للأب القمص أفرايم الاورشليمي
أنه يحبنا ...
الهنا الصالح القدوس ، أحب الجميع وبذل ذاته من اجل خلاصنا " لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" (يو 3 : 16).
وفي التجسد الإله نري ان الرب قدس طبيعتنا البشرية عندما أتخذ جسداً ،بارك الطفولة عندما ولد طفلاً ، قدس المرأة عندما ولد من أمراة ، قدس الشباب عندما نما قليلاً قليلاً بغير خطية وحده، قدس الكبار عندما نما في أسرةً ، العذراء مريم والقديس يوسف النجار وكان مطيعا لهما .وعندما بكي علي أبن أرملة نايين واقامه من الموت كان يريد ان يقول لنا اني أهتم حتي بالشباب الساقط والذي مات بالخطية وفي مثل الابن الضال نري المسيح له المجد لا يمنع خيراته وعطاياه عن الابن الذي يريد ان يأخذ الامكانيات والنصيب الذي له من ابيه ويبدده مع الاشرار ، بل عندما يرجع بعد الاحساس بالجوع الي بيت أبيه يقبله فرحا ويذبح له العجل المثمن ويلبسه ثياب الخلاص ويقبل توبته بفرح . ان الرب يسوع جاء الي العالم خلاصاً له من الخطية والضعف والخوف والموت .
انه يهمس في أذن وقلب كل منا قائلاً " لاتخف لأنى فديتك، دعوت باسمك، أنت لى" (أش 1:43). أننى أحب كل واحد منكم بصدق، وبعمق قد يخفى عليكم ، وربما قد يشوهه بعض أبنائى وبناتي عمداً أو دون قصد. احبائي الشباب اني أحبكم ، وانا قريب منكم جداً في قلوبكم ، واريد ان اعلن لكم عن ذاتي ،واظهر فيكم وأشبع قلوبكم، في بحثكم عن المحبة الصادقة أريد ان اشبع قلوبكم ونفوسكم وارواحكم، ولكن الكثيرون منكم يبحثون عن السعادة بعيداً عني! في اللذة او البحث عن وظيفة مرموقه بمرتب مغري او اللهو او ... اشياء أخري انتم أدري بها .
لماذا الشباب...
- ان الشباب هو سن القوة والعمل والبناء ،العمر الذي فيه نختار ماذا نقرأ أونتعلم وفيه نتزوج ونبني أسرة جديدة، وفيه نبتدئ العمل والأنتاج ، وكيفما نختار ستسير سفينة حياتنا الي النهاية، الشباب هو سن القوة الذي فيه نستطيع ان نبني أنفسنا علي الإيمان الأقدس أو نعيش فيما للعالم وأهتماماته.
- الشباب مستقبل الأسرة والمجتمع والكنيسة فكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث" ان كنيسة بلا شباب هي كنيسة بلا مستقبل ، وشباب بلا كنيسة هم شباب بلا مستقبل أيضاً" نعم أنتم احبائي مستقبلنا الواثق والقوي متي ارتبطتم بالله والكنيسة، نجحتم وتخطيتم الأزمات وكما كان الرب مع يوسف الشاب العفيف هكذا سيكون معكم وتكونوا ناجحين بل متفوقين .ومتي بعدتم عن مصدر القوة والابداع تعثرت المسيرة وزادت الصعاب.
- ان الرب يسوع المسيح يدرك جيدا الظروف المحيطة بكم والصعوبات التي تواجهونها ، لكنه يعطينا القوة والانصار واسلحة الحرب الروحية القادرة علي مواجة حيل ابليس واغراءات العالم وضعف طبيعتنا" كتبت اليكم ايها الاحداث لانكم اقوياء و كلمة الله ثابتة فيكم و قد غلبتم الشرير (1يو 2 : 14). فلا تستلموا للشر بل قاوموا أبليس فيهرب منكم "اما الشهوات الشبابية فاهرب منها و اتبع البر و الايمان و المحبة و السلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي (2تي 2 : 22).
كيف ننتصر....
- أبعد عن العثرات .. لكي ما نبعد عن السقوط وننجو من الفساد الذي في العالم علينا ان نبعد عما يعثرثا أو يثير فينا الشهوات ،علينا أن نبتعد عن المعاشرات الردئية التي تفسد الأخلاق الجيدة . علينا ان ننتقي ماذا نقرأ وما الذي يبنينا من قنوات تلفزيونية او مواقع في الانترنت . يجب ان لا نبدد وقتنا وطاقاتنا فيما لا ينفع.
- أستغل وقتك حسنا.. لقد أعطانا الله الوقت لكي نستغله حسنا،نبني فيه أنفسنا ،وننمو فيه ورحياً ودراسياً وعلمياً وعملياً وجسدياً وفكرياً . لنكون أيجابيين في حياتنا ومع من حولنا ولا نلوم الظروف او المعوقات او البيروقراطية او الفساد المحيط بنا ..لنتعلم كيف نخطط وقتنا وحياتنا ومستقبلنا ولا ندع الوقت يسرقنا فيما لا يفيد ، ولنعلم ان التفوق يحتاج الي عرق وكفاح وتعب ومعرفة مهاراتنا وميولنا ومجالات القوة فينا لتمنيتها وأستغلالها للوصول للتفوق.
- اشبع بالمسيح ...النفس الشبعة بالمسيح لا تنظر الي العالم ومغرياته كما قال القديس بولس الرسول " خسرت كل الاشياء وانا أحسبها نفاية لأربح المسيح وأوجد فيه" (في 3 : 8) فنحن مدعوين للكمال المسيحي والشبع بكلمة الله القوية والحية والفعالة،،مدعوين للتناول من الاسرار المقدسة التي تهبنا النعمة والمغفرة والخلاص .مدعوين للاتحاد بالمسيح في حياة الصلاة والحب والتأمل .مدعوين لشركة الروح القدس الذي يقودنا ويعلمنا ويرشدنا ويعزينا، نحن كشباب محبوبين لدي الله رغم ضعفنا وخطايانا ويريدنا ان نتوب ونقلع عن كل ما يبعدنا عنه وان لن نستطيع نصرخ اليه ليأتي الينا ويهبنا القوة والخلاص من ذواتنا الضعيفة ومن أمراض النفس والروح والجسد.
- لا تشاكلوا أهل هذا العالم...لأهل العالم وابناء هذا الدهر سيرتهم الباطلة وسلوكهم المنحرف ونحن رغم محبتنا للجميع الأ اننا لا ننقاد لسلوك خاطئ ، بل نعرف ان نقول لا للخطية في وعي ونعرف كيف نسلك بتدقيق ونقاوم تيار الأثم الذي في العالم ونبقي أوفياء لمسيحنا ومحبته ونحب الجميع محبة روحية " و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2) كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم (1بط 1 : 14).
- لا تشمتي بي يا عدوتي... رغم حرصنا القوي علي السلوك المسيحي الحسن ،وعلي ارضاء الله ورغم جهادنا ضد الخطية الا أننا بشر قد نخطئ عن ضعف أو جهل او عدم معرفة ،وفي كل هذا علينا ان نقوم ولا تتحول الخطية فينا الي عادات .علينا ان نستعين بالأب او المرشد الروحي ليأخذ بأيدينا في الطريق . علينا ان نقرأ الكتب الروحية التي تعالج ما نعانى منه .وان نحصن انفسنا ولا نخجل من خطايانا فالذي يكتم خطاياة تظل تطارده ولا ينجح أما الذي يعترف بها ويتركها يرحم .
- لا تيأس اذن لا من رحمته الله ولا من نفسك واصلاحها ولا تستهين بقدراتك والنعم التي وهبك ايها الله ،بل قل " اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى" ومع القديس بولس الرسول " . استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4 : 13).
- داوم علي التوبة والنمو فان حياتنا هي رحلة نحو الله وكلما طالت الرحلة يجب علينا ان لا نفقد الهدف وهو الوصول الي الملكوت السماوي والاتحاد بالله ، وهذا يتحتاج منا الي محاسبة ذواتنا في ضوء وصايا الإنجيل وقيادة الروح القدس وأب الأعتراف. لنصل الي القداسة والكمال الذي يطلبه منا الله .
عندما تجسدت وصرت انساناً عشت شابا مثلكم . أنشر المحبة في كل مكان .. مع الاطفال ومع الفقراء ومع الخطاة وفي الهيكل. كنت حباً مع أبي السماوي ،أقضي الليل في الصلاة ،وكنت أدافع عن المظلومين ، وأرد الضالين، وأعطي رجاء للبائسين... دافعت عن المراة الخاطئة التي أرادوا رجمها والان ادافع عنكم لدي أبي السماوي ، وأنا هو هو أمس واليوم والي الابد..اريد ان امنحكم حبي .
أقراوا كتابي لتعرفوا محبتي..أعطوني بعض الوقت ومعه أذانكم وقلوبكم وأرواحكم
أتحدوا بي في سر القربان . وتعلموا اني وديع ومتواضع القلب ومذيل الاحزان.
تتلمذوا علي فانى المعلم الصالح الذي سيخلق من كل واحد وواحدة منكم ، أنسان الله. سافجر طاقات الخير والأبداع في داخلكم . أنا المحبة الخلاقة وانا القدير الذي أسكب من قلبي حباً وعطاءاً ونجاحاً. انا قوتكم في الضعف ونجاحكم في التعثر ومن خطاياكم انا المحرر. تقولون ان العالم شرير لكن ثقوا اني قد غلبت العالم .أنا الذي خرج من العالم منتصراً وسانتصر بكم وفيكم ولكم. اعطوني قلوبكم واهتمامكم ولاحظوا طرقي ،ها انا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر ،وسامنحكم سعادة وحياة أفضل ثم عندما تنتهي الرحلة علي الارض ،أعطيكم حياة أبدية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق