آية وقول وحكمة ليوم 6/11

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل

{  أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِداً وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ }( 1كو10:1)

قول لقديس..
(إن كان سلامنا مصدره نعمة اللَّه، فلماذا تفتخرون مادمتم تخلصون بالنعمة؟ كيف يمكن لأحدٍ أن يجد نعمة لدى اللَّه إلا بالتواضع؟. إن كان لكم سلام مع اللَّه فلماذا تميزون أنفسكم عن الآخرين؟ فإن هذا هو ما يفعله الانشقاق... مرة أخرى لا نستفيد شيئًا إن كان كل الناس يمدحوننا والرب يقاومنا، ولا يوجد خطر ما إن رفضنا الكل وأبغضونا ما دام اللَّه يقبلنا ويحبنا) القديس يوحنا الذهبي الفم

حكمة للحياة .. 

+ تاتي الكبرياء فياتي الهوان ومع المتواضعين حكمة. أم 2:11

When pride comes, then comes shame; But with humble is wisdom. Pro 11:2

صلاة..

"  نشكرك أيها الآب القدوس كل حين على نعمتك الغنية المعطاة لنا فى المسيح يسوع بالروح القدس المحيي، وقد أتم لنا ابنك الحبيب الخلاص والفداء والتبرير بصليب محبته وقيامته المجيده وبصعوده عن يمينك ايها الآب وهب لنا المواعيد العظيمة ونعمة الروح القدوس لنستغني فى كل شئ وفى معرفتك الحقيقية ونسير منقادين بالروح القدوس ومتوقعين أستعلان ربنا يسوع المسيح القادر ان يثبتنا بلا لوم الي النهاية، نسأل ونطلب من صلاحك يا أبانا القدوس ان تنعم علينا بالثبات فيك بروح الصلاة  والشكر بلا جدال وبوحدانية القلب التى للمحبة لنكون كنيسة مقدسة بلا عيب واعضاء مثمرة تحيا المحبة والإيمان والرجاء وتشهد لمن دعاها من عالم الظلمة الى نوره العجيب، أمين)

من الشعر والادب

"صليبه بيوحد "

للأب أفرايم الأنبا بيشوى

من كل الأمم،من كل الشعوب،

من كل لسان،هنتقابل.

مع المسيح المحب اللى قابل،

اللي يتوب عن الذنوب.

واللي يؤمن من الشمال،

 أو من الجنوب.

واللى بالمحبة لله قلبه يدوب،

واللي ابيض واللي اسود،

واللي أسمر من شمس التجارب.

دا صليبه بيوحد الشرق بالغرب.

بالخلاص والفداء يقولنا:

أننا محبوبين له فى القلب.
قراءة مختارة  ليوم

الثلاثاء الموافق 11/6

الإصحَاحُ الأَوَّلُ (1)

1كو 1:1- 17

بُولُسُ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ وَسُوسْتَانِيسُ الأَخُ إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ لَهُمْ وَلَنَا. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَشْكُرُ إِلَهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ كَمَا ثُبِّتَتْ فِيكُمْ شَهَادَةُ الْمَسِيحِ حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. وَلَكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِداً وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ  لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ.  فَأَنَا أَعْنِي هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ".  هَلِ آنْقَسَمَ آلْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟  أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ  حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي.  وَعَمَّدْتُ أَيْضاً بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذَلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَداً آخَرَ  لأَنَّ آلْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ.

تأمل..

مقدمة للرسالة إلى أهل كورنثوس... كورنثوس مدينة يونانية متميزة كانت مركز للفن المعمارى والصناعة والتجارة والدورات الرياضية وتعدد الالهة ومنها افروديت الهة الجمال وتبعد كورنثوس حوالي 40 ميل غرب أثينا، يرجع تاريخها إلى سنة الف قبل الميلاد وعرفت بغناها وعظمتها خاصة كمركز لبناء السفن وبهاء ميناء كنخريا وليخيوم وتقع على طريق البري الذي يربط الشرق والغرب؛ فربطت روما عاصمة العالم الرومانى بالشرق. هدمتها الجيوش الرومانية سنة 146 ق.م. واستعادت كورنثوس مجدها وغناها سريعا. أعاد بناءها يوليوس قيصر عام 46 ق.م. وجعلها مقاطعة رومانية، وفي سنة 27 ق.م. ويرجع الفضل الى التبشير فيها الى القديس بولس الرسول فى رحلة التبشيرية الثانية( أع18) وبقى هناك 18 شهرا، من سنة 51م إلى أواخر 52م، وهى أكبر مدة قضاها الرسول في مدينةٍ ما للخدمة بعد أفسس. وكانت رمزًا لنجاح الخدمة بين الأمم، وعمل نعمة الله الغنية لخلاص الخطاة وخاصة بين الذين لهم فكر فلسفي وقد عانت الكنيسة هناك من الخصومات كما ظهرت مشاكل سلوكية وعقيدية تؤثر على قدسية الكنيسة. لهذا كان بولس الرسول قلقا عليهم وأرسل اليهم تلميذه القديس تيموثاوس في إرسالية للمصالحة مع توصيات كثيرة  بخصوص بعض المشاكل العقيدية بخصوص السيد المسيح والافخارستيا والقيامة ولمعالجة بعض القضايا الأخلاقية والاجتماعية والتعبدية والأخروية. فقد وجد أشخاص يهتمون بالفلسفات النظرية والحكمة البشرية دون الاهتمام بالإيمان الحيّ بربنا يسوع المسيح. وفيها يعبر القديس بولس عن رغبته وغيرته المتقدة على الإيمان السليم ويدين بكل قوة كل خطأ أو فساد أو انحراف إيماني. ويعلن الصليب بكونه قوة الله وحكمته للخلاص.

+ التحية الرسولية ودعوة للثبات فى الإيمان.. يبدأ الرسول حديثه بتقديم نفسه كرسول ليسوع المسيح بناء على دعوة ومشيئة الله. ويرسل لهم سلام سوستانيس الذى يعتبره أخًا له، وقد كان قبلاً رئيس مجمع لليهود فى كورنثوس ثم صار مسيحيًا. وهو يرسل الرسالة الي كنيسة الله فالكنيسة يمتلكها الرب، أما إطلاق أسماء القديسين على الكنائس فذلك لإكرامهم وتمييزًا للكنائس بسبب تعددها، فالمؤمنين يتقدسوا فى المسيح يسوع ويصيروا مخصصين لله. ويمنحهم القديس بولس البركة الرسولية، وهى النعمة أى عطية الله والسلام كثمرة للنعمة.  ثم يشكر الرسول الله على الهبات التى أعطاها لمؤمنى كورنثوس من خلال اتحادهم بيسوع المسيح، وصاروا أغنياء فى فهم رسالة الإنجيل وثبتوا فى الإيمان بالخلاص الذى أتمه المسيح وبشرهم به الرسل، وتحملوا الاضطهادات والعذابات إلى حد الإستشهاد. فأن كنيستهم مملوءة بالمواهب الروحية، التى تساعد على بنيانها واستعدادها لمجئ المسيح الثانى. والله الأمين فى دعوته قادر ان يثبتهم فى الإيمان حتى نهاية حياتهم على الأرض، فلا يكون فيهم ما يمكن أن يلاموا عليه فى يوم الدينونة.

+  الخلافات بين المؤمنين ... القديس بولس الرسول يناشد المؤمنين باسم ربنا يسوع المسيح، أن يكونوا على وفاق تام فى الفكر والرأى وألا يكون بينهم تحزبات. ويدعوهم الرسول إخوة فكل المسيحيين فى شركة دم المسيح أصبحوا إخوة فى جسد واحد رأسه المسيح وأعضاؤه هم أفراد الكنيسة. فعندما ننقسم على أنفسنا، ويخاصم بعضنا بعضًا، فكأننا نقسم جسد المسيح الواحد. فما أصعب ذلك على قلب المسيح لما يحمله من إزعاج للكنيسة الواحدة وما يجلبه من عثرات. وهذا أيضا يظهر اتضاع بولس الذى من حقه أن يدعوهم أولادى أو أبنائى، ولكنه دعاهم إخوة. وقد ظهر بين أهل كورنثوس الذين يقولون أنهم يتبعون بولس ويتحزبون له، آخرون يتبعون أبلوس، وهو يهودى وأصبح مسيحيًا وهو إسكندرى عالم فى الكتب ويتحزبون له. ومنهم الذين يتبعون صفا أى بطرس ويتحزبون له، ومنكم من أقاموا حزبًا وسموا أنفسهم حزب المسيح.  ثم يؤكد الرسول أن المسيح واحد وقد صلب من أجل الجميع ولم يفتديهم أحد آخر، ولا حتى بولس، ولا اعتمدوا على اسم غير المسيح يسوع ربنا. لهذا نصلى جميعًا طالبين وحدانية القلب وانقضاء إفتراقات الكنيسة. وان يكون لنا فكر المسيح. ويشكر الرسول الله على أنه لم يعمدالا القليلين هناك ومنهم إلا كريسبس وهو رئيس مجمع يهودى وآمن على يد بولس الرسول، وغايوس وهو مسيحى يستضيف اجتماعات الكنيسة فى بيته، حتى لا يقول أحد أنه عمد باسم بولس. وقد عمد أيضا بيت استفانوس، عدا ذلك لا يذكر أنه عمد أحدًا آخر. فالرسول لا يهتم بأن يعمد بنفسه، لأن عمله الأساسى كأسقف، هو الكرازة والدعوة للإيمان بإرشاد الروح القدس لا بفلسفة بشرية خارج دائرة الصليب. حتى يدخل بهم إلى حكمة اللَّه المعلنة في الصليب، حتى لا يُنسب نجاح الخدمة إلى بلاغته وفلسفته بل إلى قوة الصليب والعمل الإلهي الفائق. فالصليب قوة اللَّه وحكمته للخلاص. والقوة المحركة لتغيير الإنسان الداخلي وتجديد الأعماق بالإيمان بربنا يسوع المسيح وصليبه المحيي.