أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ
أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ
وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ
جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.} (فى13:3-14)
قول لقديس..
(سيأتي الرب ويأمر برفع الحجر هذا الذي سقط على كتفي الخاطئ. ويمكنه أن يحرك الحجر بكلمة أمره، لأنه حتى الطبيعة الجامدة تود أن تطيع أمر المسيح. كان يمكنه بقوة عمله الصامت أن يحرك حجر القبر. هذا الذي أثناء آلامه تحركت حجارة كثيرة من قبور الأموات وانفتحت فجأة.
(سيأتي الرب ويأمر برفع الحجر هذا الذي سقط على كتفي الخاطئ. ويمكنه أن يحرك الحجر بكلمة أمره، لأنه حتى الطبيعة الجامدة تود أن تطيع أمر المسيح. كان يمكنه بقوة عمله الصامت أن يحرك حجر القبر. هذا الذي أثناء آلامه تحركت حجارة كثيرة من قبور الأموات وانفتحت فجأة.
لكنه أمر الرجال
أن يرفعوا الحجر بالحق حتى يؤمن غير المؤمنين بما يرونه، وينظرو الميت وهو يقوم. وهذا
يحمل رمزًا ليهبنا قوة تخفيف ثقل الخطايا، الضغط الثقيل الذي على الخاطئ. من
جانبنا نحرك الأثقال، ومن جانبه يقيم ويخرج من القبور أولئك الذين يتحررون من
أربطتهم)القديس أمبروسيوس
من صلوات الاباء..
"أيها السيد لتنبع نعمتك فى قلب عبدك وفمه حتى يكونا هيكلين طاهرين لائقين لنعمتك مستحقين لفيض خيرك ولا يكونان عشاً للأفكار الخبيثة ومغارة للصوص لكن فلتحرك نعمتك دائما نفسى لتمجيدك ايها الاله
العطوف على بنى البشر، وليكن لي الشوق اليك الذى يدوم كل أيام حياتى حتى لا اكون غريبا عن الحياة الابدية" مارأفرام السريانى
حكمة لليوم ..
+ الصديق الحقيقى من تجده وقت الحاجه.
A friend in need is a friend indeed
A friend in need is a friend indeed
من الشعر والادب
"القيامة والنصرة
والحياة " للأب
أفرايم الأنبا بيشوى
اللى أقام لعازر من زمان،
هو هو أمس واليوم وغدا
فى أى وكل زمان ومكان.
آمن بيه وقوله انا انسان.
خاطئ وربما ميت والشيطان
قيدنى بضعفى وخوفى وبالاحزان،
وكنيستك بتصلى عنى انا تعبان،
تعالى قيمنى ودينى منك سلطان،
اهزم ضعفى واتقوى فى خوفى،
وتدينى فرحه وسلام وأمان.
واغلب بيك ويكون ليٌ
حياة ابدية معاك ومكان.
قراءة مختارة ليوم
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 9/30
يو 28:11- 57
وَلَمَّا
قَالَتْ هَذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً، قَائِلَةً:
«الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ». أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ
قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ. وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى
الْقَرْيَةِ، بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. ثُمَّ
إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا
رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا
تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ».فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى
حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا
سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!». فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ
تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ
وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ،
تَعَالَ وَانْظُرْ». بَكَى يَس ُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
يُحِبُّهُ!». وَقَا لَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هَذَا الَّذِي فَتَحَ
عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟». فَانْزَعَجَ
يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ
وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ
مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ
أَيَّامٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ
مَجْدَ اللَّهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً،
وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ
لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي.
وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ
أَرْسَلْتَنِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ،
هَلُمَّ خَارِجاً!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ
بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:
«حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ». فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا
إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ. وَأَمَّا قَوْمٌ
مِنْهُمْ فَمَضَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ
يَسُوعُ. فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعاً
وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هَذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ
كَثِيرَةً. إِنْ تَرَكْنَاهُ هَكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي
الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا». فَقَالَ لَهُمْ
وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ
السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئاً، ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ
خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ
الأُمَّةُ كُلُّهَا!». وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ
رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ
أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ
أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ
تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ
الْيَهُودِ علاَنِيَةً، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكُورَةِ الْقَرِيبَةِ
مِنَ الْبَرِّيَّةِ، إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَفْرَايِمُ، وَمَكَثَ هُنَاكَ
مَعَ تَلاَمِيذِهِ. وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ
الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ.
فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوعَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ وَاقِفُونَ
فِي الْهَيْكَلِ: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ هَلْ هُوَ لاَ يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ؟»
وَكَانَ أَيْضاً رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا
أَمْراً أَنَّهُ إِنْ عَرَفَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ فَلْيَدُلَّ عَلَيْهِ، لِكَيْ
يُمْسِكُوهُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+
"أنا هو القيامة والحياة":
تعبير مملوء رجاء لكل نفس لا زالت تئن من موت الخطية. فالمسيح يعلن لها أنه سر
قيامتها وحياتها، إن أرادت القيامة من موتها. فتعالوا إذن نقدم هذا المسيح المقيم
لكل نفس بعيدة عن كنيسته فنتمتع بمعجزات قيامة يومية فى كنيسته بعودة كل من
"كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد" (لو 15: 24، 32). كما ان الإيمان يعطى
حياة ابدية وعدم الموت الأبدى، فليس فقط
من كان ميتا سيحيا، بل إن من هو حى "فلن يموت إلى الأبد". وهذا هو الفرق
بين مفهوم الموت عند العالم من جهة، وعند الله وأولاده من جهة أخرى، لقد حضر السيد
المسيح لمريم ومرثا. وذهبت مرثا واخبرت مريم بذلك "سرا"، فلعلها لم ترد
إزعاج المعزّين. أو خشت أن يكون هناك أعداء للمسيح وسط المعزّين لم تشأ أن تخبرهم
بقدومه. أما مريم، فلما سمعت، كانت استجابتها سريعة. وهذا ما نحتاجه جميعا، أن
تكون استجابتنا سريعة لنداءات المسيح لنا، فكثيرا ما نخطئ بتأجيل الاستجابة، فتضيع
العديد من فرص التمتع بلقاء شخص المسيح الحبيب.
+
لم يدخل المسيح القرية أو بيت لعازر، فقد
كان هدفه واضحا، وهو إقامة لعازر، وليس التعزية فى موته. وخروج مريم مع مرثا من
البيت، كان ملفتا لنظر اليهود والمعزّين، فقاموا هم بدورهم تابعين لهما، ظانين
ذهابهما للقبر مثل عادة الكثيرين فى البكاء عند القبور. ولعل هذا كان تدبيرا إلهيا
أن يخرج المعزّين ورائهما، حتى يشاهدوا هذه المعجزة الفريدة. وكان منظر بكاء مريم
والمعزّين المجتمعين معها منظرا مؤثرا للغاية، خاصة وأنه كان يمس إنسانا قريبا من
قلب المسيح. ولما كان المسيح إلها كاملا، بقدرته أن يقيم لعازر، إلا أنه أيضا إنسانا
كامل، يحمل كل المشاعر الرقيقة بداخله. وتعبير "انزعج بالروح"، يفيد
باليونانية لم يكن راضيا أو مرتاحا. وهى صورة توضح معنى إحساس المسيح بنا، فهو
رقيق القلب، يشعر بآلام أولاده، يتألم ويتضايق ويشاركهم أحزانهم. وهذا فى حد ذاته،
يعطى عزاءً لكل من هو فى تجربة أو ضيق. "بكى يسوع": جاءت تعبيرا عن كل
ما جاش فى قلبه، وحنو مشاعره. فهو رجاء من ليس له رجاء، معين من ليس له معين، عزاء
صغيرى القلوب، ميناء الذين فى العاصف.
+
"ارفعوا الحجر": هل الذى استطاع أن يقيم الميت بالكلمة، لم يكن فى
مقدوره أيضا أن يحرك الحجر؟! ولكن، هذا هو أسلوب الله الذى يسمح للإنسان بالمشاركة
فى العمل. فما هو فى قدرة الإنسان، لا يفعله الله. وإشراك الإنسان فى العمل يجعل
منه شاهدا لعمل الله وتدابيره. وهى ميزة يتمتع بها من يعمل فى حقل خدمة الرب، إذ
يعاين أعماله عن قرب، ويشترك فيها. كذلك نتعلم، وإن كان الخلاص عملا إلهيا فى
المقام الأول، إلا أن الإنسان أيضا له دور فى هذا الخلاص بأعماله، ومشاركة نعمة
الله المخلصة بجهاده. "له أربعة أيام": أى استحالة القيامة بعد التحلل
والتعفن. وما جدوى رفع الحجر إلا إثارة أحزان لا داعى لها؟ أما المعنى الروحى،
فالحديث هنا عن الإنسان الذى مات فى الخطية، حتى تحللت إرادته أمامها، وصارت أعمال
شهوات الجسد نتنة؛ فحتى هذا الإنسان الذى يظن الجميع إنه لا قيامة له، عند الله له
قيامة بالتوبة التى تحوّل عفن ونتن الخطية إلى طيب غالى الثمن.
+
يشير السيد إلى أن مرض لعازر ليس للموت، بل لمجد الله. وهنا، يعلن السيد المسيح
هذا المجد، أو على الأقل أحد صور مجد الله فى القدرة المطلقة، وانتصار الابن على
الموت، فى مقدمة لقيامته هو. وأما تعبير "إن آمنت"، فإن المسيح يربط
معاينة المجد بشرط الإيمان. قاموا برفع الحجر، ومشاعر الفضول تغلبهم فيما هو
مُزْمَع أن يتم؛ فتأرجح المشاعر هنا بين الشك واليقين عند الناس، نكاد نقول شيئا
طبيعيا، مع عدم الإعلان النهائى للاهوت المسيح، ووجود مؤيدين مؤمنين ومعارضين فى
الجمع المحيط. يتوجه المسيح بعد ذلك لحديث مع الله الآب، والغرض من هذه الصلاة أو
الحديث المسموع، هو "ليؤمنوا أنك أرسلتنى". فالمسيح يريد استغلال هذا
الحدث الفريد، لإعلان ما سبق إعلانه كثيرا فى إنجيل يوحنا، فى أنه من الآب وفى
الآب، والإرادة واحدة بينهما، كما ان السيد المسيح يعلمنا مبدأ الصلاة الدائمة،
وخاصة قبل الشروع فى أى عمل. والمسيح يقدم أيضا فى صلاته عنصر الشكر، الذى تعلمنا
الكنيسة دائما أن نبدأ به كل صلواتنا. ثم خرج صوت المسيح عظيما مدويا، يزلزل أركان
الهاوية، ويأمرها بفتح أبوابها لخروج روح لعازر منها، ويهزم الموت الجاسم على كل
البشر. وأمر لعازر بالقيامة، ولم يأمره أن يقوم باسم الآب، ليبيّن أن ما يفعله
الآب، يفعله الابن أيضا بنفس القدرة والسلطان. فقام الميت وهو مربوط بالمناديل، فيأمر
بعضا منهم أن يحلّوه ويدعوه يمضى. وكما سبق وأعطى المسيح دورا للإنسان فى رفع
الحجر، فها هو أيضا يتعهد النفس القائمة من موت الخطية فى عهدة الكنيسة كهنة
وخداما. فقد قام بعمله الكفارى معها، ومنحها مغفرة الخطايا والقيامة، ولكنه ترك
جزء من العمل على عاتق الكنيسة، التى تتابع فى رعايتها إتمام عمل الطبيب الشافى.
+
لا زال الموقف كما هو بين من يقبل عمل الله ويؤمن به، وبين من يشاهد وينكر. وهو ما
قاله المسيح "ولا إن قام واحد من
الأموات يصدقون" (لو 16: 31). فالمجموعة الأولى، سرت قيامة لعازر كالتيار فى
أجسادهم، فعظم إيمانهم بالمسيح. أما الآخرون، فكان انتمائهم الأرضى وخوفهم على
مصالحهم، حائلا وقف دون إيمانهم بهذا الحدث العظيم. لقد كان هدف الكهنة والفريسيون
واضحا فى التخلص من شخص الرب يسوع، الذى جذب إليه الجميع، وانحسرت بسببه شهرتهم
وسطوتهم على الشعب. فلهذا، وبسبب قوة هذه المعجزة، جمعوا مجمعا والنية مسبقة فى
التخلص من المسيح ولم يكن أمامهم سوى
صياغة الأسباب التى تعضد قرارهم، وتبرره أمام أنفسهم وأمام الشعب. فتفتق ذهنهم إلى
سبب سياسى واهٍ جدا، وهو أن تبعية الجموع للمسيح، ستستفز الرومان وتثير القلاقل،
فتكون النهاية هى إبادة الأمة اليهودية. إلا أن أكثر ما يدينهم، هو اعترافهم نفسه
بأن السيد يصنع آيات كثيرة. وبدلا من أن يقودهم هذا إلى الإيمان به، طلبوا أن
يقتلوه. فتقدم قيافا رئيس الكهنة، كرجل دين وسياسة، مقدما ما يريح الضمائر
"إنه خير أن يموت إنسان واحد حتى لو
كان بارا عن الأمة بأسرها." وما قدمه
قيافا هنا، كان الصيغة التى يبحث عنها الجميع من أجل إراحة ضمائرهم. ولم يكن قيافا
نبيا بالطبع، بل وضع الله على لسانه ما يشير إلى قصد الله وتعيينه السابق، فقد
استخدمه الله هنا للإعلان عن مجريات الأمور. هذه كانت نهاية جلسة الكهنة
والفريسيون، فالقرار صار واضحا، وما تبقى هو التشاور فى كيفية التنفيذ والقبض على
المسيح. ولما كانت ساعة المسيح لم تأت بعد، وهو العالم الوحيد لوقتها، آثر السيد
الحكمة عن إعلان نفسه، فمضى بعيدا عن مكان الأحداث الملتهبة، وذهب إلى مدينة
أفرايم، وهى مدينة تُعرف باسم "الطيبة" الآن، وتبعد نحو 20كم شرق
أورشليم ونواحى برية الأردن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق