للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ محبة الله لا مثيل لها،هى محبة عملية باذلة وتسعي لخلاصنا وتحريرنا أعلنها لنا الله لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق { لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ } (يو13:15-14). يوجه الله أنظارنا نحو الصليب كأعظم حب وأعظم مثال من المسيح المخلص الخطاة والمذنبين قبل الأحباء والمؤمنين {لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ }(رو 5 : 10) لقد بذل الرب يسوع المسيح ذاته علي الصليب ومات طالبا المغفرة حتى لصالبيه { فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».} (لو 23 : 34). محبة الله لنا كلفته بذل أبنه الوحيد علي الصليب { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). لقد جاء الرب ليخلص الخطاة ويدعوهم للتوبة والنجاة { صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: انَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ اوَّلُهُمْ أنَا }(1تي 1 : 15). يمنح الله في المسيح يسوع كل من يؤمن به الغفران الكامل والشامل لكل خطاياه عندما يتوب ويؤمن ويبادل الله حب بحب.
+ لا يستطيع أحد أن يحب غيره أكثر من أن يضع نفسه لأجله، أو يضع كل ما لديه لينقذه، وأعظم برهان على محبة الله لنا هو بذل ذاته من أجلنا، الأمر الذي لا يفعله إنسان ما على ذات المستوى، لأنه وهو الخالق بذل ذاته عن خليقته المحبوبة لديه. بذل ذاته عن البشرية وهي معادية له. لقد شبه الكتاب قوة المحبة بقوة الموت {اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. }(نش 8 : 6). الموت ينزع الروح عن حواس الجسد، هكذا المحبة الروحية تنتفى معها شهوات الجسد وتنقلنا من الموت الي الحياة بمحبة للجميع وسعي لخلاصهم وتظهر محبتنا العملية باعمال الرحمة والعطاء والحنو.
+ أننا نكون أحباء لله متى فعلنا ما اوصانا به {هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ }(يو 15 : 12). وغاية الوصية أن يكون لنا إيمان عامل بالمحبة {وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً }(1يو 3 : 23)
{ وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ }(1تي 1 : 5). الله نفسه جعلنا أصدقاء عوض عن كوننا عبيدًا له وعرفنا أسراره ومنحنا نعمة البنوة لنقتدى به كأب سماوى لنا. ويلزمنا أن نحبه ونكشف له أسرارنا التي نحتفظ بها في قلوبنا،ونتقدم اليه بدالة المحبة ولا نتجاهل ثقته بنا وكلما دخلنا الي العمق يعلن لنا محبته الغافرة والمحررة فننهل منها ونذوق ما أطيب الرب ونعلن هذه المحبة لكل أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق