للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط ضيقات وصعوبات الحياة المتنوعة، وفى مختلف التجارب علينا أن نثق في الله ووعوده الصادقة ومحبته للمؤمنين ونؤمن بالله الحال فى كل مكان والذى يحفظ وينجي المؤمنين فى الضيقات. هكذا راينا الله ينقذ الشعب قديما وكان البحر أمامهم والعدو من خلفهم، فطمئن موسى النبي الشعب الخائف { فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: « لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ. } (خر 14 : 13). هكذا يعزى الله شعبه فى كل زمان قائلا { قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ»} (اش 35 : 4). نحن قطيع صغير بدون الله يمكن أن نضعف أو نبتعد أو حتى نهلك أو نضيع لكن معه نكون قوة عظيمة، والله الهنا قادر ومحب وأمين، وقد وعدنا بكلامه المعزي والصادق والأمين أنه سيكون معنا كل الأيام { لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.} (لو 32:12). لقد كان التلاميذ في السفينة يعانوا من الأمواج المتلاطمة والرياح الهائجة وتكاد السفينة تغرق لهذا قال المخلص مطمئناً أياهم مانحا لهم الثقة { تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا} (مت 14 : 27). لقد أمر الريح أن تسكت والموج ان يهدأ وأتي بهم الي المكان الذى كانوا ذاهبين اليه. ونحن علينا أن نثق أن الله أمس واليوم والي الأبد قادر أن ينجي ويخلص ويقود وأن كان الله معنا فمن علينا!.
+ الثقة فى الله والإيمان بمحبه والتمسك بالرجاء تلك سمات رجال الإيمان، لقد راينا أبو الأباء ابراهيم يلبي نداء الله له ويترك بلده وأهله ويذهب الي حيث لا يعلم فى طاعة لله وثقة فى قيادته الأمينة، و قدم أبنه، حبيبه لله محرقة وهو علي ثقة أن الله قادر أن يقيمه من الموت. آمن أبراهيم بالله فحسب له براَ. بالإيمان بالله يقول الضعيف بطلاً أنا لان الرب هو قوتنا { فَقَالَ: هَذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ} (زك 4 : 6). قوة الله فى الضعف تكمل { فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ} (2كو 12 : 9). علينا أن نضع أمكانياتنا القليلة فى يد الله المباركة ونتقدم اليه فى تواضع قلب وثقة ونطلب أن يهبنا النعمة والحكمة لنعمل معه ويشترك هو فى العمل معنا. وسنجد أن خمس خبزات وسمكتين كافين لأشباع الجموع ويفيض منها الكثير.
+ تقوم الثقة علي علاقة بين طرفين شخص نأتمنه علي أسرارنا أو مالنا أو حياتنا ومن المفترض ان يفى المؤتمن بوعوده كأمانة وقيمة اخلاقية ولن نجد مثل أمانة الله وصدقه شئ لذلك يجب أن نؤمن به ونتكل على وعوده الصادقة ونسير معه وسنرى بعين الإيمان فى المستقبل القريب أو البعيد أمانة الله وصدقة في حياتنا. كما أن ثقتنا في الله لا تُبنى علي معرفتنا أوعلمنا أوحكمتنا البشرية، بل علي أعلان من الروح القدس الساكن فينا، والذى يعطينا الثقة واليقين التام بمحبة الله ورعايته لنا كل الأيام والي أنقضاء الدهر { إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ} (1كو 15 : 58). نحن نثق أذا فى راعينا الصالح لذلك لا نخاف شئ. نحيا مع الله أمنين ولمعونته دائما طالبين وفى قوته واثقين وعلى رجاء الحياة الأبدية نحيا دائما فرحين. أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق