آية اليوم
{ فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع
المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها
مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله (رو 5 : 1-
2)
قول لقديس..
(انظر إلى تعطف ربنا، كيف أنه من أجل نفسٍ واحدة أراهم ذاته وبه جراحاته، وجاء إليهم ليخلص الواحد.) القديس يوحنا الذهبي الفم
(انظر إلى تعطف ربنا، كيف أنه من أجل نفسٍ واحدة أراهم ذاته وبه جراحاته، وجاء إليهم ليخلص الواحد.) القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة لليوم ..
+ أربع عيون ترى أفضل من اثنين .
Four eyes see well than two.
من صلوات الاباء..
"يا مسيحنا القدوس العالم بما فى النفوس، يا من قام
ليقيمنا من موت الخطية ويهبنا السلام والايمان والرجاء، أقم يارب نفوسنا من ضعف
الايمان والشك وهبنا قوة روحك القدوس لنحيا منقادين بروح الحكمة والتعزية والفرح
والسلام. أنظر الى كل نفس أختطفها أبليس وجنوده واعيدها الى حظيرتك ليقوى إيماننا
ونسير فى خطى واثقة بك يا رئيس إيماننا ومكمله، أمين"
من الشعر والادب
" ثمار القيامة" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وسط اليأس وعز الضعف،
والقلب المحزون والخوف،
حضورك يبدد كل أوهام.
ويدى للقلب فرح وسلام.
ويبدد شكى وكل ظلام،
نور قيامتك فيه الهام،
زى ما قمت هنكون قيام.
وهنسير معاك للأمام.
بإيمان الرسل الكرام .
وبروحك تغفر كل اثام.
بالايمان نرث الملكوت.
وكلامك لينا قوة وقوت.
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 10/17
يو 19:20- 31
وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ
الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ
كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ
يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ!». وَلَمَّا
قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا
الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي
الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ:
«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ
أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ». أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ،
الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ.
فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ
لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ
إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ
أُومِنْ».وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا
مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ
وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا
وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ
مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُمْ: «رَبِّي وَإِلَهِي!».
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ
آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ
تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ
كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ
تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.
والمجد لله دائما
تأمل..
+ يصور القديس يوحنا كيف كان حال التلاميذ من خوف فى مساء أحد القيامة وكيف
كانت الأبواب مغلقة بإحكام من الداخل عليهم، ولكن فى إثبات لعقيدة جسد القيامة
الممجد والغير خاضع للقوانين المادية. فوجئ التلاميذ بالسيد المسيح فى وسطهم،
ملقيا عليهم سلامه الإلهى لِيُطَمْئِنَ قلوبهم ويحررهم من الخوف الذى حبسوا أنفسهم
داخله. هكذا نحن جميعا لدينا أبواب مغلقة وأسوار مرتفعة من مخاوف أو قلق وكلنا ننتظر
سلام الله وإشراق نوره الإلهى علينا، حتى تطمئن قلوبنا ونطرح الخوف خارجا. لقد ظهر
السيد المسيح القائم يحمل جراحات الصليب ولهذا كان فرح التلاميذ عجيبا إذ رأوا
الرب وتحققوا من قيامته، والله أعطانا أن نراه بأعين الإيمان فى حياتنا اليومية،
وهى عطية حرم نفسه منها الإنسان الذى لا يعترف به، أو يحيا خارج كنيسته. وهذه
العطية بمثابة عربون لمن يثبت فى حبه لله.
+ كرر المسيح التحية بسلامه الممنوح لهم مرة ثانية ليزيد
من إحساسهم بالطمأنينة، ثم انتقل إلى شئ آخر، وهو عمل التلاميذ المقبل. فكما
أرسلنى الآب من أجل عمل الفداء الذى لا يقدمه آخر سواى، هكذا أرسلكم أنتم مبشرين
وشهودا لهذا الفداء الذى تم. اعطاهم نعمة الروح القدس قال السيد المسيح سابقا عن
الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمه. وهنا، يمنح التلاميذ هبة الروح القدس بالنفخة
فى وجوههم، لأن سلطانه هو سلطان الآب ذاته. مسلما اياهم عمل الكهنوت المقدس لتقديس
المومنين ورعايتهم بالروح القدس الساكن فيهم
من خلال سر الكهنوت ليغفر أو يُمسك الخطايا.
+ كان توما يمثل الشخصية العقلانية التى تعرقل الإيمان
القلبى البسيط، حتى أنه رفض تصديق باقى الرسل الأطهار وشهادة نساء القيامة، وقد
أعلن، فى تحد غير خفى، أنه لن يؤمن ما لم يرى ويحس جراحات الصليب ماديا. وفى الأحد
التالى تكرر الظهور بنفس ملابساته، والاختلاف الوحيد هو وجود توما الغائب سابقا.
وبعد أن ألقى السيد سلامه على التلاميذ، وَجَّهَ كلامه مباشرة إلى توما، وغاية
كلمات المسيح كلها: "ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمنا". وأسلوب المسيح مع
توما يعطينا مثلا لاتساع القلب واللطف وطول الأناة، حتى لمن شك، ليعلّمنا بذلك
المعنى الحقيقى للاتضاع والتنازل والإشفاق على الناس فى ضعفاتهم الروحية. وجاءت
إجابة توما "إعلانا واعتذارا"، إعلانا إيمانيا قويا، واعتذارا أيضا
لخجله من عتاب المسيح الرقيق لعدم إيمانه الصارخ، فقال توما "ربى وإلهى"،
وهو تعبير قوى يعبّر به عن إدراكه لسر القيامة، وأنه أمام الإله المتجسد كاسر شوكة
وسلطان الموت بلاهوته. هنا يعاتب السيد المسيح بلطف أيضا توما على شكه، فما كان
جدير بتلميذ عاش مع المسيح أكثر من ثلاث سنوات رأى فيها المعجزات وسمع التعاليم،
أن يكون موقفه هكذا مطالبا بالرؤية المادية للمسيح القائم. ولهذا، يعلن أيضا السيد
المسيح عن طوباوية، أى البركات، التى ينالها كل من يؤمن به فى كل العصور دون أن
يقف عقله عائقا أمام إيمانه.
+ يوضح القديس يوحنا هنا غاية كتابة إنجيله كله، وهو
الإيمان أن يسوع الإنسان هو المسيح الإله، الكلمة، ابن الله الأزلى والمساوى. وكأن
يوحنا، وهو يختم إنجيله، يذكّرنا بما سبق وأعلنه عن شخص السيد المسيح فى أصحاحه
الأول، أن الكلمة هو ابن الله، وأن الكلمة هو الله الظاهر فى الجسد، ويعطى لكل
القارئين خلاصة كل إنجيله والغرض منه، وهو أنه لا حياة ولا أبدية خارج اسم المسيح؛
فالذين قبلوه هم فقط الذين صاروا أبناء الله. نصلى لكى ما يكون لنا هذا الإيمان
الحى والعامل الذى هو سر غلبة العالم، كما قال القديس يوحنا فى رسالته الأولى:
"من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو ابن الله؟" (5: 5).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق