أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً.} (مز 23:139-24)
قول لقديس..
( خلق الله الإنسان على صورته ومثالة. خلق نفسه نسمة ليست من طبيعة الله أو كيانه لكنها صادرة منه قادرة بالله أن تحب. يتطلع الإنسان إلي خالقه فينجذب إليه ويتوق له ويشبع منه. يتطلع إلي الطبيعة فيراها عمل إله خالق محب ويستحق كل تسبيح وشكر وحب.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ وتعرفون الحق والحق يحرركم (يو 8 : 32)
And you shall know the truth, and the truth shall make you free. (Joh 8 : 32)
صلاة..
" يارب ما أعظم أعمالك، كلها بحكمة صُنعت. أنت كلي الصلاح، صانع الخيرات الرحيم، بمحبة عظيمة جبلتنى وبنعمتك الغنية خلصتنى وبروحك القدوس تهدينى. ليس شئ خفى لديك بل بابوتك ترعاني وتسترعليّ وعندما أضل فى الطريق ترشدنى وتردنى فانت الراعي الصالح الذى قلبه ابدا لا يضيق ورغم أنك تبغض الشر ولا تطيق، فانت تستر على الخاطئ وتدعوه للرجوع كأعظم محب وأرق صديق. فمثل عظيم رحمتك يا خالقي أرحمنى، وأهدنى في الطريق فانت هو الطريق والحق والحياة، أمين"
من الشعر والادب
" الخالق القدير"
أنت يارب الهي الخالق القدير
كلي الحكمة دائما بتصنع خير
أيدك خلقتنى بحكمة وحب وفير
تغفر وتصبر وتستر وانت بصير
للمظلوم والضعيف أنت خير نصير
أعترفلك بالسجود والحمد والتقدير
أهدينى يارب لئلا من الأشرار أغير
علمنى ودربني في طريق حبك أسير
وللمجد تأخدني ومعاك أحيا وأصير
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 5/19
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ وَالثَّلاَثُونَ
مز 1:139-24
1 يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. 2أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. 3مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. 4لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. 5مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. 6عَجِيبَةٌ هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ فَوْقِي. ارْتَفَعَتْ لاَ أَسْتَطِيعُهَا. 7أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ 8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. 9إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ 10فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. 11فَقُلْتُ: «إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي». فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! 12الظُّلْمَةُ أَيْضاً لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هَكَذَا النُّورُ. 13لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. 14أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَباً. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِيناً. 15لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. 16رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا. 17مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ يَا اللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا! 18إِنْ أُحْصِهَا فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ الرَّمْلِ. اسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكَ. 19لَيْتَكَ تَقْتُلُ الأَشْرَارَ يَا اللهُ. فَيَا رِجَالَ الدِّمَاءِ ابْعُدُوا عَنِّي. 20الَّذِينَ يُكَلِّمُونَكَ بِالْمَكْرِ نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ هُمْ أَعْدَاؤُكَ. 21أَلاَ أُبْغِضُ مُبْغِضِيكَ يَا رَبُّ وَأَمْقُتُ مُقَاوِمِيكَ. 22بُغْضاً تَامّاً أَبْغَضْتُهُمْ. صَارُوا لِي أَعْدَاءً. 23اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. 24وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً.
تأمل..
+ الله صانع الخيرات الرحيم ... يحدثنا داود النبي مرنماً عن الله ضابط الكل اللامتناهي في المعرفة، الذي لا يحده زمان ولا مكان. يعرف كل شئ، هو الذي خلقنا ويعرف أعماقنا وكل شئ مكشوف أمامه. داود النبي يجد نفسه لا يستطيع أن يحصي أعمال الله العجيبة وإحساناته التي لا نهاية لها. الله فاحص القلوب والكلى كل شئ مكشوف أمامه، حتى أعماق فكر الإنسان فمعرفة الله ليست كالبشر مبنية على الاختبار والمعاشرة. ولأن الله يعرف كل شئ فهو سيدين المسكونة بالعدل. وهو يعرف كل حركاتنا وسكناتنا وما ننوي فعله قبل أن نقوم به ونعمله ولكن لا يجبرنا على شئ. وفي دهشة بجمال وجلال الله يتعجب من الذين لا يخضعون له بل بتمردون عليه، وينطق بروح النبوة فيحكم عليهم، بالموت الذى ينتظر مثل هؤلاء.
+ الله عارف الخفايا... فى معرفة الله وعنايته بنا كأنه يحيط بالإنسان من كل جهة، ويعرف عنه كل شئ، ومعرفة الله عجيبة، لا يستطيع إنسان أن يدركها. هو يعرف كل شئ، ولا يخفي عنه شئ. وفي الاية { أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟} نرى الثالوث, فروحك هو الروح القدس. ومن يعلن لنا المسيح بهاء مجد الله ورسم جوهره. ولأن الله غير محدود فهو موجود في كل مكان. فى السماء وعلي الارض بل وموجود حتى في الهاوية. هو في السماء حيث عرش مجده، حيث الأفراح الدائمة والمجد المستعلن. وهو في الهاوية حيث قداسة الله وعدله قد استعلنا في دينونة الأشرار. ويقول النبي إن صعدت إلى السماء فانت هناك وهذا فعله المرنم عقلياً وليس جسدياً، فهو يفكر في السماء وكيف أن الله هناك تسبحه الملائكة. وبروح النبوة رأي نصيبنا السماوي. النبي ينظر للبعد الرأسي للسماء وبقوله أقاصي الأرض فهو نظر للبعد الطولي. والمسيح جمع بصليبه ووحد الكل سمائيين وأرضيين وجعل الكل واحداً. وإذا فكر الانسان أن الظلمة هي ساتر له يخبئه من الله، لكنها بالنسبة الي الله هي نور فلا شئ غير مرئي أمام الله. الإنسان كنسمة من الله بل هو تاج الخليقة كلها.
+ أحسانات الله علينا... يتأمل النبى أحسانات الله عليه فيقدم له الشكر على أهتمامه به في خلقته وتصويره، ثم عنايته به في بطن أمه، وحمايته له. فكل أفكار الله تجاهه هي أفكار حب، وأحسان، بل حتى ما نظنه شراً فالله يسمح به لخيرنا. فما أكرم أفكار الله وعمقها لا يستطيع الانسان فهمها، ولكن كلها محبة، لذلك نقف أمام تدبيرك بمنتهى الحمد والوقار والتسبيح حتى أن لم نفهمه. متى أستيقظ المؤمن من غفلته فانه يسلم ارادته وحياته لله الأمين فى عمل الخير. ويتعجب أنه مازال هناك أشرار عميان يكرهون الله. ولقد اعتبر أن أعداء الله هم أعداؤه فهو أحب الله بكل قلبه. ونحن لا نكره البشر بل نصلي لهم لكي يتوبوا فلا يهلكوا. لكن نبغض الشياطين. أما داود هنا فهو ينطق بروح النبوة ضد من يستمر في عدائه لله. وان كان الله يعرف كل شئ عنا أكثر من أنفسنا، لذلك علينا أن نلجأ اليه حتى وان أدبنا بالتجارب ليهدينا ويردنا من كل طريق باطل، فلا نهلك وعلينا أن نسلم لله في كل ما يسمح به فهو الطبيب الذي يعرف دواء وعلاج نفوسنا وأرواحناويهتم بخلاصنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق