الاثنين، 28 ديسمبر 2015
(122) عمانوئيل، الله معنا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الحضور الإلهي والتجسد ... من الألقاب المحببة للنفس البشرية المؤمنة بالله أسم "عمانوئيل" الذى تفسيره الله معنا. هذا اللقب الذى دعاء الله به ذاته كآية تعطى لنا من السماء، أن يعطينا الله نفسه آية وأعجوبة، يعلن بها التجسد الإلهي بالروح القدس من العذراء مريم. ويعلن حضوره الدائم معنا، والعامل بالإيمان والحافظ لأتقيائه والمقوى للضعفاء والمتمم للخلاص { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ} (اش 7 : 14)،(مت 1 : 23). وقد وعدنا الله وهو أمين وصادق أنه سيكون معنا كل حين، والي أنقضاء الدهر لنحيا معه في سماء المجد { هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ} (مت 28 : 20). وفى تشجيع الله لأتقيائه راينا يقول ليشوع النبي { تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ} (يش 1 : 9). وهو يعدنا أنه يكون وسطنا { لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ} (مت 18 : 20). أن وعود الله بوجوده الدائم معنا يجعلنا نحيا إيماننا الأقدس في تواضع أمام الله الذى يعرف فكرنا ويري تصرفاتنا ويكأفانا حسب أعمالنا.
+ التجسد الإلهي والثبات في المسيح ...
بايماننا بحضور الله معنا وأقترابه الينا وتجسده نحيا في ثقة وأطمئنان بمعيته معنا في مختلف ظروف الله { اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ }(مز 27 : 1). فأن كان الله معنا فلا نتزعزع ولا نخاف من شئ { جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ} (مز 16 : 8). فى شجاعة وثبات الإيمان نقول مع القديس بولس الرسول { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي }(في 4 : 13). لهذا راينا القديس بولس الرسول يتغني بثقة بوجود الله معنا ومحبته لنا { مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ!. مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا!. مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا} (رو 33:8-39). كما أن أختبار الحضور الإلهي يعطينا خشوع ومخافة ويحفظنا من الشر كما راينا يوسف الصديق قديما عندما راودته امرأة سيده عن نفسها يقول { فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟} (تك 39 : 9).
+ التجسد الإلهي والبنوة لله ...
من محبة الله لنا أنه يفرح ويسر برجوعنا البعيدين والخطاة وإيمانهم به وهذا هى بشارة السيد المسيح منذ بدء خدمته { قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر 1 : 15). بل أن مسرة الله أن يحل بالإيمان فينا ويجعل من قلبنا مسكنا له فيقول { إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً } (يو 14 : 23). وهذا ما تنبأ به حزقيال النبي {وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا} (حز 36 : 27). الله يريد أن نعطيه قلبنا وإنساننا الداخلي ونطيع وصاياه{ يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي }(ام 23 : 26). ومن بركات التجسد الإلهي وقبولنا للإيمان أن نصير أبناء الله بالمعمودية وتغفر خطايانا وننال التبني { وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ }(يو 1 : 12). وبالمسحة المقدسة نتقدس ونتكرس لله فنسير فى قداسة السريرة والسيرة ونقدم الصلوات النقية لله كهيكل مقدس لله { أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ }(1كو 3 : 16- 17). بالتناول من الأسرار المقدسة يسكن الله فينا ويكون بيننا ويكون لنا الها ونحن له شعبا { فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً }(2كو 6 : 16). أن التجسد الإلهي يعلن محبة الله وفدائه ورحمته لنا وعلينا أن نحيا الإيمان العامل بالمحبة ونسير كابناء لله في طاعة ومحبة لله لننال المواعيد ونحيا في سلام ونرث ملكوت السماوات.
الجمعة، 25 ديسمبر 2015
شعر قصير8 قلبي لك أهبُ
القمص أفرايم الأنبا بيشوي
(1)
"محبوب وفريد"
فى كل صباح يوم يجي عليّ جديد
محبة وحنان ربنا أشوفها تزيد
يقوليّ أنت ليّ أبن محبوب وفريد
بأجدد رحمتي وأرعاك بحب شديد
مادامت أنت ثابت وماسك فيّ الأيد
اللي تضبط الكون كله وترفع العبيد
وتدعوهم للبنوة والمجد والمواعيد
أنصرك وأفرحك مهما الحروب تزيد
....
(2)
"يقودنا في موكب نصرته"
في نهاية اليوم وفي كل نهاية عام
وباشراقة كل صباح ولمنتهي الأيام
أشكرك ياللي بتسهرعلينا وما بتنام
وتقدم خير وترعانا فى النوم والقيام
حتى لو تأمرت قوى إبليس والظلام
لأجل شقاء المساكين وصراخ الأيتام
قم يارب وبدد قوى الشر كما كالغمام
قدنا بموكب نصرتك بفرح الي التمام
.......
(3)
" ولد المسيح"
بالورد والفل والفرح وبا أجمل الالحان
نستقبل اللي خلصنا من قبضة الشيطان
وبمجيئة رنمت الملائكة وبشروا الانسان
مجدوا الله ببشري السلام وفرحوا التعبان
ولد المسيح، فسبحوا المتواضع الرحمان
أعلنوا خلاصه وعيشوا بالروح والإيمان
(4)
" قلبي لك أهبُ"
يارب ليس لي فضة أو مال ولا ذهبُ
لاقدم من المجوس والرعاة ومن ذهبوا
ولم يدلني علي مولدك نجم ومن كتبوا
لكني أراك بعين الإيمان وقلبي لك أهبُ
أكرس حياتي بخور صاعد حتي ما تخبوا
وأحمل بشكر صليبي وأقدم البذل والتعبُ
وأشتهي رضاك وخدمتك وأفرحَ لك القلبُ
فى عيدك أطرب كما يفرح الأطفال باللعبُ
أنشد المجد لله طائر مع الملاك فى السحبُ
....
(5)
"خليك قوي"
خليك قوى وثابت راسخ فى الإيمان
لا تتأثر بتعاليم غريبة ولا بقول إنسان
أبني نفسك علي صخرة فيثبت البنيان
أنت عزيز علي ربك في عيونه منصان
ولو هاج عليك الشر وأعوان الشيطان
أصرخ بتواضع ربك ونصرته ليك تبان
بصبرك تربح نفسك وتحيا معاه فرحان
(1)
"محبوب وفريد"
فى كل صباح يوم يجي عليّ جديد
محبة وحنان ربنا أشوفها تزيد
يقوليّ أنت ليّ أبن محبوب وفريد
بأجدد رحمتي وأرعاك بحب شديد
مادامت أنت ثابت وماسك فيّ الأيد
اللي تضبط الكون كله وترفع العبيد
وتدعوهم للبنوة والمجد والمواعيد
أنصرك وأفرحك مهما الحروب تزيد
....
(2)
"يقودنا في موكب نصرته"
في نهاية اليوم وفي كل نهاية عام
وباشراقة كل صباح ولمنتهي الأيام
أشكرك ياللي بتسهرعلينا وما بتنام
وتقدم خير وترعانا فى النوم والقيام
حتى لو تأمرت قوى إبليس والظلام
لأجل شقاء المساكين وصراخ الأيتام
قم يارب وبدد قوى الشر كما كالغمام
قدنا بموكب نصرتك بفرح الي التمام
.......
(3)
" ولد المسيح"
بالورد والفل والفرح وبا أجمل الالحان
نستقبل اللي خلصنا من قبضة الشيطان
وبمجيئة رنمت الملائكة وبشروا الانسان
مجدوا الله ببشري السلام وفرحوا التعبان
ولد المسيح، فسبحوا المتواضع الرحمان
أعلنوا خلاصه وعيشوا بالروح والإيمان
(4)
" قلبي لك أهبُ"
يارب ليس لي فضة أو مال ولا ذهبُ
لاقدم من المجوس والرعاة ومن ذهبوا
ولم يدلني علي مولدك نجم ومن كتبوا
لكني أراك بعين الإيمان وقلبي لك أهبُ
أكرس حياتي بخور صاعد حتي ما تخبوا
وأحمل بشكر صليبي وأقدم البذل والتعبُ
وأشتهي رضاك وخدمتك وأفرحَ لك القلبُ
فى عيدك أطرب كما يفرح الأطفال باللعبُ
أنشد المجد لله طائر مع الملاك فى السحبُ
....
(5)
"خليك قوي"
خليك قوى وثابت راسخ فى الإيمان
لا تتأثر بتعاليم غريبة ولا بقول إنسان
أبني نفسك علي صخرة فيثبت البنيان
أنت عزيز علي ربك في عيونه منصان
ولو هاج عليك الشر وأعوان الشيطان
أصرخ بتواضع ربك ونصرته ليك تبان
بصبرك تربح نفسك وتحيا معاه فرحان
الخميس، 24 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 121- بشرى الخلاص
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ جاء ربنا يسوع المسيح الينا ببشرى الخلاص من الشيطان والخطية والموت وبرسالة السلام لانه هو سلامنا، قدم لنا بشري الفرح بمحبة الله للبشرية ودعوته للمساكين بالرجاء والحياة الأفضل وأمجاد السماء. لهذا ردد المخلص الصالح نبؤة اشعياء النبي عنه كدستور له ومنهج حياة وفى بدء خدمته الجهاريه فى مجمع الناصرة أعلن رسالته { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ }(لو 4 : 18). جال السيد المسيح فى خدمته يصنع خير،يعلم ويشفى كل مرض وضعف في الشعب، ورأيناه يحنو ويشفق على الأطفال والشباب والكبار،النساء والرجال، اليهود والأمم، الذين يريدوه وحتى القائمين عليه. بشر القريبين والبعيدين فى أورشليم واليهودية والسامرة وجاء الي بلادنا مصر كعاصمة الفكر والثقافة والحضارة قديما ليدشن كنيستها ويبارك شعبها متمما نبؤة أشعياء النبي { وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ }(اش 19 : 1). وبمجئيه الي بلادنا تباركت مصر وشعبها وقدمت لله شهداء وقديسين عبر التاريخ الطويل تتميما لنبؤة اشعياء النبي { مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ } (اش 19 : 25)
+ كانت وستبقى رسالة السيد المسيح الخلاصية فى كل جيل دعوة للتوبة والإيمان بالإنجيل وأقتراب ملكوت الله الينا { قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل} (مر 1 : 15). هذه الدعوة تجد صداها فى القلوب وتستجيب لها النفوس من الله المحبوب فتقلع عن الخطايا والذنوب وتؤمن بما هو مكتوب، ومن يؤمن ويعتمد يخلص ومن لا يؤمن يدان {مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16) وهذا ما أعلنه أشعياء النبي قديما { لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَئَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ امْتِحَانٍ حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيماً أَسَاساً مُؤَسَّساً. مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ }(اش 28 : 16). جاء الرب يسوع المسيح يشفى منكسرى القلوب، الذين كسرت قلوبهم الخطية يحررهم منها، والذين أستعبدهم الشيطان يطرده ويتحرروا من سطوته، الذين أنكسرت قلوبهم بالهموم والأحزان والشقاء يهبهم خلاص وفرح ورجاء فمع المسيح تختفي الهموم والأحزان فبمولده بشرت الملائكة { وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:.أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.} (لو 8:2-11). أنه المخلص من الشيطان والجهل والموت ومعطي أعظم العطايا وغافر الخطايا وشافي منكسرى القلوب.
+ نحن نصلي الي الله لكي يعمل معنا ويحررنا من آسر وسلطان إبليس ويفتح عيون قلوبنا لنعاين مجده ونسير علي هدى وصاياه وتعاليمه ونصلي ونطلب أن يحررنا من كل قيود الخطية، ونحن نثق في أنه جاء ليهبنا سلامه ونحبه كما أحبنا أولا وهو يريد لنا أن نحيا فى فرح دائم به { كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ }(يو 15 : 11). الله يسعي لخلاصنا ونجاتنا وفرحنا{ سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ }(يو 16 : 22). وعلينا أن نطلب منه وحده كل أحتياجاتنا وننمو فى معرفته ومحبته وكاب صالح نطلب منه كل أحتياجاتنا {إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً }(يو 16 : 24). أننا نفرح بالرب الذى يخلصنا من خطايانا ويقودنا فى موكب نصرته ويكرز لنا بسنة الرب المقبولة. ونصلي أن تكون حياتنا سنة مقبولة للرب وحياة مقدسة به وله، أمين.
+ جاء ربنا يسوع المسيح الينا ببشرى الخلاص من الشيطان والخطية والموت وبرسالة السلام لانه هو سلامنا، قدم لنا بشري الفرح بمحبة الله للبشرية ودعوته للمساكين بالرجاء والحياة الأفضل وأمجاد السماء. لهذا ردد المخلص الصالح نبؤة اشعياء النبي عنه كدستور له ومنهج حياة وفى بدء خدمته الجهاريه فى مجمع الناصرة أعلن رسالته { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ }(لو 4 : 18). جال السيد المسيح فى خدمته يصنع خير،يعلم ويشفى كل مرض وضعف في الشعب، ورأيناه يحنو ويشفق على الأطفال والشباب والكبار،النساء والرجال، اليهود والأمم، الذين يريدوه وحتى القائمين عليه. بشر القريبين والبعيدين فى أورشليم واليهودية والسامرة وجاء الي بلادنا مصر كعاصمة الفكر والثقافة والحضارة قديما ليدشن كنيستها ويبارك شعبها متمما نبؤة أشعياء النبي { وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ }(اش 19 : 1). وبمجئيه الي بلادنا تباركت مصر وشعبها وقدمت لله شهداء وقديسين عبر التاريخ الطويل تتميما لنبؤة اشعياء النبي { مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ } (اش 19 : 25)
+ كانت وستبقى رسالة السيد المسيح الخلاصية فى كل جيل دعوة للتوبة والإيمان بالإنجيل وأقتراب ملكوت الله الينا { قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيل} (مر 1 : 15). هذه الدعوة تجد صداها فى القلوب وتستجيب لها النفوس من الله المحبوب فتقلع عن الخطايا والذنوب وتؤمن بما هو مكتوب، ومن يؤمن ويعتمد يخلص ومن لا يؤمن يدان {مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16) وهذا ما أعلنه أشعياء النبي قديما { لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَئَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ امْتِحَانٍ حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيماً أَسَاساً مُؤَسَّساً. مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ }(اش 28 : 16). جاء الرب يسوع المسيح يشفى منكسرى القلوب، الذين كسرت قلوبهم الخطية يحررهم منها، والذين أستعبدهم الشيطان يطرده ويتحرروا من سطوته، الذين أنكسرت قلوبهم بالهموم والأحزان والشقاء يهبهم خلاص وفرح ورجاء فمع المسيح تختفي الهموم والأحزان فبمولده بشرت الملائكة { وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:.أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.} (لو 8:2-11). أنه المخلص من الشيطان والجهل والموت ومعطي أعظم العطايا وغافر الخطايا وشافي منكسرى القلوب.
+ نحن نصلي الي الله لكي يعمل معنا ويحررنا من آسر وسلطان إبليس ويفتح عيون قلوبنا لنعاين مجده ونسير علي هدى وصاياه وتعاليمه ونصلي ونطلب أن يحررنا من كل قيود الخطية، ونحن نثق في أنه جاء ليهبنا سلامه ونحبه كما أحبنا أولا وهو يريد لنا أن نحيا فى فرح دائم به { كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ }(يو 15 : 11). الله يسعي لخلاصنا ونجاتنا وفرحنا{ سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ }(يو 16 : 22). وعلينا أن نطلب منه وحده كل أحتياجاتنا وننمو فى معرفته ومحبته وكاب صالح نطلب منه كل أحتياجاتنا {إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً }(يو 16 : 24). أننا نفرح بالرب الذى يخلصنا من خطايانا ويقودنا فى موكب نصرته ويكرز لنا بسنة الرب المقبولة. ونصلي أن تكون حياتنا سنة مقبولة للرب وحياة مقدسة به وله، أمين.
الأربعاء، 23 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 120- { نُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ }
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ عندما ينقطع النور في وسط ظلمة الليل وتعم العتمة، يبحث الناس عن النور ولو كان من شمعة تبدد الظلام، وعندما نرى الشر ينتشر من حولنا نصلي ونعمل من أجل أنتصار الخير والمحبة على نيران الكراهية والتعصب والحرب. وقد جاء السيد المسيح نورا يبدد ظلمة الشر ويجول ينشر المحبة ويدعو للسلام ويعمل الخير ويعلمنا أن نتبعه ولا نمشي في الظلمة { ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ} (يو 8 : 12). لقد تجسد الله الكلمة وحل بيننا ورأينا مجده وبره الكامل والشامل والمستمر والذى ينتصر على الشيطان والخطية والموت ويهب كل من يؤمن به الخلاص والحياة فى النور. وراينا يوحنا المعمدان يأتي ليشهد لنور المسيح العجيب { كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.}(يو6:1-12).
+ فى مولد السيد المسيح تغنت الملائكة بمجد الله وحمله سمعان على ذراعيه طفلا وبارك الله قائلا { نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ } (لو 2 : 32) وفى التجلِّي علي جبل طابور أستعلنت طبيعة السيد المسيح اللاهوتية والنورانية وتغيَّرت هيئة الرب قدَّام تلاميذه { وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور"}(مت 17: 2). وتمت بولادته نبؤة أشعياء النبي القائلة { اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ }(اش 9 : 2)، (مت 16:4). لقد جاء الرب لكي يفتح عيوننا وقلوبنا على نوره ويخرجنا من الظلمة { تَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ (اش 42 : 7). وعلينا أن نؤمن به ونتبع تعاليمه ونحيا فى النور ونخبر بفضائل من دعانا من الظلمة الي نوره العجيب { وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ (1بط 2 : 9). نعلن شكرنا لمن أنقذنا من سلطان الظلمة { الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ فى النور} (كو 1 : 13). نحيا في قداسة وبر وشكر لمن أهلنا لميراث القديسين في النور { شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ} (كو 1 : 12).
+ المسيح القدوس هو نور للعالم والإيمان به نور وكلامه ومحبته وتعاليمه نورا ودستور، وكما يعكس القمر والكواكب نور الشمس فعلينا كمؤمنين بالمسيح أن نأخذ من نوره وننير للجالسين فى الظلمة { أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ. وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.} (مت 14:5-16). المعمودية تعطي للمؤمن أستنارة ومعرفة والتوبة والأعتراف نور للخاطي بالتوبة والأعتراف يبتعد عن ظلمة الخطية ويحيا فى نور وبر المسيح . من يؤمن بالنور ويبتعد عن الخطية لا يدان { وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً }(يو 3 : 19). ومن يتوب يجب عليه أن يخلع أعمال الظلمة { قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ (رو 13 : 12). علينا أن نبتعد عن البغضة والكراهية التي هى ظلمه، أما المحبة الروحية الطاهرة فهي نور { وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ} (1يو 2 : 11). لهذا فعمل الكارز بنور المسيح هو أن يرد السالكين فى ظلمة العالم الي نور الإيمان والخلاص { لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِينَ} (اع 26 : 18). وكلما أقتربنا من كلام الله ونمونا فى الإيمان والمحبة نستنير ووجوهنا لا تخزي ولهذا فان التناول من الأسرار المقدسة والأتحاد بالمسيح يعطي المؤمن ثبات وخلاص وغفران للخطايا وحياة أبدية. وعلينا أن نعي رسالتنا في العالم ونأخد من نور المسيح العجيب وننير وننشر رسالة الإيمان والسلام والمحبة والفرح بين الناس وباعمالنا الصالحة نشهد لمن دعانا الي خلاصه وملكوته فى النور.
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015
شعر قصير (7) كن معى
(1)
لاحظ نفسك والتعليم
لاحظ نفسك والتعليم وداوم علي ذلك باحترس
تنجي ذاتك والغير وتفيد الله ونفسك والناس
ولوأخذت فى زلة أو الشيطان أغراك بوسواس
أسرع بالتوبة واليقظة وخلي ضميرك حساس
وقول يارب أديني حكمة ونعمة وقوة وأحساس
أسلك بكلام وصاياك بحب بلا عيب ولا أدناس
أثمر صلاح وأخدمك وأنعم بالفرح والخلاص
.....
(2)
" على صورته ومثاله"
خلق الله الإنسان على صورته ومثاله
وجه وعلمنا وصاياه وتعاليمه وأمثاله
وتجسد ورأيناه وفدائنا وشفنا كماله
بتواضع حل بينا ورأينا حبه وجماله
فهل نحيا الإيمان ونعمل بحسب أقواله؟
أم نبتعد ونختبي ونتجاهل حبه وأفعاله ؟
أحنا علي صورة الله ولازم نعكس جماله
..........
(3)
" تاثير الناي "
رنم الناي وأنشدنا عزفه باجمل الألحان
دمعت العين وخشع الفكر وتقوى بالإيمان
القاسي قلبه رق وبقى كله رحمة وحنان
فارق الخاطي ذنوبه وتاب وقال يارحمان
البخيل قال هاتحرر من العبودية لعالم فان
وأقدم للمحتاج بكرم ولا أبخل علي غلبان
دا صوتك يا ناي يلين الحجر ويريح التعبان
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
....
(4)
" راحة الضمير"
نهاية طيبة لأمر ما خير من بدايته
ولما يحاور شخص أستمع لحكايته
قوله الحق بذوق ولا تخشى مذمته
كن صديق خير ولا تبخل بنصيحته
حكّم الله في الأمور وأطع مشورته
أصغي لصوت الروح وأنقاد لحكمته
تحيا براحة ضمير ولا تخشي ملامته
.....
(5)
"كن معي"
أصلي وأسالك يارب تديني راحة البال
حكمة ونعمة في الفكر والقول والأفعال
صبر وهدوء لما تتغير وتسوء الاحوال
بركة ونعمة تعين وتسند في كل مجال
كن معى يالهي دائما قدوة وقوة ومثال
سر أمامي ونجح طريقي وحقق الأمال
وأما حياتي تغرب أجذبني الي المظال
............
بحبك يا مصر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
وقال مبارك فيكي شعبي
أرض الحضارة والخير والصلاة
يحفظك لينا علي مر السنين ربي
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
بناء أجدادي الاهرام وكنت للعلم فنارة
وعاش موسي النبي وعلمه الله أسرارة
وجال المسيح وباركنا ووصلنا البشارة
وأزدهر فيك الأسلام وصار الأزهر منارة
لسه رسالتك ممتدة وتنشرى حب وحضارة
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
أرض الكنائس والمساجد لله بتنادى
نرفع أيادينا ونركع لك ونقول ياهادى
أحفظ بلادنا من كل شر وبارك الوادي
أملاء بلادنا بسلام وخير وبارك أولادي
نحيا فى محبة معا وتتقدم دائما بلادي
....
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
وقال مبارك فيكي شعبي
أرض الحضارة والخير والصلاة
يحفظك لينا علي مر السنين ربي
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
بناء أجدادي الاهرام وكنت للعلم فنارة
وعاش موسي النبي وعلمه الله أسرارة
وجال المسيح وباركنا ووصلنا البشارة
وأزدهر فيك الأسلام وصار الأزهر منارة
لسه رسالتك ممتدة وتنشرى حب وحضارة
...
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
أرض الكنائس والمساجد لله بتنادى
نرفع أيادينا ونركع لك ونقول ياهادى
أحفظ بلادنا من كل شر وبارك الوادي
أملاء بلادنا بسلام وخير وبارك أولادي
نحيا فى محبة معا وتتقدم دائما بلادي
....
بحبك يا مصر من قلبي
دا أنتي اللي باركك ربي
....
الأحد، 20 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 119- (ب) { الزرع والحصاد }
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإنسان يحصد ما قد زرعه، فاذا لم نهتم كيف نزرع ولم نتعب فى تنقية وتنقيب الأرض وحرسها وزراعتها فلن نحصد المحصول الجيد الذى يفرح قلب الله وقلوبنا. ومن يزرع بالشح بالشح ايضا يحصد ومن يزرع بوفرة وكرم يحصد بفيض { أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ} (لو 6 : 38). ما نزرعه بايدينا ونتعهده بالرعاية سوف نحصده { الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً }(غل 6 : 7). وأن اردنا أن ننمو روحيا يجب ان نجاهد ونروض أنفسنا على حياة التقوى والإيمان { وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى }(1كو 9 : 25). أن كل أمكانيتنا ووزناتنا هي بذار وهبها لنا الله ويجب أن نستخدمها فى خدمة الله وكنيسته وخدمة من حولنا وعندما يري الله أمانتنا فى البذار القليلة التي بين أيدينا يجعلها تأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا {ِبهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي} (يو 15 : 8).
+ لكي ما نأتي بثمر ونحصد خير علينا أن نحيا بتواضع قلب، ونموت عن الرغبات والشهوات الخاطئة ونقلع من قلوبنا كل محبة غريبة عن محبة الله ونبذل ذواتنا حبا في المسيح الهنا الذى مات عنا { اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ }(يو12 : 24). عندما يتجرد الإنسان عن أنانيته ويبذل ذانه فهو يجدها { فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا (مت 16 : 25). ويجب علينا أن نثبت في المسيح وكلامه ومحبته وأسراره لاننا بدون المسيح لا نقدر أن نفعل شئ { أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً}(يو 15 : 5).
علينا أن نقدم لله أفضل ما لدينا بل نعطيه حياتنا وكل أمكانيتنا كما كرس المسيح حياته وتجسد من أجل خلاصنا وبذل ذاته وأطاع حتى الموت، موت الصليب ليهبنا الخلاص والبنوة والفداء. نعطي فى سخاء ونقدم فى كرم { وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ} (مر 4 : 24). فى هذا الظروف الصعبة يجب أن يكون لنا أتساع القلب وحب ونقدم لاخوتنا الذين يعانوا الحاجة والعوز المادي والمعنوى والروحي ولا نبخل بما نملك من أجل راحة أعضاء جسد المسيح الضعيفة. أن البعض يظن فى جهل روحي أنهم يمكنهم أن يمارسوا نوعاً من التوفير أو الإقتصاد فيقدمون للرب بقايا ماعندهم أو فضلاتهم، ولكنهم لايعلمون أنهم بهذا يسلبون أنفسهم أعظم إمتياز لأنهم أيضاً سيحصدون بالشُح أما من يزرع بكرم وحب فسيحصد بسخاء.
+ علينا أن نزرع فى تعاون ومحبة لنكمل بعضنا بعض. نزرع ونشرك الغير معنا فى الرعاية الزرع الروحي حتى نفرح معا بالحصاد { أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذاً لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئاً وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي (1كو 3 : 6- 7). أن الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون فلنصلي بإيمان أن يرسل الله فعلة لحصاده كما طلب منا رب المجد { الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ (لو 10 : 2). علينا أن نثق فى رعاية الله الأمينة ومحبته القوية ونتمسك بالرجاء الصالح { والَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَلاَّتِ بِرِّكُمْ}(2كو 9 : 10). والله صانع الخيرات الرحوم قادر أن يزيدنا فى كل نعمة، لكي نزداد فى كل عمل صالح { وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ }(2كو 9 : 8). نحن نزرع وأثقين أن الله يعطي كل واحد حسب تعبه، ومع هذا فنحن لا ننتظر مكأفاة من الناس بل نعمل فى أمانة لنرضى الله { لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ }(1بط 4 :10). وبعيون الإيمان ننتظر الظهور المبارك لربنا يسوع المسيح للننال الحياة الأبدية {وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً }(يو 4 : 36). علينا أن نعمل بروح الصلاة والطلب الى الله لكي يهبنا روح الحكمة والقوة والفهم والمشورة الصالحة ويشترك معنا فى كل عمل صالح، أمين.
+ الإنسان يحصد ما قد زرعه، فاذا لم نهتم كيف نزرع ولم نتعب فى تنقية وتنقيب الأرض وحرسها وزراعتها فلن نحصد المحصول الجيد الذى يفرح قلب الله وقلوبنا. ومن يزرع بالشح بالشح ايضا يحصد ومن يزرع بوفرة وكرم يحصد بفيض { أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ} (لو 6 : 38). ما نزرعه بايدينا ونتعهده بالرعاية سوف نحصده { الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً }(غل 6 : 7). وأن اردنا أن ننمو روحيا يجب ان نجاهد ونروض أنفسنا على حياة التقوى والإيمان { وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى }(1كو 9 : 25). أن كل أمكانيتنا ووزناتنا هي بذار وهبها لنا الله ويجب أن نستخدمها فى خدمة الله وكنيسته وخدمة من حولنا وعندما يري الله أمانتنا فى البذار القليلة التي بين أيدينا يجعلها تأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا {ِبهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي} (يو 15 : 8).
+ لكي ما نأتي بثمر ونحصد خير علينا أن نحيا بتواضع قلب، ونموت عن الرغبات والشهوات الخاطئة ونقلع من قلوبنا كل محبة غريبة عن محبة الله ونبذل ذواتنا حبا في المسيح الهنا الذى مات عنا { اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ }(يو12 : 24). عندما يتجرد الإنسان عن أنانيته ويبذل ذانه فهو يجدها { فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا (مت 16 : 25). ويجب علينا أن نثبت في المسيح وكلامه ومحبته وأسراره لاننا بدون المسيح لا نقدر أن نفعل شئ { أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً}(يو 15 : 5).
علينا أن نقدم لله أفضل ما لدينا بل نعطيه حياتنا وكل أمكانيتنا كما كرس المسيح حياته وتجسد من أجل خلاصنا وبذل ذاته وأطاع حتى الموت، موت الصليب ليهبنا الخلاص والبنوة والفداء. نعطي فى سخاء ونقدم فى كرم { وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ} (مر 4 : 24). فى هذا الظروف الصعبة يجب أن يكون لنا أتساع القلب وحب ونقدم لاخوتنا الذين يعانوا الحاجة والعوز المادي والمعنوى والروحي ولا نبخل بما نملك من أجل راحة أعضاء جسد المسيح الضعيفة. أن البعض يظن فى جهل روحي أنهم يمكنهم أن يمارسوا نوعاً من التوفير أو الإقتصاد فيقدمون للرب بقايا ماعندهم أو فضلاتهم، ولكنهم لايعلمون أنهم بهذا يسلبون أنفسهم أعظم إمتياز لأنهم أيضاً سيحصدون بالشُح أما من يزرع بكرم وحب فسيحصد بسخاء.
+ علينا أن نزرع فى تعاون ومحبة لنكمل بعضنا بعض. نزرع ونشرك الغير معنا فى الرعاية الزرع الروحي حتى نفرح معا بالحصاد { أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لَكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذاً لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئاً وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي (1كو 3 : 6- 7). أن الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون فلنصلي بإيمان أن يرسل الله فعلة لحصاده كما طلب منا رب المجد { الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ (لو 10 : 2). علينا أن نثق فى رعاية الله الأمينة ومحبته القوية ونتمسك بالرجاء الصالح { والَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَلاَّتِ بِرِّكُمْ}(2كو 9 : 10). والله صانع الخيرات الرحوم قادر أن يزيدنا فى كل نعمة، لكي نزداد فى كل عمل صالح { وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ }(2كو 9 : 8). نحن نزرع وأثقين أن الله يعطي كل واحد حسب تعبه، ومع هذا فنحن لا ننتظر مكأفاة من الناس بل نعمل فى أمانة لنرضى الله { لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ }(1بط 4 :10). وبعيون الإيمان ننتظر الظهور المبارك لربنا يسوع المسيح للننال الحياة الأبدية {وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً }(يو 4 : 36). علينا أن نعمل بروح الصلاة والطلب الى الله لكي يهبنا روح الحكمة والقوة والفهم والمشورة الصالحة ويشترك معنا فى كل عمل صالح، أمين.
السبت، 19 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 118- الزرع والحصاد
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كما يفكر الفلاح ماذا يريد أن يزرع ليحصد ما زرعته يداه علينا أن نفكر ونخطط ثم نعمل لما نريد أن نصل اليه في المستقبل القريب أو البعيد، سواء علي المستوى الفردي أو على المستوى الأسرى أو الكنسي أو حتى على المستوي العام للدول والأمم. { لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً} (غل 6 : 7). يجب أن نغرس بذور المحبة والإيمان والرجاء والعدل والرحمة والتعاون وأحترام الأخر لتأتي الينا باجيال صالحة ومجتمع أفضل. ومن يريد يجنى العسل يجب أن يربي النحل ويحرص على تربية ولا يحطم خلية النحل. أننا نستطيع أن نتنبأ بمستقبل إنسان أو أمة بمعرفة طرق تفكيرهم وسلوكهم وتصرفاتهم وعاداتهم كما قال السيد المسيح له المجد: { مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟. هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً. لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.} ( مت 16:7-20). ولهذا يجب أن يكون لنا الفكر الصالح والمبادئ والقيم الفاضلة لنحصد سلوك سليم يبني النفس والغير ويقود الي الحياة الأفضل.
+ أن تطوير المنهاج الدينى والفكرى والسلوكي لدي المؤمن كما لدى المجتمع وبما يتناسب مع متطلبات العالم المعاصر وعصر السموات المفتوحة والعولمة أصبح ضرورة وأولوية لمحاربة التطرف والأرهاب الفكرى والتخلف والجهل والفقر والمرض أن أردنا أن ننهض بانفسنا ومجتمعنا وبلادنا مع محافظتنا علي العقيدة المستقيمة والقيم الروحية الأصيلة. وذلك واجب علي كل مواطن كما أنه ضرورة يجب أن تتبناها كل مؤسسات الدولة وقادة الفكر والدين والسياسة. فعلينا أن نبين خطورة التعصب وعدم قبول الأخر ونقتلع من الجذور الأفكار الهدامة والمتطرفة ونزرع عوضا عنها القيم الروحية السليمة في النفوس والقلوب ومناهج التعليم ووسائل الأعلام المختلفة { اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ} (مت 12 : 35). علينا أن نهتم بابنائنا وبناتنا وتعليمهم منذ الطفولة قيم المحبة والأحترام والتعاون وقبول الأخر متى أردنا للفرد والمجتمع أن يتقدم ويزدهر {ادب ابنك واجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك }(سير 30 : 13).
+ قد يمر الفرد أو الجماعة أو المجتمع بمراحل صعبة وحرجة في حياته وعلينا أن نجاهد ونتمسك بإيماننا بالله وثقتنا فى أنفسنا، ونعود بقوة أعظم للعمل والنجاح { إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي} (نح 2 : 20). علينا أن نرمم ثغرات الضعف فى حياتنا ونتعلم ونأخذ منها الدروس والعبر ونصلي من أجل بلادنا وشعبنا وكنيستنا طالبين سلامها وأستقرارها ونموها وتقدمها { يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً}(نح 1 : 11). يجب أن نتبني خطط طموحه للرقي بانفسنا وبلادنا ونعمل علي تنفيذ هذه الخطط ومتابعة الوصول الي أهدافنا فى صبر ودون كلل أو تكاسل{ هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ }(2كو 9 : 6). من يزرع بر وسلام وخير سيحصده {وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ }(يع 3 : 18).
+ كما يفكر الفلاح ماذا يريد أن يزرع ليحصد ما زرعته يداه علينا أن نفكر ونخطط ثم نعمل لما نريد أن نصل اليه في المستقبل القريب أو البعيد، سواء علي المستوى الفردي أو على المستوى الأسرى أو الكنسي أو حتى على المستوي العام للدول والأمم. { لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً} (غل 6 : 7). يجب أن نغرس بذور المحبة والإيمان والرجاء والعدل والرحمة والتعاون وأحترام الأخر لتأتي الينا باجيال صالحة ومجتمع أفضل. ومن يريد يجنى العسل يجب أن يربي النحل ويحرص على تربية ولا يحطم خلية النحل. أننا نستطيع أن نتنبأ بمستقبل إنسان أو أمة بمعرفة طرق تفكيرهم وسلوكهم وتصرفاتهم وعاداتهم كما قال السيد المسيح له المجد: { مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟. هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً. لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.} ( مت 16:7-20). ولهذا يجب أن يكون لنا الفكر الصالح والمبادئ والقيم الفاضلة لنحصد سلوك سليم يبني النفس والغير ويقود الي الحياة الأفضل.
+ أن تطوير المنهاج الدينى والفكرى والسلوكي لدي المؤمن كما لدى المجتمع وبما يتناسب مع متطلبات العالم المعاصر وعصر السموات المفتوحة والعولمة أصبح ضرورة وأولوية لمحاربة التطرف والأرهاب الفكرى والتخلف والجهل والفقر والمرض أن أردنا أن ننهض بانفسنا ومجتمعنا وبلادنا مع محافظتنا علي العقيدة المستقيمة والقيم الروحية الأصيلة. وذلك واجب علي كل مواطن كما أنه ضرورة يجب أن تتبناها كل مؤسسات الدولة وقادة الفكر والدين والسياسة. فعلينا أن نبين خطورة التعصب وعدم قبول الأخر ونقتلع من الجذور الأفكار الهدامة والمتطرفة ونزرع عوضا عنها القيم الروحية السليمة في النفوس والقلوب ومناهج التعليم ووسائل الأعلام المختلفة { اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ} (مت 12 : 35). علينا أن نهتم بابنائنا وبناتنا وتعليمهم منذ الطفولة قيم المحبة والأحترام والتعاون وقبول الأخر متى أردنا للفرد والمجتمع أن يتقدم ويزدهر {ادب ابنك واجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك }(سير 30 : 13).
+ قد يمر الفرد أو الجماعة أو المجتمع بمراحل صعبة وحرجة في حياته وعلينا أن نجاهد ونتمسك بإيماننا بالله وثقتنا فى أنفسنا، ونعود بقوة أعظم للعمل والنجاح { إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي} (نح 2 : 20). علينا أن نرمم ثغرات الضعف فى حياتنا ونتعلم ونأخذ منها الدروس والعبر ونصلي من أجل بلادنا وشعبنا وكنيستنا طالبين سلامها وأستقرارها ونموها وتقدمها { يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً}(نح 1 : 11). يجب أن نتبني خطط طموحه للرقي بانفسنا وبلادنا ونعمل علي تنفيذ هذه الخطط ومتابعة الوصول الي أهدافنا فى صبر ودون كلل أو تكاسل{ هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ }(2كو 9 : 6). من يزرع بر وسلام وخير سيحصده {وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ }(يع 3 : 18).
الاثنين، 14 ديسمبر 2015
شعر قصير أوعي تغرك الدنيا
القمص أفرايم الأنبا بيشوي
(1)
أوعي تغرك الدنيا وتلهيك بمتاعها وبالأشغال
كان فيه غني غبي أنشغل وأهتم بس بالأعمال
لما أخصبت كورته أتغر وأتكبر وعن ربه مال
قال أهدم مخازني وأبني أعظم وأحقق الأمال!
قال لنفسه تتهني لكي ما يكفي كمان لاجيال
سمع صوت فى نفس الليلة يقول: دا شئ محال
اليوم تطلب نفسك منك، وهتدفن فى حبتين رمال
اللي أعددته لمن يكون؟ تعقلوا وأفهموا يا رجال
.....
(2)
"الحاجة الي واحد "
مرثا كانت بتخدم بنشاط وتروح شمال ويمين
تعبت فى الخدمة كتير مع الله والناس القديسين
لكن بأدانة أشتكت مريم الجالسة عند الفادي الأمين
ومريم كانت بتتأمل وتصلي بدموع وبمحبه للمعين
عاتب ربنا بحب مرثا لماذا أنت مضطربة وتهتمين؟
لأجل أمور كثيرة والحاجة الي وأحد هو يغني كثيرين
فأختارت مريم النصيب الصالح وهو اللي يقدر يعين
طوبي للى يخدم بلا تذمر بمحبه ويصلي لله كل حين
....
(3)
"خزف بين يديك"
صغير أنا عن جميع الطافك ومراحمك يا الله
وعن أمانتك وأحساناتك طوال مسيرة الحياة
أنت ترعاني من الصغر وتهبني الخير بسخاء
أعترف أني غير مستحق لحبك معطي النجاة
نعمتك غنية تغفر وترحم وتقوى وتعطي شفاء
خزف أنا بين يديك شكلني كما ترغب أو تشاء
أستخدمنى بصلاحك لأخدم أسمك طوال الحياة
...........
(4)
" ثق فى الهك "
ثق في الهك وأتكل عليه
وأرمي حمولك بين يديه
متقلقش وتقول أنا أعمل أيه؟
أنت أبنه وغالي جدا عليه
الهك قوى أمين يقدر يخلص
ويديك حكمة ويغني ويحرس
في محبته أنت تتأمل وتتفرس
يبتهج بك وعلي سلامك بيحرص
..........
(5)
" حل بيننا "
نسبح ونمجد الرب اله السماء
الذى أشرق علينا وجاء من علاه
وتجسد من الروح ومن بكر فتاة
عذراء طهور صارت أم الرب الاله
بتواضعه حل بيننا الممجد ورايناه
وجال يعلم ووهبنا خلاصه وفدائه
دعانا للتوبة والإيمان فلنقبل نداه
نتبعه من القلب ونحيا فى رضاه
الخميس، 10 ديسمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم (117) خزف بين يدي الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا}
(2كو 4 : 7)
+ الله هو الفخاري الأعظم القادر أن يشكلنا كما يريد. ونحن يجب أن نكون عجينة خاضعة وطيعة بين يديه ليشكل منا أوان خزفية للمجد والكرامة ويزينها بكل فضيلة روحية لتصلح أن تكون لزينة وجمال بيت الرب، ولكي يكون فضل القوة لله لا منّا. وعلينا أن نصلي ونعمل ليحقق الله خطته بنا ولا نتعرض للفساد أو أعادة التشكيل { الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي». فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: «أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هَكَذَا بِيَدِي} ( أر 1:18-6). أن الخزاف الأعظم يريد يجعلنا علي صورته ومثاله وأتي بنا الي العالم لهدف وخطة في فكره يريد أن يتممها بنا ويجب علينا أن نستلهم منه وأجباتنا ونؤديها بامانة واخلاص. فليس أعتباطا ان نولد وننشأ في هذا المكان أو ذاك وأن تكون لنا هذه المعرفة أو تلك ولكن الله يريد أن يستخدم كل وأحد وواحدة منا لخدمة مجيدة وعمل صالح ويشكلنا كأوان خزفية لعمل أرادته الصالحة المرضية فيكون فضل القوة لله لا منّا.
+ لكي يشكل الخزاف الأنية الخزفية فانه يضعها علي دولاب الفخار ويضغط عليها بكلتا يديه، ويحرك العجلة برجليه فتدور تارة ببطء وتارة بسرعة حسب ما يراه بلمسات مختلفة حتى يشكلها ثم يعرضها للشمس لتجف وتنشف ثم يضعها في الأتون لتحرق وقد يضع عليها الفنان رسوماته الفنية لتبدوا في غاية الروعة، وهذا ما يفعله الله ليشكلنا بالظروف السهلة والصعبة والتجارب التي نظنها قاسية ويعمل الروح القدس فينا للتأديب والتقويم والتعليم وكل ذلك ليعدنا لنكون نافعين للخدمة ولمجد أسمه القدوس. علينا نخدم الله خدمة مرضية { لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى} (عب 12 : 28). السيد المسيح كراعي صالح يستخدم دراستنا وعملنا وخدمتنا وحتى المرض والأخفاق والنقد والضيقات من أجل تشكيلنا لنكون لمجد أسمه فلا نعترض علي بوتقة الضيقات التى تحررنا من الأنانية والذات ومن التعلق بالناس والأشياء وتحررنا من الخطية ومحبة العالم. وعلينا أن نقبل في شكر تاديبات القدير ولا نعترض على حكمته { وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. خَزَفٌ بَيْنَ أَخْزَافِ الأَرْضِ. هَلْ يَقُولُ الطِّينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ }(اش 45 : 9). علينا أن نطلب أرادة الله في حياتنا لنعرفها ونتممها وندعوه ليشترك معنا في كل عمل صالح.
+ لقد أشترانا الله بالدم الكريم لنكون أبناء وبنات له ويعمل بنا عمل مجيد ونكون نور فى العالم وسفراء له على الأرض ونثمر ويدوم ثمرنا. فلا يقل أحد أنه كشجرة غير مثمرة فى حقل غير مفلح. بل نضع حياتنا وأمكانيتنا وقدراتنا ووقتنا فى يد الله ونحبه ونطيع وصاياه ونطلب منه أن يصنع منا أنية للكرامة والمجد. نصلي ليقودنا الله معلمنا ايانا ماذا يريد أن نفعل؟ ويملائنا بثمار البر والتقوى { لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا}(اف 2 : 10). نحن عمل الله وخليقته، خلقنا على صورته ومثاله وأعطانا نعمة العقل والأرادة و أختارنا للبنوة وليتمم بنا مقاصده المقدسة وهو قادر ان يأخذ بيد كل واحد منا حتى لو تعثرنا لنعود بقوة أعظم ويتمم بنا أرادته المقدسة، أمين.
الأربعاء، 9 ديسمبر 2015
شعر قصير (5) أنمو في النعمة
القمص أفرايم الأنبا بيشوي
(1)
أنمو في النعمة
متفكرش فى الماضي اللي عدى وعبر
بس خده منه حكمة ودرس وأتعلم العبر
ولا تقلق للغد وعيش عندك رجاء وأمل
عيش يومك في محبة وأخلص في العمل
وأفرح بمحبة ربك، اللي خلاصه لك شمل
وأنمو فى النعمة والحكمة وقامتك تكتمل
جاهد وأعمل خير للغير وبالإيمان أحتمل
حياتنا غربه ونروح ونحيا الفرح بالحمل
...................
(2)
"معين قوى"
في وقت الحاجة ووقت التجربة والضيق
تعرف عدوك أو الأخ المخلص والصديق
تكتشف ناس تظهر مودة وبتلفق التلافيق
وتلاقي ناس جنبك دهب نقي غالي ببريق
لما تحتاج في الضيقة، سند وعكاز ورفيق
الجأ لربك تلاقي معونة ومن الغفلة تفيق
دا هو معين قوى وسند ونور فى الطريق
خلي أتكالك علي ربنا، دا هو أوفى صديق
.........
(3)
" خلي حياتنا نور"
في كل صباح جديد صلي وقول يا عليم
أبعد عننا الشر وزيح الهم والغم والضيم
أدينا أفكار نيره وتصرفات إنسان حكيم
أدينا نخدم بالروح الحق وأبعد عننا اللئيم
أغدق علينا نعمتك وأرحمنا يارب يا كريم
خلي حياتنا نور وخير وسط الظلام والغيم
......
(4)
" الصبر وعاقبته"
شفتوا أيوب وتعبه وعاقبته لما صبر
صبر على حروب الأعداء والخسارة
المرض وكلام الذم وكله عدى وعبر
فلنقتني أحتمال بصبر بلا كلل ولا فشل
نجاهد بلا فتور ومن القديسين نأخد عبر
نصلي يدينا حكمة وقوة وحماس بلا كلل
اللي يصبرأكيد ينول آكاليل الغلبة والنصر
........
(5)
" ماذا نختار؟ "
من يتعلم حسنا ينمو ويتقدم باستمرار
من يعمل بجد يتفادى التوقف أو الأنحدار
ومن عمل وعلم يُدعي عظيما من البار
ومن يصلي ويجاهد يبتعد عن الأخطار
من يغفر ويصفح وينسي ينجو من النار
ويحيا محبوبا من الناس ومن الله مختار
أمامنا طريق الخير والشر فماذا نختار؟
لنا الحرية والمسئولية ونحن نجنى الثمار
الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015
التجارب والصبر
(13)
التجارب والفرح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ. عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.}(يع 2:1-4)
+ يتميز المؤمنين بحياة الفرح والرجاء في كل حين، حتى عندما تحيط بهم التجارب من كل جانب لانهم بالتجارب يدخلوا في شركة حمل صليب المسيح والتي يصاحبها تعزية الروح القدس ومعونة الأب القدير ومجد القيامة. المسيحي يسلم حياته فى يدي الله ويثق في محبته له وعمله من أجل خلاصه. الألم فى حياتنا ليس علامة عدم رضا من الله أو غضب منه على أبنائه بل التجارب والضيقات هي طريقنا للكمال. تألم السيد المسيح وأشترك معنا فى الألم محبة منه، وحول لنا العقوبة الي خلاص، فصار الألم طريق الكمال ولإصلاح العيوب التى فينا. هكذا إستخدم الله التجارب مع أيوب لينزع من داخله البر الذاتي وإستخدم المرض مع بولس ليحميه من الكبرياء، صارت التجارب كمشرط الجراح الذى ينزع من داخلنا الميول المنحرفة للخطية، وندخل بالتجارب فى معرقة أعمق بالنفس وبمحبة الله فنفرح بنمونا الروحي يوما فيوم.
+ الضيقات والتجارب تجعلنا نزهد فى محبة العالم وشهواته ونرتمي فى حضن السيد المسيح الذى يطهرنا من كل خطية ويعطينا الصبر والتعزية ويهبنا السلام الداخلي والفرح. التجارب للمؤمنين هي فطام عن محبة العالم. الله قد يسمح بالتجارب كأم حنون تضع مراً على إصبع طفلها حتى لا يضعه فى فمه، لهذا علينا أن نفرح بالتجارب كما يدعونا الكتاب لانها علامة حب من الله فمن يحبه الرب يؤدبه (عب 12 : 6). ومحبة الله تخلصنا من ضعفاتنا وتقوم أنحرافاتنا وتهبنا شركة في الآم السيد المسيح وصبره الذى من أجل السرور الموضوع أمامه قَبل الآلام وصبر حتى علي الصليب وفيما هو تألم مجربنا يقدر أن يعين المجربين. يجب أن نثق فى محبة الله ونفعل الصلاح ونحتمل الآلام ونقبلها بفرح لكي ندخل فى شركة الآم وقيامة السيد المسيح ونكتشف يد الله القوية التى تخرجنا من الضيقة.
+ بالتجارب نعرف ونكتشف طبيعة ونوعية إيماننا. ونصحح ضعفاتنا وأخطائنا الإيمانية، وعلينا فى التجارب أن نصلي ونقترب من الله وفكره فى الكتاب المقدس بروح الصلاة والطاعة لله وروحه القدوس، نحيا ونتقوى فى الإيمان { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} (عب 11 : 6). علينا أن نلجأ الي الله لنسمع صوت الروح القدس الذى يصحح ويقوم ويثبت إيماننا، ويعطينا ثقة ومحبة لشخص المسيح. التجارب التى يسمح بها الله لابد أنها ستصلح شيئاً فى داخلنا. لكن لابد من الصبر والقبول وعدم التذمر حتى تؤتى التجربة بثمارها. إيماننا يجب أن ينمو ويقوى لذلك قال التلاميذ "زد إيماننا " (لو 17 : 5) والقديس بولس الرسول يقول أن الإيمان ينمو بالشكر وعدم التذمر (كو 2 : 7) ومع التجارب تزداد التعزيات التى يعطيها الله في ألالام حتى نحتمل التجربة ومع زيادة الإيمان ومع التعزيات ينشأ الصبر. والصبر يجعلنا تامين وكاملين وغير ناقصين فى شئ بل ننمو ونذداد فى كل عمل صالح.
.......
(14)
حاجتنا للصبر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ}
(عب 10 : 36)
+ نحن فى حاجة ماسة للصبر والأصرار والقدرة على التحمل والمثابرة لكي لا نيأس أو نخور من طول وصعوبات الطريق، نحتاج للجهاد والأستمرارية في محبة الله وطاعته وتنفيذ مشيئة الله الصالحة حتى المنتهي لكي ننال المواعيد. فمن يصبر للمنتهي هو الذى يخلص { الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ} (مت 24 : 13). علينا أن نتعلم الصبر والأحتمال من رئيس إيماننا { نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ }(عب 12 : 2) ولنا في سحابة الشهود من القديسين أمثلة وقدوة { لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا} (عب 12 : 1). علينا أن نعمل فى صبر وننتظر خلاص الرب ولا نحيد عن طريق الكمال أو نحبط من مؤمرات الأعداء أو نغير من النجاح الوقتى للأشرار { انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ} (مز37:7).
+ الصبر والمثابرة والثبات يصل بنا الي نهاية الرحلة ويجعلنا نحتمل بشكر وعدم تذمر ويعطينا الحماس والقوة ويولد الحكمة والسعي للوصول الي النهاية السعيدة { وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ}(يع 1 : 4). حتى وأن كان الصبر فيه معاناة وأحتمال للألم لكن عاقبته حلوة وتجلب الفرح والنجاح { هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ} (يع 5 : 11). فلا تخور في الطريق ولا تستلم لليأس أو ترضخ للكسل أو الخطية أو تفقد الحماسة عالما أن الله يراقب جهادك ويعرف صبرك { أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى} (رؤ 2 : 19)
+ أنظروا الي نهاية الرحلة وثقل المجازاة وصلوا طالبين الحكمة والمعونة والتعزية والصبر والنجاة، ولا تضعف قلوبنا تجاه ضيقات الحياة أو الأصوات المحبطة أو هجمات الأعداء أو الأهداف الجانبية التي تعطلنا من السعي للوصول الي النهاية السعيدة لرحلة الحياة. أن الله يراقب جهادنا ويمد لنا يد المعونة ويسندنا عندما نضعف. وعلينا أن نضع وقود جديد لحماسنا ومحبتنا ونستمد من النظر الي فوق، نحو السماء، الي الله قوة متجددة وأمل ورجاء ثابت وإيمان راسخ ومحبة كاملة لصنع أرادة الله الكاملة حتى ننال المواعيد العظمي والثمينة، فمن يغلب يكون عمودا في هيكل الله ويخلص ويكتب أسمه في سفر الحياة { مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ }(رؤ 3 :12). { مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ} (رؤ 3 : 21). من يصبر ويغلب يرث كل شئ ويكون الله الهاً له وهو يكون ابناً لله {مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً }(رؤ 21 : 7)، أمين.
التجارب والفرح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ. عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.}(يع 2:1-4)
+ يتميز المؤمنين بحياة الفرح والرجاء في كل حين، حتى عندما تحيط بهم التجارب من كل جانب لانهم بالتجارب يدخلوا في شركة حمل صليب المسيح والتي يصاحبها تعزية الروح القدس ومعونة الأب القدير ومجد القيامة. المسيحي يسلم حياته فى يدي الله ويثق في محبته له وعمله من أجل خلاصه. الألم فى حياتنا ليس علامة عدم رضا من الله أو غضب منه على أبنائه بل التجارب والضيقات هي طريقنا للكمال. تألم السيد المسيح وأشترك معنا فى الألم محبة منه، وحول لنا العقوبة الي خلاص، فصار الألم طريق الكمال ولإصلاح العيوب التى فينا. هكذا إستخدم الله التجارب مع أيوب لينزع من داخله البر الذاتي وإستخدم المرض مع بولس ليحميه من الكبرياء، صارت التجارب كمشرط الجراح الذى ينزع من داخلنا الميول المنحرفة للخطية، وندخل بالتجارب فى معرقة أعمق بالنفس وبمحبة الله فنفرح بنمونا الروحي يوما فيوم.
+ الضيقات والتجارب تجعلنا نزهد فى محبة العالم وشهواته ونرتمي فى حضن السيد المسيح الذى يطهرنا من كل خطية ويعطينا الصبر والتعزية ويهبنا السلام الداخلي والفرح. التجارب للمؤمنين هي فطام عن محبة العالم. الله قد يسمح بالتجارب كأم حنون تضع مراً على إصبع طفلها حتى لا يضعه فى فمه، لهذا علينا أن نفرح بالتجارب كما يدعونا الكتاب لانها علامة حب من الله فمن يحبه الرب يؤدبه (عب 12 : 6). ومحبة الله تخلصنا من ضعفاتنا وتقوم أنحرافاتنا وتهبنا شركة في الآم السيد المسيح وصبره الذى من أجل السرور الموضوع أمامه قَبل الآلام وصبر حتى علي الصليب وفيما هو تألم مجربنا يقدر أن يعين المجربين. يجب أن نثق فى محبة الله ونفعل الصلاح ونحتمل الآلام ونقبلها بفرح لكي ندخل فى شركة الآم وقيامة السيد المسيح ونكتشف يد الله القوية التى تخرجنا من الضيقة.
+ بالتجارب نعرف ونكتشف طبيعة ونوعية إيماننا. ونصحح ضعفاتنا وأخطائنا الإيمانية، وعلينا فى التجارب أن نصلي ونقترب من الله وفكره فى الكتاب المقدس بروح الصلاة والطاعة لله وروحه القدوس، نحيا ونتقوى فى الإيمان { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} (عب 11 : 6). علينا أن نلجأ الي الله لنسمع صوت الروح القدس الذى يصحح ويقوم ويثبت إيماننا، ويعطينا ثقة ومحبة لشخص المسيح. التجارب التى يسمح بها الله لابد أنها ستصلح شيئاً فى داخلنا. لكن لابد من الصبر والقبول وعدم التذمر حتى تؤتى التجربة بثمارها. إيماننا يجب أن ينمو ويقوى لذلك قال التلاميذ "زد إيماننا " (لو 17 : 5) والقديس بولس الرسول يقول أن الإيمان ينمو بالشكر وعدم التذمر (كو 2 : 7) ومع التجارب تزداد التعزيات التى يعطيها الله في ألالام حتى نحتمل التجربة ومع زيادة الإيمان ومع التعزيات ينشأ الصبر. والصبر يجعلنا تامين وكاملين وغير ناقصين فى شئ بل ننمو ونذداد فى كل عمل صالح.
.......
(14)
حاجتنا للصبر
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ}
(عب 10 : 36)
+ نحن فى حاجة ماسة للصبر والأصرار والقدرة على التحمل والمثابرة لكي لا نيأس أو نخور من طول وصعوبات الطريق، نحتاج للجهاد والأستمرارية في محبة الله وطاعته وتنفيذ مشيئة الله الصالحة حتى المنتهي لكي ننال المواعيد. فمن يصبر للمنتهي هو الذى يخلص { الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ} (مت 24 : 13). علينا أن نتعلم الصبر والأحتمال من رئيس إيماننا { نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ }(عب 12 : 2) ولنا في سحابة الشهود من القديسين أمثلة وقدوة { لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا} (عب 12 : 1). علينا أن نعمل فى صبر وننتظر خلاص الرب ولا نحيد عن طريق الكمال أو نحبط من مؤمرات الأعداء أو نغير من النجاح الوقتى للأشرار { انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ} (مز37:7).
+ الصبر والمثابرة والثبات يصل بنا الي نهاية الرحلة ويجعلنا نحتمل بشكر وعدم تذمر ويعطينا الحماس والقوة ويولد الحكمة والسعي للوصول الي النهاية السعيدة { وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ}(يع 1 : 4). حتى وأن كان الصبر فيه معاناة وأحتمال للألم لكن عاقبته حلوة وتجلب الفرح والنجاح { هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ} (يع 5 : 11). فلا تخور في الطريق ولا تستلم لليأس أو ترضخ للكسل أو الخطية أو تفقد الحماسة عالما أن الله يراقب جهادك ويعرف صبرك { أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى} (رؤ 2 : 19)
+ أنظروا الي نهاية الرحلة وثقل المجازاة وصلوا طالبين الحكمة والمعونة والتعزية والصبر والنجاة، ولا تضعف قلوبنا تجاه ضيقات الحياة أو الأصوات المحبطة أو هجمات الأعداء أو الأهداف الجانبية التي تعطلنا من السعي للوصول الي النهاية السعيدة لرحلة الحياة. أن الله يراقب جهادنا ويمد لنا يد المعونة ويسندنا عندما نضعف. وعلينا أن نضع وقود جديد لحماسنا ومحبتنا ونستمد من النظر الي فوق، نحو السماء، الي الله قوة متجددة وأمل ورجاء ثابت وإيمان راسخ ومحبة كاملة لصنع أرادة الله الكاملة حتى ننال المواعيد العظمي والثمينة، فمن يغلب يكون عمودا في هيكل الله ويخلص ويكتب أسمه في سفر الحياة { مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ }(رؤ 3 :12). { مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ} (رؤ 3 : 21). من يصبر ويغلب يرث كل شئ ويكون الله الهاً له وهو يكون ابناً لله {مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلَهاً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً }(رؤ 21 : 7)، أمين.
السبت، 5 ديسمبر 2015
(4) مراحم الرب وإحساناته
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(11)
بمراحم الله أغني
{ بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي }
(مز 89 : 1)
+ تغني المرنم بمراحم الله الكثيرة عليه وعلي المؤمنين، ويخبرنا في المزامير بمراحم الله وحقه وإحساناته الثابته والدائمة من جيل لجيل. نحن يا أحبائى فى حاجة دائمة لمراحم الله الكثيرة، لاننا كثيرا ما نخطئ ونستوجب العقوبة. ولان كسر وصايا الله هو تعدى يستجوب العقوبة والموت وقديما كان من يخالف الناموس على فم شاهدين أو ثلاثة يستوجب الحكم، فاي عقاب يستوجب من يستهين بدم الحمل الذى بلا عيب ولا دنس ويخالف وصايا السيد المسيح. لهذا دعانا الله الي التوبة والرجوع اليه لكي ننال البرء من خطايانا وننال العفو والمغفرة حسب مراحم الله الكثيرة { وَلَكِنْ لأَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تُفْنِهِمْ وَلَمْ تَتْرُكْهُمْ لأَنَّكَ إِلَهٌ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ} (نح9:31). أننا دائما نصلي طالبين رحمة الله وما أكثر ما نردد " كيرياليسون" فى صلواتنا الفردية والكنسية طالبين رحمة الله ومذكرين الله بوعوده وإحساناته نحونا { اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ يَا رَبُّ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ هِيَ} (مز 25 : 6)
+ علينا اذا أن نتأمل فى مراحم الله ونترجاها ونقدم رحمة للغير ونستر على ضعفاتهم { فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ} (مت 9 : 13). وعلي قدر ما رحمنا لا نفشل بل نجول نصنع رحمة وإحسان لكل من حولنا { لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ} (يع 2 : 13). لهذا طوب الله الرحماء ووعدهم بالرحمة { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ}(مت 5 : 7). الله بمراحمة دخل معنا في عهد مقدس بدمه وأقتنانا له شعبا مقدسا وأتحد بنا روحيا علي مثال محبة العريس للعروس { وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ}(هو 2 : 19). فلنتقدم الي الله بثقة وإيمان طالبين مراحمة ومعلنين محبتنا له وطالبين إحساناته ومعونته لنا في الضيقات والشدائد حتى نعبر بحر الحياة بسلام ونصل الي بر النجاة { فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ} (عب 4 : 16).
+ أرحمنا يارب يا اله الرحمة ورب كل عزاء. يا رجاء من ليس له رجاء، ومعين لمن ليس له معين. لا تتركنا يا اله الهنا بل بمراحمك العظيمة خلص شعبك وبارك ميراثك, كافأنا حسب مراحمك وكنحو إحساناتك الكثيرة أغفر خطايا شعبك وأحفظهم فى أسمك. باحشاء مراحمك يا الله الهنا أشرق علينا وخلصنا وارحمنا. أنظر الي شعبك وكنيستك الذين يصرخون اليك طالبين رحمتك وسلامك.
أيها الأب السماوي القدوس، أنظر الي بلادنا ومنطقتنا وعالمنا الذى ينزف دما ويعاني من الأمراض والأوبئة والمجاعات والمخاطر والحروب. واعطنا حكمة ونعمة وقوة من روحك القدوس لنسير في سبل الحق والرحمة وطرق السلام، وكما رحمنا لا نفشل بل نسير بخطي واثقة نحو صنع السلام وعمل الرحمة مع كل من حولنا وننال نعمة ورحمة منك، أمين.
........
(12)
أحسانات الله نحونا
{ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ.}
(أش 54:10)
+ علي المؤمنين ككنيسة وأعضاء أن يتمسكوا بوعود الله الأمينة والصادقة وأثقين أنه حتى وأن تزلزلت الجبال وزالت الآكام فان الله يبقى أمين معنا، يحسن الينا ويرحمنا لا لأستحقاق فينا ولكن من أجل صلاحه وأبوته ومراحمة الكثيرة علينا والمتجددة كل صباح. من أجل هذا ترنم الأنبياء قديما شاكرين أحسانات الرب فها هو أشعياء النبي الإنجيلي يطمئننا باحسانات الرب الراسخة وعهد سلامه الذى لا يتزعزع. وها هو ارمياء النبي يترنم باحسانات الرب { أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو. إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ. طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ للَّذِينَ يَتَرَجُّونَهُ لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ. جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ.}( مرا 21:3-26).
+ فلنثق أذا يا أحبائى ونطلب من كل القلب مراحم ومحبة الله المتسعة والقادرة أن تهبنا سلام يفوق كل عقل وثمارًا روحية تنمو وتكثر. وها هو الرب يطمئننا قائلا: { سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ} (يو 14 : 27). لقد تجسد الكلمة وصار بشرا ليمنحنا سلام مع الأب وفى مولده تغنت الملائكة بانشودة السلام قائلة { الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ} (لو 2 : 14). وبالصلب والقيامة أزال مخلصنا الصالح العداوة وكسر فخاخ الشيطان وأعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو. وصالح السمائيين بالأرضيين { لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ . أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلاً بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الِاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً، صَانِعاً سَلاَماً، (اف 2 : 14- 15). النفس التي تلتقي وتتحد بالمسيح المصلوب تحيا فى سلام داخلي وعلاقة طيبة مع الله وتعاون ومحبة مع الناس وتنمو وتتسع بروح المحبة والصفح والعمق وتحلق في سماء الفضيلة وتتمتع باحسانات الله فى حياة شركة مع الله في ابنه بالروح القدس.
+ لنصلي ونستمطر مرأحم وأحسانات الله من أجل الكنيسة المقدسة وسلامها وثباتها وازدهارها، ومن أجل كل عضو فيها لكي نثبت فى المسيح ونحيا فى سلام متمتعين بمراحم الله وشاكرين أحساناته. نصلي من أجل كل من له تعب فى خدمة الله رعاة ورعيه، ونجول نصنع سلام ونشترك فى العمل مع الله فى كل عمل صالحين طالبين سلاما وبنيانا وأستقرار وتقدم لبلادنا وشعبنا ومنطقتنا من مانح العهد الجديد وملك السلام، أمين
الجمعة، 4 ديسمبر 2015
شعر قصير حبك ياربي
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
حبك يارب
أقول بحبك وأعترفلك في كل نبضه
وأحب أعيشلك حياتي في كل لحظه
وأشهد لمجدك وأخدمك ياربي برضه
دا أنت جمايلك وأحساناتك مغرقاني
وحبك يا ربي خلي حياتي شكل تاني
ملاء حياتي حب وسلام وملك كياني
ياللي بحبه لعالمي جه ومات وفداني
حبك يارب خلي لحياتي قيمة ومعاني
.....
(2)
" أستمتع بالحياة"
أشكر الله وأستمتع بالحياة
فى صغار الأمور والأشياء
أشراق الصباح ونسمة هواء
رحيق الورود وصوت المياة
بسمة تقدمها لمن فى شقاء
لا تحلم بمعانقة نجوم السماء
وضمد جراح من يعانوا الجفاء
تجد السعادة وتحصد حب ووفاء
.......
(3)
تحلي حياتنا مع المسيح
قالوا حياتنا يا ناس بقيت صعبة كلها تعاسة ومر
قلت الحياة بالمسيح حلوة أشهي من العسل والتمر
وحتي لو عدينا بظروف صعبه تنفعنا مش هاتضر
تدينا خبرة وآكاليل مجد ننالها بالجهاد والصبر
الحكيم بمحبة وإيمان ورجاء وصبر كله عليه يمر
والجاهل حتى لو نال كنوز ومكاسب ليها راح يخسر
وزي ما الحلوه بتعدى، المرة بالصبر أكيد تفيد وتمر
...........
(4)
"تمثل بالخير"
أوعي يا أخي من نجاح الأشرار يوم تغيّر
وتقول دا ناجحين وعايشين فى عز وخير
أخرة الاشرار مرة مهما تنعموا ولبسوا حرير
وقالوا يارض أنهدي مفيش كدى بحظ وفير
يصبح عليهم صباح كالبخار يختفي ويطير
أخرتهم مرة، فيها عذاب وهلاك وبئس مصير
تمثل بالخير تحصده من الله ومن الناس تقدير
.......
(5)
غامرني بالحنان
بيسالوني ليه بتحبه وبيه دائما فرحان؟
قلت نحبه زي حبه لينا ونعيش بالإيمان
دا بحبه لينا نزل من السماء وصار انسان
وأتصلب ومات ودفن ولفوه كمان بالاكفان
وهو حي بلإهوته لا يحده زمان ولا مكان
وقام وقال يا ابني كلي ليك خلاص وأمان
أديك حياتي وأطهرك من الخطية والادران
بروحي اعلمك ولك في السماء أحلي مكان
أزي يا ناس محبوش وهو غامرني بالحنان
.......
الخميس، 3 ديسمبر 2015
(3) أولاد الله وصنع الخير
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(9)
أولاد الله
{ أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.}
(يو 12:1-13)
+ يا الله العظيم الأبدي الذى من أجل خلاصنا جاء وتجسد من الروح القدس ومن القديسة مريم فقبلناه بالإيمان وصدقنا وعوده ودخلنا معه في عهد مقدس لا بدم حملان أو عجول بل بدم الأبن الكلمة وتدبير يفوق العقول، نفهمه ونعيشه بالإيمان. يا الله الأب الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ لأجلنا فى السماء. يارب يا من اعطانا نعمة الإيمان والتبنى بل الأمتياز والحق والسلطان لندُعي أبناء الله. نشكرك يا أبانا القدوس السمائي الذى دعانا بغني نعمته ويعمل معنا ويقودنا بروحه القدوس فى موكب نصرته لكي لا يقوى علينا موت الخطية بل نثبت فيك وتثبت فينا ونحيا البنوة لك وروح الأخوة الحقة لبعضنا البعض وتحل بالإيمان فينا.
+ بنوتنا لك يا الهنا ليس بانتساب لدم وعرق معين كما يعد الأنتساب لأبراهيم سبب لكوننا أبناء لابراهيم كيهود، وليس كوننا من ذرية أسماعيل أو حتى من نسل داود كتحقيق لوعود. كما أنهاء ليس نتيجة تزاوج طبيعي بين رجل وأمرأة بل ولادة روحية من الماء والروح القدس بها نولد من فوق تكون فيها أنت يارب أبا لنا كميلاد لخليقة جديدة للإنسان من فوق، نصير أبناء لله بالروح وطاعة الحق والوصية وذلك لا لفضل فينا بل لمحبتك يالله اتخذتنا أولاداً لك وفي مقابل محبته ساعدنا وأهلنا أن نحبك ونحب إخوتنا، فمن يحب يصير ابناً لله ومن لا يحيا المحبة لم يعرف الله لان الله محبة.
+ نعمة البنوة ينالها المؤمنين وعليهم أن يثبتوا فيها ويسيروا كابناء الله ى طريق القداسة والكمال، نعم نحن محتاجون إلى غيرة عظيمة كي نحفظ صورة البنوة التي انطبعت علينا في العماد، وذلك بأن لا يوجد فينا دنس الخطية ولا الأنجذاب للشهوات الرديئة ولا طرق إبليس المضلة بل نتبع الله من كل قلوبنا ونتعلم منه ونقتدي به، فليس كل من يقول يارب، يارب يدخل ملكوت السماوات بل الذى يفعل أرادة الله ويتمم عمله. نعم يارب أهلنا أن نكون أبناء وبنات بحق لك نقتدى بمحبتك ونسير على هدى تعاليمك ونتقوى فى الإيمان ونثمر ثمر البر ونفرح في رجاء الخيرات العتيدة، أمين.
.........
(10)
صنع الخير
{أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ.}
(3يو 13:1)
+ لقد دعوتنا يارب أبناء وأحباء ويجب علينا أن نتعلم منك ونقتدي بك أيها الأب السماوي، ونعلن بنوتنا لك لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق، ونعمل بوصاياك المقدسة وبتعاليم أبائنا الرسل القديسين ونقتدي بهم ونتمثل بايمانهم. نجول فى العالم نصنع خير كما أنك يا الهنا صانع خيرات ورحوم تعمل من أجل خلاصنا وخيرنا ونجاتنا من طوفان الشر وسلطان الشيطان وعالم الظلمة. أن غياب الخير هو شر، ومن يعرف أن يعمل خير ولا يعمله فذاك خطية له، فساعدنا يارب وأعمل بنا الخير في عالم يحتاج فيه الكثيرين الي مد يد العون والمساعدة وصنع الخير.
+ ما أحوجنا فى عالم اليوم الي القدوة الصالحة. البعض يقتدي بالرياضيين أو بالممثلين أو بالسياسيين كل حسب أهتماماته. أما نحن فعلينا أن نقتدي برئيس إيماننا ومكملة الرب يسوع الذى جال يصنع الخير ويدعو اليه. وصار لنا قدوة ومثال فى محبته وبذله وفى تواضعه وفى صبره. علم بالقدوة والمثال قبل أن يعلم بالأقوال والأمثال. غسل أرجل التلاميذ كخادم وكدرس عملي للتواضع ثم علمهم قائلا { فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً. كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»} (مت 25:20-28).
+ أخلق لنا يارب العيون الروحية التي تبصر محبتك وتعاين مجدك، وأخلق فينا يارب الرغبة لمحبتك ومحبة الغير وصنع الخير، أبعد عنا الأنانية وحب الذات أو الشهوات، طهر قلوبنا ونقي نياتنا وحواسنا وأجسادنا وأرواحنا ونفوسنا. وهبنا أرادة صادقة للأقتداء بك، سهل لنا يارب طريق التقوى لكي ما نضبط نفوسنا فى كل شئ، ونجاهد بالصبر فى طريق الكمال المسيحي الذى اليه دعينا، أمين.
.....
الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015
(2) صلوات وتأملات فى آيات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(6)
الكتاب المقدس وحي من الله
{ كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ انْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ}
(2تي 16:3-17)
أيها الرب الهنا يا من بمحبته يعلن لنا أرادته بالوحي للأنبياء والرسل وتحدثنا بروحك القدوس وتريد أن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون. نشكرك على عظم أهتمامك بنا وسعيك لخلاصنا وحديثك الودي لكل نفس مخاطبا أيها لتأتي اليك وتشرب من ينبوع محبتك وتتغذى بكلامك وتحيا الي الأبد.
بكتابك المقدس تعلمنا، تهذب النفس وتعطي حكمة للجهال وتنير طريق السالكين فى الظلام، وتعرفنا طريق الحق والحياة وتضبط سلوكنا من الخطأ وتقودنا لمحبتك ومحبة الجميع . بقوة كلامك توبخ الخطاة ليتوبوا ويرجعوا اليك. تقوم أرجلنا فى سبل البر وتأدب الجهال وتعقلوا وترد النفوس الضالة الي طريق الحق والحياة.
الهي يا من تريد أن يكون الإنسان كاملا حكيما، يضبط ذاته فى كل شئ، يسعي الي البر ويجد فى أثره. يجاهد على رجاء الحياة الأبدية. علمنا يارب بكلامك وبروحك القدوس أرشدنا وأهدنا الي ملكوت لكي وبهذا فى كل شئ ننمو ونذداد فى كل عمل صالح. أمين
.......
(7)
دعانا وسيقودنا فى موكب نصرته
{ إِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.} (1بط 10:5-11)
أنت يارب دعوتنا بنعمتك لكي نكون أبناء لك، نرث المواعيد والخلاص الثمين والمجد الأبدي وأذ أنت إله أمين فى عمل الخير، تقدم الدعوة وتعطي المعونة والنعمة والقوة والحكمة والحافز وأسلحة الحرب الروحية، لنجاهد الجهاد الحسن ونسير في درب الآلام متعزين بنعمتك الأبدية وناظرين نحو السماء من حيث تأتي معونتنا وقوتنا { حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ} (اف 6 : 16).
أنت يارب قادر أن تقودنا فى موكب نصرتك، بقوتك تكمل كل نقص وضعف فينا، وبحكمتك تعلمنا وتحيينا، وتمنحنا سلامك حتى وسط الأتون وتسمعنا صوتك الحنون أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر. بالإيمان نثبت فيك ونأتي بثمر ويدوم ثمرنا، نحبك لانك قوتنا فى الحرب ورفيقنا في الدرب وعوننا فى الكرب حتى نتمكن من الوصول الي المجد الأبدي بسلام.
نمجدك أيها الإله المحب الذى له القدرة والسلطان، يا من بقدرتك دربت خلاص الإنسان وتحفظ أبنائك وبناتك في الإيمان وتقود الكنيسة عبر الزمان فلا يقوى عليها الشيطان وأعوانه وقواته فى أي مكان. نسبحك كل حين يا من لك المجد والقوة والعزة الأن وكل أوان.
.......
(8)
القوة من عند الرب
{ وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ} (أش 31:40)
+ لا تظن أنك وحيد وفى الدنيا ليس لك معين فى الضعف يقوى ويرد الضال ويسترد المطرود ويعصب الجريج ويجبر الكسير ويحكم بالأنصاف للمظلومين. ألله يبقى أمين حتى لو كنا غير أمناء. نجاتنا منه عندما يتهددنا الأعداء أو الشيطان أو لحظات الضعف، وعد منه أكيد. الله يعمل ولا يكل ولا يعيا فهو القادر علي كل شئ، الذى لا ينعس ولا ينام، ويخلص بطرق لا نتوقعها ومعونته تأتي من أشخاص وأحداث ومواقف قد لا تخطر لنا علي بال. هو يعطي المعييّ قدرة ولعديم القوة يكثر شدة ويعطي رجاء وحياة.
+ أنتظر الرب ولا يضعف إيمانك وأفرح فى رجاء. روح الله يجدد قوتك ويهبك حكمة وعلم لا يقدر جميع معانديك أن يقاوموها أو يناقضوها. يجدد كالنسر شبابك ويرفعك فى تواضعك وتسرع فى الطريق الروحي وتنمو بدون تعب ولا كلل. قد يثق الشباب في قوتهم ولكنهم بدون الله سريعاً ما يخوروا. ولكن من يثق فى الله يهبه طاقة متجددة وحب فياض ويحلق عالياً مع الله فى سماء الفضيلة والنجاح بالروح القدس، روح القوة. فلننتظر الرب ونترجي مراحمة المتجددة كل صباح.
+ نصلي من كل قلوبنا لله لكي يمنحنا قوة جديدة لكل عمل صالح، ويدبر حياتنا حسب أرادته الصالحة، ونطلب أن يعطينا الحلول والمخرج والنصرة فى الضيقات والتجارب. بالروح القدس نتحرر من عبودية الخوف والخطية ونتقوى فى الضعف ونأخذ أمل وثقة فى الهنا القوى المنتصر، ننال في المسيح الغفران، ونتطهر من كل خطية وننال الحكمة والنعمة ونظهر سلوكا يليق باولاد الله القديسين ممجدين الله الأب علي كل حين، أمين.
السبت، 28 نوفمبر 2015
صلوات قصيرة عن آيات (1)
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
{ قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ} (يو 33:16)
يارب أنت هو سلامنا فى وقت الضيق، وأنت لنا يا الله الأب المحب والصديق والرفيق طوال الطريق. حتى وان واجهتنا المتاعب والتجارب فلنا ثقة أنك أنت هو المنتصر الغالب. وكما غلبت بسلطانك الشيطان وقوات الظلمة وعالم الأثم وأنتصرت علي الموت فستغلب بنا وتقيمنا معك لمجد أسمك القدوس. فشكرا لك يا الهنا على محبتك الأبوية ونصرتك الإلهية ونعمتك الغنية وحضورك الدائم معنا.
يا ملك السلام، أعطنا سلامك وهبنا قوة الإيمان برعايتك ونمي محبتنا لك لكي نثبت فيك كل حين، أمين.
(2)
{ لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ.}
(لو 32:12)
نحن قطيع صغير بدون الله يمكن أن نضعف أو نبتعد أو حتى نهلك أو نضيع. لكن الله الهنا قادر ومحب وأمين، وقد وعدنا بكلامه المعزي والصادق والأمين أنه سيكون معنا كل الأيام. الله يشجعنا قائلا لا تخف أيها القطيع الصغير لان أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. وأن كان الله معنا فمن علينا!.
أنت يارب ترعانا وتقودنا فى موكب نصرتك وتجعل الضعيف قوى والجاهل تصيره حكيم وتحفظنا من مكر إبليس وشروره وحيله لاننا شعبك ورعيتك.
نحن نثق فى راعينا الصالح لذلك لا نخاف شر. نحيا معك الله أمنين ولمعونتك يا أبينا السماوي دائما طالبين وفى قوتك واثقين وعلى رجاء الحياة الأبدية نحيا فرحين. أمين
(3)
{أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي. مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأَرْضِ}
(مز 23:73-25)
يا اله أبائنا القديسين، يا من قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل نشكرك على محبتك وعمل نعمتك وخلاصك العجيب. أنت الممسك بإيدى شعبك القائل لنا ثقوا أني قد غلبت العالم وها أنا معكم كل الأيام والي أنقضاء الدهر أقودكم فى الطريق التي تسلكونها عيني عليكم، أرشدكم وأعلمكم. أنت تمسك بايدينا وتقودنا عبر رحلة الحياة فلا يستطيع أحد أن يأخذنا منك.
برايك الصالح تهدينا فانت كلي الحكمة وليست شئ خفي عنك من أجل ذلك نطلب من صلاحك أن تهدى أرجلنا الي سبل الحق وتهدي عقولنا لمحبتك ومخافتك وحب الغير عمل الخير. أمل يارب نفوسنا لنعمل مرضاتك كل حين وأملأ أرواحنا بنعمة روحك القدوس لكي ترتفع وتحلق فى سماء معرفتك ومحبتك وخدمتك.
ربي جعلتك نصيبي السماوي ومعك لا أريد شئ علي الأرض ومن أجل هذا أثق فيك ياله خلاصنا أنك ستمسك بيدي وتقودني الي المجد، وحتى تأتي ساعة أنطلاقي أراك سيدي تفتح ذراعاك الحنونة لتضمني الي سماء المجد وأسبحك مع كافة القديسين أمين.
(4)
{ هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ }
(يو 15 : 12)
يا الله الأب كلي المحبة والتحنن والرآفات، أيها ألأبن الكلمة الذي أحبنا وحبه أراد أن ينقذنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت فى طريق خلاصنا جاء الينا متجسدا وبذل ذاته علي عود الصليب حبا بنا وبموته أبطل عز الموت وبقيامته وهبنا الحياة الأبدية. هبنا يارب أن نحيا وننقاد بروحك القدوس، روح الحكمة والمحبة والشركة والقداسة.
علمنا يارب أن نحب بعضنا بعض كما أحببتنا أنت، ومن محبتك الباذلة والغافرة والمحررة والمطهرة والساترة نتعلم أن نغفر للمسيئين الينا، ونحتمل بعضنا بعضا ونقدم بعضنا بعض في الكرامة، علمنا كيف ينتصر الحب علي مشاعر الكراهية، ويتغلب العطاء على الأنانية والبغضة ويمحو نور المحبة ظلام العداوة.
بمحبتك يارب أغفر خطايانا، وبنعمتك أجعلنا نقبل منك هذا الغفران ونقبل أنفسنا كما هي ونتغير ونتقوى بروحك القدوس ليكون لنا فكرك المقدس وقلبك المتسع وروح المحبة الفياضة التي تمتد بالبذل والعطاء لتقبل وتحترم وتحب الجميع من كل أمة وجنس وعرق ودين.
علمني يارب أن المحبة هي رباط الكمال، وانت المحبة الكاملة ومن بعد عنك ضل ومال، ومن يثبت فيك يثبت فى المحبة ويتحرر من كل قيود الخطية والأغلال.
(5)
{ وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.}
( 27:14)
أيها الرب الهنا يا من برحمته تجسد لخلاصنا وبمحبته من أجل السرور الموضوع أمامه، سار في درب الصليب متألما وقبل الموت بارادته حبا بنا. لقد أظهرت يا سيدي علي الصليب لنا قوة البذل والمحبة والتضحية والغفران والتواضع. نشكرك على نعمتك الغنية ومحبتك الأبدية وقبولك للخطاة الضالين.
نريد يارب ان نتبعك ونحمل صليب محبتك ونكون تلاميذ لك، نسير علي نفس الدرب حتى لو كان مؤلما وصعب. وعندما نتعثر في الطريق أمسك بايدينا وأقمنا وكن لنا نعما الرفيق. نسير خلفك ونحتمل من أجلك ونخدمك ونشهد لمحبتك ونسير خلفك في طريق الجلجثة وأثقين أنه أشراقة القيامة المجيدة تنتظر الأوفياء المحبين لسيدهم والأمناء المقتدين به في كل شئ.
سيدى .. أعنا على حمل الصليب وعزي كل السائرين على نفس الدرب. وأجعلنا تلاميذ مخلصين لك، أعمل يارب فينا من أجل خلاصنا وأقمنا من كل خطية مطهرا أيانا بدم صليبك. وعلمنا من الصليب قوة المحبة الأحتمال وجمال الفضيلة وعظمة التواضع وطريق الخلاص.
الأربعاء، 25 نوفمبر 2015
نياحة الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدني
{ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ }(مت 25 : 21)
يعز علينا أن ننعي أنتقال أبينا وسيدنا وحبيبنا نيافة الحبر الجليل الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى الي فردوس النعيم فى مدينة القدس ظهر اليوم عن عمر يقارب الثلاثة وسبعون عاما بعد أن خدم شعب الايباراشية بامانة وأخلاص لما يقرب من ربع قرن من الزمن.
نيافتة من مواليد 30/6/1943م. بأسم أبراهيم سدراك وهو أخ بالجسد للأب القمص القديس المتنيح ثأوفيلس المحرقي. وكان من المترددين علي دير المحرق العامر من صباه.
حصل على بكالريوس الزراعة من جامعة أسيوط 1962م. ثم حصل علي ماجستير ودكتوراة في النباتات الطبية 1968م.
كما حصل علي بكالوريوس الكلية الإكليريكية بالقاهرة 1968م.
خدم نيافته شماس وأمين خدمة مع الطيب الذكر الأنبا دوماديوس مطران الجيزة ثم ترهب بدير القديس الأنبا بيشوى العامر 19/ 3/1984 باسم الراهب سدراك الأنبا بيشوى ثم رسم قسا فى 23/7/1990م. وخدم بعدها كاهنا فى سويسرا وبعد نياحة الأنبا باسيليوس مطران القدس الأسبق أختير ورسم مطرانا علي القدس فى 14/11/1991م.
تميز نيافة الأنبا أبراهام بمحبته لله ونسكة وزهده وتدقيقة وحرصة على خلاص نفسه كما تميز بجديته فى الخدمة وحرصة على رعيته وأعلاء شأن كنيسته أينما حل.
صبر على تجربة المرض وأحتمل بشكر فقده لبصره وأعطاه الله بصيرة وحس روحي وذكاء متوقد وقاد شعبه بحكمة وأخلاص.
نقدم خالص التعازى لقداسة البابا تاوضروس الثاني بابا وبطريرك الأسكندرية وسائر بلاد الكرازة المرقسية ولمجمعنا المقدس وبخاصة نيافة الأنبا صرابامون رئيس ديره العامر ومجمع رهبان دير القديس الأنبا بيشوى ومجمع رهبان الكرسي الأورشليمي ولشعب الأيباراشية ولمحبة وأهله وعارفي فضله.
هذا ويتم الأن تشيكل وفد رفيع المستوى من أعضاء مجمع كنيستنا المقدس للسفر للقدس للصلاة على جسده الطاهر فى موعد سيحدد لاحقا.
الرب أعطي والرب أخذ ليكون أسمه مباركا الي الأبد.
الخميس، 19 نوفمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 116- { كُونُوا رَاسِخِينَ }
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علي قدر ما نعمق أساسات البناء ونرسخه على أرضية وقواعد صلبة سليمة وصلبة، علي قدر ما يثبت ويعلو ويستمر البناء ولا تؤثر فيه المخاطر التي يتعرض لها. هكذا يدعونا الكتاب المقدس أن نكون ثابتين وراسخين فى الإيمان بالله وفى محبته وفى العمل معه عالمين أن تعبنا وصومنا وخدمتنا وكل عمل خير نقدمه من أجل الرب له أجرته ومكأفاته {إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ}(1كو 15 : 58). رسوخنا فى الإيمان يعنى ثباتنا فى المسيح وشبعنا بكلمته وطاعتنا لوصاياه ومحبتنا له من كل القلب وعلاقتنا الشخصية الوطيدة به وتناولنا من الأسرار المقدسة ونمونا وثمرنا المتكاثر لحسابه كالغصن وثباته فى الكرمة كما قال الرب { اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.} ( يو 4:15-5). يطلب منا السيد المسيح أن نثبت فيه فالغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته ما لم يثبت فى الكرمة. هكذا يجب أن تكون لنا حياة مسيحية بفكر قلب وسلوك مسيحي لائق باولاد الله القديسين. يكون لنا فكر المسيح { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ }(1كو 2 : 16). ونسير حسب سلوكه { مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً} (1يو 2 : 6) نتبعه في محبته وبذله ورحمته ووداعته وأتضاعه وخدمته. وأذ نتبعه ونخدمه فانه يعدنا أننا سنكون معه { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ }(يو 12 : 26)
+ إيماننا بابوة الله وصلاحة ومحبته وأعترافنا برحمته وأحساناته يجب أن تدفعنا لحياة الإيمان العامل بالمحبة فنجاهد ونتاجر ونستثمر الوزنات المعطاة لنا من الله ونقدم فى إيماننا فضيلة ومعرفة وتعفف وصبر ومحبة أخوية ومتى كان فينا السعي والجهاد في الفضائل ونمونا فيها، تصيرلنا حياة نشيطة مملوءة ثمارًا. وتكون الثمار وسيلة للنمو والثبات فى معرفة حقيقية لربنا يسوع المسيح وصلاة وصلة روحية راسخة بالروح القدس الذى يهبنا بنعمته أن ننمو يوما فيوم { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} (2بط 5:1-8). أن هدفنا من كل الفضائل المسيحية هو معرفة المسيح معرفة راسخة وكاملة وحقة وسليمة. فمن يجاهد لكى ينمو فى الفضائل يعرف ربنا يسوع معرفة حقيقية. ويثبت فيه ويكون له هذا الثبات حياة أبدية. وسلسلة الفضائل تبدأ بالإيمان والتغصب على فعل ما هو صالح، وتنتهى بالمحبة، فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله يثبت فيه، لهذا يدعونا الرب يسوع المسيح للثبات فى محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ مع الثمر المتكاثر والعمل الروحي إلا أنه تظهر لدي المؤمن ضعفات وخطايا مما لا يرغبه الله فينا فيقوم الله بمساعدتنا لكي نكتشفه وينقينا منه متى كان لنا تواضع وطاعة وأنقياد لروحه القدوس، يقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. فلا نرفض تأديب الرب، بل ونعد أنفسنا للأنتصار فى الحروب الروحية وأحتمال التجارب فى إيمان بالله ومحبة ورجاء فى الله، أذ حررنا المسيح من العبودية للشيطان والشهوات ومحبة المال فيجب علينا أن نثبت فى الحق والحق يحررنا ويقودنا فى موكب نصرته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ (غل 5 : 1). يجب أن نسهر علي خلاص نفوسنا ونثبت فى الإيمان المستقيم فى مواجهة قوى الشر { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). نتمسك برجائنا فى المسيح ووعوده فى الإنجيل { مُتَأسِسينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ} (كو 1:23). نقاوم إبليس ولا نرضخ لتهديد أو وعيد حتى تتحقق لنا المواعيد فالله صادق وأمين ووعده بالنصرة أكيد لمن يقاوم راسخ فى الإيمان حتى وأن تألمنا يسيرا فالله يكملنا ويثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.} (1بط 8:5-11).
+ علي قدر ما نعمق أساسات البناء ونرسخه على أرضية وقواعد صلبة سليمة وصلبة، علي قدر ما يثبت ويعلو ويستمر البناء ولا تؤثر فيه المخاطر التي يتعرض لها. هكذا يدعونا الكتاب المقدس أن نكون ثابتين وراسخين فى الإيمان بالله وفى محبته وفى العمل معه عالمين أن تعبنا وصومنا وخدمتنا وكل عمل خير نقدمه من أجل الرب له أجرته ومكأفاته {إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ}(1كو 15 : 58). رسوخنا فى الإيمان يعنى ثباتنا فى المسيح وشبعنا بكلمته وطاعتنا لوصاياه ومحبتنا له من كل القلب وعلاقتنا الشخصية الوطيدة به وتناولنا من الأسرار المقدسة ونمونا وثمرنا المتكاثر لحسابه كالغصن وثباته فى الكرمة كما قال الرب { اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً.} ( يو 4:15-5). يطلب منا السيد المسيح أن نثبت فيه فالغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته ما لم يثبت فى الكرمة. هكذا يجب أن تكون لنا حياة مسيحية بفكر قلب وسلوك مسيحي لائق باولاد الله القديسين. يكون لنا فكر المسيح { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ }(1كو 2 : 16). ونسير حسب سلوكه { مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً} (1يو 2 : 6) نتبعه في محبته وبذله ورحمته ووداعته وأتضاعه وخدمته. وأذ نتبعه ونخدمه فانه يعدنا أننا سنكون معه { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ }(يو 12 : 26)
+ إيماننا بابوة الله وصلاحة ومحبته وأعترافنا برحمته وأحساناته يجب أن تدفعنا لحياة الإيمان العامل بالمحبة فنجاهد ونتاجر ونستثمر الوزنات المعطاة لنا من الله ونقدم فى إيماننا فضيلة ومعرفة وتعفف وصبر ومحبة أخوية ومتى كان فينا السعي والجهاد في الفضائل ونمونا فيها، تصيرلنا حياة نشيطة مملوءة ثمارًا. وتكون الثمار وسيلة للنمو والثبات فى معرفة حقيقية لربنا يسوع المسيح وصلاة وصلة روحية راسخة بالروح القدس الذى يهبنا بنعمته أن ننمو يوما فيوم { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} (2بط 5:1-8). أن هدفنا من كل الفضائل المسيحية هو معرفة المسيح معرفة راسخة وكاملة وحقة وسليمة. فمن يجاهد لكى ينمو فى الفضائل يعرف ربنا يسوع معرفة حقيقية. ويثبت فيه ويكون له هذا الثبات حياة أبدية. وسلسلة الفضائل تبدأ بالإيمان والتغصب على فعل ما هو صالح، وتنتهى بالمحبة، فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله يثبت فيه، لهذا يدعونا الرب يسوع المسيح للثبات فى محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ مع الثمر المتكاثر والعمل الروحي إلا أنه تظهر لدي المؤمن ضعفات وخطايا مما لا يرغبه الله فينا فيقوم الله بمساعدتنا لكي نكتشفه وينقينا منه متى كان لنا تواضع وطاعة وأنقياد لروحه القدوس، يقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. فلا نرفض تأديب الرب، بل ونعد أنفسنا للأنتصار فى الحروب الروحية وأحتمال التجارب فى إيمان بالله ومحبة ورجاء فى الله، أذ حررنا المسيح من العبودية للشيطان والشهوات ومحبة المال فيجب علينا أن نثبت فى الحق والحق يحررنا ويقودنا فى موكب نصرته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ (غل 5 : 1). يجب أن نسهر علي خلاص نفوسنا ونثبت فى الإيمان المستقيم فى مواجهة قوى الشر { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). نتمسك برجائنا فى المسيح ووعوده فى الإنجيل { مُتَأسِسينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ} (كو 1:23). نقاوم إبليس ولا نرضخ لتهديد أو وعيد حتى تتحقق لنا المواعيد فالله صادق وأمين ووعده بالنصرة أكيد لمن يقاوم راسخ فى الإيمان حتى وأن تألمنا يسيرا فالله يكملنا ويثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.} (1بط 8:5-11).
