نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 12 ديسمبر 2020

ملكوت الله والاولويات فى حياتنا

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

إهتمام الإنسان بتوفير حاجاته المادية..
+
  في عالم اليوم ووسط موجات الوباء الغلاء والتضخم وصراعات الحياة نجد الكثيرين يقلقوا ويضطربوا من أجل أمور الحياة الكثيرة ويقضى الإنسان معظم وقته فى توفير متطلبات الحياة المادية وقد يغفل الإهتمام بروحياته وحرصه علي أبديته وإهتمامه بعلاقته بالله وملكوته وينسي أن له آب صالح يهتم باشباع إحتياجاته {  فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} (مت 13:6-34). ويوضح لنا السيد المسيح أهمية العلاقة الحية والعشرة الصادقة بالله، فلا يقضي المؤمن غالبيه حياتنا لاقتناء الطعام واللباس والمسكن والتعليم، والإهتمام بمطالب الجسد فقط بل عليه أن يهتم بملكوت الله وشبعنا بالله فى توازن وترتيب للأولويات فى حياتنا، فحياتنا وأبديتنا أهم من الماديات الزائلة. والله الذى منحنا هذه الحياة وهذا الجسد، قادر بالطبع أن يهبنا احتياجاتنا المادية ولهذا جاء المسيح متجسدا لتكون لنا حياة أفضل.

+ يقدم لنا السيد المسيح دليل علي إهتمامه حتى بطيور السماء التي تطير مغردة دون أن تقلق لأجل احتياجاتها الجسدية والتخزين للمستقبل، وهو يقوتها يوما فيوما. الإنسان عن الله أفضل من طيور كثيرة يهتم به الله ويعطيه احتياجاته وماذا استفاد المهتمون بالأمور المادية، هل استطاعوا أن يزيدوا طولهم ذراعا واحدة؟ فالله هو الذى يعطى طول الجسد وشكله، ويحفظنا فى ثقتنا به واتكلنا عليه. كما أن زنابق الحقل، ولا سليمان الملك، رغم عظمته وكثرة أمواله، لم تصل ملابسه إلى جمال هذه الأزهار، مع أنها مجرد أعشاب تنمو لبضعة شهور ثم تذبل. الإنسان ذو  قيمة عظيمة فى نظر الله أعظم من الطيور وزهور الحقل ؟. لقد تجسد الإبن الكلمة وبذل ذاته فداءا عنا ليهبنا الخلاص، وليس هذا مدعاة للكسل أو التهاون بل علينا أن نعمل بجد وإجتهاد ونستثمر الوزنات المعطاة لنا فى توازن بين إشباع أرواحنا وأجسادنا ونفوسنا ونمو علاقتنا بالله والناس.

+ علينا أن نطلب أولا ملكوت الله وبره بأن يملك الله على قلوبنا ونتمتع بعشرته، ويملك علي البعيدين ويقربهم اليه ونسعى فى طلب البر واثقين أن أمور الحياة يوفرها الله لنا. ولا ننسى أن هدفنا الأسمي هو الله، نعطيه القلب والأولوية فى وقتنا وأعمالنا وتفكيرنا ومحبتنا. هكذا قدم إبراهيم أبو الآباء أبنه وحيده علي المذبح معطيا الله الأولوية حتى على أبنه من أجل ذلك راينا الله يمنعه أن يمد يده عليه وقدم له حمل محرقه عوض عن أبنه وباركه الله. ولهذا قال القديس بطرس الرسول والرسل { فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ }(اع  5 :  29)

+ ترتيب اولويات حياتنا...

+ مع إهتمامات الإنسان الكثيرة والإنفتاح علي عالم الميديا والنت والموبيل والطفرة فى عالم الأخبار، تشتت فكر الانسان وأدمن البعض الجلوس مع الميديا دون العالم الواقعي أو عالم الكتاب وأهمل البعض الحياة الروحية وكثرت متطلبات الحياة وأصبح الإنسان عرضة لضياع الهدف أو يضع البعض أهداف وقتية زائلة تعطل مسيرتهم نحو الله والأبدية. وحتى فى زمن السيد المسيح كانت مرثا مرتبكة من أجل أمور كثيرة وطلبت مساعدة أختها لها ولهذا عاتبها السيد { فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ. وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»} (لو 41:10-42). رغم أهميته ما كانت تعمله مرثا فى إعداد الطعام الضرورى للحياة الجسدية، لكنها إنهمكت فيه ذلك بمبالغة، لدرجة أنها اضطربت، فعاتبها المسيح. وهو طبعاً يقدر محبتها واهتمامها بتكريمه، ولكن الإنشغال الزائد يربك الإنسان. وقد يكفي صنف واحد أو أثنين من الطعام الضروري لاسيما فى الصوم للتفرغ للعمل الروحي وعدم الأضطراب وضياع الوقت والمال في أعداد أطعمة تضر بالصحة أحيانا كثيرة. والكتاب ينصحنا قائلاً { لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملان ذبائح مع خصام }(ام 17 : 1). لقد اختارت مريم النصيب الصالح، وهو الجلوس عند أقدام السيد المسيح وسماعه وهذا الاختيار هو الذى يشبع النفس ويخلصها. وهو الذى يوصل المسيحي إلى الملكوت الأبدي ومع تقدير المسيح للأعمال العالمية المفيدة وكل الخدمات المادية والروحية، مثل مساعدة المرضى، والمسنين، وإعالة الفقراء مادياً، لكنها لا تغنى الخادم أو الإنسان الروحي عن علاقته الشخصية بالمسيح ومحبته والصلاة وقراءة الكتاب المقدس.

 + من الأشياء الهامة والضرورية للنجاح والتفوق فى الحياة ان نرتب أولويات حياتنا ونعطيها الإهتمام والوقت الكافى، فنقوم بعمل الأشياء المهمة فالأقل أهمية. فليس من المعقول ان يسوق أحد سيارته هائما على وجهه فى الطرق ويتمنى الوصول سريعا الى نقطة وصول محددة. ففى هذا مضيعة للوقت والجهد والمال. فلا نعطي الشئ الاقل أهمية او بلا فائدة الوقت الكثير أو نمضى الوقت فى ما لايفيد ونطمح فى تحقيق النجاح والسعادة. ان من يعمل ما يفيد يتخلص مما لا يفيد والعكس صحيح. الله يدعونا للتفكير والتخطيط السليم لبناء حاضر سليم ومستقبل أفضل وأبدية سعيدة { ومن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله. لئلا يضع الاساس ولا يقدر ان يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزاون به. قائلين هذا الانسان ابتدا يبني ولم يقدر ان يكمل} (لو 28:14-30). فالإنسان الروحى الذى يريد أن يبنى برج، أى علاقة روحية تربطه بالسماء، ينبغى أن يضع الأساس وهو الإيمان بالمسيح والجهاد الروحي فى الصلاة والصوم والتوبة بانسحاق، حتي لا تهزأ الشياطين به. فدعوة المسيح لحساب النفقة ليس تخويف لتابعيه من صعوبة الطريق، لكن ليدفعهم للأستعداد ووضع أهداف روحية وعمليه سليمه لحياتهم فيضمنوا الوصول للملكوت والتمتع بعشرته المفرحة دائماً.

+ ويوصينا الكتاب المقدس بان نهتم بخلاص نفوسنا وعلاقتنا بالله والناس فى توازن وتكامل فى حياتنا، ففى مثل الغني الغبي الأناني الذى أهتم فقط بامواله دون علاقته مع الله والناس راينا كيف خسر حياته الابدية { فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون } (لو 12 : 20). فلو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا فنحن نسير فى طريق خاسر{ ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). ولو تصورنا أن إنسان مَلَكَ أو ربح العالم لكن خسر أبديته فقد أضاع نفسه وأهلكها ولا شئ يساويها أو يعوضها، للإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يستعيدها متي خسرها، نفسك هي أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وقد أقتناها المسيح بدمه المسفوك لأجل خلاصها، فلا ينبغي أن يضيع الإنسان أغلى شيء فى الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات أو أمور مادية مؤقتة.

 + ترجع أهمية ترتيب الأولويات فى حياة الإنسان لمحدودة الوقت والجهد والإمكانيات. وبترتيب أولويات حياتنا وأعمالنا ومقابلاتنا نستطيع ان نحقق الامور الهامة التي نسعى للقيام بها وبالتخطيط السليم نتفوق ونحقق رسالتنا فى جوانبها الحياتية المختلفة فى تكامل وتعاون للقيام باعمالنا ودورنا كافراد فى الاسرة والعائلة والكنيسة والمجتمع والعمل الذى نقوم به بحكمة مفتدين الوقت. وعلى المؤمن وضع الاهداف التي يريد ان يصل اليها سواء على مستوى الاسبوع او الشهر أو السنة. كل هذا يجعلنا نتقدم وننجح ونسعد. ومع معرفة ميولنا وإمكانياتنا ووزناتنا وتنميتها بالجهد والعرق المتوالي نصل للنجاح والنبوغ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة نتخطى العقبات وننجح فى كل عمل صالح { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10(.
 +
بتحديد الأولويات ومعرفة امكانياتنا وتطوير وبناء الذات نجد ان هناك فرق كبير بين حياتنا التي تمضى بدون حساب النفقة وبلا ترتيب ونظام وبين ان نبنى برج النجاح لعلاقات ناجحة تنمو وتفتح أفاق جديدة للسعادة وتحقيق ما لم نكن نحلم به أو نتصوره من تقدم وما العبقرية الإ جهد متواصل تنمو ثماره على مر الزمن وتظهر نتائجه مع اداء الانسان دوره فى مجتمعه فى سعادة. علينا اذا إكتشاف إمكانياتنا وقدراتنا وطاقاتنا وميولنا واستغلالها والمتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا من الله لهذا مدح الله الذين تاجروا بوزناتهم لهم وربحوا وأدان الى طمر وزنته (مت 19:25-29). لقد منح الله كل منا وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا.

+ الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح. كما أن الله لا يحابي أحدا على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطا وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وكل منا مسئول عن إستثمار وزناته (مت14:25-30). ويجب ان ننمى وزناتنا الروحية والعقلية والعملية وعلاقاتنا فما التفوق والعبقرية الا معرفة من الانسان لمواهبه وبالجهد الامين فى تنميتها بمرور الوقت والتراكم المعرفي والزمنى وبالانجازات تصنع المعجزات. اما الكسالى والخاملين فلا مكان لهم فى عالم اليوم ولا حتى فى السماء من أجل تراخيهم وعدم إهتمامهم بخلاص نفوسهم.
المجالات الهامة فى حياة المؤمن..
+
 العلاقة بالله ومحبته والعمل للوصول الى ملكوت السموات يأتي فى أول سلم إهتمامات الانسان الروحي من أجل هذا قال لنا السيد الرب { اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم }(لو 12:31). محبة الله والقريب والنفس هم مثلث راسه محبة الله وضلعيه محبة القريب والنفس كما يقول الكتاب { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين} (مر 30:12-31). محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه وعمل ارادته فى حياتنا والنظر الى الناس والحياة والأشياء فى ضوء الكتاب المقدس وقيادة الروح القدس يجعلنا نسلك فى النور ونكون نور للعالم الجالس فى الظلمة { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح} (2تي 1 : 7(. علينا أن نكون أناس صلاة من أجل الجميع ليس من أجل خلاص أنفسنا فقط ولكن لمن هم حولنا بل وعالمنا كله { فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ انْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ} (1تيم 2:1) كما أنه وأجب علينا أن نتوب ونحاسب أنفسنا ونطلب الرحمة والغفران وعلينا أن نسعي للسلام والمصالحة مع الغير لاسيما أن كان الخطأ قد صدر منا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاًاصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.} (مت 23:5-24)
 +
الاهتمام بالحياة الاسرية وبناء اسرة مترابطة قوية سعيده متفاهمة تحيا فى محبة وتعاون وشركة مع الله والكنيسة وتشارك فى المجتمع وتشهد للإيمان كاولوية مهمة فى حياة المؤمن، فقد ينجح الانسان فى العمل ويحقق طموحه الدراسي والمادي دون ان يهتم ببناء بيت سليم، فتتفكك الاسرة أو يفشل الأبناء. وكم من اشخاص تغربوا من أجل تحقيق طموحهم المادي وتركوا زوجاتهم واولادهم دون إهتمام وتسبب ذلك فى العديد من المشكلات التي تسبب لهم التعاسة والفشل لهذا فمن أولويات المؤمن الاهتمام بأهل بيته وأسرته واقربائه وحياتهم الروحية { واما انا وبيتي فنعبد الرب} (يش 24 : 15). علينا التعاون فى تحقيق الإشباع النفسي والروحي والإجتماعي والحرص على النمو السليم لافراد الاسرة مع اشباع حاجتهم للطعام والشراب ومستقبلهم الدراسي والعملي.  ومن النجاح الأسري ينطلق المؤمن الى مجال أوسع للعلاقات الإجتماعية مع العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء والزملاء والامتداد بالمحبة والعطاء على قدر طاقتنا وتنمية هذه العلاقات للمرضى والمحتاجين والغرباء والمسجونين وذوى الحاجات الخاصة فهذه اساسيات الدخول لملكوت السموات { من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما} (مت 20 : 26).
 +
الأمانة فى العمل والالتزام به مع الاتزان فى القول والسلوك والعلاقات من المجالات الهامة التي يجب ان يقوم بها المؤمن فى بذل وإخلاص وتفانى حتى وسط أجواء الفساد الاداري والمالي من حولنا فنحن مسؤليين عن خلاص أنفسنا ونسأل عنها أمام الله. وعلينا العمل بامانه ومخافة الله  فى عالم يسوده التنافس وقلة فرص العمل فمهما كانت وظيفتنا، كبرت أو صغرت علينا ان نحب ما نعمل ونعمله بامانة ونتغلب على التحديات والمضايقات بالحكمة والصبر والمثابرة، ومع الوقت لابد ان يظهر معدن الانسان جليا للناس، ونحن في عملنا ننتظر المجازاة من الله الذى يرى فى الخفاء ويجازى علانية.
 +
المؤمن فى كنيسته عضو فعال ومشارك وخادم ناجح على قدر طاقته وعمق محبته وأمانته تجعله محب ومحبوب ويعتمد عليه، كما انه شاهد حي للإيمان العامل بالمحبة فى مجتمعه وبين أصدقائه، يخصص لكل شئ وقت للجد والعمل وقت وللمجاملات والترفيه عن النفس وقت. المؤمن أمين كملح فى الارض لوطنه ويستنير من علاقته بالله وينير الدرب لكثيرين. مع الحرص علي ايجاد توازن وتكامل بين مجالات عمله فى الحياة وأولوياتها والاستجابة للظروف الطارئة والملحة فى حكمة من أجل بناء النفس والغير وعمل الخير والإمتداد نحو حياة صالحة والتطلع نحو الأبدية السعيدة التي يعدها الله لجميع الذين يترجون ظهوره في مجده العتيد،أمين.


ليست هناك تعليقات: