أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
أية اليوم
{ سراج الجسد هو العين
فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون
مظلما} (مت 6 : 22-23)
قول لقديس..
(إن
جميع أفعالنا تكون نقيّة ومرضيّة في نظر الله إن صنعناها بقلب بسيط، أي إن كان
هدفنا فيها سماويًا، متطلّعين إلى تلك الغاية التي هي المحبّة، لأن "المحبّة
هي تكميل الناموس" (رو 13: 10). من ثم فلنفهم "العين البسيطة " هنا
على أنها "النيّة التي نصنع بها أفعالنا"، فإن كانت نيّتنا نقيّة
وسليمة، أي ناظرين إلى السماويات، فستكون جميع أعمالنا صالحة، هذه التي لقّبها
الرب "جسدك كلّه"، لأنه عندما حدّثنا الرسول عن بعض أعمالنا القبيحة،
دعاها أيضًا أعضاء لنا، إذ علّمنا أن نصلبها قائلاً: "فأميتوا أعضاءكم التي
على الأرض، الزنا النجاسة... الطمع" (كو 3: 5)، وما على شاكلة ذلك) القديس
أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي (مز 119 :
105)
Your word is a lamp to my feet and a light to my
path. Psa 119:105
من الشعر والادب
"كن قائدى" للأب أفرايم
الأنبا بيشوى
ضع يارب
حارسا لفمى،
وبابا
حصينا لشفتي،
احفظنى فى
رضاك، مادمت حى.
صن عيونى
من النظر للباطل،
وابعد
حواسى عما هو عاطل.
اشبع القلب
من محبتك يارب.
وارشدنى
وسر معا فى الدرب.
وخلى فكرى
هو فكرك
اللى يحب
بدون مقابل
واللى
بالاحسان يقابل
الاساءة
والتجاهل
لاسير
وأصير
كما تحب وتريد،
وتكون لى انت المدير.
وقائدى في
المسير،
فاصنع ما
تريد من تدبير.
من قراءات اليوم
الجمعة الموافق 1/4
مت 6 : 16 – 23
ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون
وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.واما انت
فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء
فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد
السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا
يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لانه حيث يكون كنزك هناك يكون
قلبك ايضا. سراج الجسد هو العين فان كانت
عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما فان
كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون. والمجد لله دائما
تأمل..
+ ان غاية الصوم هو نقاوة القلب، أو معاينة الله كأب
يتقبّل حبّنا وزهدنا ، لهذا يبذل عدوّ الخير جهده أن يفسد هذا العمل خلال تسلّل حب
الظهور والرغبة في مديح الناس إلينا، فينحرف بالقلب بعيدًا عن الله، ويصير الصوم
عملاً شكليًّا بلا روح، الصوم هو ضبط للنفس وانطلاق القلب إلى الحياة السماويّة. فدهن
الرأس يشير إلى الفرح، وغسل الوجه يشير إلى النقاوة. فعلى الإنسان أن يبتهج
داخليًا بالصوم والشبع بالله وليكن فكره فى الروحيات فيحل المسيح بالايمان فى قلبه،
وهذا يتحقّق للإنسان الذي لا يطلب فرحًا خارجيًا نابعًا عن مديح الناس. بل يكون
الفرح داخليًّا أثناء الصوم بابتعاده عن مسرّات العالم وبالشبع بالمسيح وبكلامه ومحبته وبالصلاة والتأمل فى
الروحيات. وهكذا غسل وجهه، يقصد به نقاوة القلب الذي يعاين الله.
+ من يتعبّد لله بقصد المجد الزمني الباطل يكون كمن جمع
كنوزه على الأرض، سواء في شكل ثياب فاخرة يفسدها السوس، أو اموال تتعرّض للصدأ، أو
أمور أخرى تكون مطمعًا للصوص. وكل هذا نتركه سواء بارادتنا او غصبا عنا بالموت لكن
عندما نكنز فى السماء، يرفع الله قلوبنا إلى السماء لننطلق بعبادتنا إلى حضن الآب
السماوي، يتقبّلها في ابنه كسرّ فرح له وتقدِمة سرور، لا يقدر أن يقترب إليها سوس
أو لصوص ولا أن يلحقها صدأ! العطاء للمحتاجين وعمل الخير يكون لنا كنزا في السماء فالفقراء
ليسوا إلا حمّالين ينقلون أمتعتنا من الأرض إلى السماء.
+ العين هي مرشد الجسد كلّه لينطلق إلى هنا أو هناك، فإن
ارتفعت نحو السماء انطلق الإنسان كلّه بعبادته وسلوكه كما بأحاسيسه ومشاعره نحو
السماويات، أمّا إن اِنحنت نحو الأرض لتصير أسيرة حب المجد الباطل أو رياء
الفرّيسيّين أو حب الغنى الزمني، لا يمكن للإنسان مهما قدّم من عبادات أن يرتفع
إلى فوق. السيد المسيح يقصد بالعين، ليس فقط العين الخارجية، بل الداخلية أيضا، أى
القلب والنية الداخلية. فإن كانت عيوننا وقلوبنا بسيطة، أى ترى الأمور كما يراها
الله، ولا تنحرف وراء الشر فترى كل ما هو صالح، تصير نَيِّرَةً، أى صالحة. فلنسأل أنفسنا
كيف ينظر المسيح إلى الأمور لو كان مكاننا، حتى نستطيع أن نراها على حقيقتها بدون
أغراض شخصية أو أفكار خاطئة، ونبحث عن كل ما هو حسن فيما حولنا ونشكر الله عليه،
وإن رأينا أخطاء فى الآخرين، نصَلِّى لأجلهم حتى يصلح الله ما فيهم ويكمل نقائصهم
ولا ندين احد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق