آية اليوم
{ صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله
مستقيمة }(لو 3 : 4)
قول لقديس..
( لقد طوَّب الرب الكثيرين، لكنه لم يعد بمعاينة الله إلا لأنقياء القلب. لا نعاين الله في مكان ما بل في القلب النقي، لا تبحث عن الله بالعين الجسديّة. بل من يستطيع أن يدرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ويعرف محبَّة المسيح الفائقة المعرفة (أف 4: 20)، فبرأفة الله علينا ورحمته يبلغ بنا إلى ملء قامة المسيح حتى نستطيع أن نعاينه.) القديس امبروسيوس
( لقد طوَّب الرب الكثيرين، لكنه لم يعد بمعاينة الله إلا لأنقياء القلب. لا نعاين الله في مكان ما بل في القلب النقي، لا تبحث عن الله بالعين الجسديّة. بل من يستطيع أن يدرك ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ويعرف محبَّة المسيح الفائقة المعرفة (أف 4: 20)، فبرأفة الله علينا ورحمته يبلغ بنا إلى ملء قامة المسيح حتى نستطيع أن نعاينه.) القديس امبروسيوس
حكمة لليوم ..
+ البر يرفع شان الامة وعار الشعوب الخطية. (ام 14 :
34)
Righteousness exalts
a nation, but sin is a reproach to any people.pro13:34
من صلوات الاباء..
"ربنا والهنا القدوس يا من سار أمامك ابائنا بالبر
فسمعت صلواتهم واستجبت لطلباتهم، حتى لو تاخرت الاستجابة فبحكمتك تستجيب لنا فى
الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، نحن كثيرا ما نجهل حكمتك ولكننا نثق فيك وفى
يدك الامينة القادرة ان تعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر. وانت قادر ان تقودنا وتهبنا
ان نسلك بالبر والاستقامة أمامك طوال ايام غربتنا على الارض، أمين. "
من الشعر والادب
" اسمع واستجب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أسمع يارب صلوات شعبك،
واستجب لنا فى ضيقنا المر.
اجعلنا نسلك امامك بلاعيب،
ونثمر بالايمان ونمونا يستمر.
وترتفع اليك صلواتنا كبخور،
ولدى قلبك
الاقدس تستقر.
ولتفتح افواهنا لنسبحك،
بالروح والقلب والفكر.
فليس لنا فى الضيق سواك،
بك تفرح قلوبنا وتستريح،
وخلاصنا يقترب ونسلك بالبر.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 10/19
لو1:1-25
إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ
قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا
الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ، وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ،
رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ
بِتَدْقِيقٍ،أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ
ثَاوُفِيلُسُ، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. كَانَ فِي
أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ
فِرْقَةِ أَبِيَّا،وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.
وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ،سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا
الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ
أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.
فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،حَسَبَ عَادَةِ
الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ
وَيُبَخِّرَ. وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ
الْبَخُورِ. فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ
الْبَخُورِ. فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ.
فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا،لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ
سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ
يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ،وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ
بِوِلاَدَتِهِ،لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ،وَخَمْراً وَمُسْكِراً
لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ.
وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ،لِيَرُدَّ قُلُوبَ
الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ
يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ:
«كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي
أَيَّامِهَا؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ
قُدَّامَ اللهِ،وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. وَهَا أَنْتَ
تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ،إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي
يَكُونُ فِيهِ هَذَا،لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي
وَقْتِهِ». وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ
إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ
يُكَلِّمَهُمْ،فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ
يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً. وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ
مَضَى إِلَى بَيْتِهِ. وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ
امْرَأَتُهُ، وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: «هَكَذَا قَدْ
فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ،لِيَنْزِعَ
عَارِي بَيْنَ النَّاسِ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ يظهر من كلام القديس لوقا، أن كثيرين فى زمانه كتبوا
عن حياة المسيح ، فإذ آمن القديس لوقا بالمسيح وإلتصق بالرسل القديسين الذين
عاينوا حياة الرب يسوع وصاروا خداما للكلمة، شعر بمسئولية أن يكتب هو أيضا لأنه
تتبع بالتدقيق حياة الرب يسوع المسيح، وساعده على ذلك عمله كطبيب تعود على الفحص
والتدقيق. اخذا من القديسة مريم والذين سبقوه حتى اخبار البشارة بالميلاد، مما
يبين اهمية التقليد الكنسي أى التسليم الرسولى الشفاهى للإيمان
من الآباء الرسل إلى تلاميذهم حتى وصل إلينا الأن، وهذا يشمل نص الكتاب المقدس،
وكل إيمان وطقوس الكنيسة، فالتقليد هو الذى حفظ للكنيسة تعاليمها المستقيمة من
أيام الرسل حتى الآن. كتب القديس لوقا حياة المسيح بالترتيب إلى ثاوفيلس الذين آمن
وتعلم الكثير ليثبِّت إيمانه بالمسيح. وهو يونانى صار مسيحيا وكان يعيش فى
الإسكندرية، له مركز سياسى كبير، إذ يلقبه بالعزيز أى صاحب الفخامة، ومعنى اسمه
محب الله. فإن كنت يا أخى محبا لله، فهذا الإنجيل موجه لك.
+ كان زكريا الكاهن بارا وكان وزوجته أليصابات "قَسَم
الله" من نسل هارون الكاهن الأعظم. وكانا يتميزان بالبر فى إتمام وصايا الله
وكذلك أحكامه وكان هذا السلوك الروحى
السليم الظاهر أمام الناس، بالإضافة إلى ذلك كان قلباهما نقيين امام الله، ولأجل
برهما، اختار الله أن يحدثهما بعد انقطاع كلامه مع شعبه أكثر من ثلاثة قرون، حتى
يلدا يوحنا الذى معناه "الله حنان". "هكذا تظهر محبة الله لكل من
يتقيه، فإن تمسكنا بوصايا الله سترى حنانه ونعمه الكثيرة. كان زكريا الكاهن من فرقة
أبيا فقد كان فى زمان زكريا حوالى 20 ألف كاهن فى اليهودية، يقسموا على 24 فرقة كل
منها حوالى الألف، وتقوم بخدمة الهيكل أسبوعا مرتين فى السنة. ورغم بر زكريا
وأليصابات، لكنهما واجها مشكلة صعبة وهى عدم الإنجاب، وكان عدم الانجاب كان يعتبر
عار فى العهد القديم وقد شاخا فلم يعد هناك أمل فى الإنجاب، ولكن حكمة الله من
الضيقة تظهر بعد ذلك، لأن تأخير الإنجاب كان ليعطيهما الله يوحنا المعمدان أعظم
مواليد النساء، وهو الذى يعد طريق المسيح، وينبغى ولادته قبيل السيد المسيح.
+ جاء أسبوع الخدمة الخاص بفرقة أبيا، وحضر الكهنة
وبينهم زكريا الشيخ وألقيت القرعة كالعادة لمعرفة من يدخل ليقدم البخور على المذبح
الذهبى داخل القدس، فوقعت على زكريا فدخل ليبخر وكان جمهور الشعب واقفا خارج القدس
منتظرين بركة زكريا الكاهن بعد أن يبخر داخل القدس. وقدم بخورا على المذبح الذهبى
الموجود فى وسط القدس، أمام حجاب قدس الأقداس، الذى فيه تابوت العهد، ثم سجد كعادة
الكهنة، فظهر له ملاك نورانى بشكل مهيب عن يمين مذبح البخور. فمن المذبح والهيكل
تنسكب علينا النعم الإلهية والبركات السمائية، فننال أعظم شئ وهو جسد الرب ودمه
ونقتنى سلاما وفرحا بل وتنفتح عيوننا الداخلية لننرى الله ونتمتع بعشرته مع كل
السمائيين. وأمام عظمة هذا الظهور السمائى، خاف زكريا، فطمأنه الملاك وأعلن له
اهتمام الله بصلواته منذ عشرات السنين وحتى الآن، ليس فقط بإنجاب النسل بل أيضا
اشتياقه لمجئ المسيح، فهو ككاهن يصلى هكذا فى صلواته الطقسية منتظرا التجسد
الإلهى، ووعده بحبل إمرأته العجوز بل أعلن إسم المولود "يوحنا" أى حنان
الله. فكن مطمئن النفس لاهتمام الله بكل
صلاة وطلبة ترفعها إليه، ولكنه يستجيب فى الوقت المناسب. فاستمر يا أخى فى صلواتك
مهما تأخرت الإستجابة، واثقا من استجابتها بالشكل المناسب فى أحسن وقت يراه الله
لك. وأعلن الملاك أن يوحنا ليس مولوداً عاديا يفرح قلب والديه الشيخين والأقارب
والجيران فقط، بل ستمتد خدمته لتصير فرحا لكل من يؤمن ويستجيب لدعوته. ويمتلئ من الروح
القدس وهو جنين، لذا فهو أعظم مواليد النساء كما أعلن المسيح نفسه.
+ يتحدث الملاك عن طبيعة خدمة يوحنا، وهى دعوة اليهود
للتوبة والرجوع لله، وعودة المحبة والترابط داخل الأسرة بين الآباء والأبناء،
ويدعو الخطاة والعصاة لوصايا الله حتى يتوبوا ويفكروا فى البر. وهذا هو التمهيد
للتجسد الإلهى، فإذ يعلن الملاك أن يوحنا يتقدم إلهه، فهذا إثبات للاهوت المسيح
الذى تبدأ خدمته بعده بستة أشهر، ويعلن أيضا أن يوحنا سيكون قويا فى أسلوب خدمته
مثل إيليا النبى. لم يستطع عقل زكريا أن يصدق البشرى الإلهية، وقدم أدلته وهى أنه
وإمرأته شيخان ويستحيل عليهما الإنجاب، مع أنه قد تكرر فى التاريخ قدرة الشيوخ على
الإنجاب بعمل الله الإعجازى مثل إبراهيم وسارة، ولم يقف العقر حائلا كما فى اسحق
ورفقة ويعقوب وراحيل، ومنوح وإمرأته والدى شمشون. ولكن يُلاحظ رقة زكريا أنه لم
يتذمر على عقر إمراته، بل قال فى تأدب أنها متقدمة فى أيامها.
+ لأجل شك زكريا فقد قدرته على الكلام، كما أعلن له رئيس
الملائكة جبرائيل أى "جبروت الله"، وهو أحد رؤساء الملائكة السبع
الواقفين أمام الله. وصمته هذا كان نتيجة طبيعية لعدم تصديق صوت الله. وصمت زكريا
يعلن صمت العهد القديم ليبدأ العهد الجديد بالمسيح يسوع، وعندما خرج زكريا عاجزا
عن الكلام، مكتفيا فقط بإشارة يديه، فهموا أنه قد رأى رؤيا داخل القدس كما كان
يحدث مع الأنبياء قديما، ففرحوا بالإعلان الإلهى وإن كانوا مشتاقين لمعرفة هذا
الإعلان الذى ظل غامضا بسبب صمت زكريا. ظل زكريا فى الهيكل حتى انتهى أسبوع خدمته،
ثم عاد إلى بيته الذى هو خارج أورشليم فى التلال المحيطة بالمدينة. ولما شعرت
أليصابات بحبلها فرحت جدا هى وزكريا زوجها، وشكرا الله الذى باركهما، واستراحت
أخيرا أليصابات من تعييرات النساء لها بالعقر وفرحت بالبركة التى استحقتها البركة،
ولكنها أخفت نفسها خمسة اشهر عن الظهور أمام الناس حتى تتأكد من الحبل المعجزى،
فقد شاركت زوجها فى خطية الشك. ولكن هذه الفترة التى صمت فيها زكريا، كانت فرصة
لحديث أعمق مع الله امتزجت فيه التوبة مع الشكر، وأيضا التأمل فى أعمال الله
السابقة مع شعبه ومعهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق