أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من
كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا} (تث 30 :
6)
قول
لقديس..
( الهدف النهائي الموضوع أمامنا هو "الحياة الأبدية"، إذ يقول الرسول{فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبديَّة} رو22: 6. وأما الهدف الحالي فهو "نقاوة القلب" التي يعبر عنها الرسول بقوله: {ثمركم للقداسة} والتي بدونها لا يتحقق الهدف النهائي.. فلنهتم بالكشف عن هذه الفضيلة أي "نقاوة القلب" متجنبين كل معوقاتها، لأنها خطيرة وضارة. فمن أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا وكرامتنا الأرضية وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات) من مناظرات يوحنا كاسيان مع الانبا موسى عن نقاوة القلب
( الهدف النهائي الموضوع أمامنا هو "الحياة الأبدية"، إذ يقول الرسول{فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبديَّة} رو22: 6. وأما الهدف الحالي فهو "نقاوة القلب" التي يعبر عنها الرسول بقوله: {ثمركم للقداسة} والتي بدونها لا يتحقق الهدف النهائي.. فلنهتم بالكشف عن هذه الفضيلة أي "نقاوة القلب" متجنبين كل معوقاتها، لأنها خطيرة وضارة. فمن أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا وكرامتنا الأرضية وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات) من مناظرات يوحنا كاسيان مع الانبا موسى عن نقاوة القلب
حكمة لليوم ..
+ فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه
وتحفظون وصاياه كهذا اليوم . (1مل 8:61)
Let your
heart therefore be loyal to the LORD our God, to walk in His statutes and keep
His commandments, as at this day. 1Ki 8:61
من صلوات الاباء..
"
ايها الرب الاله الذى خلقنا على صورته ومثاله وانعم علينا بالروح الذى يشتاق
للكمال ونعمة العقل المميز والمسئول والقلب الذى يجيش بالعواطف والجسد الحي العامل
بالمحبة واذ تريدنا على صورة مجدك، نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح ان
تحررنا من العبودية للشهوات او الذات اوالشيطان او الحرف القاتل او تسلط الغير لنحيا حرية مجد ابناء الله
الساعين الى الكمال فى وداعة الروح وحكمة العقل وقداسة العواطف وعفة الجسد، ليكون
لنا البصيرة الروحية التى بها نعاين مجدك ونسير كحكماء مفتدين الوقت فى الأيام
الشريرة، أمين"
من الشعر والادب
"نقى القلب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياللى فى العالم بتبحث عن الكمال
ومش راضى على سوء الاحوال
اعرف ان الدنيا ومافيها الى زوال
والكمال فى عالم الشر صعب محال
بس عليك بقلبك تصلحه لو منك مال
نقيه من الشهوات والخطية والاوحال
اطلب روح ربنا يرشدك وتحقق الامال
ونعمته تسكن فيك وتكون احوالك عال
وتسير فى نمو صاعد لحياة الكمال
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 1/29
مت 1:15- 20
مقاومة الكتبة والفريسيين للسيد المسيح
الاهتمام بنقاوة القلب
حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ
كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا
يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ
أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:
«وَأَنْتُمْ أَيْضاً، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ
تَقْلِيدِكُمْ؟ فَإِنَّ اللَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ
وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً، فَلْيَمُتْ مَوْتاً. وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي
تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. فَقَدْ
أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً
تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ،
وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. وَبَاطِلاً
يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ». ثُمَّ
دَعَا الْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ: «سْمَعُوا وَافْهَمُوا. لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ
الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ». حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَقَالُوا
لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا الْقَوْلَ نَفَرُوا؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ
يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ. اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ
عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي
حُفْرَةٍ». فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ
لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». فَقَالَ
يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا
يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟ وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ
الْقَلْبِ يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ
شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.
وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ». والمجد
لله دائما
تأمل..
+ مقاومة الكتبة والفريسيين للسيد
المسيح..
لقد أُؤتُمن الكتبة على كلمة الله لكي يكتبوها بدقّة، والفرّيسيّون لكي يفسِّروها
للشعب، حتى متى جاء كلمة الله ذاته متجسّدًا يفرحون ويتهلّلون ويدخلون مع الشعب
إليه ليملك في قلوبهم، ويستجيبون له بكل حياتهم. لكنهم اهتموا بالمظهر دون الجوهر
وانتقدوا تلاميذ السيد المسيح لعدم غسلهم ايديهم قبل الأكل حسب تقاليدهم وكان
عليهم ان ينقوا قلوبهم اولاً لكن إذ تحوّلت قلوبهم من خدمة الكلمة إلى خدمة ذواتهم
والحرف القاتل، صاروا رافضين الكلمة الإلهي ومقاومين له. لكن المقاومة للحق لا
تحطّمه، بل تفتح أمامه الطريق ليُعلن بأكثر قوّة وعلى أوسع نطاق.
اُتّهِموا السيّد بأن تلاميذه يتعدُّون تقليد الشيوخ
بعدم غسل أيديهم حينما يأكلون خبزًا، وكانت إجابة السيّد: "وأنتم أيضًا لماذا
تتعدُّون الله بسبب تقليدكم؟ ان من التقليد ما هو وصايا للناس ويتعارض مع الوصيّة
الإلهيّة لهدف أو آخر، كالمثال الذي قدّمه السيّد المسيح. فلأجل المنفعة الشخصيّة
وضع قادة اليهود وصيّة تحمل مظهر العطاء الظاهري وتخفي كسْرًا للناموس الإلهي. كأن
يستطيع الابن أن يَحرم والديه من حقوقهما، فلا يعولهما بحجّة أن ما يدفعه لهما
يقدّمه قربانًا لله، فيكسِر وصيّة إكرام الوالدين ويكون كمن شتمهما بأعماله، وهذا
أقسى من السبّ باللسان، إذ يحرمهما من حق الحياة الكريمة، ويدخل بهما إلى ضنك
العيش تحت ستار العطاء للهيكل. حارمين الوالدين من عطايا أولادهم. كما ان فى هذا التقاليد
بعض الحرفيّات والشكليّات في العبادة والسلوك، لا هدف لها سوى حب الظهور بثوب التديّن
دون الروح الداخلي الحيّ وهذا ما قاومه الرب. اما التقليد الحيّ الذى حفظ لنا
أسفار العهد القديم وقدّم لنا تفسيرًا لنصوصها، كما أعلن لنا الحياة مع الله خلال
العبادة والسلوك، وحفظ لنا بعض المعرفة شفاهًا أو كتابة. لم يرفضه العهد الجديد، لأنه غير مخالف للوصيّة
الإلهيّة بل خادم لها.
+ الاهتمام بنقاوة القلب ... ان المرائين ومن يَظهرون كمُدافعين عن الحق وهم
كاسِروه، يحملون صورة الغيرة على مجد الله وهم يهتمّون بما لذواتهم. يتقدّمون
كمعلّمين وهم عميان في حاجة إلى من يعلّمهم. فهل يستطيع أعمى ان يقود غيره ؟ إن
كان يُحسب أمرًا خطيرًا ألا يكون للأعمى قائد يرشده، فكم بالأكثر إن أراد الأعمى
أن يقود غيره! دعا السيّد الجموع ليشرح لهم أمر الأيدي غير المغسولة، ليس دفاعًا
عن تلاميذه، وإنما لأجل بنيانهم الروحي، ولكي لا يتعثّروا بسبب الشكوك التي يثيرها
الكتبة والفرّيسيّون. ودخل بنا معهم الى مصدر الطهارة والنجاسة وقال لهم { ليس ما يدخل الفم ينجِّس الإنسان بل
ما يخرج من الفم هذا ينجِّس الإنسان} لقد أراد السيّد أن يعلم الجماهير البسيطة
ويدخل بهم إلى الحياة الداخليّة، ليُدركوا أن سرّ الحياة والقداسة والطهارة لا يكمن في الأعمال الخارجيّة الظاهرة،
وإنما في الحياة الداخليّة. إنه لم يتجاهل ما يدخل الفم تمامًا، لكنّه ليس هو الذي
يُنجِّس، بل ما في داخل الإنسان والمُعلن خلال ما يخرج من الفم. لهذا يجب ان نهتم
بانساننا الداخلى وما فى القلب من عواطف ومشاعر يجب ان تكون مقدسة ويجب ان نحرص
على تقديس حواسنا وافكارنا وقلوبنا وحينئذ يتنقى ويتطهر القلب ويخرج منه الصلاح.
قال لتلاميذه ان يتركوا مقاوميهم. الترك هنا لا
يحمل رغبة السيّد في التخلِّي عنهم، إنّما أراد حرمانهم من الجماهير التي بالغت في
تقديم الكرامات لهم، ففقدوا تواضعهم، وأصيبت قلوبهم بالعَمى الروحي. إنهم في حاجة
إلى الترك كي يختلوا بأنفسهم ويدركوا أنهم عميان، اختلسوا كراسي القيادة الروحيّة،
فقادوا العميان بقلبهم الأعمى ليسقط الكل في حفرة الجهل والظلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق