عيد حلول الروح القدس
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ كُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. }( 1كو25:9)
قول لقديس..
( لا نقدر أن نجري في طريق اللَّه إلا محمولين على أجنحة الروح. وليس أقوى من الذي يتمتع بالعون الإلهي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه. اذا، لنكن أقوياء بالله، متمثلين ببولس وبطرس ويعقوب ويوحنا، فإنه إن غاب عنا عون اللَّه لا نقدر أن نقاوم أتفه إغراء) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي. أم 26:23
My son, give me your heart, And let your eyes observe my ways. Pro 23:26
صلاة..
" ايها الملك السمائى الروح القدس، روح الحق اهدنا الى الحق وارشدنا كل أيام حياتنا وهبنا ثمار التوبة المقبولة لكي لا نحزنك فى شئ قط ونرضيك وننقاد لك فى طريق البر والقداسة والكمال المسيحي الذى دعينا اليه، ياروح الله القدوس قدس حواسنا وأفكارنا وقلوبنا وارواحنا، ايها الروح النارى، أحرق كل ما لا يوافق صلاحك داخلنا والهب قلوبنا بالمحبة المقدسة لنكون حارين فى الروح. ياروح الله المعزى، ارسل على كنيستك وشعبك التعزية فى الحزن والفرج فى الضيق والرجاء فى الظروف الصعبة والفرح بعمل نعمتك الغنية فى حياتنا. أيها الرب المحيي أقم ميتوتة النفوس البعيدة واهدى الضالين وقدس المؤمنين وبارك شعبك فليس بالقوة ولا بالقدرة بل بك نحيا ونتقوى وننقاد فى دروب الرب من مجد الى مجد، حتى تقيمنا بلا عيب أمامك فى اليوم الأخير، أمين"
من الشعر والادب
"في قيادة الروح "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قودنا بروح القدوس يا أطيب أب
يهدينا دائما نمشي فى دروب الرب
نتوب عن كل هفوه وخطية وذنب
يشعل حرارة الروح وناره فينا تدب
يعزى فى الضيقة وتبقى فرح ورحب
يقدس حياتنا ويجعلها سعادة وحب
يملانا حكمة ووداعة ونقاوة قلب
وفى السماء، يقيمنا معاك فى القرب
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 6/23
الإصحَاحُ التَّاسِعُ
1كو 1:9- 27
أَلَسْتُ أَنَا رَسُولاً؟ أَلَسْتُ أَنَا حُرّاً؟ أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ الْمَسِيحَ رَبَّنَا؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ عَمَلِي فِي الرَّبِّ؟! إِنْ كُنْتُ لَسْتُ رَسُولاً إِلَى آخَرِينَ فَإِنَّمَا أَنَا إِلَيْكُمْ رَسُولٌ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ خَتْمُ رِسَالَتِي فِي الرَّبِّ. هَذَا هُوَ احْتِجَاجِي عِنْدَ الَّذِينَ يَفْحَصُونَنِي. أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَأْكُلَ وَنَشْرَبَ؟ أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟ أَمْ أَنَا وَبَرْنَابَا وَحْدَنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ لاَ نَشْتَغِلَ؟ مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ كَرْماً وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً وَمِنْ لَبَنِ الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَلَعَلِّي أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَإِنْسَانٍ؟ أَمْ لَيْسَ النَّامُوسُ أَيْضاً يَقُولُ هَذَا؟ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً». أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟ أَمْ يَقُولُ مُطْلَقاً مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكاً فِي رَجَائِهِ. إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هَذَا السُّلْطَانَ بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقاً لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ. هَكَذَا أَيْضاً أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئاً مِنْ هَذَا وَلاَ كَتَبْتُ هَذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِيَّ هَكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هَذَا طَوْعاً فَلِي أَجْرٌ وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهاً فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذاً أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً.
تأمل..
+ لأمانة فى الخدمة ... كان البعض يشكك فى رسولية بولس وبالتالى يرفض تعاليمه. وهنا يؤكد بولس الرسول رسوليته بإثباتات، فيطرح عدة تساؤلات هى تقرير للحقيقة، لقد دعى من الرب يسوع واستلم منه شخصيًا خدمته الرسولية، وأيمان اهل كورنثوس ثمرة عمله الكرازى بينهم. والذين أتوا إلى كورنثوس بعد ذهاب بولس منها ولم يختبروا رسوليته، وتشككوا فيها لا يضيروه فى شئ ويكفى دليلاً على صدق رسولية القديس بولس إيمان أهل كورنثوس الذين بقى بينهم ما يقترب من السنتين كارزا بملكوت الله. ثم انه رغم ان له الحق أن يعيش على نفقة الكنائس التى أسسها وخدم بها، بناء على قول الرب {لأن الفاعل مستحق أجرته}(لو10: 7). كما ان له الحق أن يجول للتبشير وبرفقته أخت مؤمنة كزوجة، نفقتها كسائر الرسل المتزوجين، الذين جالوا للتبشير وزوجاتهم معهم لخدمة أزواجهن ولتبشير النساء الا انه لم يستعمل هذا الحق بل عمل بيديه هو وبرنابا لكي لا يثقل عليهم فى شئ وهنا نرى أمانة بولس وعفة يديه وقلبه ولسانه.
ويؤكد بولس الرسول إلتزام الكنيسة بنفقات معيشة الخدام، فيورد ثلاثة أمثلة توضح الإجابة. الأول مثل الجندى، فيقول لا يحق أن ينتظر من الجندى وهو يحارب دفاعًا عن بلده أن يعول نفسه، والثانى مثل الكرام فيقول أن الكرام ينفق على نفسه من نتاج كرمه، والمثال الثالث مثال الراعى الذى يقتات من ثمن لبن رعيته. فان كان قد بشرهم بكلمة الله القادرة على أن تقودهم إلى الحياة الأبدية، فليس بكثير عليه أن يتكفلوا باحتياجاته المادية لهذه الحياة الزمنية. ولكن بولس الرسول يقول لهم أنه ترك طائعا طلب ما يحق له، بل تحمل آلام الحاجة وتعب العمل اليدوى، لئلا يظن أحد أنه خدم الإنجيل طمعًا فى الربح الدنيوى. مع أن اللاويين الذين يقومون بخدمة الهيكل ومساعدة الكهنة يقتاتون من تقدمات الشعب. والذين يقدمون الذبائح يأخذون من جزءًا كما عين الله لمعيشتهم (عد18: 8-24). هكذا أيضا كما رسم الله من جهة خدام الدين فى العهد القديم، أمر الرب يسوع المسيح فى شأن خدام العهد الجديد " لان الفاعل مستحق اجرته" ولكي لا ينشغلوا بالعمل او التجارة لتوفير احتياجاتهم (مت10: 10، لو10: 7). لذلك يجب على المؤمنين الإهتمام بتدبير احتياجات الاكليروس ليتفرغ هؤلاء لخدمة الله بلا انشغال.
+ الخدمة تكليف لربح النفوس .. القديس بولس فى محبة وامانة وعفة لم يستعمل حقه كرسول أو خادم لله فى الحصول على نفقة معيشته، ولا قصد مما كتبه أن ينال هذا الحق الذى رفضه باختياره فإنه يفضل أن يموت من جوعا عن أن يغير مبدأه الذى أخذه على نفسه فى خدمة الإنجيل وهو ألا يثقل على أحد. القديس بولس قام بالتبشير لأن الرب يسوع أمره بذلك، ولو ترك التبشير لوبخه ضميره وأصبح معرضًا لغضب الله لمعاندته للدعوة السمائية. فهو وكيل مكلف بما يجب عليه عمله لموكله، وهو بذلك مضطر أن يخدم سيده بلا توقع ثواب كما ان هدفه هو ربح وخلاص نفوس الجميع للمسيح. لقد بذل الجهد فى خدمة كثيرين كما لو كان عبد لهم لكى يرشدهم للخلاص وجعل نفسه كانه أممى من اجل ربح الامم ووافق اليهود فيما لهم من عادات فيما لا يتعارض مع عقيدته المسيحية، ليكسب محبتهم فيؤمنون بتعاليمه وينالون الخلاص وتعامل مع الأمم بالشريعة الطبيعية وهى الضمير الذى فى كل إنسان، وهو صوت الله الذى يقودنا للإيمان بالمسيح وتعاليمه. ولم يوبخ الضعفاء على شكوكهم، بل تدرج معهم فى التعليم بكل حكمة ولين لكى ينزع الشكوك من قلوبهم. وبالإجمال يقول أنه ساير كل فئة فى كل ما يتفق مع سلوكياتها التى لا تتعارض مع الإيمان القويم حتى يتمكن من قيادة الجميع إلى المسيح. لينال بركة الخدمة على الأرض ثم المكافأة الأبدية.
+ المثابرة والجهاد الروحي .. فى حلبات السباق الذين يركضون فى ميدان السباق يجاهد كل منهم ليفوز بالجائزة، ولكن الذى يفوز بها واحد فقط. أى أن مجرد الجرى فى الميدان لا يجعل المتسابق مستحقًا للجائزة، بل المثابرة فى الجرى حتى يصل إلى الهدف فينال المكافأة والجوائز المادية التى تفنى مع الوقت أو حتى مع فناء الشخص. وأما من يجاهد روحيًا فينال إكليل البر الذى لا يفنى. وبالتالى فإن الإكليل الذى لا يفنى يستحق الجهد أكثر من الإكليل الزائل. علينا أن نتمثل بالقديسين وبالقديس بولس الرسول الذى يجاهد فى مثابرة نحو هدف واضح أمامه وهو كسب النفوس للمسيح وهو لم يجاهد باطلاً كالذى يلاكم الهواء فلا يستفيد شيئًا، أو كمن يلاكم الخصم ولا يصيبه إذ تأتى ضربته فى الهواء. بل يسيطر على ذاته ولا ينقاد إلى الكسل والترف وسائر الأهواء المحاربة للنفس، ولا يسمح للشهوات الجسدية أن تستعبده بل يخضعها لقيادة الروح القدس، حتى بعدما بشر للكثيرين لا يصير مرفوضا من الله من أجل تهاونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق