أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ
الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً
عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26)
قول لقديس..
(هكذا عندما رأي ربنا يسوع المسيح أن تلاميذه قد اقتربوا من قبولهم البنوة، ويعرفوه ويتعلموا من الروح القدس، قال لهم: "لا أعود أسميكم عبيدًا... لكني قد سميتكم أحباء، لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15:15). فالذين أدركوا ما قد آلوا إليه في المسيح يسوع، صرخوا قائلين: "لم نأخذ روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب" ( رو 15:8). فإن فشل الإنسان في إظهار استعدادٍ كاملٍ وغيرةٍ للقيام من الخطية، فليعلم مثل هذا أن مجيء ربنا ومخلصنا يكون دينونة عليه.) القديس أنطونيوس الكبير
(هكذا عندما رأي ربنا يسوع المسيح أن تلاميذه قد اقتربوا من قبولهم البنوة، ويعرفوه ويتعلموا من الروح القدس، قال لهم: "لا أعود أسميكم عبيدًا... لكني قد سميتكم أحباء، لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15:15). فالذين أدركوا ما قد آلوا إليه في المسيح يسوع، صرخوا قائلين: "لم نأخذ روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب" ( رو 15:8). فإن فشل الإنسان في إظهار استعدادٍ كاملٍ وغيرةٍ للقيام من الخطية، فليعلم مثل هذا أن مجيء ربنا ومخلصنا يكون دينونة عليه.) القديس أنطونيوس الكبير
حكمة لليوم ..
+ لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح (في 1 :
21)
For to me,
to live is Christ, and to die is gain. Phi 1:21
من صلوات الاباء..
"
ايها الآب القدوس الذى احبنا وارسل أبنه الوحيد الى العالم من اجل خلاص جنس البشر
وبه صار لنا الدخول الى نعمة البنوة
والإيمان التى فيها نحن مقيمون وبعمل روحك القدوس فينا صار لنا ثمر الروح. نسأل
ونطلب من صلاحك يا محب البشر من أجل شعبك الذى يحمل صليب المحبة والتواضع والجهاد لكي
ما تقوى ايماننا رعاة ورعية لنسير معك امناء للمنتهى على إيماننا الاقدس فى طهارة
وبر وتواضع وقداسة وتقوى لنستحق ان يحل ملكوتك داخلنا ونؤهل للملكوت السمائى فى
اليوم الاخير، أمين"
من الشعر والادب
"محتمى بالصليب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حاشا لي ان افتخر الا بالصليب
علامة الحب والفداء من الحبيب
اللى عليها اعلن لى بذله العجيب
مات وحررنى وصيرنى له قريب
ومن حبه لي دعانى أتبعه تلميذ نجيب
مهما هاج العدو انا محتمي بالصليب
وهو يرفع ويشفع
ولصلاتنا يستجيب
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 2/1
مت 13:16- 28
إعتراف بطرس بالوهية المسيح،
السيد المسيح يُنبئ بموته وقيامته
المسيحي وحمل الصليب
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى
نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ وَقَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ
النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ،
وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا، أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ».
قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ
تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ
سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ
يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لَكِنَّ
أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا
أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي
كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي
السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي
السَّمَاوَاتِ». حِينَئِذٍ أَوْصَى
تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. مِنْ ذَلِكَ
الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ
يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ
الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ
يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!» فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ
عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا
لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ
أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ
صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ
يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ
رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ
فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ابْنَ
الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ
يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ
حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».والمجد لله دائما
تأمل..
+
إعتراف بطرس بالوهية المسيح.. سأل
السيد المسيح تلاميذه قائلاً: {من يقول الناس إنّي أنا ابن الإنسان؟ بهذا
السؤال أبرز السيّد جانبًا هامًا في إيماننا به بدعوته "ابن الإنسان"
تأكيدًا لتأنُّسه. فإن كان الآب يُعلن لبطرس الرسول أنه ابن الله الحيّ مؤكدًا
لاهوته، فإن الابن نفسه يؤكّد ناسوته وتجسده. إيماننا بالمسيّا الملك، ابن
الله الذى تجسد وتأنس وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية فهو القدوس، إنّما هو إعلان
إلهي اشرق به الآب بروحه القدّوس على شعبه خلال الرسل والتلاميذ، فتسلّمته الكنيسة
كإعلان إلهي رسولي، كوديعة تَقدِمه من جيلٍ إلى جيلٍ. يشرق به الله في قلوب
المؤمنين. إنه عمل إلهي في داخل القلب قادر أن يربط النفس بملكها فنعيش الحياة
السماويّة وهى على الارض وما تمّ مع بطرس الرسول يتحقّق مع كل عضو في كنيسة المسيح
المقدّسة.
ويكمّل
السيّد حديثه مع القدّيس بطرس: {وأنا أقول لك أيضًا أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة
ابني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها} كلمة "بطرس" مشتقّة عن
اليونانيّة بترا أي صخرة، فقد أقام السيّد
كنيسته التي هي ملكوته على الصخرة التي هي الإيمان بالسيّد المسيح ابن الله الحي،
فالإيمان بالمسيّا هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الملكوت المرتفع حتى السماوات
عينها. بالتجسّد الإلهي تقدّم ابن الله الحيّ كحجر زاوية يسند البناء كلّه فلا
تقدر الزوابع أن تحطّمه فإن الصخرة كانت المسيح (1 كو10: 4)، التي اعترف بها سمعان
كما لو اعترفت الكنيسة كلها خلاله.
+
من اجل بناء ملكوت السماوات على الارض وهو عمل إلهي يعلنه الآب في قلوبنا بالروح
القدس في ابنه، فقد قدّم مفاتيح هذا الملكوت بين يديّ الكنيسة، لا لتأمر وتنهى
وإنما لتخدم البشريّة. لقد تسلّمت السلطان لا لتعمل بذاتها بل بالروح القدس الساكن
فيها. فتشترك العروس في عمل العريس نفسه، هكذا اعطي الرسل ومن بعدهم الاساقفة
والكهنة سلطان الحل والربط لغفران خطايا التائبين وارجاع الساقطين وليكون الكهنة
خدام لسيدهم فى امانة وبر ورحمة بشعب الله.
+
السيد المسيح يُنبئ بموته وقيامته... بدأ السيّد الرب يتحدّث علانيّة مع تلاميذه عن التزامه بحبّه
الإلهي أن يذهب إلى أورشليم، كفصحٍ حقيقيٍ يُقدَّم عن البشريّة كلهاعلى الصليب
ويموت ويقوم فى اليوم الثالث فيهدم
الخطيّة بمملكتها ويُقيم ملكوته بقيامته. لقد صار الذي لم يعرف خطيّة، خطيّة من
أجلنا، لكي يحطِّم مملكتها ويبدّد سلطانها، فنقوم فيه مقدّسين بدمه، أعضاء في
الكنيسة كجسده السرى المقدّس. لم يكن ممكنًا للقدّيس بطرس في ذلك الحين أن يدرك
الملكوت الداخلي، وبالتالي أن يتفَّهم سرّ الصليب والفداء، لهذا رفض بطرس ان يصلب
السيد والمعلم. لقد ظنّ الرسول بطرس أنه إذ ينتهر السيّد رافضًا إهانته وآلامه
يُعلن بذلك حبّه له. لكنّه فوجئ بالسيّد ينتهره. بطرس الرسول الذي تقبَّل إعلان
الآب عن لاهوت الابن فصار إيمانه الصخرة التي تقوم عليها الكنيسة، وحُسب أهلاً أن
يتمتّع مع التلاميذ بمفاتيح الملكوت، إذ رفض الصليب دعاه السيّد "
شيطانًا"، و"معثرة لي" و"مهتمّا بما للناس لا بما لله".
لقد جاء السيّد يُقيم مملكته خلال صليبه، فمن يرفض الصليب يرفض الفكر الإلهي،
ويصير معثرة مهتمّا بالأمور الظاهرة، التي تفرِّح قلب الناس لا الله. فالصليب هو
العمل الإلهي الذي شغل فكر الله منذ الأزل لأجل خلاصنا، بدونه يتعثّر الدخول إلى
المملكة الإلهيّة، ويتحوّل الملكوت الإلهي إلى ملكوت بشري.
+
المسييحي وحمل الصليب... إن كان الرب يسوع قد دفع تكلفة
الملكوت على الصليب، فإنّنا لكى نكون له تلاميذ يجب ان نشترك معه فى حمل الصليب
لهذا يكمّل السيّد حديثه مع تلاميذه عن صلبه بالتزامهم بحمل الصليب { حينئذ قال
يسوع لتلاميذه: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني}
يلتزم
المؤمن أن ينكر نفسه أو يجحدها أو يكْفر بها، فتُصلب ذاته على الصليب، لا ليعيش في
ضعف وضيق بلا أحاسيس أو مشاعر أو إرادة، وإنما وهو يدخل بالروح القدس ليحمل السيّد
نفسه في داخله. تختفي الإرادة البشريّة الضعيفة، لا ليعيش بلا إرادة، إنّما تحلّ
إرادة المسيح الحكيمة والقادرة لتعمل فيه. ولا ليعيش بلا أحاسيس أو عواطف إنّما
وهو يموت عن هذه جميعها يتقبّلها جديدة من يديّ الآب بالروح القدس، فتكون له
أحاسيس السيّد المسيح نفسه ورقَّته ووداعته وحنوُّه، ليحيا حاملاً سمات المسيح
متجلِّية فيه. هذا هو مفهوم الصليب أنه يحمل خسارة، لكن في الحقيقة هو مكسب، وفيما
ينكر المسيحي ذاته ويبذلها من اجل الله فانه يقتني ما هو أعظم. لذلك يقول السيد: {فإنّ
من أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع
الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟! أو ماذا يُعطي الإنسان فداء عن نفسه}.
فلنا نفس واحد وحيده ومن يخسرها وتهلك يخسر كل شئ.
+
الملكوت الأخروي ... ما نعيشه الآن في المسيح يسوع خلال
الإيمان ننعم به في كمال المجد خلال القيامة أخرويًا، إذ يقول الرب { فإن ابن
الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} الحياة
الملكوتيّة التي نعيشها هنا وننعم بها ما هي إلا عربون للحياة الخالدة الممتدّة
فوق حدود الزمن حين يظهر السيّد المسيح الملك مع ملائكته ليجازي كل واحد حسب عمله.
إن كان الإيمان هو أساس الملكوت إلا أنه يلزم أن يكون "عمليًا" حتى
يقدّم لنا السيّد الأكاليل الأبديّة مجازيًا {كل واحد حسب عمله} لقد أراد
أن يدخل بتلاميذه إلى هذا الملكوت بطريقة ملموسة لهذا سمح لثلاثة من تلاميذه أن
ينعموا بتجلّيه ليختبروا لحظات من الحياة الملكوتيّة الأخرويّة، إذ يقول: {الحق
أقول لكم إن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في
ملكوته} وهذا ما راه بعض من تلاميذه على جبل طابور حين تجلى السيد امامهم واضاء
وجهه كالشمس فى قوتها كاستعلان لمجد مجئية الثاني ليدين الاحياء والاموات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق