أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ،يُخْبَرْ أَيْضاً
بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا} (مت
26 : 13)
قول
لقديس..
(أيها الأخوة الأعزاء إن أعمال المحبة عظيمة وإلهية، هي تعزية عظيمة للمؤمنين، حارس نافع لنجاتنا، وحصن للرجاء، حماية للإيمان وعلاج للخطية. هي أمر موضوع في يد من يفعلها، أمر عظيم وسهل، تاج سلام لنا من الاخطار، نعمة حقيقية وعظيمة من الرب، ضرورية للضعفاء، عظيمة للأقوياء، بها يحمل الإنسان المسيحي نعمة روحية ويستحق الخير من المسيح الديّان ويحسب الله كمُدين له. فلنجاهد بفرح وبلا كلل لأجل إكليل أعمال الخير، كلما يصغر العالم فى نظرك، كلما تتزايد فيك محبة الله) القديس كبريانوس
(أيها الأخوة الأعزاء إن أعمال المحبة عظيمة وإلهية، هي تعزية عظيمة للمؤمنين، حارس نافع لنجاتنا، وحصن للرجاء، حماية للإيمان وعلاج للخطية. هي أمر موضوع في يد من يفعلها، أمر عظيم وسهل، تاج سلام لنا من الاخطار، نعمة حقيقية وعظيمة من الرب، ضرورية للضعفاء، عظيمة للأقوياء، بها يحمل الإنسان المسيحي نعمة روحية ويستحق الخير من المسيح الديّان ويحسب الله كمُدين له. فلنجاهد بفرح وبلا كلل لأجل إكليل أعمال الخير، كلما يصغر العالم فى نظرك، كلما تتزايد فيك محبة الله) القديس كبريانوس
حكمة لليوم ..
+ ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل
حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان (2كو
2 : 14)
Now thanks
be to God who always lead us in triumph in Christ and through us diffuses the
fragrance of His knowledge in every place. 2Co 2:14
من صلوات الاباء..
"
ايها المسيح الهنا، كلمة الآب الذى قبل كل الدهور والذى تجسد وبذل ذاته فصحا جديدا
فى محبة لنا الى المنتهى . علمنا ان نحبك من كل قلوبنا ونتبعك ونكون رائحتك الذكية
فى كل مكان. اهلنا ان نعبر لك بكل ما لدينا عن تبعيتنا ووفائنا ومحبتنا. لكى لا
نشترك فى رياء وكذب وغدر يهوذا الخائن بل نتمثل بساكبة الطيب ومحبتها لمن احبها فنجدك
مدافعا عنا ومعينا لنا فى كل حين. نسأل ونطلب من صلاحك ان تعين المظلومين وتقوم وتهدي الضالين والخائنين لك او لغيرهم لكى
يعودا الى الحق والصواب، أمين"
من الشعر والادب
" المحبة والخيانة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
عطر يبوح ويفوح وينتشر
وفى حديث الناس عنه تفتخر
المحبة عطرعبيرها يفرح وبيتذكر
دا الرب أمرنا ننشره ونذيعه للبشر
أما الخيانة بتحزن النفس مع الفكر
وتخلى حتى التلميذ يهلك ويتنكر
دا الخيانة عدم امانه وفيه الشقاء
اما الوفاء طبع الكرام فيه الشفاء
قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 2/24
مت 1:26- 16
الفصح بين الرمز والحقيقة ،
المحبة ورائحة الطيب، خيانة يهوذا
وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا
قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ
الْفِصْحُ،وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ
الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا، وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ
بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي الْعِيدِ لِئَلَّا
يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ». وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي
بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ،تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ
طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ،فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. فَلَمَّا
رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هَذَا
الإِتْلاَفُ؟لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ
وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا
تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً! لأَنَّ
الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ،وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي
كُلِّ حِينٍ. فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هَذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا
فَعَلَتْ ذَلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا
يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ،يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا
فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا». حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ
عَشَرَ،الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ،إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ:
«مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا
لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ
فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ الفصح بين الرمز والحقيقة... ليلة
الثلاثاء وصبيحة الاربعاء وبعد حديث السيد المسيح عن خراب اورشليم وبعض امثلة
الملكوت اعلن الرب عن صلبه لتلاميذه كفصح حقيقى به نتحرر من
عبودية ابليس وقد كان عيد الفصح اليهودى الذى بدأ فى مصر من أعظم الأعياد اليهودية عندما ذبح كل رب أسرة
خروف ولطّخوا اعلى قائمة ابواب البيوت وجانبيه بالدم فعبر الملاك المهلك عنهم وتحرروا
من عبودية فرعون. لقد أعد الرب قلوب تلاميذه لقبول آلامه وموته من أجلهم، ثم
قيامته ليقيمهم من خطاياهم، فالفصح كان رمزا لموت المسيح على الصليب ليحرر العالم
من عبودية الخطية، لذا قال لهم أنه قد جاء الوقت ليُصلَب ويموت من أجلهم. ويبدو
أن الأمر كان صعبا على استيعابهم، لقد ازداد حقد القادة الدينيين المتمثلين
فى رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ ، لأن الجموع تبعته وتركتهم وانجذبوا إلى كلامه
ومعجزاته، فاجتمعوا فى دار رئيس الكهنة قَيَافَا، حتى يُعِدُّوا مؤامرة للتخلّص
منه، بطريقة ماكرة، حتى لا يثيروا الشعب الذى يحبه، وقرروا أيضا ألا يكون هذا فى
يوم عظيم مثل عيد الفصح، لأن تجمع الشعب قد يعطلهم عن إتمام مقاصدهم الشريرة.
ولكنهم عدلوا عن فكرتهم هذه عندما أظهر لهم يهوذا الإسخريوطى استعداده لتسليمه لهم
خفية، وكان هذا بسماح من الله حتى يتمَّم الفداء يوم عيد الفصح، ولكيما يشاهد ذلك
الجموع الكثيرة المحتشدة من اليهود فى هذا العيد، وينتشر خبر موت المسيح وقيامته كبشرى
خلاص امام الجميع.
+ المحبة
ورائحة الطيب.. جاء المسيح إلى بيت عَنْيَا للمرة الأخيرة فى خدمته على الأرض،
ودخل بيت رجل يسمى سِمعان، وجاءت امرأة بزجاجة عطر غالى الثمن، وسكبته على رأس
السيد المسيح تعبيرا عن محبتها له، وهذه المرأة هى مريم أخت لعازر، كما ذكر يوحنا
البشير (12: 3). أرادت هذه المرأة أن تعبّر عن حبها للمسيح، فهى تمثّل الكنيسة
الشاكرة لمسيحها على عطاياه ومعجزاته ورعايته لها. وهى تعلن عن وجود مؤمنين قليلين
امتلأت قلوبهم بالحب وسط أشرار كثيرين سينادون بعد أيام بصلبه. فلما رأى التلاميذ
وكل المجتمعين فى بيت سِمعان هذا الحب العظيم المقدم للمسيح، وبدلا من أن يشعروا
بتقصيرهم فى تقديم المحبة له مثل مريم، أخذوا يهوذا الاسخريوطى يلومها. لأن الصندوق كان معه وكان سارقا له (يو
12: 4-6)، وأثار بكلامه المجتمعين فى البيت، فاعتبروا محبتها إتلاف إذ الأجدر فى
نظرهم أنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير، وَيُعْطَى ثمنه للفقراء. وهكذا يغطي
البعض بخلهم وتقصيرهم فى تقديم المحبة بحجج تبدو منطقية، وهى الاهتمام بالفقراء،
مع أن الغرض شرير، لأن يهوذا كان يريد أن يوضع المال فى الصندوق بغرض السرقة. لقد دافع
السيد المسيح عن ساكبة الطيب مؤكدا عظمة محبتها، ولم يرفض تقديم المحبة للفقراء
كما علّمهم فى الأصحاح السابق، ولكن الفقراء موجودون دائما، أما هو، فقد أوشكت
أيامه على الأرض أن تنتهى. لقد مدح مريم وأيدهم فى تقديم المحبة للفقراء كما
ترك فرصة ليهوذا حتى يتوب ويخجل من شره الدفين، ولكنه، للأسف، لم يبالِ، وصمم على
خيانة المسيح ثم أضاف مدحا ثانيا للمرأة، وهو أن حبها هذا طيب مسكوب على جسده الذى
سيموت على الصليب، فهو بمثابة عطور لتكفين الجسد، مؤكدا أهمية تقديم المحبة. بل
قال ان هذا الحب العظيم سيُكتب فى الإنجيل الذى يُبَشَّرُ به العالم
كله.فلنثق أن محبتنا التى نقدمها للمسيح ستٌعلَن أمام كل البشرية فى يوم الدينونة
ان هذا يجب ان يشجعنا على تقديم العبادة المستمرة لله، وصنع الرحمة مع كل محتاج
مهما كلفنا هذا من جهد ومال.
+ خيانة يهوذا ... عندما
خابت آمال يهوذا فى أن يصير المسيح ملكا أرضيا، ويملك هو معه ويحقق أطماعه
المادية، باع معلمه وسيده المسيح، ليقتنى المال الذى صار عبدا له، وانتهز فرصة شر
رؤساء اليهود ومحاولتهم التخلص من سيده، فذهب إليهم معلنا استعداده أن يسلمه لهم
مقابل مقدار من المال، ففرحوا جدا، إذ يستطيعون بهذا القبض عليه بحيلة، ولا يحدث
شغب فى الشعب. فعرضوا عليه ثمنا ضئيلا جدا، وهو ثلاثين من الفضة، فقبله لأنه محب
للمال، فهو أغلى شىء فى نظره. لهذا تنبهنا الكنيسة ان نكون اوفياء لله ولا
نخونه ابدا فكرَّست يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخماسين، لكي يصوم
المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور والخيانة. أن المرأة تحب المسيح وتسكب الطيب الثمين
لمن احبته، أما التلميذ فيتذمر بل يتطاول ويبيعه بثمن عبد. فلا تنزعج إذا خانك
إنسان، فقد فعلوا هكذا بسيدك يسوع المسيح. فاحتمل من أجله، وهو يسندك ويعوضك،
وصَلِّ لأجل الخائن لعله يتوب. إن كانت القدّيسة مريم تمثِّل النفوس الأمينة التي
تتقدّم بالحب إليه. فإن يهوذا يمثّل النفوس الخائنة التي تسعى وراء الشرّ وتبيع
سيّدها بمُتعة زمنيّة لكن علينا أن نُدرك أنه ليس كل خطيّة يسقط فيها الإنسان هي
خيانة الرب، فقد يخطئ الانسان عن جهل او ضعف او نسيان لكن الخطورة فى الجري وراء
الخطية والشر والبحث عنها حين يطلبها الإنسان مستهينًا بمحبة الله فهذه تُحسب
خيانة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق