للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
في طريق العودة الي أورشليم ...
+ رجع القديس بولس الي أورشليم من رحلته التبشيرية الثالثة بعد أن ودع الكهنة الذين جاءوا الية من أفسس إلى مليتس لكي ينطلق إلى أورشليم حاملاً معه تقدمات الكنائس لكنيسة القدس الأم وفقرائها وقد ركّز القديس لوقا الإنجيلي على استخدام اللَّه للأحداث التي تبدو مرة للغاية ليدفع ببولس إلى روما حتى يشهد في عاصمة العالم في ذلك الحين. وقد تحدّي الرسول بولس الضيقات حتى الموت من أجل الكرازة. انطلق القديس بولس ومن معه مبحرين في قارب بين الجزر، فكوس ورودس رودس وباترا الي قبرص ثم وجدوا سفينة مبحرة إلى سوريا.
+ التوقف فى صور... توقفت السفينة في مدينة صور لتفريغ البضائع فقد كانت صور إحدى المدن التجارية الرئيسية في العالم ونزل القديس بولس ومن معه لدى المؤمنين في صور { وإذ وجدنا التلاميذ مكثنا هناك سبعة أيام، وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى أورشليم} ( أع 4:21). كان القديس بولس ومن معه يهتموا بالبحث عن المؤمنين أينما وُجدوا، ليلتصقوا بهم ويتعبدوا معًا ويتعزوا بعمل الله الدائم في كل موضع. رأينا في عصر السيد المسيح لم تكن صور مستعدة لقبوله { ويل لكِ يا بيت صيدا، لأنه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديمًا جالستين في المسوح والرماد، ولكن صور وصيدا يكون لهما في يوم الدين حالة أكثر احتمالاً مما لكما} (لو 10: 13-14). الآن صار في صور تلاميذ للرب يسوع المسيح ترجو القديس بولس أن يبقى معهم ولا يصعد إلى أورشليم. حتى أن البعض تنبأ بالروح عن متاعب القديس بولس التي سيلاقيها في أورشليم وقد أدرك الرسول بولس أن ما فعلوه هو من قبيل غيرتهم وحبهم له، فالروح كشف لهم المتاعب، أما رغبتهم في عدم ذهابه لأورشليم فكان للحفاظ على حياته من المخاطر. ولم يكشف الروح لبولس الرسول مباشرة عما سيلاقيه بل أخبره خلال التلاميذ فمع ما ناله القديس بولس من مواهب وعطايا ونعم وما تمتع به من نجاحٍ فائقٍ، لكن ها قد أخفي ذلك الله عنه (أع 20: 22) وأعلنه الروح للتلاميذ، حتى يشعر الكل بالحاجة إلى بعضهم البعض. وقد تنبأ عن ذلك أغابوس بعد ذلك في بيت فيلبس المبشر (أع 21: 10-11). وبعد خدمته بأسبوع واحد في صور خرج الكل رجالاً ونساء وأطفالاً يودعونه، ويطلبون بركة الرب خلاله ويصلوا من أجله. هنا أظهر هذا الشعب حبًا لخدام الكلمة دون تعصبٍ لخادمٍ معينٍ؛ وشعروا بالالتزام أن يصلوا من أجل الخدام و الخدمة. هذا وقد نجحوا في تدريب أطفالهم على حمل ذات الروح حيث ركع الكل على شاطئ الميناء الذي تحول كما الي كنيسة مقدس للرب بالركوع للصلاة.
+ القديس بولس في قيصريّة فلسطين..
نزل الرسول بولس في عكا الي كانت تدعي بتولمايس نسبة لأحد ملوك البطالسة، حيث قام بتجميلها، وكانت في أيام الرسول حائزة على حكم كولوني { ولمّا أكملنا السفر في البحر من صور،قبلنا إلى بتولمايس، فسلَّمنا على الإخوة، مكثنا عندهم يومًا واحدًا} (اع 7:21). حيث زار المؤمنين هناك مما يشير إلى وجود كنيسة لها علاقة بالرسول بولس؛ وقد بقي عندهم يومًا واحدًا ثم فارقها إلى قيصرية. حيث زار بولس ومن معه فيلبس المبشر وأقاموا عنده وهو أحد السبعة شمامسة الذين اختارهم الشعب لخدمة الأرامل (أع 6: 3 الخ). وهو الذي بشّر في السامرة (أع 8: 55 الخ)، وبشّر الخصي الأثيوبي (أع 8: 26)، وفي المدن التي على الساحل في طريقه من أشدود إلى قيصرية (أع 8: 40). وقد جعل مقره في قيصرية دُعي المبشر تمييزًا له من فيلبس الرسول وكان بيته مركز خدمة وكان لهذا أربع بنات عذارى كن يتنبأن وبينما القديس بولس هناك انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس { فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يديّ نفسه ورجليه، وقال: هذا يقوله الروح القدس: الرجل الذي له هذه المنطقة، هكذا سيربطه اليهود في أورشليم، ويسلمونه إلى أيدي الأمم فلما سمعنا هذا، طلبنا إليه نحن والذين من المكان، أن لا يصعد إلى أورشليم} (أع 11:21-12). لقد طلب القديس لوقا نفسه ومن معه من مرافقي الرسول بولس وأيضًا من المؤمنين المقيمين في قيصرية من الرسول بولس ألا يصعد إلى أورشليم. مع تأكيد القديس لوقا والذين معه أن الرسول يتحرك بتوجيه إلهي، لكن من أجل محبتهم للرسول واستمرارية خدمته طلبوا هذا. أما القديس بولس مستعد لا أن يُقيد فقط بل وأن يموت من أجل اسم الرب يسوع بفرحٍ وسرور {فأجاب بولس: ماذا تفعلون؟ تبكون وتكسرون قلبي، لأني مستعد ليس أن أربط فقط، بل أن أموت أيضًا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع} (أع 13:21). كان القديس بولس رقيق المشاعر جدًا، لا يحتمل رؤية دموع أحدٍ، لقد مزقت الدموع قلبه، لكنها لم تقدر أن تحوله عن طريق الصليب. لم يجد الرسول بولس في هذا الوصف ما يفزعه، ولا ما يستحق التفكير فيه، إنما بروح القوة التي يتمتع بها خلال النعمة الإلهية حسب ذلك تكميلاً لآلام المسيح ومشاركة حب مع المصلوب وإذ رأوا إصرار الرسول بولس مع قبوله هذه النبوة بفرحٍ أدركوا أن هذه هي مشيئة الله، فخضعوا لها. لقد أدركوا أن قرار الرسول ليس عن اعتداد في نفسه أو كبرياء ولا عن تهورٍ، لكنه دخول في طريق الصليب بفرحٍ مع تسليم كل شيء في يدي الله. كما لم يتلمسوا أدنى تردد أو تخوف مما سيحدث، فلمسوا يد الله العاملة في قلبه وفكره وكل حياته.
+ القديس بولس في أورشليم..
وصل القديس بولس والقديس لوقا الإنجيلي ومن معهم لأورشليم في 27 مايو 57 م. عشية عيد الخمسين لان عيد الخمسين كان يوافق 28 مايو فى تلك السنة ونزل في بيت مناسون وهو رجل قبرصي { ولما وصلنا إلى أورشليم قبلنا الاخوة بفرح. وفي الغد دخل بولس معنا الى يعقوب وحضر جميع المشايخ. فبعدما سلم عليهم طفق يحدثهم شيئا فشيئا بكل ما فعله الله بين الامم بواسطة خدمته. فلما سمعوا كانوا يمجدون الرب} ( أع 17:21-20) وكان معهم ما جمعوه من مالٍ من كنائس مكدونية وأخائية لحساب فقراء أورشليم. انطلق معه من كانوا في صحبته وهم يتوقعون ما سيحل بالرسول من ضيقات، وقد أرادوا أن يكونوا في رفقته وسط الآلام. لقد سمع مناسون ما سيحل ببولس من ضيقات في أورشليم، ومع هذا لم يمتنع عن استضافته هو ومن معه مرحبًا بهم دون اعتبار لأية متاعب قد تحل به بسببهم. قام القديس بولس ومن معه بزيارة يعقوب الرسول أسقف أورشليم والكهنة والخدام فى أورشليم وحدثهم القديس بولس عن خدمته الناجحة في آسيا الصغرى واليونان بروح التواضع لم يستعرض الرسول إنجازاته الفائقة، إنما حدثهم شيئًا فشيئًا، في هدوء وروية عن أعمال الله الفائقة بين الأمم بواسطة خدمته. وكما أكد "أنا ما أنا، ولكن نعمة الله العاملة بي". كان يؤمن أنه كان يزرع، وآخرون يسقون لكن الله هو الذي ينمي. فلما سمعوا كانوا يمجّدون الرب،
+ أقترح على القديس بولس البعض أن يعمل لاستمالة القائمين عليه من المتعصبين للناموس بالرغم من سرور القادة بعمل الله وذلك لان ربوة من اليهود الذين قبلوا الإيمان المسيحي مع غيرتهم على الناموس، بلغهم أن الرسول بولس يكرز بإنجيل النعمة متجاهلاً الناموس. { وقد أخبروا عنك،أنك تُعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى قائلاً: أن لا يختنوا أولادهم، ولا يسلكوا حسب العوائد} (أع 21:21) . وكانت الإشاعات التي بلغت أورشليم كانت غير صحيحة، لأن الرسول بولس لم يكن يطالب كل اليهود بهذا، وإنما سمح للأمم القادمين للإيمان بهذا ومن جانب آخر فقد أكد أن الخلاص لا يقوم على الممارسة الحرفية للطقوس اليهودية بل على الإيمان بالمسيح العامل بالمحبة. فالناموس بحرفيته عاجز عن التبرير وكانت القيادات الكنسية تدرك أن ما قد بلغ أورشليم من إشاعات كاذبة، لكن لإرضاء هذه الألوف من المؤمنين يلزم تقديم برهان عملي على كذب هذه التقارير. وأشاروا عليه أن يبرئ نفسه بأن يحتضن عمل ناموسي بالنسبة لليهود المتنصرين، وإن كان الأمم الذين تنصروا هم في حل من هذه الطقوس. يرى البعض انه وُجد بينهم من كانوا خبثاء، لأنهم يعلمون تمامًا فكر الرسول بولس، وهم وأمثالهم تعقبوه في أكثر البلاد ليثيروا اليهود ضده، بكونه مقاومًا للناموس. اقترحوا علي القديس بولس ليأخذ أربعة رجال عليهم نذر ويتطهر معهم، وينفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم، فيعلم الجميع أن ليس شيء ممّا أخبروا عنه بل أنه حافظًا للناموس وأمّا من جهة الذين آمنوا من الأمم، فأرسلنا الرسل إليهم وحكموا أن لا يحفظوا شيئًا مثل ذلك، سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذٌبح للأصنام ومن الدم والمخنوق والزنى ( أع 24:21-25) يؤكد يعقوب الرسول أن ما يطلبونه من الرسول بولس لا يتعارض مع قرارات مجمع أورشليم (أع 15) حيث أنها خاصة بالأمم وحدهم. ولكي يصالح كنيسة أورشليم ويكسبهم ويدخل بهم تدريجيًا إلى المفاهيم الروحية العالية يمارس بعض الطقوس الخاصة بالتطهير. وكما سبق فكتب الرسول بولس { صرت للذين بلا ناموس كأني بلا ناموس، مع إني تحت ناموس المسيح، لأربح الذين هم بلا ناموس} (1 كو 9: 21). وهكذا صار أيضًا للذين تحت الناموس كأنه تحت الناموس ليحرر المستعبدين للحرف لحساب المسيح. وكانت هذه شريعة النذير فإذا نذر اليهودي نذرًا من أجل ضيقة أو طلبٍ يطلبه يترك خصل شعره لمدة ثلاثين يومًا، ولا يذق خمرًا أو مسكرًا (عد 6: 2-5)، لأنه مقدس للرب. وفي نهاية المدة يأتي بذبائح النذير، وإن كان الشخص غير قادر على تقديمها يلجأ إلى من هو مقتدر لينفق عليه. لهذا قيل لبولس: "تطهر معهم وأنفق عليهم" وقد وردت ذبائح النذير وتقدمانه في (عد 6: 14-21).
+ ثورة ضد بولس في الهيكل والقبض عليه...
دخل القديس بولس الهيكل ومعه الأربعة ذوى النذر، وقد تطهر الجميع، وتوجه معهم نحو رواق الكهنة وكان يظن أنه بهذا يهادن المتعصبين ضده من جهة الناموس. وإذ كان الوقت هو عيد الخمسين، وقد جاء اليهود من كل العالم، رآه الذين هم من آسيا، خاصة الذين من أفسس، وكانوا قد امتلأوا حقدًا ضد بولس كمقاوم للناموس. لم يذهبوا إلى رئيس الكهنة، ولا إلى قضاة المدينة، ليقدموا اتهامات ضده، لأنهم ربما شعروا أن هذا التصرف الحكيم لن يحقق لهم اشتياقهم من جهة الخلاص من بولس، إنما لجأوا إلى شغب شعبي. إذ أحدثوا شغبًا علي أنه بولس دخل الهيكل ودنسه { وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِيَ. صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ. لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ. فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ. حِينَئِذٍ اقْتَرَبَ الأَمِيرُ وَأَمْسَكَهُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ بِسِلْسِلَتَيْنِ وَطَفِقَ يَسْتَخْبِرُ: تُرَى مَنْ يَكُونُ وَمَاذَا فَعَلَ؟. وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ آخَرَ فِي الْجَمْعِ. وَلَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ لِسَبَبِ الشَّغَبِ أَمَرَ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ.} (أع 27:12-34) . لقد صار بولس بين أيديهم، داخل الهيكل، ليس من أعوان له ولا من قانون روماني يحميه داخل الهيكل، فوثبوا عليه وهيجوا الجمع اليهودي ضده بكونه مدنسًا للموضع المقدس. إنها ساعتهم وسلطان الظلمة (لو 22: 53). وقد رأوا مع بولس الرسول تروفيموس في مدينة أورشليم، وظنوا أنه مرافق له أينما وجد، حتى داخل الهيكل. ما رآه الشعب هو بولس الرسول، لكنهم ظنوا أن في صحبته تروفيموس داخل الهيكل. كثيرا ما يصدق الشعب أكاذيب خلال رؤيتهم لنصف الحقيقة دون التأكد من الحقيقة كاملة. نصف الحقيقة أن بولس في الهيكل والنصف الكاذب أنه أدخل معه تروفيموس إلى الهيكل. وسرعان ما ثارت الجماهير التي في المدينة فسحبت الرسول بولس من دار إسرائيل إلى دار الأمم وجروه خارج الهيكل وأغلقوا الأبواب بين رواق الأمم وباقي الهيكل ليقتلوه. لكن نما الخبر إلى أمير الكتيبة، فأخذ عسكرًا وقواد مئات وركض إليهم. وبكل جهد أنقذوه وحموه بدروعهم وحملوه على أكتافهم. أما هو فاحتمل بصبر لكي يقدم دفاعه فيما بعد. فتدخّل أمير الكتيبة من قلعة أنطونيا حيث تقيم فيها الكتيبة العسكرية الرومانية، شمال غرب الهيكل، وكانت مرتبطة بالهيكل بمجموعتين من السلالم حتى يمكن سرعة تحركها عند الضرورة. كانت الكتيبة تضم ألفا من الجند. وإذ سمع أمير الكتيبة بمحاولة قتل بولس أخذ معه على الأقل قائدي مائة ومائتين جنديا وتدخل لإنقاذ حياته. فقيد بولس بين العسكر ليهدئ من روع الجماهير، بأنه لن يفلت أحد من يد العدالة، وفي نفس الوقت إذ يكون مقيدًا بعسكريين يكون في ذلك حماية له حتى تتم محاكمته وبهذا تحققت نبوة أغابوس (أع 21: 11). إذ سأل الأمير الشعب الثائر: "من هو هذا الإنسان؟ وما هي جريمته؟" كانت الإجابة صرخات بلا معنى. لم يعرفوا حقيقة بماذا يتهمون الرسول؟ كان البعض يصرخ بشيء, وآخرون بشيء آخر. ولم يستطع الأمير ولا رجاله أن يتحققوا الأمر. حُمل الجند بولس إلى القلعة، وقد تزايدت الصرخات، ولم يعرف أمير الكتيبة ماذا وراء هذا كله. وتشجعت الجماهير المحتشدة المتعصبة بلا فهم حين رأت فريستهم قد صارت في القيود. وإذ كان كثيرون منهم قد وضعوا في قلوبهم أن يسحقوه وهو في وسط الجنود، وصاروا يضربونه من كل جانب وهم يصرخون: اقتله, اقتله. ولولا أن العسكر حملوه إلى الدرج لمزقته الجماهير وفي وسط هذا كله لم يوجد شخص واحد يلتزم بالهدوء مع السلام الداخلي سوى الرسول بولس نفسه.
نصلي من أجل كل من فى ضيقة
+ أيها الرب الهنا، محب البشر الصالح، اليك نصلي من أجل المتضايقين والمسجونين والمضطهدين والذين يعانوا من الوباء والغلاء والظلم وكل نفس لها تعب مع كل هؤلاء لكي تخلص شعبك وتنظر الى عالمنا بعين الرحمة والمحبة وأنت القادر على كل شئ.
+ يا مسيحنا القدوس، الذي قال تعالوا الي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، ها نحن نأتي اليك ونطرح أمامك أتعابنا وامراضنا وضيقاتنا وأنت الراعي الصالح القادر تحل المقيدين وتفرح المحزونين وتقيم الساقطين وتقودنا فى موكب نصرتك.
+ يا روح الله القدوس، أعمل بقوة في الرعاة والخدام من أجل خلاصنا وانقذهم من حيل إبليس ومن كل ضيقة وأعمل معنا، رعاه ورعيه وامنحنا روح السلام والمحبة وقوي إيماننا لنعبدك بالروح والحق ونمجد اسمك القدوس، الأن وكل أوان والي دهر الدهور، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق