للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الثمر الروحي في ظل عالم متغير ...
+ تجري
بنا الأيام والسنين ويقترب هذا العام على الانتهاء بما فيه من أحداث جسام وقد تعرض العالم منذ بداية هذا العام الي وباء الكورونا الذي فرض تغييرات صعبه علي حياتنا وسلوكنا وسيستمر
انتشار الوباء حسب رأي خبراء منظمة الصحة العالمية معنا الفترة القادمة ويفرض
علينا التباعد الإجتماعي والمحاذير الصحية. وقد تعرض ما يزيد عن 75 مليون
للمرض على المستوى العالمي وانتقل ما يزيد من مليون وستمائة الف
بالوباء حتى اليوم والحصاد في تزايد مستمر وسنمر بشتاء قاسي علينا فيه توخي الحذر وقد فقدنا أقرباء وأحباء لنا تركوا العالم فى أيام قليلة نصلي من أجل نياحهم وسعادتهم وقد تركوا فراغ وتأثير علي الكثيرين منا كما يترك المرض تأثيره على الذين يتعرضوا له. لقد أثر هذا الوباء على حياتنا
الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وعلينا أن نحرص على معالجة هذه الأثار كل في نطاق
عمله بأسلوب سليم يحفظ حياتنا وصحتنا النفسية ويعالج التأثيرات الضارة على
مجتمعاتنا. وجيد أن يتسابق العالم لإيجاد العلاج المناسب للمرض والذى يجب أن يكون
متاح على نحو عادل ومنصف دون سعي الي الربح فقط أو تحكم شركات الأدوية أو عالم
الأقوياء في المرضى أو المتاجرة بأرواحنا. لقد سبق الرب وحذرنا بانه { تكون
زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات واوبئة وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء }(لو 21
: 11). ومع حرصنا على اتباع التعليمات الطبية التي تقينا شر المرض فإن
المؤمن يثق فى الله الذى يقود سفينة حياته ويجعل كل الأشياء تعمل للخير ومن أجل
منفعتنا الروحية { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين
هم مدعوون حسب قصده} (رو 8 : 28). ولدينا وعد الله المطمئن أنه معنا في كل الأيام
بحلوها ومرها {ها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر آمين }(مت 28 : 20).
+
علينا أن نبني حياتنا على صخرة الإيمان المستقيم الواثق والذى لا يتزعزع حتى مع
شدة الرياح والعواصف وصعوبة الظروف التي تمر بنا والعثرات التي تقابلنا { فكل من
يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت
الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر} (مت
24:7-25). وكما ان كل مؤسسة ناجحة تعمل حساب ختامى لنهاية العام تبين فيها مدى
ربحها أو خسارتها وما هى مواضع القوة والضعف فيها، هكذا نحن أيضا نحتاج في نهاية
العام لوقفة صادقة مع النفس لنعالج عوامل الضعف ونقوى الحلقات الضعيفة ونستثمر
مواطن القوة فى شخصيتنا وحياتنا ونستخدمها لخدمة الله والمجتمع الذي نحيا فيه
وعلينا أن نحيا في توبة مثمرة { فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة } (لو 3 : 8). يجب أن نحيا حياة الأستعداد الدائم في حياة تقوى وعفاف ولا نخشي الموت ونحرص علي الصحة كوزنة من
الله ولسان حالنا قول القديس بولس الرسول { لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا
فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ
مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.} ( رو 8:14).
+ لقد خلقنا الله لأعمال صالحة سبق الله فاعدها لنسلك فيها، ولكل منا رسالة
عليه أن يؤديها وسواء كانت رسالتنا كبيرة أو صغير، وأي كان مركزنا أو وظيفتنا أو
وضعنا فى المجتمع الذى نحيا فيه فعلينا أن نفحص ذواتنا بأمانة ومخافة الله . وكما
أن أعضاء الجسد الإنساني تتكامل معا فى أداء دورها ليقوم الإنسان بدوره في الحياة، فعلينا أن
نكون إيجابيين وامناء فى أداء دورنا بإخلاص ونثمر ويدوم ثمرنا وحتى الطبيعة تعطينا
درس في النمو والثمر وأداء دورنا في الأسرة والكنيسة والمجتمع. رأينا كيف أن الرب
يسوع المسيح يعطي لنا مثالاً عن أهمية الثمر الروحي والعملي في حياتنا { وَقَالَ
هَذَا الْمَثَلَ: « كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ
فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا
ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ.
اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟. فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ
اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً.
فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَر اًوَ إِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».} (لو 6:13-9).
+ حساب النفس بميزان الصدق ... نفحص ذواتنا بميزان الصدق والحق وبروح الصلاة وبالتواضع ونتجنب الخطية و الكبرياء والأنانية والكسل كما يتجنب المرء الوباء ، نحاسب أنفسنا بدون محاباة وبصدق وحق فلا يعرف الانسان الا روح الانسان الساكن فيه الذى، نتأمل حياتنا فى ضوء كلمة الله ونور الإنجيل وعمل الروح القدس ايضا فى ضوء مراحم الرب الذى صبر علينا هذا العام والأعوام التي مضت من عمرنا ووهبنا نعمة البقاء والحياة لنأتي بثمر ويدوم ثمرنا. نجلس مع ذواتنا ونحاسبها أو نعاتبها أو حتى نعاقبها ونعرف ما فيها من أخطاء ومدى ربحنا فى علاقتنا بأنفسنا وبالله وبالآخرين من حولنا ونصلى ونعمل مع الله طالبين عمل نعمته معنا فى كل أيام غربتنا على الأرض لننجح فى طرقنا ونعمل من أجل خلاص نفوسنا ومن معنا. فليس أحد معصوم من الأخطاء أو كامل ومنزه عن العيوب والضعفات لكي نتقدم إلى الأمام فى بناء شخصيتنا الروحية الناجحة ويجب أن نتصالح مع أنفسنا ونقبلها ونحكم على أنفسنا كما يقول القديس مكاريوس الكبير" احكم يا اخي على نفسك قبل أن يحكموا عليك ". ونذكر خطايانا ونتوب عنها كما قال القديس الأنبا أنطونيوس " أن تذكرنا خطايانا ينساها لنا الله وان نسينا خطايانا يذكرها لنا الله". وفى مجال السلوك أو العلاقات فانه فى مقدورنا أن نتصالح بروح الود والاعتراف بالخطأ لمن أخطأنا إليه ثم نصنع خيرا وبرا مع من حولنا. لا يجب ان نكتفي فقط بتجنب السلبيات بل يجب أن نعمل الخير ونحب الناس ونحسن إليهم ونتفانى فى مساعدتهم قدر طاقتنا كقول الكتاب { لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله } (ام 3 : 27). كما يجب أن نقبل الآخرين بضعفائهم وبالمحبة والصبر يأتى التغيير الذى فى استطاعتهم ايضا { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7).
إعداد النفس للإثمار ...
+ في مثل شجرة التين طلب صاحب الحقل من الكرام ان يقطع الشجرة غير
المثمرة من الارض لانها لم تصنع ثمراً على مدى عدة سنوات فطلب
الكرام أن يصبر عليها سنة أخرى لتثمر ثمراً جيداً وفى سبيل ذلك فان الكرام سيقوم
بكل ما هو ضرورى لكى تثمر وينقب حولها وينزع من الأرض الاحجار والحشائش الضارة
ويسمد الارض و يتعهدها بالرى والرعاية. ونحن نشكر الله على محبته و صبره وطول
أناته علينا وفى ذات الوقت يجب أن ننقب ونفحص ذواتنا ونتوب ونعترف بخطايانا ونطلب
المغفرة من الله ونقوم من الكسل الروحي ونشمر على سواعد الجهاد، علينا ان نهتم
بخلاص أنفسنا { لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي
الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). يجب أن نبتعد عن كل ما هو
ضار بالروح والنفس والجسد ونتخلص من العادات الضارة وننتصر على الرغبات والشهوات
والخطايا ولا ندع شئ أو أحد يفصلنا عن محبة الله .
+ لكي ما تثمر شجرة حياتنا يجب أن نتعهدها بالرعاية اللازمة ونحميها حتى من
الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم التى هى الخطايا الصغيرة لكي لا تتأصل في النفس ،
ونروي قلوبنا بمحبة الله والغير ونغذيها بأسمدة ووسائط النعمة. علينا ان
لا ننام وقت الزرع و رعايته حتى نجنى الثمار فى أوان الحصاد وعندما يحين الميعاد
نسمع من رب العباد { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك
على الكثير ادخل الى فرح سيدك} (مت 25 : 21).
+ استثمار الوقت وتنظيمه عامل هام فى حياة كل انسان منا فلا يجب أن نهدر
أوقاتنا فيما لا يبنى أو لا يفيد فإن الوقت من ذهب ان لم تستثمره ذهب ولم يعد.
وما لا ينبغي أن تفعله فلا تفكر فيه ولا تتذكره وعاتب نفسك على أخطائها خير لك من
أن تعاتب غيرك مبتعدا عن نظر وسماع ما لا يفيد لكى ما تتخلص من فعل ما هو
ضار لهذا يوصينا الإنجيل أن نسلك بحكمة وإفراز كحكماء { لذلك يقول استيقظ
أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا
كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل
فاهمين ما هي مشيئة الرب} (أف 14:5-17). نستيقظ من نوم الغفلة وننسى ما هو
وراء ونمتد الى ما هو قدام . وكما يقول القديس مار أفرام السرياني " أيام
حياتك ليست لك، ولا تعرف كم عددها ! ولست تدري متى يدركك الموت، لست تدري اليوم
ماذا يأتيك به الليل المقبل فمن الآن أسرع قبل أن يمضي. أجرى لئلا
يدركك ، اليوم هو لك أما الغد فلست تدري لمن يكون؟! أنظر إلى النهار ما أسرع
ذهابه فاحرص أن تذهب معه خطاياك. لا تغمض عينيك للرقاد حتى تفتح قلبك
للصلاة. بالعشاء ابتعد عن خطاياك وبالغداة اظهر صلاحك، لا يكن قولك بعيدًا
عن عملك. قبل أن تقول تهيأ للعمل، إن تحركت فيك فكرة صالحة فمن ليلتك ابدأ بعملها
واغتنمها، وإن تحركت فيك فكرة الحسنات فمع طلوع الشمس ابدأ بعمل الصلاح وأبعد عن
الشر، لا تتعب في شيء ليس هو لك، وتضيع شبابك باطلا، لا يكن قلبك منشغلا عما يغني، اسرع الي العمل الصالح، الحياة سريعًا تذهب والموت سريعًا يجيء. الزمان سريع
الذهاب وهو متعجل لكي يجوز فبادر الي التوبة والأثمار"
+ علاقتنا بالله .. يجب أن ننمو فى محبة
الله ونعطيه قلوبنا بكل ثقة ورجاء { ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب
إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك} (تث
10 : 12) . نخصص الوقت المناسب للصلاة بل تكون حياتنا كلها عشرة محبة وصداقة
فيها نسير مع الله ونصلى اليه بالروح والحق، نصلى لكي يقوى إيماننا به وتزيد
محبتنا ورجائنا فيه ونطيعه طالبين خلاص انفسنا واهلنا وكنيستنا وبلادنا. ونخصص وقت
للقراءة فى الإنجيل والكتب الروحية لننمو فى المعرفة والمحبة والعشرة بالله
بالقراءة الجيدة التي هى ينبوع للصلاة النقية. ويكون لنا صداقة روحية بالملائكة والقديسين ورجال
الله الاتقياء واصدقاء روحيين ننمو معا فى روح التلمذة للكتاب المقدس
والله والكنيسة .
+ علاقتنا بالآخرين.. كلما كنا ناجحين فى علاقتنا
بالله طائعين ووصاياه فإن ذلك يدفعنا الى محبته وخدمة الناس على كل المستويات.
فان الوصية تعلمنا ان المحبة لا تتجزء بل تتكامل ومحبة الله تكتمل بمحبة القريب {
يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك
ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك
كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} (مت 36:22-40). علينا أن
ننمى علاقتنا ونبادر إلى صنع الخير مع أهل بيتنا ومن حولنا فى العمل والسكن وتصل
محبتنا للأعداء والبعيدين. إن لعازر البلايا يحتاج منا الى البسمة والكلمة الطيبة
ومد يد العون فى مجتمع يعج بالفقراء والمحزونين والمساكين والضالين والمحرومين
وهذا هو مقياس الدخول للسماء { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي
رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت
غريبا فاويتموني. عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه
الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك. ومتى
رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا
اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء
الاصاغر فبي فعلتم} (مت 34:25-40). إن مقياس كمال المحبة هو محبة الأعداء كما قال
لنا السيد المسيح { سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا
اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم
ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار
والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم
اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس
العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو
كامل} (مت 43:5-48). أما صفات هذه المحبة كفضلة رئيسية فى حياة المؤمنين فقد ذكرها
لنا القديس بولس الرسول قائلاً { المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا
تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح
بالاثم بل تفرح بالحق . وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل
شيء. المحبة لا تسقط ابدا }( 1كو 4:13-8). بسبب كثرة الإثم فى المجتمع من
حولنا نجد الكراهية ونتائجها المرة تنتشر كما قال لنا المخلص الصالح {
ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين }(مت 24 : 12). فدعونا نعمل بقلوب
صادقة فى عامنا القادم ان نطفئ الكراهية بالمحبة والصلاة وصنع الخير، وبدلا من ان
نلعن الظلام فإننا نضيء شموع الخير والتعاون المثمر مع الكل ونقدم المحبة
للجميع لاسيما للذين أظلمت حياتهم واختفت منها المحبة { ونحن قد عرفنا و
صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه
}(1يو 4 : 16). الحصاد كثير والفعلة قليلون وكل واحد منا مدعو للعمل
الروحى كسفير للسماء ونورا فى العالم وملحاُ يعطى مذاقة روحية فى مجتمعه. فهل
نلبى النداء الإلهي ونثمر ونقوم برسالتنا وتكون السنة الجديدة سنة عطاء ونجاح؟. أن حياتنا طالت أو قصرت ستنتهى ولكن يا ليتها تنتهى من أجل عمل صالح وحياة
أبدية سعيدة .
+ دعوة لمحبة روحية للنفس... يجب أن نحب
ذواتنا محبة روحية تخلصها وتنميها وتربطها بفاديها. نهتم بأجسادنا كوزنة من الله
فلا نهملها أو ندمر الجسد في عيش مسرف فما أقسى اضرار التدخين أو الشهوات أو
الأهمال والتأجيل؟. الانسان القوى هو الذى ينتصر على عاداته الخاطئة ويقوي ارادته وعزيمته
بلا تردد او خنوع أو خضوع الضعف والخطية. فلنعمل على ضبط فكرنا
والسنتنا ونزن كل كلمة قبل ان تخرج من ألسنتنا. ونغذي فكرنا بما هو مفيد وقلبنا
بمحبة الله محبة والغير. وننمي ارواحنا ونقويها بوسائط الخلاص ونطلب من روح الله
أن يقودنا ويهدينا ونعمل على ان نأتي بثمر لكي ينقينا الله لنأتى بثمر أكثر{ كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر
}(يو 15 : 2). وكما يقول القديس مار أفرام السرياني " قلوب الناس
مكشوفة لدى الله، وبدء السيرة الصالحة الدموع في الصلاة واستماع الكتب الإلهية،
ربوات كتب في أذن الجاهل تحسب لا شيء ومن هو الجاهل إلا المتهاون بمخافة الله، فإن
قلب الحكيم يقبل الوصايا بأوفر حكمة. فلا تقاوم الشر بالشر (متى 5: 39)، لا تمنع
شيئًا عن أحد لئلا تلام إذا هلك، لا تتلون في احترامك للناس حسب المقتنيات، لتكن
كل الأشياء عندك كأنها غير موجودة والله وحده هو الموجود، إذا سألت قريبك ولم يعطك
ما تريد فاحرص لئلا تخرج كلمة غضب من فمك أو تقطر مرارة، لا تقاوم الدوافع الصالحة
لأن تغيرات ميول النفس كثيرة، ابعد الأسى عن جسدك والحزن عن فكرك" نصلي ونعمل ليدوم ثمرنا ويبارك الله حياتنا وأهلنا وبيوتنا وكنيستنا وشعبها وبلادنا وعالمنا،
ويرفع عنا الوباء والغلاء والخصام والحروب ويهبنا حكمة ونعمة على الدوام.
نصلي لكي نتوب ونثمر...
+ نشكرك أيها الرب الهنا ورازقنا وسيد حياتنا، نعترف بخطايانا و ضعفنا
وتقصيرنا ونصلي إليك وأنت الذي يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون أن
تهبنا حكمة ونعمة وقوة لكي نتوب ونقلع عن الخطايا والذنوب ونأتي بالثمر المطلوب
ونرضيك كل أيام حياتنا.
+ أيها
المسيح إلهنا الذي جاء ليطلب ويخلص من قد هلك، خلص شعبك وبارك ميراثك وترأف
على خليقتك وانظر الينا بعين الرحمة والمحبة والحنان وأنعم بالشفاء لكل مريض، أعط صبراً وعزاءاً للمحزونين ونيح أنفس الراقدين وهبنا حياة الاستعداد
الدائم لنكون لسماع صوتك الحنون مستعدين.
+ يا روح
الله القدوس، هبنا روح التوبة والصلاة والتضرع وأهدي خطانا بحكمتك الإلهية
للعمل والأثمار ولا تدع موت الخطية يقوى علينا ولا علي كل شعبك، وحرك فينا
كل الدوافع النبيلة والقيم الروحية السامية لنعمل مرضاتك كل حين، ليتمجد أسم الله
القدوس فينا وبنا، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق