آية اليوم
{ أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ
أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ }
(يو 17 :11)
قول لقديس..
( منذ اليوم الذي فيه جحدت أمور العالم لكي أكرس نفسي للتأمل المنير السماوي، عندما حملني التفكير السامي ليضعني بعيدًا عن كل ما يخص الجسد، ويخفيني في أماكن خفية في الخيمة السماوية؛ منذ هذا اليوم وعيناي قد اشرق عليهم نور الثالوث، الذي يتعدّى بهاؤه قدرة الذهن على إدراكه، إذ يشرق على الكل من العرش الممجد جدًا بأشعة مشتركة للثالوث لا يمكن وصفها. هذا هو مصدر كل ما هو هنا تحت. من هذا اليوم مُت عن العالم ومات العالم عني). القديس غريغوريوس النزينزي
( منذ اليوم الذي فيه جحدت أمور العالم لكي أكرس نفسي للتأمل المنير السماوي، عندما حملني التفكير السامي ليضعني بعيدًا عن كل ما يخص الجسد، ويخفيني في أماكن خفية في الخيمة السماوية؛ منذ هذا اليوم وعيناي قد اشرق عليهم نور الثالوث، الذي يتعدّى بهاؤه قدرة الذهن على إدراكه، إذ يشرق على الكل من العرش الممجد جدًا بأشعة مشتركة للثالوث لا يمكن وصفها. هذا هو مصدر كل ما هو هنا تحت. من هذا اليوم مُت عن العالم ومات العالم عني). القديس غريغوريوس النزينزي
حكمة لليوم ..
+ لان الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الادب طريق الحياة. أم 23:6
For the commandment is a lamp,
and the law a light; Reproofs of instruction are the way of life. Pr. 6:23
من صلوات الاباء..
" ايها الاب السماوى الذى أحبنا وحبه
اراد ان يخلصنا من الهلاك الابدى، وكاب صالح سعيت من اجل اعلان محبتك متجسدة لنا
فى المسيح يسوع ودعوتنا لنعمة البنوة بالإيمان وبروحك القدوس تهب القداسة ونور
معرفتك لطالبيك بالروح والحق. نرفع قلوبنا لتهب كنيستك ومؤمنيك روح المحبة والوحدة
والقداسة. وتقودنا الى العمل بوصاياك لنكون لك سفراء على الارض ولنرث الحياة
الابدية التى اليها دعوتنا، أمين.
نصلى من اجل كل نفس لها تعب فى الخدمة
وأعلان كلمة الله وسعى من اجل خلاص العالم ومن اجل كل المخدومين والمؤمنين ليحفظهم
الله فى قداسة ومحبة وسلام وتقوى. يارب ارحم"
من الشعر والادب
" نتبعك بكل
قلوبنا" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يامحبا جاء لنا بالسلام والنجاة،
داعيا للحق فى حبا وبذل وعطاء.
قلبك يحنو ويشفق على الخطاة،
وينادى توبوا وامنوا بحب الإله.
هوذا قد اقترب منكم ملكوت الله.
أمنا ونتبعك بكل قلوبنا فى وفاء،
فاحفظنا وقدسنا عبر رحلة الحياة
وليتقدس اسمك فينا نبعا للرجاء
ويشع حبك فينا نورا وبذلا ونقاء،
وتحيا بالإيمان فينا حبا وصفاء،
فنحيا على الارض فى السماء.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 10/11
يو
1:17- 26
تَكَلَّمَ
يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ
قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً. إِذْ
أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً
لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ
يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي
أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي
لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ
ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. «أَنَا
أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا
لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ
كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي
أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي
خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. مِنْ أَجْلِهِمْ
أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ
الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا
هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي
الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ.
أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي،
لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ
أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ
مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. أَمَّا الآنَ
فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ
فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ. أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ، وَالْعَالَمُ
أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ
مِنَ الْعَالَمِ، لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ
تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا
لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ. كَمَا
أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ،
وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي
الْحَقِّ. «وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً مِنْ
أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً،
كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ
أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَأَنَا
قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا
أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ
إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ
كَمَا أَحْبَبْتَنِي. أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ
أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي
الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا
فَعَرَفْتُكَ، وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي
أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ هذا الأصحاح هو حديث بين الابن القدوس والآب السماوى،
كما يتكلم الإنسان مع نفسه، ومثال لنا فى كيفية الصلاة. فبعد أن أنهى المسيح حديثه
الطويل مع تلاميذه، بدأ حديثه مع الآب، ورفع عينيه نحو السماء ليعلّمنا، معلنا
اقتراب ساعة إتمامه الفداء على الصليب، لأنه يعرفها مسبقا، وقد تجسد من أجلها.
وقال "مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضا"ان مجد الابن هو إتمام الفداء على
الصليب، وتمجيد الأب هو إتمام مشيئته التى هى خلاص البشرية بالفداء. لقد كان مجد
الابن فى تجسده مخفيا، ولهذا يبدأ المسيح هنا فى أعلان بعض أسرار هذا المجد، فهو
صاحب السلطان الوحيد على كل الخليقة، وهو المانح للحياة الأبدية بالفداء لكل من
يؤمن به.
+ الحياة الأبدية هى معرفة الله، والوجود الدائم معه،
والوصول إليها من خلال الإيمان بالمسيح المخلّص، الذى فدانا على الصليب، وعلمنا كيف
نعيش مع الله على الأرض. الحياة الابدية هى أمتداد ونمو فى معرفة المحبة لله
ولبعضنا البعض. لقد أكمل المسيح مهمته، ومجّد الآب بأن أتم كل بر، ودعا الناس إلى
ملكوت السماوات بالحديث المستمر عن الله الآب، وكيفية الحياة معه. وأخيرا بطاعة
الآب فى تقديم نفسه ذبيحة على عود الصليب لفداء كل البشر. لقد أظهر لنا محبة الله
الاب وبتجسد المسيح عرفنا الله المحب الرحيم.
+ لقد طلب الابن الوحيد الجنس من أجل تلاميذه ومن اجل العالم
الذى سيؤمن به. وكذلك على عود الصليب، صلى من أجل صالبيه. وخصّ ايضا بالصلاة هنا
تلاميذه، بسبب ما سوف يتعرضون له، دون غيرهم، من اضطهاد ومتاعب نتيجة وقوع مسئولية
الكرازة عليهم، واحتياجهم لمستوى أعلى من المساندة. واعلن لنا مساواة الابن للآب
فى ملكية كل الخليقة، أن المسيح هو الله الظاهر فى الجسد. المسيح ممجد فى تلاميذه
بحفظهم وصاياه، ثم فى كرازتهم باسمه. كما إن تمجيد اسم المسيح وإعلانه، لم يصر
مسئولية التلاميذ وحدهم، بل مسئولية كل أولاد الله. فعلينا إذن مهمة عظيمة، وهى
تمجيد اسم المسيح أمام كل من حولنا. ولن يتأتّى هذا إلا بعملنا بوصيته، وتوبتنا
الدائمة، وجهادنا ضد شهواتنا، فيختفى إنساننا العتيق ويظهر عوضا عنه مسيحنا الساكن
فينا. ونحن نكمل رسالته على الارض وهو يحفظنا من الشرير "فى اسمه" كناية
عن قوة الله وعنايته، لنكون واحد أى اتحاد على مستوى المحبة القلبية والفكر
والهدف، بلا خصومة أو فرقة. وما أحوج الرعاة والخدام لهذه الطِلْبَة الآن، فسلام
الكنيسة والمخدومين أساسه محبة الخدام ووحدة فكرهم. وما أحوج الكنيسة أن تصلى من
أجل رعاتها، حتى يحفظهم الله من حروب الفرقة والتحزب. ان رغبة المسيح فى أن يكون
كمال الاتحاد بين التلاميذ، كما هو بين الآب والابن.
+ أن كان العالم
يبغض أولاد الله لانهم يفضحون شروره ولانهم مختلفين عنهم ولا يسيرون معهم فى
ارتكاب الاثم ولانهم ابناء لله، فليس الحل أن يرفعهم المسيح معه إلى السماء، بل أن
يحفظهم ويقوّيهم فى مواجهة الشر والشرير. ويعطى المسيح تشجيعا لأولاد الله، إذ
يؤكد نَسَبَهم الروحى له، وثباتهم فى الحق، لقد صلى الرب يسوع المسيح من اجل الكنيسة
كلها فى كل عصورها."ليكون الجميع واحدا": أليس دم الفداء واحد؟ أليس الرب
واحد والايمان والمعمودية واحدة ؟ فالطبيعى إذن أن نكون واحدا، ليس فى الشكل أو
الظاهر، لكن فى الفكر والإيمان والمحبة القلبية، على مثال الوحدانية بين الابن
والآب، ليس فى الجوهر، ولكن فى المحبة قدر ما نستطيع بحسب طبيعتنا البشرية. "أعطيتهم
المجد": المجد هنا، يشرحه القديس ذهبى الفم بأنه السلطان والمواهب، ومشاركة
المسيح فى العمل الخلاصى بالكرازة. والهدف من إعطاء هذا المجد، هو الوحدانية أيضا
أى وحدانية أعضاء الكنيسة. ففى المسيح اتحدت البشرية بالله، والسماء بالأرض، وصار
المسيح شفيعا ووسيطا كفاريا، مما جعل حب الآب للبشر امتدادا لحبه لابنه الوحيد وبخضوعنا
لوصايا الله نصير واحدا فيه. الرب يهتم بالوحدانية فى كنيسته وان كان إبليس استطاع
أن يقسّم الكنيسة عن طريق الكبرياء فالحل هو الاتضاع للوصول إلى الوحدانية، مع
التمسك بالإيمان المسلَّم من المسيح والرسل. فالرب يهتم بتقديسنا ووحدتنا ووجودنا
الدائم معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق