للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ عندما نتناول من الاسرار المقدسة نحيا القيامة المتجددة ومذاقة الحياة الأبدية { كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني فهو يحيا بي}(يو 6 : 57). الكنيسة بدورها في الخماسين المقدسة جعلت تعاليمها في الأسبوع الثاني للقيامة عن التناول من جسد الرب ودمه معلمة أيانا إن القيامة المعاشة هي التناول من جسد الرب ودمه، كما اعتادت الكنيسة الأولى أن تتمم سر الإفخارستيا أول الأسبوع أي أيام الآحاد، يوم القيامة، والتناول من جسد الرب هو الحياة وامتداد حى وعملي للقيامة في حياتنا. تلميذى عمواس أستعلن لهم الرب يسوع المسيح وعرفاه عند كسر الخبز بعد أن ظهر لهم بعد القيامة وأمسكت أعينهم لفترة المسير معا. من هنا يظهر الارتباط العجيب في قدرتنا علي رؤية الرب القائم من الأموات من خلال التناول من جسده ودمه {فالزماه قائلين امكث معنا لانه نحو المساء وقد مال النهار فدخل ليمكث معهما. فلما اتكا معهما اخذ خبزا وبارك وكسر وناولهما. فانفتحت اعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما.} ( لو30:24-31) وهكذا فان التناول من الأسرار المقدسة هو انفتاح أعين المسيحي على القيامة ورؤية الرب القائم من الأموات.
+ عندما تحدث السيد المسيح عن التناول من الجسد والدم نراه يتكلم عن الحياة معه والثبات فيه ومغفرة الخطايا فالخطية تنتج الموت، والتناول يعطى لمغفرة الخطايا، كما إن التناول يعطي ثبات فى الرب والحياة في المسيح وبه ولاجله { من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه}(يو 6 : 56). فمن لا يتناول يحرم نفسه من الحياة والقيامة ولا يستطيع ان يثبت فى المسيح كما ان الغصن الذى لا يثبت فى الكرمة يموت ويقطع ولا يعطي ثمرا فى حينه {من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير} (يو 6 : 54). من أراد ان يحيا فى المسيح يسوع عليه أن يستعد بالتوبة ومصالحة الاخيرين وتنقية النفس ويتقدم بانسحاق للتناول من سر الأسرار وخبز الحياة.
+ علينا أن نثبت باستمرار في المسيح لئلا يهددنا الموت، في حياتنا الروحية ننسى ما هو وراء ونتمد وننمو فى محبتنا لله وعمل الخير فيكون لنا شركة معه ونحيا فى النور ونشهد لمسيحنا القائم منتصر ونأخذ منه قوة القيامة "لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلى أن أجيء" وهنا نردد بصوت واحد مقرين في القداس الإلهي :" آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف، نسبحك، نباركك، نشكرك .. " وعلينا إن نبشر بخلاص الرب ونعترف بقيامته المقدسة ونتضرع لله أن يقودنا فى موكب نصرته {لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته} (في 3 : 10).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق