للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
من هو القديس مارمرقس الرسول..؟
+ مار مرقس الإنجيلي ناظر الالة رسول بلادنا المصرية ومؤسس كنيسة الأسكندرية والذى بشر ايضا فى فى أورشليم واليهودية وأنطاكيا ولبنان وأيطاليا وهو الملقب بيوحنا الذي تردد اسمه في سفر الأعمال والرسائل. حمل اسمين يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة". وُلد القديس مرقس في القيروان Cyrene إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأول في أورشليم. وقد نشاء فى ليبيا ولكن اذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على املاك والديه تركوا القيروان وذهبوا الى فلسطين حيث سكنوا فى أورشليم وقد تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنهم. وقد كان القديس مرقس يمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونة ابن اخته (كو 4: 10) كما كان والده ابن عم القديس بطرس الرسول او ابن عمته.
+ كان القديس مرقس احد السبعين رسولا الذين اختارهم السيد المسيح للخدمة وقد شهد بذلك اباء الكنيسة ومنهم العلامة اوريجانوس والقديس ابيفانيوس وغيرهم. ولهذا تلقبه الكنيسة بناظر الاله الانجيلي مرقس الرسول وهو الشاب الذى كان حاملا الجرة عندما التقى به التلميذان ليعدا الفصح للسيد المسيح (مر 14: 13، 14) ،(لو 22: 11) وقد تمتع مع والدته مريم بالإيمان بالسيد المسيح، فقد كانت أمه من النساء اللواتي خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح، فقد كان القديس مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها. ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته (كو 4: 10)، أو ابن عمه. وقد فتح بيته لعمل الفصح للسيد المسيح مع تلاميذه في العلية، وصار من البيوت الشهيرة في تاريخ المسيحية المبكر. وهناك غسل رب المجد أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ الإفخارستيا. وفي نفس العُلية كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 1-4). وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل (أع 12: 12). ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملاً الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد (مر 14: 13-14؛ لو 22: 11). وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر 14: 51-52). هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه.
كرازته وخدمته ..
+ بدأ القديس مرقس الرسول الرسول خدمته مع معلمنا القديس بطرس الرسول فى اورشليم واليهودية. ثم انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا فى الرحلة التبشيرية الاولى وكرز معهما فى انطاكية لكنه على ما يظن انه اصيب بمرض فى برجة بمفيليه فاضطر ان يعود الى اروشليم، وعندما بدأ الرسول بولس رحلته التبشيرية الثانية اصر برنابا ان ياخذ مرقس الرسول اما بولس الرسول فرفض حتى فارق احدهما الاخر. فانطلق بولس ومعه سيلا اما برنابا فاخذ مرقس الرسول فى سفر اعمال الرسل اذ جاء القديس مرقس الرسول الى مصر قادما من ليبيا ودخل الاسكندرية عام 61 م من بابها الشرقى.
+ يذكر لنا التاريخ قصة قبول انيانوس الايمان المسيحى كأول مصرى بالاسكندرية يقبل المسيحية، فقد انقطع حذاء القديس مرقس الرسول واذ به يذهب الى الاسكافى انيانوس ليصلحة دخل المخراز فى يده فصرخ قائلا باليونانية : ايوس ثيؤس "يا الله الواحد" ومن هذا اللفظ الذى نطق به انيانوس ابتدأ القديس مرقس يحدثة عن الاله الواحد وتم شفاء يده باسم السيد المسيح له المجد فأمن انيانوس هو وأهل بيته. واذ انتشر الايمان سريعا بالاسكندرية رسم انيانوس اسقفا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة، ولما هاج الشعب الوثنى، فاضطر القديس مرقس ان يترك الاسكندرية ليذهب الى برقة بليبيا ومنها الى روما حيث التقى بالقديس بولس الرسول وبقى معه حتى استشهد عام 67 م. فرجع مارمرقس الى الاسكندرية ليجد الايمان المسيحى قد زاد فقرر ان يزور المدن الخمس وعاد الى الاسكندرية.
استشهاد القديس مارمرقس
+ حينما عاد القديس مرقس الى الاسكندرية وجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكاليا شرقي الاسكندرية على شاطيء البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرون برمودة سنة 68 م وكان الوثنيون في هذا اليوم يحتفلون بعيد الههم سيرابيس انهم خرجوا من معبدهم إلى حيث يوجد القديس مرقس وقبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وجروه فهكذا تناثر لحمه و شوارع الاسكندرية العتيقة وسالت دماؤه وتخضبت بها أرضنا وعند المساء وضعوه في سجن مظلم ونحو منتصف الليل ظهر له ملاك الرب فقواه وطيب قلبه وقال له افرح يا مرقس عبد الإله هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة وقد حسبت مع جماعة القديسين وتوارى عنه الملاك.
+ ثم ظهر له السيد المسيح واعطاه السلام، فابتهجت نفسه وتهلل وعندما كانوا المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح والوثنيون بعيد الهم سيراميس كان القديس مرقس يرشدهم إلى طريق النور والحق والحياة ولهذ أبغضه الوثنيين بغضا شديدا لنجاح خدمته وعمله وكذلك لتجديفه على الهتهم الوثنية. وفي اليوم التالي وهو الثلاثون من برمودة 8 مايو 68م. أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم الروح ولما أضرموا ناراً عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق قصفت أمطاراً غزيرة فارتاع الوثنيين وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه فى الكنيسة.
إنجيل مارمرقس الرسول...
+ القديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه، والذى يعد أقدم إنجيل كتب عن حياة ربنا يسوع المسيح أبن الله ونرى فيه ربنا يسوع المسيح العامل لحسابنا، خلال خدمته العملية، خاصة قبوله الآلام والصلب من أجل خلاصنا ويبرز شخص السيد المسيح كصاحب سلطان حقيقي، فيظهر سلطانه على الشياطين (1: 27) وعلى الأمراض (1: 42) وعلى الطبيعة (4: 39-41) وعلى النباتات (11: 12-20). له سلطان في الهيكل (11: 33)، وأيضًا على السبت كرب السبت (2: 28). بسلطانه الحق يعرف أسرار الأفكار(2: 8) ويعلن عن أسرار المستقبل (ص 13)، قادر بسلطانه أن يشبع الجماهير (6: 33-44، 8: 1-9). وسلطانه أيضا علينا من خلال تواضعه وحبه بالآلام والصلب. وكأن روح الله يود أن يسحبنا لكي نسلك بروح الهنا، فنحمل روح الحكمة والقداسة والإيمان العامل المحبة والبذل.
+ يُرمز للقديس مار مرقس بالأسد فقد بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: {صوت صارخ في البرية}، وكأنه صوت أسد يدوي في البريّة كملك الحيوانات يهيئ الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. إذ قيل عن السيد المسيح أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5). والقديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح. ويرى القديس أمبروسيوس أن مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم {بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله} (مر1: 1) لذلك بحق يرمز له بالأسد.
+ القديس مارمرقس الرسول هو واضع القداس الإلهي المعروف بالقداس الكيرلسي الذى دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات القديس كيرلس الكبير لذلك دعي باسمه. وللقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرَّجتهم. بركة صلاة هذا القديس العظيم والكاروز تكون معنا، أمين.
السلام لك يا مارمرقس الرسول..
السلام لك يا ناظر الاله الإنجيلى مارمرقس الرسول، السلام لمن صار بيته أول كنيسة فى
العالم وفيها صنع السيد الرب الفصح الأخير، وحل فيه الروح القدس على التلاميذ القديسين.
السلام لمن كتب لنا الإنجيل المقدس كارزا بخلاص الله المقدم للخليقة كلها. السلام لمن جال مبشرا بكلمة الحياة فى ارجاء المسكونة. السلام لكاروز بلادنا المحبوبة مصر ومؤسس كنيسة الأسكندرية، الذى أضاء بنور الإيمان عقولنا وقلوبنا وارواحنا. السلام لمن سفك دمه الطاهر علي ثري أرضنا وتقدست به الأسكندرية وكنيستها. السلام لمن دعانا للإيمان بالثالوث القدوس الاله الواحد. أطلب من الرب عنا فى يوم عيدك وفى كل الأيام ليبارك الله كنيستنا العريقة التي أسستها ويحفظ بلادنا وشعبنا، لنواصل المسيرة ويكمل جهادنا بسلام، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق