحبته، وقد أقامه الله سيداً على كل المخلوقات الأرضية، لكي يتسلط عليها ويجعلها في خدمته.
+ أن كل إنسان أى كان يمثل في ذاته قيمة سامية ومطلقة، لأن مبدع الطبيعة البشرية حباهُ نفساً خالده وكرمه ويجب علي المجتمع والقانون أن يصون للإنسان كرامته وهذا ما تقره الدساتير وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. المجتمع يعمل لخدمة الإنسان بصفته كائن إجتماعي لا يستطيع تنمية مؤهلاته وطاقاته إلاّ في المجتمع، لذا يتوجب على المجتمع أن يوفّر له المساعدة الضرورية في كل نواحي حياته المادية الفكرية والروحية والأخلاقية والعائلية والاجتماعية. كرامة الإنسان تقتضي أن يكون سيد لذاته وضابط لها ولا يستعبد للخطية والشيطان لأن الله خلقه على صورته وميّزه بالعقل والإرادة والحرية، الإنسان يجب أن يكون سيد الأشياء ولا يستعبد لها ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسؤول عن أعماله ومصيره.
+ خلقة الله للإنسان بيديه وعلي صورته ومثاله هي أساس كرامة الإنسان وما يتمتع به من حقوق أساسية هذه الحقوق الشخصية يقابلها واجبات تجاه الآخرين. ولا يجوز للفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية الهبوط بالإنسان أو بمجموعة من البشر إلى مستوى الأشياء. صورة الله التي اكتسبها الإنسان منذ الخلق لا يمكن أن تُمحى، لكن يمكن أن يفقد المثال عندما يكون في حالة الخطيئة، فالصورة تعني الإنسان بحدِّ ذاته، أمّا المثال فيعني أفعال الإنسان ويجب أن نعي اننا أعزاء لدى الله {إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ.} (اش 43 : 4). النفس البشرية لا قيمة أخرى تساويها لهذا نحرص علي خلاصها{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26). الرب يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين المرائين الذين جعلوا قيمة تقديس السبت أهم من الإنسان { السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْت} (مر 2 : 27). الله يهمه الإنسان وخلاصه وسلامه ونجاته من الهلاك الأبدى كأب صالح وخالق صانع الخيرات ومحب للبشر.
+ أن كان البعض يفتخر بنسبه لعائلات شريفة والبعض يفتخر بمركزه ووظيفته أو بعلمه أو يتكل على غناه أو ماله غير عالم أن كل ذلك ما هي الإ أشياء وقتية وزائلة ويجب أن نستخدم الأشياء لمجد الله ولعمل الخير لنا وللغير ونعرف قدرنا كابناء وبنات لله وأعضاء فى جسد المسيح من يمسنا يمس حدقة عينه ومن يقبلنا يقبله ومن يرفضنا يرفضه. ويكفي الإنسان قيمة وكرامة أنه مخلوق علي صورة الله ومحبوب منه، ومحبة الله لنا جعلته يتخلى عن مجده وعظمته وجلاله ويتجسد ويموت حبا بنا ليقيمنا معه فى المجد ولو لم يكن الإنسان ذا قيمة في نظر الله لم يكن ألله يهبنا كل هذا التفكير والاهتمام حتى من قبل أن يخلقه، أن خطة الخلاص لم تكن طارئة والصليب لم يكن حدثا مفاجئا ودم المسيح كان معروفا لدى الله منذ الأزل لديه { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة}( يو 3 : 16). أن أحترامنا للإنسان هو أيضا أحترام للدم الثمين الذى بذل من أجله. ويجب أن نحترم نفوس ولا نستعبد للاشياء بل نصون كرامتنا كابناء وبنات لله نعمل ونحترم كل أحد ونصلي من أجل خلاص أنفسنا وخلاص كل أحد، أمين.
+ الانسان هو تاج الخليقة وسيدها، خلقه الله على صورته ومثاله، ككائن عاقل مميز وله الارادة الحرة والمسئولة. خلقنا الله من أجل أعمال صالحة يجب أن نسلك فيها لكي يهبنا الحياة الأبدية { خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه علي صورته الخالدة} (حك 2 : 23). وعندما أخطأ الانسان وسقط من الفردوس كلم الله الأباء والأنبياء من أجل صالح البشر وتنمية الضمير الأخلاقى ثم تجسد الأبن الكلمة ليكون لنا حياة أفضل وبذل ذاته ليهبنا البنوة ويردنا للفردوس مرة أخري. والإنسان، أيا كان، يمكن أن يكون ناجحا ونافعا في حياته وعمله عندما يكون لديه نظرة سليمة لذاته ويقدر قيمة نفسه ليكون مثمر في الحياة. الإنسان خُلِقَ على صورة الله لديه القدرة علي معرفة خالقه ومحبته، وقد أقامه الله سيداً على كل المخلوقات الأرضية، لكي يتسلط عليها ويجعلها في خدمته.
+ أن كل إنسان أى كان يمثل في ذاته قيمة سامية ومطلقة، لأن مبدع الطبيعة البشرية حباهُ نفساً خالده وكرمه ويجب علي المجتمع والقانون أن يصون للإنسان كرامته وهذا ما تقره الدساتير وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. المجتمع يعمل لخدمة الإنسان بصفته كائن إجتماعي لا يستطيع تنمية مؤهلاته وطاقاته إلاّ في المجتمع، لذا يتوجب على المجتمع أن يوفّر له المساعدة الضرورية في كل نواحي حياته المادية الفكرية والروحية والأخلاقية والعائلية والاجتماعية. كرامة الإنسان تقتضي أن يكون سيد لذاته وضابط لها ولا يستعبد للخطية والشيطان لأن الله خلقه على صورته وميّزه بالعقل والإرادة والحرية، الإنسان يجب أن يكون سيد الأشياء ولا يستعبد لها ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسؤول عن أعماله ومصيره.
+ خلقة الله للإنسان بيديه وعلي صورته ومثاله هي أساس كرامة الإنسان وما يتمتع به من حقوق أساسية هذه الحقوق الشخصية يقابلها واجبات تجاه الآخرين. ولا يجوز للفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية الهبوط بالإنسان أو بمجموعة من البشر إلى مستوى الأشياء. صورة الله التي اكتسبها الإنسان منذ الخلق لا يمكن أن تُمحى، لكن يمكن أن يفقد المثال عندما يكون في حالة الخطيئة، فالصورة تعني الإنسان بحدِّ ذاته، أمّا المثال فيعني أفعال الإنسان ويجب أن نعي اننا أعزاء لدى الله {إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ.} (اش 43 : 4). النفس البشرية لا قيمة أخرى تساويها لهذا نحرص علي خلاصها{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26). الرب يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين المرائين الذين جعلوا قيمة تقديس السبت أهم من الإنسان { السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْت} (مر 2 : 27). الله يهمه الإنسان وخلاصه وسلامه ونجاته من الهلاك الأبدى كأب صالح وخالق صانع الخيرات ومحب للبشر.
+ أن كان البعض يفتخر بنسبه لعائلات شريفة والبعض يفتخر بمركزه ووظيفته أو بعلمه أو يتكل على غناه أو ماله غير عالم أن كل ذلك ما هي الإ أشياء وقتية وزائلة ويجب أن نستخدم الأشياء لمجد الله ولعمل الخير لنا وللغير ونعرف قدرنا كابناء وبنات لله وأعضاء فى جسد المسيح من يمسنا يمس حدقة عينه ومن يقبلنا يقبله ومن يرفضنا يرفضه. ويكفي الإنسان قيمة وكرامة أنه مخلوق علي صورة الله ومحبوب منه، ومحبة الله لنا جعلته يتخلى عن مجده وعظمته وجلاله ويتجسد ويموت حبا بنا ليقيمنا معه فى المجد ولو لم يكن الإنسان ذا قيمة في نظر الله لم يكن ألله يهبنا كل هذا التفكير والاهتمام حتى من قبل أن يخلقه، أن خطة الخلاص لم تكن طارئة والصليب لم يكن حدثا مفاجئا ودم المسيح كان معروفا لدى الله منذ الأزل لديه { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة}( يو 3 : 16). أن أحترامنا للإنسان هو أيضا أحترام للدم الثمين الذى بذل من أجله. ويجب أن نحترم نفوسنا ولا نستعبد للاشياء بل نصون كرامتنا كابناء وبنات لله نعمل ونحترم كل أحد ونصلي من أجل خلاص أنفسنا وخلاص كل أحد، أمين.
+ الانسان هو تاج الخليقة وسيدها، خلقه الله على صورته ومثاله، ككائن عاقل مميز وله الارادة الحرة والمسئولة. خلقنا الله من أجل أعمال صالحة يجب أن نسلك فيها لكي يهبنا الحياة الأبدية { خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه علي صورته الخالدة} (حك 2 : 23). وعندما أخطأ الانسان وسقط من الفردوس كلم الله الأباء والأنبياء من أجل صالح البشر وتنمية الضمير الأخلاقى ثم تجسد الأبن الكلمة ليكون لنا حياة أفضل وبذل ذاته ليهبنا البنوة ويردنا للفردوس مرة أخري. والإنسان، أيا كان، يمكن أن يكون ناجحا ونافعا في حياته وعمله عندما يكون لديه نظرة سليمة لذاته ويقدر قيمة نفسه ليكون مثمر في الحياة. الإنسان خُلِقَ على صورة الله لديه القدرة علي معرفة خالقه ومحبته، وقد أقامه الله سيداً على كل المخلوقات الأرضية، لكي يتسلط عليها ويجعلها في خدمته.
+ أن كل إنسان أى كان يمثل في ذاته قيمة سامية ومطلقة، لأن مبدع الطبيعة البشرية حباهُ نفساً خالده وكرمه ويجب علي المجتمع والقانون أن يصون للإنسان كرامته وهذا ما تقره الدساتير وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. المجتمع يعمل لخدمة الإنسان بصفته كائن إجتماعي لا يستطيع تنمية مؤهلاته وطاقاته إلاّ في المجتمع، لذا يتوجب على المجتمع أن يوفّر له المساعدة الضرورية في كل نواحي حياته المادية الفكرية والروحية والأخلاقية والعائلية والاجتماعية. كرامة الإنسان تقتضي أن يكون سيد لذاته وضابط لها ولا يستعبد للخطية والشيطان لأن الله خلقه على صورته وميّزه بالعقل والإرادة والحرية، الإنسان يجب أن يكون سيد الأشياء ولا يستعبد لها ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسؤول عن أعماله ومصيره.
+ خلقة الله للإنسان بيديه وعلي صورته ومثاله هي أساس كرامة الإنسان وما يتمتع به من حقوق أساسية هذه الحقوق الشخصية يقابلها واجبات تجاه الآخرين. ولا يجوز للفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية الهبوط بالإنسان أو بمجموعة من البشر إلى مستوى الأشياء. صورة الله التي اكتسبها الإنسان منذ الخلق لا يمكن أن تُمحى، لكن يمكن أن يفقد المثال عندما يكون في حالة الخطيئة، فالصورة تعني الإنسان بحدِّ ذاته، أمّا المثال فيعني أفعال الإنسان ويجب أن نعي اننا أعزاء لدى الله {إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ.} (اش 43 : 4). النفس البشرية لا قيمة أخرى تساويها لهذا نحرص علي خلاصها{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26). الرب يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين المرائين الذين جعلوا قيمة تقديس السبت أهم من الإنسان { السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْت} (مر 2 : 27). الله يهمه الإنسان وخلاصه وسلامه ونجاته من الهلاك الأبدى كأب صالح وخالق صانع الخيرات ومحب للبشر.
+ أن كان البعض يفتخر بنسبه لعائلات شريفة والبعض يفتخر بمركزه ووظيفته أو بعلمه أو يتكل على غناه أو ماله غير عالم أن كل ذلك ما هي الإ أشياء وقتية وزائلة ويجب أن نستخدم الأشياء لمجد الله ولعمل الخير لنا وللغير ونعرف قدرنا كابناء وبنات لله وأعضاء فى جسد المسيح من يمسنا يمس حدقة عينه ومن يقبلنا يقبله ومن يرفضنا يرفضه. ويكفي الإنسان قيمة وكرامة أنه مخلوق علي صورة الله ومحبوب منه، ومحبة الله لنا جعلته يتخلى عن مجده وعظمته وجلاله ويتجسد ويموت حبا بنا ليقيمنا معه فى المجد ولو لم يكن الإنسان ذا قيمة في نظر الله لم يكن ألله يهبنا كل هذا التفكير والاهتمام حتى من قبل أن يخلقه، أن خطة الخلاص لم تكن طارئة والصليب لم يكن حدثا مفاجئا ودم المسيح كان معروفا لدى الله منذ الأزل لديه { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة}( يو 3 : 16). أن أحترامنا للإنسان هو أيضا أحترام للدم الثمين الذى بذل من أجله. ويجب أن نحترم نفوس ولا نستعبد للاشياء بل نصون كرامتنا كابناء وبنات لله نعمل ونحترم كل أحد ونصلي من أجل خلاص أنفسنا وخلاص كل أحد، أمين.
+ الانسان هو تاج الخليقة وسيدها، خلقه الله على صورته ومثاله، ككائن عاقل مميز وله الارادة الحرة والمسئولة. خلقنا الله من أجل أعمال صالحة يجب أن نسلك فيها لكي يهبنا الحياة الأبدية { خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه علي صورته الخالدة} (حك 2 : 23). وعندما أخطأ الانسان وسقط من الفردوس كلم الله الأباء والأنبياء من أجل صالح البشر وتنمية الضمير الأخلاقى ثم تجسد الأبن الكلمة ليكون لنا حياة أفضل وبذل ذاته ليهبنا البنوة ويردنا للفردوس مرة أخري. والإنسان، أيا كان، يمكن أن يكون ناجحا ونافعا في حياته وعمله عندما يكون لديه نظرة سليمة لذاته ويقدر قيمة نفسه ليكون مثمر في الحياة. الإنسان خُلِقَ على صورة الله لديه القدرة علي معرفة خالقه ومحبته، وقد أقامه الله سيداً على كل المخلوقات الأرضية، لكي يتسلط عليها ويجعلها في خدمته.
+ أن كل إنسان أى كان يمثل في ذاته قيمة سامية ومطلقة، لأن مبدع الطبيعة البشرية حباهُ نفساً خالده وكرمه ويجب علي المجتمع والقانون أن يصون للإنسان كرامته وهذا ما تقره الدساتير وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. المجتمع يعمل لخدمة الإنسان بصفته كائن إجتماعي لا يستطيع تنمية مؤهلاته وطاقاته إلاّ في المجتمع، لذا يتوجب على المجتمع أن يوفّر له المساعدة الضرورية في كل نواحي حياته المادية الفكرية والروحية والأخلاقية والعائلية والاجتماعية. كرامة الإنسان تقتضي أن يكون سيد لذاته وضابط لها ولا يستعبد للخطية والشيطان لأن الله خلقه على صورته وميّزه بالعقل والإرادة والحرية، الإنسان يجب أن يكون سيد الأشياء ولا يستعبد لها ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسؤول عن أعماله ومصيره.
+ خلقة الله للإنسان بيديه وعلي صورته ومثاله هي أساس كرامة الإنسان وما يتمتع به من حقوق أساسية هذه الحقوق الشخصية يقابلها واجبات تجاه الآخرين. ولا يجوز للفرد ولا للمجتمع ولا للدولة ولا لأي مؤسسة بشرية الهبوط بالإنسان أو بمجموعة من البشر إلى مستوى الأشياء. صورة الله التي اكتسبها الإنسان منذ الخلق لا يمكن أن تُمحى، لكن يمكن أن يفقد المثال عندما يكون في حالة الخطيئة، فالصورة تعني الإنسان بحدِّ ذاته، أمّا المثال فيعني أفعال الإنسان ويجب أن نعي اننا أعزاء لدى الله {إِذْ صِرْتَ عَزِيزاً فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّماً وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ.} (اش 43 : 4). النفس البشرية لا قيمة أخرى تساويها لهذا نحرص علي خلاصها{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26). الرب يسوع المسيح وبخ الكتبة والفريسيين المرائين الذين جعلوا قيمة تقديس السبت أهم من الإنسان { السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْت} (مر 2 : 27). الله يهمه الإنسان وخلاصه وسلامه ونجاته من الهلاك الأبدى كأب صالح وخالق صانع الخيرات ومحب للبشر.
+ أن كان البعض يفتخر بنسبه لعائلات شريفة والبعض يفتخر بمركزه ووظيفته أو بعلمه أو يتكل على غناه أو ماله غير عالم أن كل ذلك ما هي الإ أشياء وقتية وزائلة ويجب أن نستخدم الأشياء لمجد الله ولعمل الخير لنا وللغير ونعرف قدرنا كابناء وبنات لله وأعضاء فى جسد المسيح من يمسنا يمس حدقة عينه ومن يقبلنا يقبله ومن يرفضنا يرفضه. ويكفي الإنسان قيمة وكرامة أنه مخلوق علي صورة الله ومحبوب منه، ومحبة الله لنا جعلته يتخلى عن مجده وعظمته وجلاله ويتجسد ويموت حبا بنا ليقيمنا معه فى المجد ولو لم يكن الإنسان ذا قيمة في نظر الله لم يكن ألله يهبنا كل هذا التفكير والاهتمام حتى من قبل أن يخلقه، أن خطة الخلاص لم تكن طارئة والصليب لم يكن حدثا مفاجئا ودم المسيح كان معروفا لدى الله منذ الأزل لديه { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة}( يو 3 : 16). أن أحترامنا للإنسان هو أيضا أحترام للدم الثمين الذى بذل من أجله. ويجب أن نحترم نفوسنا ولا نستعبد للاشياء بل نصون كرامتنا كابناء وبنات لله نعمل ونحترم كل أحد ونصلي من أجل خلاص أنفسنا وخلاص كل أحد، أمين.
الثلاثاء، 2 فبراير 2016
شعر قصير (14) يحررك وينميك
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" يحررك وينميك"
العالم جائع ومش مكتفى ولا شبعان
لشهواته يسرع ولجمع المال تعبان
والمسيح الهنا ملهوش بالقلب مكان
الهنا مخلص قادر يخليك دائما فرحان
روح ونفس وجسد يكون معاه رويان
يهتم بالكبيرة والصغيرة وبكل إنسان
أطرح همك عنده يزيل عنك الأحزان
يحررك وينميك ويخليك معاه فى أمان
......
(2)
"تاثير الناي "
رنم الناي وأنشدنا عزفه باجمل الألحان
دمعت العين وخشع الفكر وتقوى بالإيمان
القاسي قلبه رق وبقى كله رحمة وحنان
فارق الخاطي ذنوبه وتاب وقال يارحمان
البخيل قال هاتحرر من العبودية لعالم فان
وأقدم للمحتاج بكرم ولا أبخل علي غلبان
دا صوتك يا ناي يلين الحجر ويريح التعبان
...............
(3)
"خلاص النفس"
صن نفسك عما يدنس النفس والحس
وأمنع حواسك وفكرك أن يتلوث برجس
أبعد عن كل شر وما يثير الشك واللَبسَ
تقي ذاتك من الندم على ما عبر بالأمس
كن لله خير سفير يكون لك حصن وترس
تحيا يومك فى سلام ومحبة مع كل أنس
وتنعم مستقبل آمن سعيد وتُخلص النفس
..............
(4)
"ربنا موجود"
فيه اسئله بتكون من غير ردود
ولكل إنسان بداية ونهاية وحدود
وعشان الإنسان فكره دائما محدود
يترك الامر لله ويقول ربنا موجود
يتواضع متأكد دا أحنا للتراب والدود
......
(5)
"خليك قنوع"
قلقان علي الغد ليه، الغد لله سيبه!
أهتم باليوم وأعمل بأمانه اللي تصيبه
ياما طار النوم من عيون طالبه تجيبه
سهرت ليالي تقول يارب الأمر دا جيبه
وأما تحقق الأمر قلت آه عاوز أسيبه!
يا أبن أدم كن قنوع يجي يوم كله تسيبه
......
تأملات فى آيات (5) أهمية الوقت والسلوك بالروح
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(13)
أهمية الوقت
{هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا }(رو 13 : 11)
+ الوقت من ذهب أذا لم نستغله عبر وذهب. كثيرين لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد ضياعه من أيديهم، فبعض الطلبة لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد فقده فيما لا يفيد وأيام الامتحانات، وقد يشعر الزوج أو الزوجة بقيمة شريك الحياة بعد أن تفقده عاطفيا أو بالهجر أو الموت. ويهوذا الخائن لم يدرك قيمة سيده وربه وأهمية الوقت الأ بعد أن سلمه للصلب فمضى وشنق نفسه { لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26)
+ علينا كأناس الله القديسين أن نكون أمناء نحو الله والناس وخلاص أنفسنا ونعرف أهمية الوقت ونستيقظ من نوم الغفلة لأن أيّامنا على الأرض كلها مقصّرة، "كساعة"، وكأنها ساعة نوم نستيقظ لنجد أنفسنا مع الله وجهًا لوجه في ملكوته السماوي وكل يوم ينقضي إنما يدخل بنا إلى الأبدية ويقربنا من نهاية حياته الزمنيّة هذه هي احساسات الكنيسة الأولى، إذ نسمع: "الوقت منذ الآن مقصّرً" (1 كو 7: 29). "نهاية كل شيء قد اقتربت" (1 بط 4: 7). "هي الساعة الأخيرة" (1 يو 2: 18).
+ علينا اذا أن نسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة ونقدم توبة صادقة ونحيا الإيمان العامل بالمحبة ونزداد حماس وسعي كلما عبر الوقت وكلما اقترب موعد ذهابنا للبيت السماوى يلزمنا بالأكثر أن نستعد ونجمع لننال الآكاليل المعدة للفائزين.
.................
(14)
نعمة فوق نعمة
{ وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} ( يو 16:1-17)
+ مسيحنا القدوس هو ينبوع النعم الإلهية التى لا تنقطع، وفيض الرحمة والمحبة. ومن كمال ملئه اللانهائي يفيض على كنيسته وأعضائها ببركاته وعطاياه وهباته المجانية وكل وزنة نتاجر بها نربح ونأخذ وزنات أخري. وتبقى نعمة الله تفيض علينا بلا توقف. { ليس بكيل يعطي الله الروح} (يو 3: 35). من ملئه نحن نأخذ ويفيض علينا الله بروحه القدوس ليملأ الكل حسب قياس وحاجة كل أحد وتعبه وكما ترى حكمة الله {إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى قياس قامة ملء المسيح} (أف 4: 13). ومع تمتعنا بالنعمة وتذوقنا لها نعطش بالأكثر إلى فيضٍ جديدٍ من النعمة، فكل نعمة في داخلنا تقودنا لعمق أكثر وتصير أعماقنا هدفًا لفيضٍ لا ينقطع من النعم الإلهية تعمل في وحدة وأنسجام.
+ لقد أعطى الله الناموس بموسي النبي ونزل الله متجسدا بنفسه ليعطينا النعمة ويكمل الناموس الذى ينهي ويأمر، أما واهب الناموس فيظهر حنوًا ورحمة مجانية وأذ نؤمن به ننال إحسانًا من اللَّه ونتقبل البنوة والحكمة وننال قوة عوض الضعف وتعزية في الضيقات وندخل الي عمق الوصية بالمحبة لنسلك كابناء الله ونختبر العبادة بالروح والحق. النعمة التي نتقبلها تشَّكلنا لنحمل أيقونة المسيح التي تزداد فينا وضوحًا وننال الخلود والحياة الأبدية.
+ لكن لنحترس بالأكثر لئلا نفقد ما قد أخذناه أو نحول نعمة الله الي نقمة بالطياشة وعدم الحكمة والجهل، فالحرية في المسيح نعمة قد يحولها غير الحكماء الي أستهتار وتسيب، المناصب والتدبير نعمة قد يحولها البعض الى تسلط وتحكم وأستبداد، الجمال نعمة تتحول الي أداة للغواية، المال نعمة يتحول الي نقمة ويشتري الذمم وينفق في الملاهي، العلم والمعرفة نعمة قد يستخدم لعمل أشياء ضارة وحتى خدمة الله قد تتحول الي تحزبات وصراعات تسئ الي الكنيسة. فلنلاحظ انفسنا والتعليم السليم ونداوم على ذلك { لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لأَنَّكَ اذَا فَعَلْتَ هَذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضاً} (1تي 4 : 16).
........
(15)
السلوك بالروح
{ لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.} (رو 14:8)4
+ هناك فرق كبير بين من يحيوا فى لشهوات الجسد أوالفكر المادي أو حسب شهوات قلوبهم وبين من ينقادوا لروح الله الذى يهبهم السلطان أن يحيوا كابناء الله القديسين {اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ }(يو 3 : 6). الروح القدس يقود المولودين من الروح القدس والمنقادين للروح ليكونوا علي صورة الله ومثاله في محبة للفضيلة والبر وعمل الخير ويقدس حواسهم ويختمها بالنعمة فتنظر نظرا مقدسا ويقدس فكرهم فيستنير ويكون لهم فكر المسيح المقدس.
+ جاء السيد المسيح، لتكون لنا حياة أفضل ننعم فيها بابوة الله ونعمة الإيمان والبنوة وليهبنا الروح القدس ليسكن فينا ويهبنا الحرية والقداسة والبر، ويعطينا الإمكانية للسلوك حسب الروح. { وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ} (1كو 2 : 12). ويهبنا حياة للروح والنفس والجسد معًا، حياة برّ عِوض موت الخطيّة، حياة البنوّة لله عِوض العبوديّة للخطية. فهل ننقاد لروح الله ونحيا بالروح ونرث الحياة الأبدية أم للجسد ونحصد الموت؟{ لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ }(رو 8 : 13).
+ السلوك بالروح يحتاج منا الي الجهاد الروحي { البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضدّ مكايد إبليس} (أفس 11:6). نقبل تبكيت الروح القدس ونتوب وعندما يرشدنا الروح ننقاد له ونطيعه بثبات الرجال كسفراء للمسيح نسهر في الصلاة ولا نهاب الصعوبات حتى نصل الي السماء فكل ما نفعله في حياتنا الروحية وممارستنا لوسائط النعمة داخل الكنيسة وخارجها يجب أن ننقاد فيها لروح الله ونطيعه ويقودنا من مجد الي مجد كما من الرب الروح ومنا رائحة المسيح الذكية تفوح ونكون رسالة المسيح المقرؤة لجميع الناس، أمين.
(13)
أهمية الوقت
{هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا }(رو 13 : 11)
+ الوقت من ذهب أذا لم نستغله عبر وذهب. كثيرين لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد ضياعه من أيديهم، فبعض الطلبة لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد فقده فيما لا يفيد وأيام الامتحانات، وقد يشعر الزوج أو الزوجة بقيمة شريك الحياة بعد أن تفقده عاطفيا أو بالهجر أو الموت. ويهوذا الخائن لم يدرك قيمة سيده وربه وأهمية الوقت الأ بعد أن سلمه للصلب فمضى وشنق نفسه { لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26)
+ علينا كأناس الله القديسين أن نكون أمناء نحو الله والناس وخلاص أنفسنا ونعرف أهمية الوقت ونستيقظ من نوم الغفلة لأن أيّامنا على الأرض كلها مقصّرة، "كساعة"، وكأنها ساعة نوم نستيقظ لنجد أنفسنا مع الله وجهًا لوجه في ملكوته السماوي وكل يوم ينقضي إنما يدخل بنا إلى الأبدية ويقربنا من نهاية حياته الزمنيّة هذه هي احساسات الكنيسة الأولى، إذ نسمع: "الوقت منذ الآن مقصّرً" (1 كو 7: 29). "نهاية كل شيء قد اقتربت" (1 بط 4: 7). "هي الساعة الأخيرة" (1 يو 2: 18).
+ علينا اذا أن نسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة ونقدم توبة صادقة ونحيا الإيمان العامل بالمحبة ونزداد حماس وسعي كلما عبر الوقت وكلما اقترب موعد ذهابنا للبيت السماوى يلزمنا بالأكثر أن نستعد ونجمع لننال الآكاليل المعدة للفائزين.
.................
(14)
نعمة فوق نعمة
{ وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.} ( يو 16:1-17)
+ مسيحنا القدوس هو ينبوع النعم الإلهية التى لا تنقطع، وفيض الرحمة والمحبة. ومن كمال ملئه اللانهائي يفيض على كنيسته وأعضائها ببركاته وعطاياه وهباته المجانية وكل وزنة نتاجر بها نربح ونأخذ وزنات أخري. وتبقى نعمة الله تفيض علينا بلا توقف. { ليس بكيل يعطي الله الروح} (يو 3: 35). من ملئه نحن نأخذ ويفيض علينا الله بروحه القدوس ليملأ الكل حسب قياس وحاجة كل أحد وتعبه وكما ترى حكمة الله {إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى قياس قامة ملء المسيح} (أف 4: 13). ومع تمتعنا بالنعمة وتذوقنا لها نعطش بالأكثر إلى فيضٍ جديدٍ من النعمة، فكل نعمة في داخلنا تقودنا لعمق أكثر وتصير أعماقنا هدفًا لفيضٍ لا ينقطع من النعم الإلهية تعمل في وحدة وأنسجام.
+ لقد أعطى الله الناموس بموسي النبي ونزل الله متجسدا بنفسه ليعطينا النعمة ويكمل الناموس الذى ينهي ويأمر، أما واهب الناموس فيظهر حنوًا ورحمة مجانية وأذ نؤمن به ننال إحسانًا من اللَّه ونتقبل البنوة والحكمة وننال قوة عوض الضعف وتعزية في الضيقات وندخل الي عمق الوصية بالمحبة لنسلك كابناء الله ونختبر العبادة بالروح والحق. النعمة التي نتقبلها تشَّكلنا لنحمل أيقونة المسيح التي تزداد فينا وضوحًا وننال الخلود والحياة الأبدية.
+ لكن لنحترس بالأكثر لئلا نفقد ما قد أخذناه أو نحول نعمة الله الي نقمة بالطياشة وعدم الحكمة والجهل، فالحرية في المسيح نعمة قد يحولها غير الحكماء الي أستهتار وتسيب، المناصب والتدبير نعمة قد يحولها البعض الى تسلط وتحكم وأستبداد، الجمال نعمة تتحول الي أداة للغواية، المال نعمة يتحول الي نقمة ويشتري الذمم وينفق في الملاهي، العلم والمعرفة نعمة قد يستخدم لعمل أشياء ضارة وحتى خدمة الله قد تتحول الي تحزبات وصراعات تسئ الي الكنيسة. فلنلاحظ انفسنا والتعليم السليم ونداوم على ذلك { لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذَلِكَ، لأَنَّكَ اذَا فَعَلْتَ هَذَا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضاً} (1تي 4 : 16).
........
(15)
السلوك بالروح
{ لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.} (رو 14:8)4
+ هناك فرق كبير بين من يحيوا فى لشهوات الجسد أوالفكر المادي أو حسب شهوات قلوبهم وبين من ينقادوا لروح الله الذى يهبهم السلطان أن يحيوا كابناء الله القديسين {اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ }(يو 3 : 6). الروح القدس يقود المولودين من الروح القدس والمنقادين للروح ليكونوا علي صورة الله ومثاله في محبة للفضيلة والبر وعمل الخير ويقدس حواسهم ويختمها بالنعمة فتنظر نظرا مقدسا ويقدس فكرهم فيستنير ويكون لهم فكر المسيح المقدس.
+ جاء السيد المسيح، لتكون لنا حياة أفضل ننعم فيها بابوة الله ونعمة الإيمان والبنوة وليهبنا الروح القدس ليسكن فينا ويهبنا الحرية والقداسة والبر، ويعطينا الإمكانية للسلوك حسب الروح. { وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ} (1كو 2 : 12). ويهبنا حياة للروح والنفس والجسد معًا، حياة برّ عِوض موت الخطيّة، حياة البنوّة لله عِوض العبوديّة للخطية. فهل ننقاد لروح الله ونحيا بالروح ونرث الحياة الأبدية أم للجسد ونحصد الموت؟{ لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ }(رو 8 : 13).
+ السلوك بالروح يحتاج منا الي الجهاد الروحي { البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضدّ مكايد إبليس} (أفس 11:6). نقبل تبكيت الروح القدس ونتوب وعندما يرشدنا الروح ننقاد له ونطيعه بثبات الرجال كسفراء للمسيح نسهر في الصلاة ولا نهاب الصعوبات حتى نصل الي السماء فكل ما نفعله في حياتنا الروحية وممارستنا لوسائط النعمة داخل الكنيسة وخارجها يجب أن ننقاد فيها لروح الله ونطيعه ويقودنا من مجد الي مجد كما من الرب الروح ومنا رائحة المسيح الذكية تفوح ونكون رسالة المسيح المقرؤة لجميع الناس، أمين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)