الأربعاء، 18 نوفمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 115- { شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ }
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الله يقدم محبته للجميع ويريد كأب صالح أن الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وهو يحذر الشرير قائلا: { حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ.} (حز 33 : 11). ولقد جاء السيد المسيح الي العالم ليعلن محبة الله للجميع { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16) بالإيمان بالمسيح يصير المؤمنين شركاء فى الميراث وشركة الجسد الواحد ونوال موعد الروح القدس والحياة الأبدية { {أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ}(اف 3 : 6). فلسنا بعد غرباء بل رعية المسيح مع القديسين وأهل بيت الله { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ} (اف 2 : 19). ففى المسيح يسوع وبالإيمان بالإنجيل وبالمعمودية والمسحة المقدسة ينسكب علينا الروح القدس وتستعلن ثماره فينا حسب غني نعمة الله وحكمته من أجل بناء الكنيسة وخلاص نفوسنا ويصير لنا جراءة وقُدوم ودخول إلى الآب بالإيمان بالمسيح والثقة فيه {لأن به لنا كلينا قُدُوماً في روح واحد إلى الآب.} (أف 2: 18). هذا السر الذى أعلنه القديس بولس الرسول ويعلنه الله لقديسيه { السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،. الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. الذين أراد الله أن يُعرِّفهم ما هو غِنَى مجد هذا السر في الأمم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.}(كو 1: 26-27). وهذا هو السر "المسيح فينا" يحل المسيح بالإيمان فينا بالعماد والمسحة المقدسة وبالأكثر بالأتحاد بالمسيح فى سر الإفخارستيا الذى يجب أن نتقدَّم إليه فى توبة وإيمان وثقة بمواعيد الله الأمينة كما قال { مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). بالتناول نثبت فى المسيح ويثبت فينا فى شركة وعشرة محبة وعلاقة شخصية قوية فننمو فى معرفته ومحبته من مجد الي مجد وتنتفي منا العزلة والوحده الي الشركة مع الله، لنحيا الإيمان الواحد وشركة الجسد الواحد ويحل ملكوت الله فينا ونتمتع بمذاقة الحياة الأبدية ونحن على الأرض.
+ بالمسيح يسوع صار الأمم يشاركون اليهود فى بركات ملكوت المسيح، ويصير المؤمنين من الأمم متساوون مع المؤمنين من اليهود فى حقوق الميراث الروحى وفى كونهم أعضاء الجسد الذى رأسه المسيح، وفي الوعد بالفداء الذى أعطى لآدم وحواء وكرره الله لإبراهيم وأنبياء العهد القديم، ويصير للأمم نصيب في الميراث مثل اليهود تماماً.
+ محبة الله وأحضانه مفتوحة لجميع الناس ليخلص كل من يؤمن به ويحيا فى كنيسته. من أجل هذا يجب أن ننفتح بالحب على كل أحد القريبين والبعيدين ونعلن خلاص الله المقدم لكل إنسان ليحيا الإيمان العامل بالمحبة لينال نصيبا وميراثا مع جميع القديسين. لقد كان اليهود ينظروا إلى الأمم بتعالي وأحتقار ويظنوا أنهم وحدهم ورثة المجد والمواعيد والميراث ومنهم وحدهم تتألف الأمة المختارة فلا يختلطون بأحد وكل هذا كان قبل إعلان هذا السر المجيد الذي به صار الأمم ورثة مع اليهود في الله, وأبناء لله بالإيمان بالمسيح يسوع (غلا 3: 26, رو 8: 17). واصبح المؤمنين أعضاء متآلفين في جسد المسيح الذي هو الكنيسة وبالتالي صاروا معا شركاء في نوال موعد الروح, الذي يأخذ مما للمسيح ويعطينا {قاسماً لكل واحد بمفرده نصيباً كما يشاء} (1كو 12: 11). صار المؤمنين شركاء مع بعضهم البعض في الميراث المقدس الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل في السماء. في المسيح صرنا أغصاناً في الكرمة الواحدة وأعضاء أحياء في الجسد الواحد. في المسيح صار للمؤمنين حق نوال الروح القدس{ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً} (2كو 1 : 7). لذلك بالاكثر اجتهدوا أيها الاخوة الأحباء ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالجهاد روحي والتوبة المستمرة والإيمان العامل بالمحبة وملاحظة أنفسنا والتعليم الصحيح والمداومة على ذلك، نخلص نفوسنا ونتقوى فى الإيمان وننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع لاننا اذا فعلنا ذلك لن نزل ابدا بل يقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ} (2بط 1 : 11).
+ الله يقدم محبته للجميع ويريد كأب صالح أن الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وهو يحذر الشرير قائلا: { حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ.} (حز 33 : 11). ولقد جاء السيد المسيح الي العالم ليعلن محبة الله للجميع { لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ} (يو 3 : 16) بالإيمان بالمسيح يصير المؤمنين شركاء فى الميراث وشركة الجسد الواحد ونوال موعد الروح القدس والحياة الأبدية { {أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ}(اف 3 : 6). فلسنا بعد غرباء بل رعية المسيح مع القديسين وأهل بيت الله { فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ} (اف 2 : 19). ففى المسيح يسوع وبالإيمان بالإنجيل وبالمعمودية والمسحة المقدسة ينسكب علينا الروح القدس وتستعلن ثماره فينا حسب غني نعمة الله وحكمته من أجل بناء الكنيسة وخلاص نفوسنا ويصير لنا جراءة وقُدوم ودخول إلى الآب بالإيمان بالمسيح والثقة فيه {لأن به لنا كلينا قُدُوماً في روح واحد إلى الآب.} (أف 2: 18). هذا السر الذى أعلنه القديس بولس الرسول ويعلنه الله لقديسيه { السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ،. الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. الذين أراد الله أن يُعرِّفهم ما هو غِنَى مجد هذا السر في الأمم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.}(كو 1: 26-27). وهذا هو السر "المسيح فينا" يحل المسيح بالإيمان فينا بالعماد والمسحة المقدسة وبالأكثر بالأتحاد بالمسيح فى سر الإفخارستيا الذى يجب أن نتقدَّم إليه فى توبة وإيمان وثقة بمواعيد الله الأمينة كما قال { مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه} (يو 6: 56). بالتناول نثبت فى المسيح ويثبت فينا فى شركة وعشرة محبة وعلاقة شخصية قوية فننمو فى معرفته ومحبته من مجد الي مجد وتنتفي منا العزلة والوحده الي الشركة مع الله، لنحيا الإيمان الواحد وشركة الجسد الواحد ويحل ملكوت الله فينا ونتمتع بمذاقة الحياة الأبدية ونحن على الأرض.
+ بالمسيح يسوع صار الأمم يشاركون اليهود فى بركات ملكوت المسيح، ويصير المؤمنين من الأمم متساوون مع المؤمنين من اليهود فى حقوق الميراث الروحى وفى كونهم أعضاء الجسد الذى رأسه المسيح، وفي الوعد بالفداء الذى أعطى لآدم وحواء وكرره الله لإبراهيم وأنبياء العهد القديم، ويصير للأمم نصيب في الميراث مثل اليهود تماماً.
+ محبة الله وأحضانه مفتوحة لجميع الناس ليخلص كل من يؤمن به ويحيا فى كنيسته. من أجل هذا يجب أن ننفتح بالحب على كل أحد القريبين والبعيدين ونعلن خلاص الله المقدم لكل إنسان ليحيا الإيمان العامل بالمحبة لينال نصيبا وميراثا مع جميع القديسين. لقد كان اليهود ينظروا إلى الأمم بتعالي وأحتقار ويظنوا أنهم وحدهم ورثة المجد والمواعيد والميراث ومنهم وحدهم تتألف الأمة المختارة فلا يختلطون بأحد وكل هذا كان قبل إعلان هذا السر المجيد الذي به صار الأمم ورثة مع اليهود في الله, وأبناء لله بالإيمان بالمسيح يسوع (غلا 3: 26, رو 8: 17). واصبح المؤمنين أعضاء متآلفين في جسد المسيح الذي هو الكنيسة وبالتالي صاروا معا شركاء في نوال موعد الروح, الذي يأخذ مما للمسيح ويعطينا {قاسماً لكل واحد بمفرده نصيباً كما يشاء} (1كو 12: 11). صار المؤمنين شركاء مع بعضهم البعض في الميراث المقدس الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل في السماء. في المسيح صرنا أغصاناً في الكرمة الواحدة وأعضاء أحياء في الجسد الواحد. في المسيح صار للمؤمنين حق نوال الروح القدس{ فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذَلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضاً} (2كو 1 : 7). لذلك بالاكثر اجتهدوا أيها الاخوة الأحباء ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالجهاد روحي والتوبة المستمرة والإيمان العامل بالمحبة وملاحظة أنفسنا والتعليم الصحيح والمداومة على ذلك، نخلص نفوسنا ونتقوى فى الإيمان وننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع لاننا اذا فعلنا ذلك لن نزل ابدا بل يقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ} (2بط 1 : 11).
السبت، 14 نوفمبر 2015
لك أقول قم
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
دعوة للتوبة والقيامة ..
+ جاء السيد المسيح الى إرضنا يجول يصنع خير ويدعو للإيمان يشفى المرضى ويعلم الجهال ويشبع الجياع ويفتح أعين العميان ويكرز ببشارة التوبة والخلاص { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17) وهو يدعونا فى وقتنا الحاضر { قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). ولا تظنوا ان هؤلاء الذين دعاهم الرب الى التوبة كانوا أكثر شراً منا نحن الذين نحيا فى عالمنا المعاصر { وكان حاضرا في ذلك الوقت قوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. فاجاب يسوع وقال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا.كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم اتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو1:13-5).
+ نحن نحتاج الى قوة التوبة والقيامة من حياة الخطية والكسل لحياة التوبة والعمل، ومن حياة الضعف والموت الروحى الى حياة القوة الروحية العاملة فينا بقوة القيامة المجيدة . ان السيد المسيح له المجد يلح علينا ويدفعنا للقيامة والصلاة بلجاجة لتعبر عنا أزمنة الضيق الى حياة القيامة المجيدة. ونقوم كما فعل الابن الضال اذ أحس بالجوع والحرمان والحاجة الى الاحساس بالشبع والأمان فى بيت الله الابوى { فرجع الى نفسه و قال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز و انا اهلك جوعا. اقوم و اذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء و قدامك} (لو17:15-18).
+ يجب علينا أن نحيا فى توبة وصلاة وقيام من حياة الخطية والكسل ونقدم توبة شاملة ونصنع لنا ثمار تليق بالتوبة{ فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله } (كو 3 : 1). ان شرور فرد قد تلحق الهزيمة بكثيرين وقد راينا قديما ان خطيئة عخان بن كرمى تسببت فى هزيمة أمه { هكذا قال الرب اله اسرائيل في وسطك حرام يا اسرائيل فلا تتمكن للثبوت امام اعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم}( يش 13:7). كما ان قداسة الافراد ونهضتهم قد يقودها افراد فلقد قبل الله ان لا يحرق سدوم وعمورة ان وجد فيها عشرة أبرار بل وقال لارميا النبى قديما { طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها}( أر 1:5).
قوة القيامة وعمل الله فينا ...
+ اننا فى سعينا الى حياة التوبة والقيامة والصلاة لا نعتمد فقط على قوتنا الذاتية بل نتكل على الله الهنا القوي ونثق انه قادر ان يقودنا فى موكب نصرته ونجاهد فى صبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع ونقول مع المرنم { الرب قوتي ونشيدي وقد صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2). الله يعمل في كنيسته عبر التاريخ وهو رب الكنيسة وحاميها ويدافع عنها علي مدى التاريخ وهو قادر أن ينجينا من أتون النار المتقد ومن شر الأشرار ومؤامراتهم وحتى ان سمح الله بالتجارب أوالاستشهاد من أجل الإيمان فنحن شهود أوفياء لمن بذل ذاته فداء عنا وقام ليقيمنا لنحيا حياة أبدية .
+ ان مسيحنا القدوس رئيس الحياة وملك الدهور وواهب القيامة ، ومن أمن به ولو مات فسيحيا وهو أمس واليوم والي الإبد يتحنن على شعبه وعلى كل نفس تعانى الظلم والخطية والضعف ويقول لكل نفس منحنية تحت ثقل الخطية {ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ} (لو 7 : 14) نعم هو يتحنن كل كل أرملة فقدت رجلها وكل أم فقدت أبنها وعلي كل الأبرياء ضحايا الأرهاب فى كل مكان وهو يشفق علي كل شاب أوفتاه لا يجدوا الحنان او المحبة وهو يطمئن كل من يعانى الخوف او الضعف ويتقدم الينا اليوم وفى كل يوم ليعين المتعبين ويشفى المرضى ويداوى المجروحين{تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف} (مت28:11- 30 ). اننا ندعوه اليوم وكل يوم ان يتحنن علينا فى مصر وعلى منطقتنا وعلى عالمنا لكى من يقيمنا بقوة قدرته وعمل مجده ناظراً الي دموعنا وأنينا ومتاعبنا وضيقاتنا لكى نفرح وتفرح الكنيسة بعمل الله فيها .
+ اننا نثق فى عمل الله فى كنيسته ومع ابناءه وهو رب الكنيسة وملجانا فى الضيقات والشدائد ننصلى اليه لي وهو معين لمن ليس له معين ، هو قديما جاء خصيصاً الى مريض بركة حسدا الذى قال له { ياسيد ليس لى انسان يلقينى في البركة متى تحرك الماء بل بينما انا ات ينزل قدامي اخر.قال له يسوع قم احمل سريرك وامش. فحالا برئ الانسان وحمل سريره} (يو7:5-9 ). السيد المسيح لا يشفى فقط من المرض الجسدى بل له السلطان على مغفرة الخطايا {ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا قال للمفلوج لك اقول قم واحمل فراشك واذهب الى بيتك ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله. فاخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلاوا خوفا قائلين اننا قد راينا اليوم عجائب.} (لو 5 : 24-26 ).
+ ان قدرة الله وقوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء لانه يوجد الكثيرين ممن يظنون انهم احياء وهم أموات، الضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والجهال والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او تحت الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم و جلس و جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم}(لو 16:4-21).
+ ان السيد المسيح له المجد يقول لكل من يشعرون بالضعف انا هو قوتكم ، ولمن يعانون الخوف انا هو سلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر طاقاتكم { يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لم فقد عزيز لديه { انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) نعم أحبائنا احياء وكملائكة الله فى الفردوس وسنلتقى بهم ونسعد معا بالوجود فى حضرة الله { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} (لو 37:20-38) .
قم ايها النائم ..
+ انها دعوة لنا للقيام والتوبة والرجوع الى الله ، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير لنا ان نموت ونحن نجاهد فى حياة التوبة والصلاة والعمل من ان نموت فى حياة الكسل والخطية ونهلك وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح }(اف 5 : 14). لنقوم ونقول لا تشمتى بي يا عدوتى فانى ان سقطت أقوم ، وان مشيت فى الظلمة فالرب نوراً لي.
+ والى تلك الركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا الى ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس . ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القصر نفسه . ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اباً ومعلماً للرهبنة ومرشداً تهابه الشياطين . انها اذن قوة القيامة العاملة فى كل أحد وفى كل جيل .
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى الموت، موت الصليب ، فجلس عن يمين الأب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا من أجل خلاصنا ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام ، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا والبشرية الساقطة .
+ واذ لنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا ، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجد الله العظيم و مخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13).
الأربعاء، 11 نوفمبر 2015
شعر قصير رحة البال
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
رحة البال
تعالوا يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال
للي يغفر الخطايا ويعدل اللي أنحنى ومال
يشيل عنكم الهموم حتى لو كانت بثقل جبال
يرفع عنا التعب ويفرح القلب ويحقق الأمال
أوعى فى ضيقلك تركض أو تجرى وراء مال
ولا تخضع لشهوات إبليس ويغرك يوم جمال
دا كله فاني ومع المسيح وحده راحة البال
تعالو اليه وتعلموا منه المحبة دا كله كمال
(2)
" محتاجين لأيديك"
محتاجين لأيديك يارب دائما تصنع التغيير
ترفع الساقط بمحبة من غير كبرياء أو تعيير
تكون رجاء للبائس وتغني المحتاج والفقير
تشفى المريض وتمسح دموع الحزين يا قدير
الجاهل يتعلم منك وينال حكمة ونعمة فى التدبير
تنصرنا فى الحروب والضعيف بطل معاك يصير
تريح التعبان وتقودنا ومعك سفينة حياتنا تسير
(3)
" هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ "
مش أنت اللي قلت هَلمّ نتحاجج معا يارب؟
وأن كانت خطاياكم كالقرمز تصير كالثلج
وأن كنا خطاة تقيمنا وتقودنا معاك للمجد
وقلت أنك بتدعو خطاة للتوبة بصبر وحب
أنا جاي باعترفلك بضعفي وجهلي وذنوبي
أنت الوحيد تقدر تغسل قلبي وتستر عيوبي
أديني تبرير وسلام وكن فرحي ومحبوبي
..........
(4)
" أهدينا يارب"
يارب أهدينا دائما لطريق الحق وصنع الخير
دا أنتٓ يارب اله محب وعلي كل شئ قدير
ومعاك يارب الضعيف يقوي وبطل يصير
الجاهل يأخد حكمة وينال منك نعمة وتقدير
معاك يقوي إيماننا ورجائنا وفي محبة نسير
.............
(5)
"شعلة الإيمان"
قالوا الزمان متلقب وغدار ملهوش أمان
قلت عشان كدا نحتاج بقوة لشعلة الإيمان
إيمان برب رحيم، يهتم بينا ويرحم الإنسان
يقودنا فى طريق الخير ويصبرنا في الأحزان
يا بخته اللي يعيش وينام في رعاية الرحمن
يحيا في سلام الله، مطمئن مهما تقلب الزمان
ينام فى راحة بال بضمير مرتاح ومش قلقان
وحتى عند الموت، تستقبله الملائكة بالأحضان
.........
(6)
"أبني على صخر "
سمعت أنه فيه فى بلاد بعيده مطر وسيول
قلت آه بتصير وكل اللي شايفه يوم هيزول
وصحيت لقيت بيتنا بيهاجمه المطر كالغول
صرخت يارب أرحمنا لا لا دا مش معقول
أصلي اللي بعيد عنا مش زى اللي منا ينول
واللي يبني بيته على صخر يثبته على طول
لكن البيت المبني على رمل، يجيه يوم ويزول
...............
(7)
" أرحموا بعض"
يارب ياللي نجي نوح وبنيه من الطوفان
نجينا وأرحمنا وتراّف علي بني الإنسان
بحر الحياة من غير سيول مليان بالأحزان
صوت قالي أرحموا بعض يرحمكم الرحمن
بالشر والأثم حتى الطبيعة تثور بالطوفان
العالم ذاغ للشر والفساد والناس بقت غيلان
محتاجين للتوبه الي الله والرجوع بالأحسان
أزرعوا خير تحصدوه، دا الشر أخرته خسران
.......
(8)
" سيبوا الوطن"
وطني بدم أجدادي تكون وشجرة شاب
وطنى بعرق أجدادي أرتوي منه التراب
كل ذرة فيك يا وطنى قلبي فيها بحبه داب
ليه يدب فيك الفساد ويهربوا منه الشباب
بخاف عليك من اللي بينهشو فيك كالكلاب
يسرقوا وينهبوا ويبيعوا فيك حتى التراب
خدوا المغانم وأبعدوا عنا يا شلة ذئاب
سيبوا الوطن لي من أجله عانوا العذاب
.....
السبت، 7 نوفمبر 2015
فكرة لليوم وكل يوم 114- { كُونُوا رِجَال }
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الرجولة الروحية ... يدعونا الكتاب أن نكون رجال، ولا يقصد هنا الرجال فقط بل أن يكون لنا كمؤمنين رجال أو نساء صفات الرجولة الروحية من الجدية والشهامة والحكمة والصبر والثبات على الإيمان والمبادي الفاضلة، كما أن الرجولة تعني البعد والترفع عن الصغائر والشهوات والأنانية أو التمركز حول الذات وأن يكون لنا القدرة على أتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها فى مختلف الظروف { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). علينا أن نحرص وندقيق كجنود صالحين لله على خلاص نفوسنا لان لنا أعداء شياطين يسعوا الي هلاكنا فيجب أن نقاومهم ثابتين فى الإيمان المستقيم نقف ضد التيارات الفكرية ولا ننساق وراء التعاليم المنحرفة { كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ} (اف14:4).
النضح الروحي للمؤمن يعنى ان يكون لديه الحس الروحي والحكمة والتمييز بين الخير والشر وأتباع الخير وكلام البر فيكون لنا خبرة روحية والتزام روحي بتبعيه الله ورفض الشر وعمل الخير مع الجميع لاسيما خاصتنا وأهل الإيمان والمحتاجين { لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ،. وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ} ( عب 13:5-14).
+ الحكمة وضبط النفس.. عندما أراد فرعون مصر قديما رجلا يدير ويدبر أقتصاد مصر ويعبر بها سنوات القحط والغلاء قال له مشيريه { فَالآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلاً بَصِيراً وَحَكِيماً وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ} (تك 41 : 33) فاجاب الملك قائلا { فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: "هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟"} (تك 41 : 38). لقد أختير يوسف كمدبر لأقتصاد مصر وكان ناجحا متميزا لان الرب كان معه وهو كشاب تميز فى غربته بالعفة والأمانة ورفض الشر حتى لو تعرض للسجن والظلم ولهذا رفعه الله وأنقذ به مصر وأهله من الجوع. ونحن فى العهد الجديد أخذنا روح التبني والحكمة الذى يهبنا حكمة وفهم ومعرفة ومخافة الرب { رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ } (اش 11 : 2). ويجب علينا أن لا ننقاد وراء شهوات العالم أو نشاكل أهل هذا الدهر بل نكون أقوياء فى الإيمان وننقاد لروح الله ونتمم مقاصده وأرادته فى حياتنا, ونتحكم فى حواسنا ونضبط السنتنا وعيوننا { إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً }(يع 3 : 2).
+ الجدية ورفض الشر ... يطوب الكتاب الرجولة الروحية التى ترفض الشر فلا يسلك المؤمنين فى مشورة الأشرار وطرقهم ومشورتهم بل تكون مسرتهم فى كلام الله فتنجح طريقهم ويثمروا ثمر البر فى وقته بعكس الأشرار الذين سريعا ما يتبددوا ويهلكوا { طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.} مز 1:1-3). فى رجولة روحية يعمل ويجتهد المؤمن فى تواضع ووداعة ويعمل على أستثمار وزناته ووقته وعمله وماله {أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِداً فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ!} (ام 22 : 29).
+ الحلم والشجاعة فى روح الصلاة ... من مميزات الرجولة الروحية الحقة الحلم والوداعة والتواضع فى شجاعة وحكمة وقوة ولقد أختار الرب قديما موسي النبي ليقود الشعب عبر الصحراء فى مسيرة طويلة لحلمة ووداعته { وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ} (عد 12 : 3). وفى ثبات أما قوي الشر أختار الله نحميا النبي ليرمم اسوار أورشليم والهيكل ووقف نحميا أمام تحدى ألاعداء وطلب من الله أن يقويه ورفض الهروب أو التوقف عن العمل والبناء { لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ: قَدِ ارْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ الْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ. فَالآنَ يَا إِلَهِي شَدِّدْ يَدَيَّ. وَدَخَلْتُ بَيْتَ شَمَعْيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ فَقَالَ: لِنَجْتَمِعْ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ إِلَى وَسَطِ الْهَيْكَلِ وَنُقْفِلْ أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فِي اللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فَقُلْتُ: أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ وَمَنْ مِثْلِي يَدْخُلُ الْهَيْكَلَ فَيَحْيَا! لاَ أَدْخُلُ.} ( نح 9:6-11). ان الله يطلب رجال العمل والصلاة. ولقد عاتب الله قديما الشعب فى زمن السبي لانهم فعلوا الشر وتباعدوا عن الله ووصاياه وطلب منهم حتى ولو رجلاً يرمم الثغرة ويصلي من أجل الشعب ويقوده فلم يجد { وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَاراً وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا, فَلَمْ أَجِدْ!. فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ } ( حز 30:22-23). نعمل مع الرب ونخدمه بامانة على وزناته المتنوعة ونقول مع أشعياء النبي {هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي} (اش 6 : 8). الرجولة الروحية تعنى الشهامة والوقوف مع الحق والعطاء { فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا }(رو 15 : 1). فى رجولة نعمل ولا ننتظر مدح من الناس بل ننتظر المجازاة من الله الذي يعطي كل واحد حسب عمله { فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ }(مت 16 : 27).
+ الرجولة الروحية ... يدعونا الكتاب أن نكون رجال، ولا يقصد هنا الرجال فقط بل أن يكون لنا كمؤمنين رجال أو نساء صفات الرجولة الروحية من الجدية والشهامة والحكمة والصبر والثبات على الإيمان والمبادي الفاضلة، كما أن الرجولة تعني البعد والترفع عن الصغائر والشهوات والأنانية أو التمركز حول الذات وأن يكون لنا القدرة على أتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها فى مختلف الظروف { اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا }(1كو 16 : 13). علينا أن نحرص وندقيق كجنود صالحين لله على خلاص نفوسنا لان لنا أعداء شياطين يسعوا الي هلاكنا فيجب أن نقاومهم ثابتين فى الإيمان المستقيم نقف ضد التيارات الفكرية ولا ننساق وراء التعاليم المنحرفة { كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ} (اف14:4).
النضح الروحي للمؤمن يعنى ان يكون لديه الحس الروحي والحكمة والتمييز بين الخير والشر وأتباع الخير وكلام البر فيكون لنا خبرة روحية والتزام روحي بتبعيه الله ورفض الشر وعمل الخير مع الجميع لاسيما خاصتنا وأهل الإيمان والمحتاجين { لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ،. وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ} ( عب 13:5-14).
+ الحكمة وضبط النفس.. عندما أراد فرعون مصر قديما رجلا يدير ويدبر أقتصاد مصر ويعبر بها سنوات القحط والغلاء قال له مشيريه { فَالآنَ لِيَنْظُرْ فِرْعَوْنُ رَجُلاً بَصِيراً وَحَكِيماً وَيَجْعَلْهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ} (تك 41 : 33) فاجاب الملك قائلا { فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: "هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هَذَا رَجُلاً فِيهِ رُوحُ اللهِ؟"} (تك 41 : 38). لقد أختير يوسف كمدبر لأقتصاد مصر وكان ناجحا متميزا لان الرب كان معه وهو كشاب تميز فى غربته بالعفة والأمانة ورفض الشر حتى لو تعرض للسجن والظلم ولهذا رفعه الله وأنقذ به مصر وأهله من الجوع. ونحن فى العهد الجديد أخذنا روح التبني والحكمة الذى يهبنا حكمة وفهم ومعرفة ومخافة الرب { رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ } (اش 11 : 2). ويجب علينا أن لا ننقاد وراء شهوات العالم أو نشاكل أهل هذا الدهر بل نكون أقوياء فى الإيمان وننقاد لروح الله ونتمم مقاصده وأرادته فى حياتنا, ونتحكم فى حواسنا ونضبط السنتنا وعيوننا { إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً }(يع 3 : 2).
+ الجدية ورفض الشر ... يطوب الكتاب الرجولة الروحية التى ترفض الشر فلا يسلك المؤمنين فى مشورة الأشرار وطرقهم ومشورتهم بل تكون مسرتهم فى كلام الله فتنجح طريقهم ويثمروا ثمر البر فى وقته بعكس الأشرار الذين سريعا ما يتبددوا ويهلكوا { طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.} مز 1:1-3). فى رجولة روحية يعمل ويجتهد المؤمن فى تواضع ووداعة ويعمل على أستثمار وزناته ووقته وعمله وماله {أَرَأَيْتَ رَجُلاً مُجْتَهِداً فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ الْمُلُوكِ يَقِفُ. لاَ يَقِفُ أَمَامَ الرَّعَاعِ!} (ام 22 : 29).
+ الحلم والشجاعة فى روح الصلاة ... من مميزات الرجولة الروحية الحقة الحلم والوداعة والتواضع فى شجاعة وحكمة وقوة ولقد أختار الرب قديما موسي النبي ليقود الشعب عبر الصحراء فى مسيرة طويلة لحلمة ووداعته { وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ} (عد 12 : 3). وفى ثبات أما قوي الشر أختار الله نحميا النبي ليرمم اسوار أورشليم والهيكل ووقف نحميا أمام تحدى ألاعداء وطلب من الله أن يقويه ورفض الهروب أو التوقف عن العمل والبناء { لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ: قَدِ ارْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ الْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ. فَالآنَ يَا إِلَهِي شَدِّدْ يَدَيَّ. وَدَخَلْتُ بَيْتَ شَمَعْيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ فَقَالَ: لِنَجْتَمِعْ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ إِلَى وَسَطِ الْهَيْكَلِ وَنُقْفِلْ أَبْوَابَ الْهَيْكَلِ لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فِي اللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فَقُلْتُ: أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ وَمَنْ مِثْلِي يَدْخُلُ الْهَيْكَلَ فَيَحْيَا! لاَ أَدْخُلُ.} ( نح 9:6-11). ان الله يطلب رجال العمل والصلاة. ولقد عاتب الله قديما الشعب فى زمن السبي لانهم فعلوا الشر وتباعدوا عن الله ووصاياه وطلب منهم حتى ولو رجلاً يرمم الثغرة ويصلي من أجل الشعب ويقوده فلم يجد { وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَاراً وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا, فَلَمْ أَجِدْ!. فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ } ( حز 30:22-23). نعمل مع الرب ونخدمه بامانة على وزناته المتنوعة ونقول مع أشعياء النبي {هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي} (اش 6 : 8). الرجولة الروحية تعنى الشهامة والوقوف مع الحق والعطاء { فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا }(رو 15 : 1). فى رجولة نعمل ولا ننتظر مدح من الناس بل ننتظر المجازاة من الله الذي يعطي كل واحد حسب عمله { فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ }(مت 16 : 27).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)