للأب القمص أفرايم الأورشليمى
نودع العِقد الأول من الأفية الثالثة...
أذ نودع عام 2010 والعقد الاول من الألفية الثالثة فاننا نشكر الله على كل حال فى السراء والضراء ونتوب عن أنفسنا على أخطائنا وخطايانا ونصلى من أجل سلام العالم كله والمسئولين فيه ليعطيهم الله الحكمة والنعمة والتدبير لأدارة شئون بلادهم بعدل ومعرفة وحكمة لنصل بسفينة بلادنا ومنطقتنا والعالم الى بر النجاة والأزدهار.
لقد مررنا فى هذا العقِد بنجاحات علمية وثقافية وتأمل العالم خيراً بوصول باراك اوباما للسلطة فى أمريكا ولكن يبدو أننا واهمون فقد مررنا بأزمات وحروب وكروب ومعاناة وشهداء ، لقد تعرض العالم كله لتسونامى من مختلف الأشكال ،أزمات أقتصادية هزت الاقتصاد العالمى ولم يتعافى منها بعد، ففى بدء العقد الاول فى أول الألفية الثالثة مرورنا باحداث 11 سبتمبر فى أمريكا والتى جاء ت بعدها الحرب فى أفغانستان ثم سقوط النظام العراقى والحرب اللبنانية الاسرائيلية والحرب على غزة بعد الأنقسام الفلسطينى المحزن واستمرار الازمات المتلاحقة فى القرن الأفريقى في الصومال والسودان والحرب بين اثيوبيا وأرتريا .وكل ذلك خلق جوء من التوجس والكراهية وأدى الى مذيد من القتلى الأبرياء واستمرار نزيف الدماء ولقد ذاد ذلك من تأجيج الصراع الحضارى والدينى مع عدم وجود فرص حقيقة للوصول لحل عادل ودائم لمشكلة الصراع الأسرائيلى الفلسطينى والذى يذداد تعقيدا بالتخوف من الحرب ضد النظام الايرانى والتى متى حدثت ستزعزع النظام العالمى كله وتقود الى مزيد من القتلى والدمار وعدم الأستقرار والفوضى السياسية غير محسوبة العواقب ويا ليت العالم بمن يقودونه يعود
إلى رشده قبل الطوفان .
وعلى المستوى المصرى والقبطى ..
مرورنا بانفلونزا الطيور ثم الخنازير والذى اتخذتها حكومتنا الرشيدة ! ذريعة لقتل خنازير الاقباط الفقراء فى جهل وتعصب وتسرع أعمى حتى على المستوى الوزارى والتشريعى وكأن الخنازير سبب الداء مما فاقم مشاكل النظافة فى مصر . وكانت بداية العام الماضى حزينة مؤلمة باحداث نجع حمادى التى راح ضحياتها شباب فى عمر الزهور قدموا أرواحهم مع أطفال بيت لحم الأبرياء على مذبح الحب الإلهى نتيجة للتعصب الأعمى ومازالت دمائهم تنزف مطالبة بالعدل الالهى والى أحداث العمرانية وأشتراك قوات الأمن فى غزوة جديدة ضد الأقباط الابرياء ولسبب بناء مبنى خدمات كنسية ، ويصرخ شهدائها وجرحاها والمبنى المغلق على ظلم الأنسان لإخيه داخل الوطن الواحد، ويطالبونا بالصمت والهدوء وأن سكتنا نحن فالحجارة المحترقة تشهد، ودم هابيل البار يصرخ من الأرض بسبب الظلم .
فلعل النظام السياسى يأخذ العبر والدروس من أخطاء الماضى ولعلنا جميعا نتعلم من الماضى ونخطط ونعمل من أجل اليوم الحسن والحاضر الناجح والمستقبل المزدهر . ولن يكون لنا مستقبل الا بالخطط المدروسة وأقامة الحق والعدل والمساواة بين جميع المواطنين ، فالظلم لا يدوم والحق أحق ان يتبع والعدل هو أكبرضامن لأستمرارية النظم وان يعمل النظام السياسي أو حتى الدينى من أجل رعاياه ومواطنيه بديمقراطية وشفافية وعدل فان ذلك مدعاة للأستقرار والأزدهار السياسى والاقتصادى والروحي والأمن والأمان للجميع.
مشكلات وحلول...
لم يتبقى لنا من العام الماضى الا أثاره التي يجب علينا معالجتها والتعلم من أخطائنا فيها على المستوى الفردى والعام والأسرى والأجتماعى والعام والنظام ..لكن من أين نبتدى ..
- علينا معالجة أنفسنا والصدق معها كفضيلة لأبد منها لمعرفة النفس والنقص فيها وعلى كل منا فى موضعه ووضعه الأجتماعى والدينى والفكرى والوطنى أصلاح نفسه والعمل الجاد والأمين من أجل تنمية وأستثمار ما لديه من طاقات وموارد من أجل خدمة الأخرين مما يعود عليه وغيرة بالرخاء.
- على النظام السياسى العمل والتخطيط لمستقبل أفضل لمواطنيه ومعالجة مشكلات الفقر والجهل والمرض. أننا نمر بازمات حياتية كثيرة تبدأ من لقمة العيش الى نظافة المياة مروراً بالغلاء الفاحش والمتسارع والازمات الصحية والتعليمية والبيئية والإمنية وحوادث الطرق والمواصلات وكل ذلك لم يعد خافياً على أحد . فهل يأخذ النظام بإيدى مواطنيه أم نظل نعانى ونغرق كل يوم فى مشكلة تعصف بنا وتغرق بلادنا فى مستنقع الجهل والتخلف.
- أننا من منطلق الصدق نعبر عن معاناة أبناء شعبنا وبصدق نريد خطط أسترتيجية قصيرة وأخرى طويلة الأمد للعبور ببلد الحضارة والتاريخ والعراقة والإيمان إلي بر الأمان . لقد طالت معاناتنا وما أكثر الوعود بالرخاء منذ خمسينات القرن الماضى حتى الأن ونجد أنفسنا نتعثر وتتوالى أزماتنا فمتى نخرج من النفق المظلم الذي نصنعه بايدينا أو نشارك فيه وعلى من تقع المسئولية القانونية والأدبية وهل يتم محاسبة المسئولين.
أمنيات للعام الجديد..
- أننا نصلى ونتمنى ان يكون هذا العام المقبل والعِقد القادم خيراً وسلاماً على مصرنا الحبيبة وعلى وطننا العربى وعلى العالم كله ، نصلى من أجل كنيستنا القبطية الشهيدة والشاهدة لالآم السيد المسيح وصبره ، نصلى من أجل كل نفس لتعود إلى الله بالتوبة والرجوع الى الحق والأيمان والرحمة .
- نصلى من أجل الساقطين ليقوموا ، والمسجونين ليتحرروا ، والمرضى ليشفوا ، والفقراء ليشبعهم الله من خيراته . نصلى ونطلب من أجل المساكين ومنكسري القلوب ، والجهال ليفتح الرب عيون قلوبهم . نصلى من أجل أحبائنا واعدائنا ليكون عامهم مقدساً سعيداً .
- أمنياتنا من أجل شعبنا أن ينعم باستقرار الاسعار وربطها بالأجور العادلة وان يكون كل منا منتج وبناء ، ونصلى ليجد كل شاب وفتاه ومواطن وعاطل عن العمل الى عمل يكفيه وبيت يأويه وكساء يدفيه ولقمه هنئية تعافيه وأسرة صالحه تسعده ومواصله نظيفة تنقله ومشفى يستأمن فيه علي حياته متى مرض، ونظام عادل ينصفه متى تعرض للظلم، وأخيراً تربة مناسبة يوارى فيها الثرى ، وأناس أوفياء يترحمون عليه .
- أحبائى لن أتمنى أن نصل القمر ولكن أرجو لكم طول العمر والصحة والسعادة وراحة البال واعلموا ان دوام الحال من المحال مع أمنياتى بغداً أفضل لجميعكم . كل عام وحضراتكم بالف خير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق