أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا
يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 :
16)
قول
لقديس..
(إن السيِّد في مثل الفعلة في الكرم قد فتح الباب للجميع، فلا ييأس أحد، إنه يكرّر الدعوة قابلاً الجميع، لكن لنبدأ أيضًا لئلا نتحطّم بالرجاء الفاسد خلال التأجيل، إذ يقول: لا تؤجل، لا تغلق أمامك الباب المفتوح الآن. هوذا واهب المغفرة فاتح الباب أمامك، فلماذا تؤجِّل؟ لتبتهج، فإن الباب مفتوح وأنت لم تقرع، لكن هل يبقى مفتوحًا إلى الأبد بالنسبة للذين سيقرعون ويبقون خارجًا؟. إنك لا تعلم ما سيحدث غدًا ) القدّيس أغسطينوس
(إن السيِّد في مثل الفعلة في الكرم قد فتح الباب للجميع، فلا ييأس أحد، إنه يكرّر الدعوة قابلاً الجميع، لكن لنبدأ أيضًا لئلا نتحطّم بالرجاء الفاسد خلال التأجيل، إذ يقول: لا تؤجل، لا تغلق أمامك الباب المفتوح الآن. هوذا واهب المغفرة فاتح الباب أمامك، فلماذا تؤجِّل؟ لتبتهج، فإن الباب مفتوح وأنت لم تقرع، لكن هل يبقى مفتوحًا إلى الأبد بالنسبة للذين سيقرعون ويبقون خارجًا؟. إنك لا تعلم ما سيحدث غدًا ) القدّيس أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي
اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين (1تي 6 :
12)
Fight the
good fight of faith, lay hold on eternal life, to which you were also called
and have confessed the good confession in the presence of many witnesses. 1Ti
6:12
من صلوات الاباء..
"
ايها الرب الأمين فى عمل الخير، الداعى الكل للخلاص والعمل فى كرمك وخدمتك من اجل
الموعد بالخيرات الابدية، نسأل ونطلب من صلاحك ايها الراعى الامين ان تستخدمنا
لسلامك لنكون فعلة صالحين فى حقل الخدمة المتسع حسب الوزنات المعطاة لنا، لنخدمك
بطهارة وبر كل ايام حياتنا حتى نستحق سماع ذلك الصوت الحنون القائل: تعالوا الي يا
مباركى ابى رثوا الحياة الإبدية أمين"
من الشعر والادب
"العمل فى الكرم " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
دعانا صاحب الكرم الكريم
ان نعمل معه كراعى عظيم
ونزرع فى القلب ثمر الروح
عبير المحبة والايمان منا يفوح
لننتبه لئلا الفرصة منا تروح
الاجرة تضيع ومعها هلاك الروح
دا الهنا رحيم وبيداوى الجروح
وعدنا بالسماء وللافراح هنروح.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 2/8
مت 1:20- 16
رب البيت والفعلة فى الكرم،
دعوة للتوبة بلا تأجيل،
الاجرة والخلاص والحياة الابدية
فَإِنَّ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الصُّبْحِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً
لِكَرْمِهِ، فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ،
وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ
وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ، فَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا
أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيَكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَمَضَوْا. وَخَرَجَ أَيْضاً نَحْوَ السَّاعَةِ
السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذَلِكَ. ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ
خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً بَطَّالِينَ، فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا
وَقَفْتُمْ هَهُنَا كُلَّ النَّهَارِ بَطَّالِينَ؟ قَالُوا لَهُ: لأَنَّهُ لَمْ
يَسْتَأْجِرْنَا أَحَدٌ. قَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضاً إِلَى
الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ. فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ قَالَ
صَاحِبُ الْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ الأُجْرَةَ
مُبْتَدِئاً مِنَ الآخِرِينَ إِلَى الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ أَصْحَابُ السَّاعَةِ
الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً. فَلَمَّا جَاءَ الأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ
يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً دِينَاراً دِينَاراً. وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى
رَبِّ الْبَيْتِ قَائِلِينَ: هَؤُلاَءِ
الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً، وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ
الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ! فَأَجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ
مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ، مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟ فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ، فَإِنِّي
أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هَذَا الأَخِيرَ مِثْلَكَ. أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ
بِمَالِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟ هَكَذَا يَكُونُ الآخِرُونَ أَوَّلِينَ
وَالأَوَّلُونَ آخِرِينَ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ
يُنْتَخَبُونَ. والمجد لله دائما
تأمل..
+
رب البيت والفعلة فى الكرم ... شبه السيد الرب نفسه برب البيت الذي يستأجر
الفعلة فى كرمة أمّا كرْمه فهو قلب الانسان الذي فيه يُقيم الله مملكته، كقول الرب
{ملكوت الله في داخلكم} إنه يزرع برّه فينا بروحه القدّوس مُعلنًا ذاته في داخلنا وملكوته
هو تجلّيه فينا وفى دعوة الاخرين لقبول الخلاص وهو يخرج من ساعة إلى ساعة عبر
النهار كلّه يستأجر فعَلَة من السوق ليعملوا في كرمه. إنه يخرج في الساعات الخمس
حسب الترتيب اليهودي باكر والثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشر للعمل طوال
اليوم في كرْمه. ان هذه الساعات هى مراحل حياة الإنسان عِبر كل حياته، فباكر رمز
إلى الطفولة، والثالثة إلى الصبوّة، والسادسة تُشير إلى الشباب، والتاسعة تُشير
إلى الرجولة، والحادية عشر إلى الشيخوخة، أي إلى الساعة الأخيرة من حياتنا. هكذا
يدعونا الله للعمل منذ طفولتنا المبكّرة مشتاقًين أن يكون العمر مكرسًا لحساب
ملكوته فالله يدعونا فاتحًا ذراعية بالحب لنا حتى اللحظات الأخيرة من عمرنا فإنه
لا ييأس قط منّا، مشتاقًا أن نستجيب لدعوته، ونعمل لحسابه. إن الكرم مفتوح لنا
والصوت الإلهي لا يتوقّف مادام الوقت يُدعى اليوم، ومازل لدينا عمر ولو كان فى
الهزيع الأخير. هكذا يخرج السيِّد إلينا ليدعونا للعمل، مشرقًا علينا بنوره ليجعل
يومنا كلّه نهارًا بلا ليل، فنعمل بلا توقف، إنه يخرج إلينا ليدعونا لا بالكلام
وإنما بالعمل، إذ يعمل فينا أعمال أبيه ليجتذبنا إليه مادام الوقت نهار، ونوره
مشرق فينا، علينا قبول دعوته والعمل فى كرمة لحساب الملكوت.
+
دعوة للتوبة بلا تأجيل ...
إن كان الله قد وعد الكل بالدينار، هذا لا يعني أن يؤجِّل الإنسان توبته وطاعته
للعمل في كرم الرب بل لقد دُعيتَ في الساعة السادسة، تعال، حقًا إن صاحب الكرم
يعدك بدينار، حتى إن أتيت في الساعة الحادية عشر، لكنّه لم يعدك أنك تعيش حتى
الساعة السابعة؛ لا أقول الحادية عشرة بل ولا السابعة. إذن لا تؤجّل، فإن الذي
دعاك يؤكّد لك المكافأة، لكن الأيام غير مؤكدة. وخير لنا ان نحيا مع الله من ان
نعيش فى الخطية والقلق. دعوة السيِّد لنا للعمل في كرمه ليست فقط دعوة عمليّة
ومستمرّة عبر كل حياة الإنسان من طفولته حتى شيخوخته، وإنما هي أيضًا دعوة لكل إنسان عِبر التاريخ كلّه من جيل إلى جيل،
وكأنّ الله من ساعة إلى أخرى، يطلب فعَلَة لكي يدخل بهم إلى كرْمه الإلهي، ليهبهم
المكافأة الأبديّة عند مساء حياتنا الزمنيّة. كما انه يدعونا لتقديس الحواس الخمس
ليعمل بها الله فى مملكته واشارة الى دعوة جماعة الأمم الذين عاشوا كل نهارهم في
حالة بِطالة لا عمل روحي لهم، أضاعوا كل عمرهم في العبادات الوثنيّة او الشهوات الباطلة،
فصاروا بطّالين . لكنهم في تواضعٍ وانكسار قلبٍ قبلوا دعوة السيِّد المسيح،
معترفين بحالهم: "لأنه لم يستأجرنا أحد" كانوا في شوقٍ للدعوة والعمل،
فوجدوا في الصليب دعوتهم، وفي الروح القدس قوّة للعمل. أن الله في حبّه للبشريّة
لم ينتظرها ترتفع إليه، إذ تعجز عن فعل هذا، ولا طلب مبادرتها بالاعتذار عن خطئها،
وإنما دائمًا هو الذي يبادر بالخروج إلينا بطريقة أو أخرى. خرج إلينا في كل ساعة
من ساعات النهار، وكأن لا عمل له غير خلاص الإنسان ومصالحته. إنه خرج إلينا بأعمال
محبّته خلال خلقته كل شيء لأجلنا، وخرج إلينا بتقديمه ناموسه الإلهي، وخرج إلينا
بإرساله الأنبياء وأخيرًا جاء إلينا بنفسه. خرج إلينا خلال تخلِّيه عن أمجاده،
وخرج إلينا إلى الجلجثّة ليلتقي بنا على الصليب فيحملنا إليه خارج المحلّة.
+الاجرة
والخلاص والحياة الابدية ...
الدينار الذي قدّمه السيِّد المسيح للعاملين في كرمه هو الخلاص الثمين فقد وهب لأصحاب الساعة الحادية عشرة نعمة الخلاص، الأمر الذي تمتّع به أيضًا
السابقون. ويرى القدّيس أغسطينوس أن الدينار الذي يوهب للفعَلَة إنّما هو الحياة
الأبديّة. وفي الحياة الأبديّة الكل متساوون. بالرغم من اِختلاف ما يبلغ إليه
القدّيسون من درجات فيضيء البعض أكثر والآخر أقل، إلاّ أن عطيّة الحياة الأبديّة
متساوية للجميع، فلا تكون طويلة لواحد وقصيرة لآخر هذه التي هي أبديّة للجميع بلا
نهاية. لكن هل الذي ينال المكافأة أي الخلاص أو الامتثال بالسيِّد المسيح نفسه
خلال التمتّع به داخلنا يتذمر؟ إن ما قاله السيِّد مجرّد مثال ليكشف جوانب معيّنة
أو فكرة معيّنة. فما عناه السيِّد هو نزع الأنانيّة من الذين يظنّون أن الخلاص لهم
وحدهم. ان سرّ التذمر هو الحسد، فقد أخذوا مالهم، ما اتفق به السيِّد معهم، لكن ما
أحزنهم أن ينال اخوتهم مثلهم. لم يقم حزنهم على حرمانهم من شيء، وإنما من أجل
الخير الذي ناله الغير. لهذا وبّخهم السيِّد: {يا صاحب ما ظلمتك، أمّا اتّفقت معي
على دينار؟ فخذ الذي لك واذهب، فإني أريد أن أعطي الأخير مثلك، أو ما يحلّ لي أن
أفعل ما أريد بمالي؟! أم عينك شرّيرة لأني أنا صالح؟! هكذا يكون الآخرون أوّلين
والأوّلون آخرين}. ان احكام الله ليس كحكم الناس فاللص تاب فى اخر لحظات حياته
واصبح من اول من دخلوا الفردوس ويهوذا الخائن كان تلميذ وهلك، فلا ندين ولا نحسد ولا
نتزمر بل نسعى ونصلى لخلاص الجميع . وللنظر إلى كل البشر على أنهم صورة الله،
وأنهم قد يسبقونا إلى الملكوت، ولنعمل الخير مع الكل، خاصة مع الضعفاء والبعيدين
عن الله، لعلهم يتوبوا، عالمين أنهم قد يزدادون فى محبة الله أكثر منا وكل واحد سياخذ
اجرته على حسب تعبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق