أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
اية اليوم
{ طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء
الله يدعون (مت 5 : 9)
قول لقديس..
(يكون السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعوا سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبّهوا بأبيهم. إنهم صانعوا سلام في داخلهم، إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويُقمعون شهواتهم الجسديّة تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله فيهم فيكون الإنسان هكذا: كل ما هو سامٍ وجليل في الإنسان يسيطر بلا مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانيّة. هذا وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لما هو أفضل أيضًا، ألا وهو "الحق" إذ لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا، ما لم تَخضع ذاته لمن هو أعظم منها هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام.) القديس أغسطينوس
(يكون السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعوا سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبّهوا بأبيهم. إنهم صانعوا سلام في داخلهم، إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويُقمعون شهواتهم الجسديّة تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله فيهم فيكون الإنسان هكذا: كل ما هو سامٍ وجليل في الإنسان يسيطر بلا مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانيّة. هذا وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لما هو أفضل أيضًا، ألا وهو "الحق" إذ لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا، ما لم تَخضع ذاته لمن هو أعظم منها هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام.) القديس أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ البيوت السعيدة لا صوت لها، مثل صيني .
من الشعر والادب
" تنتهى الاحزان "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختاره ليوم
الاربعاء الموافق 7/11
مت 1:5-12
ولما راى
الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا. طوبى
للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء
لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء
لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم
ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم
اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا
لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم.والمجد لله
دائما
تأمل..
+ العظة على الجبل هى دستور الحياة المسيحية وتشمل الإصحاحات 5، 6، 7 من إنجيل معلمنا متى العظة على الجبل، وقد
ألقاها على جبل التطويبات والجبل رمز للسماويات فى إرتفاعه وكما استلم موسى النبى
الوصايا قديما على الجبل نرى السيد يقدم لنا وصايا العهد الجديد من فوق الجبل فى
وداعة ومحبة للجموع المحيطة به لنلتزم بها كوصايا إنجيليه لحياتنا وسعادتنا
وبركتنا، وهذه التعاليم لو نفذناها نحيا السماويات على الأرض. ونرث الحياة
الأبدية.
+ طوبى للمساكين
بالروح لان لهم ملكوت السماوات. ونلاحظ أن المسيح لم يبدأ تعليمه بأن يتحدث عن
الممنوعات، بل هو يبدأ بالجانب الإيجابى، والحياة الفاضلة كاشفاً عن مكافأتها
ليحثهم عليها. والصفات التى طوبها الرب ليست صفات منفصلة بل متكاملة، فالمسكين
بالروح هو بلا شك وديع، وصانعو السلام بلا شك هم رحماء والذين يجوعون ويعطشون للبر
والملكوت يكشف جوعهم وعطشهم عن قلب نقى بلا جدال والمضطهدون من أجل البر هم باكون
حتماً وبالنهاية يتعزون بالضرورة. والمساكين بالروح ليسوا هم المعتازين مادياً ولكن هم من يشعرون
بفقرهم الشديد بدون الله، ويشعرون بحاجتهم لله، وأنه كل شئ لهم لذلك فهم يطلبونه
بإنسحاق شديد، وهذا هو مفهوم الإتضاع.
+ طوبى للحزانى
لأنهم يتعزون.لا يقصد الذى يحزن لضياع ما له أو ممتلكاته. بل من يبكى على خطاياه
او خطايا الناس ومتاعبهم ويحزن على هلاكهم، هؤلاء حزنهم مقدس والله يحوله لفرح
روحى فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج (مز 5:126) هؤلاء يتعزون فالمتضع أى المسكين بالروح يسكن
الله عنده فينير بصيرته فيعرف خطاياه ويراها فيحزن عليها، فيحول الله حزنه إلى
فرح.
+ طوبى للودعاء
لأنهم يرثون الأرض. الودعاء هم ذوى القلوب المتسعة البسيطة التى تحتمل إساءات
الآخرين، ولا تقاوم الشر بالشر، هم الذين فى ثقة فى مسيحهم يقابلون من يعاديهم بالوداعة
وطول البال فيربحونهم ويربحوا ارض الاحياء اى السماء .
+ طوبى للجياع
والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون. والبر هنا هو بر المسيح، فهو صار لنا برأ من الله.
وطوبى لمن يشتاق أن يشبع من الله، طوبى لمن يجوع للطعام الروحى أى معرفة الله ومعرفة
المسيح. وكما أن الجوع الجسدى علامة صحة، فالجوع الروحى علامة صحة روحية. ومعرفة
الله والمسيح حياة (يو 3:17)، كما أن الشبع بالطعام يعطى حياة للجسد. ومن يجوع
ويعطش لله يشبعه الله ويرويه، يعطيه الله الروح القدس ليثبته ويعرفه ويشبعه
بالمسيح .
+ طوبى للرحماء
لأنهم يرحمون. كلما نتلامس مع الله ونعرفه ونشبع به نتمتع بسماته لاسيما الرحمة.
"كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم لو 36:6". والذى لا يرحم أخاه لن
يذوق من رحمة الله. والرحمة تشمل الفقراء والمحتاجين وأيضاً تشمل الخطاة فلا
ندينهم بل نصلى لأجل توبتهم وخلاصهم. وكما يغير المسيح طبعنا الشرس لطبع وديع،
هكذا يغير قساوتنا إلى طبع رحيم.الرحمة هى الإحساس بالآخرين ومشاركتهم مشاعرهم.
وتسديد إحتياجاتهم.
+ طوبى لأنقياء
القلب لأنهم يعاينون الله. نحن أمام نفس يتعامل معها الله، حولها للوداعة وتشبهت
به فصارت رحيمة، وينقى الله القلب فيصبح بسيط، والبسيط عكس المركب، أى أن القلب
البسيط لا ينقسم بين محبة الله ومحبة العالم، يصبح هذا القلب غير محباً للخطية.
وتعنى تنقيه ما هو صالح مما هو ردئ كفصل
الحنطة عن التبن هكذا قلب المؤمن، يغسله ربنا يسوع المسيح بدمه من كل شائبة. الله
يُرى ويُحَس ويُحَبْ بالقلب إذا تصفى من شوائب محبة العالم والخطية. أمّا من يعيش
للخطية يصبح قلبه غليظاً لا يشعر ولا يحب الرب. لذلك هتف داود " قلباً نقياً اخلق
فىّ يا الله ".
+ طوبى لصانعي
السلام لأنهم أبناء الله يدعون. من يعاين الله يشتهى أن يعمل فى كرم الله ولحساب
مجد الله، والمسيح هو رئيس السلام جاء ليؤسس ملكوته على الأرض وهو ملكوت السلام.
وإبن الله يعمل لحساب هذا الملكوت ويؤسس مع المسيح ملكوته بين الناس. أبناء الله
ملأ الله قلبهم سلاماً فإندفعوا يعملونه بين الناس، متشبهين بالمسيح الذى صنع
سلاماً بين السماء والأرض. وكل من يصنع سلاماً فهو إبن لله، ومن يزرع خصاماً فهو
ليس إبناً لله.
+ طوبى للمطرودين من
اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. المؤمنين المتحدين بالمسيح يسوع ربنا ينالهم ما
نال المسيح، فكما طارد الشيطان المسيح، هكذا سيطارد المؤمنين فالشيطان والعالم
يبغضون المسيح أى يبغضون البر وبالتالى يبغضون كل من يطلب البر. طوبى لكم إذا
عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان
أجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم. ولنلاحظ فى
النهاية أن الجزاءات التى قالها السيد عن كل حالة ليست منفصلة بل هى متكاملة، هى
تمس حياتنا الداخلية الواحدة من جوانب مختلفة، فمن المؤكد أن الرحماء يُدعون أبناء
الله وأن صانعى السلام يُشبعون وهكذا قال القديس أغسطينوس هذا التشبيه ليشرح تكامل
التطوبيات "مثال ذلك أعضاء الإنسان الجسدية متعددة ولكن لكل منها عملها الخاص
فنقول طوبى لمن لهم أقدام لأنهم يمشون، ولمن لهم أيدى لأنهم يعملون. هكذا نحن
سنعاين الله بسبب نقاوة القلب. ولكن نقى القلب هو صانع سلام، لكن لن يعاين الله
بسبب صنعه السلام لكن سبب نقاوة قلبه. ونقى القلب هو رحيم ولكنه لن يعاين الله
بسبب رحمته ولكن بسب نقاوة قلبه وهكذا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق