أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ
آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا
كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ
عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ
فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. }(أش 5:53-7)
قول لقديس..
( نرى يسوع ينزل ليتطهر في الأردن (مت17: 3) لأجل تطهيرى أنا، أو بالحرى ليقدس المياه بطهارته وانشقت السماوات، وشهد له الروح الذي من نفس الطبيعة الواحدة معه؛ وسنراه يُجرب وينتصر على التجارب ويُخدم من الملائكة ، ويشفى كل مرض وكل ضعف (مت23: 4)، ويمنح الحياة للأموات ويطرد الشياطين (مت33: 9) ويُطعم بخبزات قليلة آلاف من البشر (مت14: 14)، ويمشى على البحر كأرض جافة (مت25: 14)، ويُسلّم ويُصلب صالبًا خطيتى معه، وقُدِّم ذبيحة كحمل، وأيضًا قدَّم ذاته ككاهن يقدم ذبيحة، ودُفن كإنسان وقام ثانية كإله، ثم صعد إلى السموات لكى يعود ثانية في مجده. كم من الأعياد توجد لأجلى في كل سر من أسرار المسيح وغاية كل هذه الأسرار تجديدى وتكميلى أنا) القديس أغريغوريوس النزينزى
( نرى يسوع ينزل ليتطهر في الأردن (مت17: 3) لأجل تطهيرى أنا، أو بالحرى ليقدس المياه بطهارته وانشقت السماوات، وشهد له الروح الذي من نفس الطبيعة الواحدة معه؛ وسنراه يُجرب وينتصر على التجارب ويُخدم من الملائكة ، ويشفى كل مرض وكل ضعف (مت23: 4)، ويمنح الحياة للأموات ويطرد الشياطين (مت33: 9) ويُطعم بخبزات قليلة آلاف من البشر (مت14: 14)، ويمشى على البحر كأرض جافة (مت25: 14)، ويُسلّم ويُصلب صالبًا خطيتى معه، وقُدِّم ذبيحة كحمل، وأيضًا قدَّم ذاته ككاهن يقدم ذبيحة، ودُفن كإنسان وقام ثانية كإله، ثم صعد إلى السموات لكى يعود ثانية في مجده. كم من الأعياد توجد لأجلى في كل سر من أسرار المسيح وغاية كل هذه الأسرار تجديدى وتكميلى أنا) القديس أغريغوريوس النزينزى
حكمة لليوم ..
+ على الله توكلت فلا اخاف ماذا يصنعه بي الانسان .(مز 56 :
11)
In God I have but my trust; I will not be
afraid. What can man do to me? Psa.56:11
من صلوات الاباء..
" يا من يا من زين الكون بالشمس والقمر
والنجوم كيف قبلت من اجل خلاصى ان يضعوا عليك إكليلاً من شوك، وان تستهزئ بك خلقتك
وتُصلب على خشبة من أجل خطايانا. نعم هو حبك العظيم الذى جعلت تقبل احتمال كل ذلك
العذاب لكى تبطل عز الموت بصليبك يا ذا القدرة المنيعة والتواضع العجب، فارحم يارب
خليقتك واغفر لنا خطايانا كعظيم رحمتك من اجل الدم الثمين الذى سفك على الصليب،
أمين"
من الشعر والادب
" آمن يا ابنى" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
انت بتغفر وانا بتقسى،
وانت يارب بحبك تصبر،
تغفر وكمان تنسى.
محبة عجيبة تقدم لينا،
واحنا بعاد عن حب فادينا،
وكل خطية طعنه فى حبك،
وخيانه يارب لطيبة قلبك.
وتقولى تعالى بص لصلبى،
وآمن يابنى بعظمة حبى.
دا انا فديتك يا ابنى بدمى،
وهنجيك من ثم الحية
وكمان اديك حياة ابدية،
اوعى تضيع منك الفرصة.
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 10/14
يو 1:19- 25
فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ.
وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ،
وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ،وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السّلاَمُ يَا مَلِكَ
الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً خَارِجاً
وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ
أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجاً وَهُوَ حَامِلٌ
إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا
الإِنْسَانُ!». فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا
قَائِليِنَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ
وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً».أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا
نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ
ابْنَ اللَّهِ». فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفاً. فَدَخَلَ
أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟»
وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَاباً. فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا
تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ
وَسُلْطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ
سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ
الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». مِنْ هَذَا الْوَقْتِ
كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا
يَصْرُخُونَ قَائِليِنَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ.
كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!». فَلَمَّا سَمِعَ
بِيلاَطُسُ هَذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ
الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ
«جَبَّاثَا». وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.
فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ!
اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ
الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ
إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ
الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ
بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ
آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ. وَكَتَبَ
بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوباً: «يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ». فَقَرَأَ هَذَا الْعُنْوَانَ كَثِيرُونَ مِنَ
الْيَهُودِ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ يَسُوعُ كَانَ قَرِيباً مِنَ
الْمَدِينَةِ. وَكَانَ مَكْتُوباً بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ
وَاللاتِينِيَّةِ. فَقَالَ رُؤَسَاءُ كَهَنَةِ الْيَهُودِ لِبِيلاَطُسَ: «لاَ
تَكْتُبْ: مَلِكُ الْيَهُودِ، بَلْ: إِنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ
الْيَهُودِ!». أَجَابَ بِيلاَطُسُ: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ» ثُمَّ إِنَّ
الْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ
وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا
الْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجاً كُلُّهُ
مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ
عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا
ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هَذَا فَعَلَهُ
الْعَسْكَرُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ تأرجح بيلاطس بين صوت الحق والضمير، وبين الضعف امام الغوغاء
وشراسة ندائهم بصلب المسيح، فأسلمه أولا للجلد لعله يهدئ من ثورة اليهود؛ وينتقل
القديس يوحنا لمنظر استهزاء الجند الرومان بالمسيح أثناء الجلد، فسخروا منه
وألبسوه ثوب يمثل فى لونه ثياب الملوك، وكذلك ضفروا إكليلاً من شوك وتوجوه به وكانوا يلطمونه ولا نعتقد أن هناك لسان أو كاتب يستطيع أن يصف أو يعبّر عن
هذا المشهد الأثيم. ولكن نكتفى بسؤال رب المجد: لماذا يا إلهى احتملت يد الخطاة
الأثمة تمتد على وجهك البار القدّوس، وكيف يحدث هذا؟. فتأتى إجابته: من أجل خلاصك
يا بنى! وفى محاولة لتبرئة ضميره، يخرج بيلاطس ويعلن مرة ثانية براءة المسيح،
ولكنه إعلان دون الحكم بذلك. أخرج بيلاطس يسوع بعد الجلد، وهو لابس الأرجوان وعلى
رأسه الشوك، فى محاولة أخيرة يتلمس بها عطف الحاسدين والرعاع فيطلق المسيح. ولكنهم
ازدادوا قساوة وطالبوا بصلبه، فشهد بيلاطس شهادته الثالثة ببراءة يسوع، أراد
بيلاطس إخلاء يده من المسئولية، فقال لهم: "خذوه أنتم واصلبوه" دون
إشراكى فى جريمتكم.
+ قدم المحتجين اتهامهم الأول بأن المسيح فاعل شر وعند فشلهم،
قدموا الاتهام الثانى بأنه خائن لقيصر، ودفع المسيح هذا الاتهام عنه عندما أجاب
بأن مملكته ليست من هذا العالم (ص 8: 36). وهنا، أتى اليهود باتهام ثالث بأنه مجدف
على الناموس، أى دينهم، وبحسب ذلك يجب أن يموت، وبهذا يبطلون دفاع بيلاطس عن
المسيح فى أنه لا يجد فيه علة. وقد ارتعب بيلاطس عند ذكر اليهود
أن المسيح "ابن الله"، ولنا أن نفهم، فهو مرعوب لإصدار حكم على برئ لا
يدينه فى شئ، ولكنه يشعر بمكيدة وقسوة الاعداء ومرعوب أيضا لكلمة "ابن
الله"، إذ كان الرومان واليونانيون يعتقدون فى إمكانية ظهور الآلهة وتجسدهم
ولعل المسيح أحد أبناء الآلهة، فهل يوقع بيلاطس نفسه فى خصومة مع الآلهة؟ نضيف إلى
ذلك أيضا سببا لرعبه، وهو الحلم الذى حلمته زوجته وأخبرته به، قائلة له:
"إياك وذاك البار" (مت 27: 19). فى محاولة للانتصار على رعبه وخوفه، أخذ
بيلاطس يسوع إلى داخل ليستفسر منه: "من أين أنت؟"، هل من السماء؟! هل
أنت ابن للآلهة كما سمعت؟! وعدم إجابة المسيح هى قناعة شخصه المبارك بأن ما يقوله
لن يغير من الوضع شئ، وكان كافيا على بيلاطس ما سمعه منه لتبرئته. ولدفع المسيح للكلام، هدده بيلاطس
بسلطانه أن يقتله أو يطلقه. فجاءت إجابة المسيح القوية والتى أرعبت بيلاطس:
"ليس لك سلطان علىّ أبدا ما لم يكن أبى سمح لك بذلك." فالصلب إذن هو
إرادة الآب وموافقة وخضوع الابن، وليس لسلطان أرضى أو زمنى أن يتحكم فيه، وفى نفس
الوقت، لم يَعْفِ بيلاطس من المسئولية لأنه متردد وسلبى، ولم يعلن براءته. ولكن
الذى أسلمنى حسدا خطيتهم أعظم من خطيتك؛ ولعل سبب تخفيف خطية بيلاطس أنه أممى لا
يعرف الكتب ولا المواعيد كما يعرفها هؤلاء. وأمام صراخ الغوغاء ومحرضيهم وتهديدهم
من جهة أخرى، فهدوده أنه إن أطلق من يدعى أنه مَلك لليهود، فإنه يوافق ضمنا على
وجود ملك بخلاف قيصر، وهذا ما لا نرتضيه نحن، ويجعله خائنا لقيصر. ونجحوا بذلك فى
إدخال نوع جديد من الخوف على قلبه، وهو الخوف على المنصب السياسى ومعاداته لقيصر
نفسه.
+ أخرج بيلاطس الرب يسوع من دار الولاية إلى الساحة حيث ينتظر
اليهود، وجلس على كرسيه الذى يستخدمه الولاه الرومان عند إصدار أحكامهم. كان لزاما
على بيلاطس أن يأخذ قرارا بالنسبة للمسيح، فحاول للمرة الأخيرة التخلص من القرار
وترك اليهود يحكمون عليه قائلا: "هوذا ملككم".واستفز قول بيلاطس
"هوذا ملككم" اليهود وازدادت عصبيتهم، وأجابوه: "خذه أنت، لماذا
تعطينا إياه؟ خذه واصلبه." وعندما سألهم: "أأصلِب ملككم؟" صرخوا:
"ليس لنا ملك إلا قيصر." وهذا إنكار وتنازل فاليهود يعلمون أنهم ليس لهم
ملك سوى الله، وأن الرومان يحتلونهم، وكانوا ينتظرون الخلاص منهم. أما أن
يُصَرِّحُوا الآن بأن ملكهم هو قيصر، فهم بذلك مثل للإنسان الذى يغيّر كل مبادئه
فى لحظة من أجل خبث فى قلبه، وبذلك طبقوا مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".
وجاءت نهاية مشهد المحاكمة الهزيلة بخضوع من خاف على مركزه من الشغب، فواحد يموت
حتى لو كان بريئا لأنجو أنا بنفسى؛ ومن السهل علينا هنا أن ننتقد بيلاطس على سوء
استخدام سلطانه، وكذلك خوفه وجبنه. ولكن، فى مواقف أخرى فى حياتنا اليومية، ألعلنا
نكذب لننجو من فعلة نستحق عليها توبيخا، أو نتهرب من مسئولية إعلان الحق، محاولين
نفض أيدينا وإلقاء المسئولية على آخرين كما صنع بيلاطس، أو نفعل مثل اليهود؛ نجد
تبريرا لشرورنا نخدّر به ضمائرنا.
+ فى رحلة الصلب من دار الولاية مرورا بدرب الالام حتى
الجلجثة فى رحلة شاقة سار الرب يسوع حاملا الصليب وكان التقليد الموروث عند اليهود
يقول أنها المكان الذى دُفنت فيه جمجمة آدم. أما العلماء فيصفونها أنها ربوة متوسطة
الارتفاع، شكلها الصخرى يشبه الجمجمة فى تكوينها. ويذكر القديس يوحنا هنا أن ما
كُتب فوق الصليب "يسوع الناصرى ملك اليهود" كان بأمر بيلاطس شخصيا،
وثانيا بلغة اليهود
العبرانية، ولغة الفكر والعلم اليونانية، ولغة الدولة الرسمية اللاتينية. ولأن
المكان كان مرتفعا، قرأ ذلك كثير من الشعب، اعترض رؤساء الكهنة على التصريح بأن
المسيح ملكهم، لأن فى هذا إدانة لهم على قتلهم ملكهم. ولكن هذا الاعتراض قوبل
بجفاء من بيلاطس، وأصر على كلامه فى أن المسيح هو ملك اليهود. ولا نعلم إن كان هذا
بدافع النكاية فى رؤساء الكهنة، أو توقيرا لشخص لم ير فيه شرا. وكان القديس يوحنا
أكثر مَنْ أوضح لنا قصة اقتسام الثياب، فنفهم أنهم كانوا أربعة من العسكر كل منهم
أخذ جزءا. ولكن القميص كان منسوجا غير قابل للاقتسام، فألقوا عليه قرعة فيما بينهم
لمن يكون. ويذكّرنا القديس يوحنا بما قاله داود فى نبواته عن آلام الصليب:
"يقسمون ثيابى بينهم، وعلى لباسى يقترعون" (مز 22: 18).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق